منظور الشرير - الفصل 143
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
السنين تمر الواحدة تلوا الأخرى ، لتحمل بين طياتها قصصا مختلفة .
بعضها سيبقى في الظلام ، و لربما لن يروى أبدا ..
فما يوجد في الظلام من الأفضل أن يبقى في الظلام .
لكن أحيانا .. ستخرج تلك القصص إلى الضوء لتروي لنا قصة كفاح أخرى.
…
…
…
الإمبراطورية ذلك المكان الفسيح الذي حمى ما تبقى من البشرية عندما تكالبت كل تلك الكوارث على أسوارها .
بينما كان الاساطير من أمثال آبراهام ستارلايت و مايكار فاليريون يبنون حكايتهم . عاش الآخرون في سلام بعيدا عن تلك المعمعة .
في ليلة ممطرة ، عصفت فيها الرياح بكل ما تواجد أمامها.
ليلة كئيبة ظلماء لم تنرها سوى تلك الرعود التي زلزلت السماء من حين لآخر.
بعيدا عن كل المدن و القرى ، سار رجل بمفرده بوجه كئيب حاملا طفلا بين يديه .
صوت بكاء ذلك الطفل لم يتوقف إطلاقا ليتناغم مع صوت البرق في الأعلى .
الرجل الكئيب بأعينه المتعبة قد القى نظرة على ذلك الطفل البكاء ذو الشعر الأبيض .
“لا تنام و لا تتعب ، لا تأكل ولا تشرب .. يالك من طفل ممسوس ”
سار الرجل بخطوات متعبة ، لسبب ما هو بدا يائسا حقا.
“لعل هذا سيكون بمثابة كفارة على أرواحهم البائسة ”
شيئا فشيئا ، ظهر شكل ذلك المبنى العملاق على مد البصر لأعين الرجل المتعب.
“لا فائدة من رثاء الموتى ، لكن على الأقل يمكننا محاسبة الأحياء .”
عندما إقترب الرجل المتعب من ذلك المكان ذو الهيكل المظلم الذي وقف شامخا بين العواصف و الأمطار .
ظهرت تلك اللافتة فوق الباب الحديدي لذلك المكان الكئيب .
“ميتم يوسيفكا”
ببطء وضع الرجل الطفل أرضا أمام بوابة الميتم ، بينما القى بنظرة أخيرة عليه .
تاليا ، هو إستدار مغادرا .
سار بثبات إلى أن دخل تلك الغابة التي جاء منها .
بأعين كئيبة ، هو اخرج تلك السكينة الصدئة ممسكا اياها بكلتا يديه .
بابتسامة حزينة هو اقحم تلك السكينة داخل حلقه راشا دماءه التي إمتزجت بمياه الأمطار .
“لعل هذا ، سيكون كفارة لكل تلك الذنوب ”
مات الرجل .
و عاش الطفل بينما لم يتبقى شيء سوى صوت بكائه .
ما حدث حتى الآن ، قد تم رؤيته من قبل تلك الأعين.
رجل غريب يرتدي رادءا اسود برزت من بين فجواته بنيته الجسدية القوية ، و نظارة القراءة المستديرة فوق عينه اليمنى .
ببطء ، هو حمل الطفل بين ذراعيه بينما لم يهتم للرجل الميت.
كل ما كتب داخل بطانية الطفل الباكي ، كان اسمه .
“سنو ليونهارت”
الطفل الذي قدم قربانا لروح يوسيفكا .
…
…
…
مرت الأيام ، و السنين .
و كبر الطفل .
ميتم يوسيفكا كان مكانا آوى الكثير من الأطفال .
أطفال وجدوا انفسهم دون آبائهم بسن صغيرة جدا.
من بين اولئك الأطفال ، هو كان مميزا .
شاب بشعر أبيض و أعين ذهبية بملامح لطيفة .
كان طفلا جميلا حرك قلوب كل من رآه .
“سنو ليونهارت”
جالسا فوق كرسيه و متكئا على طاولته.
حدق سنو رفقة الكثير من الأطفال بتلك السيدة التي كانت تعلمهم مختلف الامور داخل فصل مدرسي صغير .
علمتهم كيف يكتبون ، و كيف يقرأون .
أولئك الأطفال قد إعتبروا ذلك الميتم عالمهم ، عالم تنتهي حدوده عند تلك الاسوار الحديدية .
لكنهم لم يمانعوا البقاء فيه ، فقد كانوا سعداء بما لديهم بالفعل.
جميعهم نظروا بسعادة إلى تلك المعلمة التي علمتهم و ربتهم و أعطتهم كل شيء بتلك الحياة .
نائبة المدير ، أو ببساطة .. “الأخت آناليز”
صحيح انهم نادوها بالأخت بطلب منها ، لكن معظمهم رآها مثل أمهم بالفعل .
خصوصا الشاب صاحب الأعين الذهبية الذي لم ينظر إلى أي أحد سواها .. حتى عندما كانت الكثير من الأعين عليه .
عندما تنتهي الحصص ، كان يلتقي جميع أطفال الميتم داخل ساحة عملاقة للعب أو الاستراحة و قضاء وقتهم .
كثيرا ما كان البعض يتوافدون على سنو ليونهارت.
بعمرهم ذاك الذي لم يتجاوز العاشرة حتى ، كانوا يعيشون طفولتهم كما يجب غارقين وسط أحلام وردية .
مثل أن يحصلوا على عائلة من الخارج ، عائلة حقيقية.
أو شيء ابسط من ذلك حتى .. مثل الوقوع بالحب .
كان الأطفال سذجا من تلك الناحية ، و يمكنك معرفة ان معظم فتيات الميتم مفتونات بسنو الذي بدا اشبه بملاك سائر فوق الأرض.
و هذا ما أثار غيرة و حنق الذكور منه لذلك كثيرا ما ستراهم يحاولون مشاجرته .
كانت تلك هي طريقتهم الطفولية من أجل البروز ،” عن طريق ابراح الطفل الجميل ضربا سنثبت اننا أهم منه “.
لكن الواقع كان عكس الخيال ، فسنو ليونهارت الصبي النحيل الذي بدا أجمل من الفتيات قد سحق كل من اقترب منه.
حركات جسده كانت شيئا غير مفهوم لمن هم بسنه و كأنه ولد خبيرا بفنون القتال .
كل من تعرض لذلك الفتى قد أكل التراب في النهاية.
و بهذا تم تحطيم جميع خططهم ، بل جاءت بنتائج عكسية زادت من شعبية سنو ليونهارت أكثر و أكثر.
عندما ينتهي ذلك الشجار المرير كان سنو يبقى مكانه و كأنه ينتظر شيئا ما .
و بالفعل ، ما هي إلا ثواني ليأتي حراس الميتم لتوبيخهم ثم اخدهم إلى مكتب نائبة المدير
و هذا ما كان ينتظره ذلك الفتى بفارغ الصبر .
الأمر دوما ما ينتهي بهم بالتعرض للتوبيخ من تلك السيدة.
الأخت آناليز كانت امرأة ناضجة بشعر أحمر ناري و اعين بنفسجية بدت شبيهة بالجواهر التي كانت محمية بتلك النظارات التي ارتدتها على الدوام بسبب ضعف نظرها .
ملامحها كانت لطيفة جدا ، لذلك حتى عندما وبختهم فالأمر لم يبدو كذلك حقا .
كلما إنتهت منهم كان الجميع يغادر ماعداه .
“مالامر ؟ أنت تستطيع المغادرة ”
سنو هز راسه بينما بقي بالقرب.
“أريد البقاء و المساعدة ”
كثيرا ما كان يفعل ذلك ، آناليز كانت تحاول أحيانا جعله يغادر بالقوة لكنها دوما تستسلم له.
طيلة الساعات التالية و عندما يقوم باقي الأطفال باللعب ، هو كان يقضي وقته يحوم حول نائبة مدير الميتم .
كان يبذل جهده سواءا عن طريق جلب الوثائق الصحيحة لها أو مساعدتها بامور ابسط.
الأشياء التي قد تصيب أي طفل بالملل كانت موضع ترحيب لسنو مادامت من أجل تلك السيدة .
آناليز و عندما كانت تنهي اعمالها هي تمسد شعر سنو آخذة إياه بالقرب .
“أنت طفل لطيف حقا .. سنو ”
“…”
“تذكر دوما ، يجب أن تكون طفلا جيدا و مطيعا على الدوام و ستحصل دوما على ما تريد ”
سنو أومأ على كل كلمة بينما أجاب بصوت خافت .
“نعم ، أمي ”
للحظة ، آناليز تجمدت بعد الكلمة الأخيرة قالها سنو ..
“لا يا سنو ، لا يجب أن تناديني بذلك .. ناديني فقط بالأخت كما يفعل الجميع أو نائبة المدير”
بدت و كأنها تعاتبه ، لكن نظرتها الحنونة و ابتسامتها الخافتة قد خانوها تماما ما جعل كلماتها دون معنى .
سنو ليونهارت كان يرى آناليز كوالدة له.
كانت كل شيء بالنسبة له بحيث أنه وجدها بجانبه منذ أيام صباه .
لم يكن يملك أي اصدقاء ، لسبب ما هو كان متباعدا عن الجميع.
لذلك حقا هو أحب الوقت الذي قضاه مع تلك السيدة ، كان يسد فراغ كونه دون عائلة بواسطتها .
في النهاية هو غادر مكتب آناليز ، عندما خرج من هناك هو إصطدم دون قصد بذلك الرجل الذي كان خلف الباب .
سنو الصغير قد سقط أرضا ، ما اصطدم به بدا مصنوعا بالحديد لا اللحم .
رجل يرتدي رداء الكهنة ، بشعر أسود طويل اشعث و نظارة القراءة المعتادة فوق عينه التي احتوت على ندبتين ..
“المدير ”
كان ذلك الشخص هو مدير ميتم يوسيفكا.
بيده الكبيرة هو ربت على رأس سنو بخفة .
تلك اليد بدت و كأنها قادرة على سحق رأسه ذاك بسهولة ، لكنه لم يفعل .
“كن مطيعا و اذهب للعب مع الآخرين”
بصوت عميق هو تكلم و اعينه على سنو .
هذا الأخير أومأ بشدة بينما هرب بعيدا .
“حاضر ”
المدير نظر إليه لبعض الوقت ، قبل أن يدخل مكتب آناليز .
المدير كان شخصا لا يظهر كثيرا داخل الميتم .
بدا مخيفا لكنه تعامل بلطف مع الجميع .
لكنه سنو ليونهارت ببساطة لم يستطع تقبله ، فكلما إلتقاه كان كل شعر جسده يقف مرسلا إليه شعورا مريرا .
لقد كان خائفا منه . لكن الأمر لم يؤثر على حياته كثيرا
روتينهم اليومي كان عاديا ، يستيقظون مبكرا ، يدرسون ، يلعبون ، ثم يخلدون إلى النوم مبكرا .
الشيء الوحيد الغير اعتيادي كان ذلك اليوم من الأسبوع عندما يتم جمعهم من أجل ذلك الفصل الطبي .
قيل لهم انهم جميعا مرضى ، لذلك و بشكل دوري هم يجتمعون داخل تلك القاعة الفسيحة بينما يتم حقن تلك المادة الحمراء داخل عروقهم.
كلما رآها سنو ، شعر بأن ما يتم حقنه بداخله .. كان ببساطة دما .
دم لم يعرف مصدره .
لكن الأخت آناليز كانت من يحقنه ، هو كان مؤمنا بها بشكل أعمى ..
أنها لن تقوم بمنحه شيئا قد يؤذيه .
لذلك هو تلقى تلك الحقن عن طيب خاطر بينما امتزج ذلك السائل بدمه .
أحيانا كان الكثير منهم يبيت داخل مشفى الميتم عندما عانوا من بعض الأعراض .
لكن سنو لم يعاني من أي منها رغم انه احس بالتغييرات على جسده .
وقتها هو تساءل كثيرا عن ذلك الشيء الذي اصبح جزءا منه الآن.
مرت الايام..
سنو عاش نفس الروتين اليومي لوقت طويل ، لم يكن يملك الكثير من العلاقات لكنه كان شديد الملاحظة.
هو لاحظ ..
كيف غادر الأطفال الواحد تلوا الآخر..
كيف كانوا عمليا محتجزين داخل الميتم ، و كيف انهم لم يتجاوزوا تلك الحواجز الحديدية التي احاطت بهم .
أيضا كان هناك ذلك الجانب من الميتم الذي تم منعهم من بلوغه .
الأراضي المحظورة .
كل تلك كانت امورا جعلت من عالمهم المثالي معيبا جدا .
مالذي كان يحدث خلف ظهورهم ؟ و هل درى العالم في الخارج عنهم حتى ؟
سنو كان يتساءل أحيانا.
هو إكتسب القدرة على التلاعب بالاورا منذ سن صغيرة و قد كان موهوبا جدا.
لكن النظام التعليمي في الميتم قد قيده بشدة و كأنه لا يريده أن يصبح أقوى اطلاقا ..
عزاءه الوحيد ، كان الوقت الذي أمضاه مع نائبة المدير آناليز .
الفضول كان ينمو كل يوم داخل قلب الفتى الشاب .
خصوصا مع الإختفاء المتكرر لاطفال الميتم .
بمرحلة ما ، اصبح ذلك يحدث كثيرا بينما جاء اطفال جدد بكل مرة .
المعلمون هناك قالوا بأنه تم تبنيهم ، أو نقلهم لاماكن أفضل.
كثيرون اعتبروهم محظوظين .
لكن هل كانوا كذلك حقا ؟
خصوصا عندما كانوا يختفون تزامنا مع عودة المدير .
لاحقا ، و مع بلوغه سن العاشرة .
أصبح سنو يعامل و على أنه مميز بجانب فئة قليلة من الاطفال في سنه .
بذلك الوقت ، شكوكه زادت كثيرا بشأن الميتم و تلك المواد التي حقن جسده بها .
لكنه لم يملك الكثير بين يديه .
كل ما إمتلكه كانت السيدة آناليز التي بوجودها كان في غنى عن اي شيء اخر.
بكل مرة كانت دوما تعانقه هامستا بتلك الكلمات في اذنه.
“كن فتا جيدا و مطيعا ، حينها سيكون كل شيء بخير ”
السيدة آناليز منحته ذات مرة قلادة .
قلادة فضية مع حمامة جميلة رمزت للحرية .
كان نفسه شعار الميتم .
لكن ، هل كان حرا حقا ؟
سنو الصغير عرف انه لم يكن .
فضوله كان يزيد كل يوم ، من أجل معرفة الحقيقة .
لقد بدأ يسأم من كل ذلك البكاء عندما يغادر أحد الأطفال دون قول كلمة ..
لكن كلمات آناليز كانت رادعا له ..
“كن فتى جيدا و مطيعا سنو ، عندها كل شيء سيكون بخير ”
لكن إلى متى كانت تلك الكلمات ستواصل ردعه ؟
ليس لوقت طويل ..
بأحد الليالي المقمرة ، سنو تسلل من غرفة نومه تاركا الأطفال يغطون بنوم عميق .
رغم محدودية تدريبهم ، إلا أن سنو كان يستطيع التلاعب بالاورا بحرية لذلك و بخطوات سريعة هو تحرك بسلاسة داخل الميتم .
كانت المنطقة المحظور عليهم دخولها تقع بالجانب الغربي من الميتم ، لذلك كان عليه أن يمر عبر الكثير من أجل الوصول إلى هناك .
الميتم كان عبارة عن مدينة صغيرة بالفعل .
لكن سنو كان موهوبا بالفطرة و ما هي إلا بضع دقائق ليصل ذلك الجانب المظلم من الميتم .
مشى الطفل خطوة تلوا الأخرى.
كان المكان مظلما ، و موحشا .
شيئا فشيئا هو دخل أحد القاعات بنهاية الطريق ، قاعة فسيحة مضيئة بأضواء خضراء إنبعثت من داخل زجاجات مخبرية كبيرة .
فور دخوله لذلك المكان ، متلهفا لمعرفة الحقيقة بعدما قتله الفضول هو اصطدم بمشهد لم يتوقعه .
المكان كان عبارة عن مختبر قديم به عدد كبير من الادوات الحادة التي لطخت بالدم ، بينما كانت الاسرة دموية هي الأخرى.
سنو شعر بالرعب من ذلك لوحده ، لكن ما حذب انتباهه بشكل خاص كانت تلك الزجاجات العملاقة في الأمام.
هو اقترب منها شيئا فشيئا ، لكنه تجمد في النهاية قبل أن يصل إليها.
بعد كل شيء هو تعرف على ما يوجد بداخلها ..
إرتجف الطفل بشدة و هو يحاول استعاب ما رآه .
داخل الزجاجات الأسطوانية الشكل ، تواجدت أعضاء بشرية دموية بالداخل .
تلك الاطراف و الأيادي و الارجل لم تكن ما اخافه ، بل شيء آخر تماما .
كانت الرؤوس البشرية المقطوعة ، التي حفظت بعناية في الداخل .
هم لم يكونوا أصدقاءه .. مجرد رفاق له داخل الميتم لكنه عاش معهم لوقت طويل جدا لذلك يستحيل أن لا يتعرف عليهم .
تلك كانت رؤوس أطفال اخرين قد عاشوا معه تحت سقف واحد .
ذلك المشهد المرعب للرؤوس المبتورة و رائحة الدم الشديدة كان كثيرا على طفل مثل سنو ليونهارت الذي عاش بطريقة مسالمة حتى الآن .
هو لم يستطع حتى الصراخ بشكل صحيح ، بل فقط ارتجف دون توقف بينما شعر بقلبه يكاد ينفجر داخل صدره.
حدسه اخبره بانه يجب أن يهرب ، و يغادر الآن.
لكنه لم يكن يستطيع التفكير بمنطقية في تلك اللحظة لذلك بدلا من العودة ادراجه هو هرب إلى الأمام متعمقا بذلك المكان المحرم .
في النهاية هو بلغ أحد الغرف .
غرفة كانت رائحة الموت و الدم تنبعث منها بشكل مكثف .
مالذي كان يحدث بذلك الميتم ؟ تجارب على البشر ؟ فقط أي نوع من المرضى العقليين قد انشأ ذلك المكان؟
الإجابة كانت تقبع خلف الباب .
الباب كان مفتوحا جزئيا ، لذلك كل ما فعله سنو الصغير كان دفعه قليلا ملقيا بنظرة على ما وجد بالداخل .
الغرفة كانت مظلمة تماما ولا يوجد بها سوى مصباح واحد نزل من السقف و أضاء مركزها.
في ذلك المكان ، و فوق سرير صغير كانت ترقد طفلة لم تبلغ الثامنة من عمرها حتى .
امامها كان يقف ذلك الرجل الذي أخافه لوقت طويل .
مدير الميتم ..
الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة ، لكن الضوء قد إختفى من عينيها منذ وقت طويل بالفعل .
بهذه المرحلة يمكنك سماع صوت أسنان سنو الذي إرتعش كما لم يفعل من قبل .
المدير قد إستدار ناحيته ببطء .
الفتاة امامه كانت نصف مأكولة بحيث أن النصف الأيمن من صدرها و معدتها قد اختفى بالكامل بينما نزفت دون توقف .
دماؤها كانت تملؤ وجه المدير و ملابسه .
ذلك المدير و من بين الندوب فوق عينه اليمنى قد ظهرت اعين اخرى حمراء مضيئة نظر بها ناحية سنو .
هذا الأخير قد سقط أرضا عندما لم تتحرك قدماه ..
بصوت عميق تكلم المدير ..
“سنو ، اه اللعنة .. مالذي تفعله هنا”
كان سنو مميزا ، لذلك تعرف عليه المدير على الفور .
هو مسح فمه بكمه بينما سار ناحيته .
مع كل خطوة كان قلب سنو يغرق أكثر..
“ل-لا !”
المدير قد إقترب سرعة .
“لا تأتي !”
المدير لم يتوقف بل ركع ممسكا بوجه سنو بكلتا يديه الدمويتين ملطخا اياه بدم الطفلة المسكينة .
اعين المدير ركزت على سنو بالقرب ..
سنو قد شعر بانفاس المدير الدموية تلمس جلد وجهه ..
بصوته العميق ، تحدث المدير ثانية..
“أنت لم ترى شيئا أليس كذلك ؟ سنو ليونهارت”
“م-ماذا ؟”
تردد سنو عندما كان عقله لا يزال يحاول استعاب ما رآه .
“أنت لم ترى شيئا و لم تسمع أي شيء”
المدير قد عانق سنو ، ليتلطخ هذا الأخير بالدم هو الآخر.
“أنت طفل مطيع ، الست كذلك ؟”
“…”
بقي سنو صامتا .
لم يستطع نطق أي كلمة ، هو احس بأن الشيطان نفسه يعانقه ..
“أجبني ”
الشيطان أراد إجابة منه .
لكن الفتى الصغير لم يقوى على نطق كلمة .
“أجبني!!”
بصرخة مرعبة زعزعت كيان سنو الصغير ، هذا الأخير أجاب بجسد مرتعش.
“أجل !”
“جيد ”
تراجع المدير قليلا ..
“جيد جدا ، كل ما رأيته اليوم .. مجرد كابوس ”
بلكمة سريعة ضربت بطن سنو .. هذا الأخير شعر بعالمه ينقلب رأسا على عقب .
“مجرد حلم سيء ”
سقط سنو مغشيا عليه بينما بقي المدير ينظر إليه.
ذلك الفتى كان مهما جدا لهم ، لا يمكنهم تحمل خسارته .
والا لكان هو الموجود الآن فوق تلك الطاولة بدل الفتاة .
عندما يحين الوقت ، كان يخطط لاطلاق سراحه بالفعل .. لكن الوقت لم يحن بعد.
بعد فترة قصيرة ، جاءت سيدة مألوفة إلى تلك الحجرة .
المدير كان قد انتهى من إلتهام الطفلة المسكينة بالفعل بينما نظف نفسه .
بمجرد وصول آناليز ، هو أشار ناحية سنو .
“أعيديه إلى مكانه و إحرصي على السيطرة عليه بشكل صحيح ”
“إعتذاراتي لسيادتك ، لم أتوقع أن يكون هذا الطفل من يخالف القوانين .. هو مطيع جدا بالعادة ”
إنحنت آناليز ، بينما توجه المدير ناحيتها ممسكا بكتفها .
“لا بأس ، تأكدي من أن لا يحدث هذا مرة ثانية .”
“أمرك ”
نظر الإثنان لبعضهما البعض قبل أن يأخذ كلاهما الآخر بعناق شديد غارقين وسط الملذات بينما رقد سنو هناك بجانبهم.
ذلك الطفل قد غرق بالظلام .