منظور الشرير - الفصل 140
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
“حدث كل شيء بسرعة لدرجة أنه بدا أشبه بالحلم ”
لآبراهام الذي كان يتردد بين ساحة المعركة و عائلته طيلة الوقت .
جسده إستطاع التحمل بنجاح .
لكن عقله لم ينجح .
خصوصا مع وفاة زوجته ، و كل ما جلبته ولادة إبنه .
و تلك الملخوقات الغريبة التي أحاطت به رفقة المهندس .
لدرجة أنه إعتقد بأن الشيء الذي سيخرج من آنا ستارلايت لن يكون إبنه .
لكن في النهاية ، و مهما نظر إلى ذلك الطفل .
لقد كان مجرد بشري .. ضعيف و صغير .
لقد كان إبنه .. لقد كان عائلته القديمة و الجديدة على حد سواء .
و هكذا ، ولد فراي.
بعد تلك الاحداث ، تم إرسال آدا إلى جبال أوكلاس لكي تكون بمأمن هناك ، بينما تم ترك فراي داخل تلك القلعة بعدما أخبره المهندس أنه يجب أن يبقيه هناك .
“أخبرتك .. هو يختلف عنك ، و كل البشر الآخرين”
ذلك الجسد يحمل روحه بالفعل .
لكنه لم يستقبلها بشكل كامل حتى الآن.
“في ذلك اليوم ، أنا فهمت و لو قليلا ما تكلم عنه المهندس ”
لوهلة فقط .. لكنه رآها .
روح إبنه الحقيقية التي سكنت ذلك الجسد .
كانت شيئا لم يرى مثيلا له من قبل .
شيء يفوق تصوره بكثير ..
المهندس كان بأقصى حالاته تأهبا بينما أستنزف تماما عندما كان ينقل كل شيء إلى داخل جسد فراي .
وقتها كان قصر آبراهام لا يستقبل أي روح بشرية .
بل فقط التماثيل و تلك الملخوقات الغريبة من مشت بالداخل .
آبراهام ستارلايت كان يأتي لتفقد إبنه دوما كلما استطاع خصوصا مع إنشغاله بالحرب القائمة .
كان يعلم بأن المهندس لن يؤذي إبنه .. فلربما كان ذلك الشيء حريصا عليه أكثر منه ..
لذلك قاتل آبراهام في الخطوط الأولى بعقل و روح منهكة .
بينما تطلع إلى اليوم الذي سيستطيع فيه الحديث مع إبنه .. و معرفة كل شيء .
معرفة الحقيقة.
في النهاية ، و عندما بلغت الحرب ذروتها .
إستقبل جسد فراي أخيرا كل شيء .
و ولد فراي ستارلايت بشكل كامل أخيرا .
في ذلك اليوم ، حسمت حرب الضوء عندما تواجه آبراهام ستارلايت و دراغوث في معركة نهائية هزت الجبال و مزقت السماء.
دراغوث كان وحشا حقيقيا إستعمل أحد الأسلحة المشتعلة الاكثر قوة على الإطلاق .سيف ضوء القمر.
لكن حتى بقوته تلك ، هو لم يكن شيئا أمام آبراهام ستارلايت الذي إخترق مؤخرا للفئة SSS .
آبراهام ستارلايت الذي جر جثة دراغوث التي لم يبقى منها سوى رأسه و جزء من صدره ..
أعلن أخيرا عن فوز الامبراطورية.
ابراهام لم يصب إطلاقا بتلك المعركة ، فهي قد كانت من جانب واحد تماما ..
لذلك يمكن القول أن الألتراس قد خسروا بشكل مزري .
في تلك الليلة ، و بينما كان يقف فوق ساحة المعركة معلنا إنتصاره .
شعر ابراهام بأن شيئا خاطئا قد حدث .
عندما بدأت شاشة النظام تضيء بعنف أمام وجهه .
مرسلة إليه رسالة طارئة بينما صرخ عليه المهندس أن يعود على الفور إلى قصره ..
إلى فراي .
“فراي بخطر ”
تلك كانت الكلمات الوحيدة التي إحتاجها آبراهام ستارلايت ليطير ممزقا السماء وسط شعاع من الضوء بينما إتجه ناحية إبنه .
بتلك الليلة و بعد الإنتهاء من إستقبال فراي ستارلايت ، المهندس قد غادر إلى طائفة الظلال من اجل تجهيز شيء ما .
في ذلك الوقت الوجيز ، و فترة الغياب البسيطة تلك.. حدث ما لم يتوقعه حتى المهندس .
بينما كان آبراهام مندفعا ناحية قصره ، هو إجتمع بالمهندس بطريقهم .
هذا الأخير بدا قلقا أكثر من آبراهام نفسه .
بينما طار كلاهما جنبا لجنب .
“مالذي يجري ؟ مالذي حدث لفراي !؟”
صرخ آبراهام بينما أجاب المهندس بصرخة هو الآخر.
“إستمع جيدا ! آبراهام ستارلايت و إحفر كلماتي عميقا داخل عقلك! ”
شعر آبراهام بمدى جدية نظيره أزرق العينين ..
لذلك قرر الإستماع لتلك الكلمات .
“إبنك .. فراي ستارلايت هو وجود مهم جدا .. أهم بكثير مما تتخيل .”
“لوقت طويل نحن إنتظرنا قدومه و جهزنا لكل شيء بسرية بعيدا عن كل العيون التي راقبت هذا العالم و دونت كل ما حدث به من الأعلى ”
بمعنى آخر ، المهندس كان يخبره بأن ما حدث لم يكن صدفة .. بل شيء تم التخطيط له منذ زمن طويل.
“نحن تمكنا من الهرب من كل الأعين .. ما عدا أعينه هو ”
هناك شخص .. بل كيان قد تمكن من ملاحظة ما كانوا يفعلونه .
“إسمعني جيدا .. هناك وحش بين الوحوش .. كيان يقف بقمة كل شيء .. ذلك الكيان يعرف بملك الشباطين .. آغاروث ”
“هو يلقب بالوحش الذي يبتلع كل شيء ، و له قدرات عديدة لا تعد و لا تحصى .. من بين قدراته تلك هي خاصية تتميز بها أعينه ”
“آغاروث يستطيع رؤية و معرفة كل شيء عن المخلوقات بهذا العالم ، بنظرة واحدة هو سيعلم ما تخفيه نفوسهم .. هو يرى ماضيهم و حاضرهم اضافة الى حجم التأثير الذي قد يحدثونه مستقبلا .. فلا شيء يهرب من تلك الأعين ”
منذ اللحظة التي ولد بها فراي بهذا العالم .. أغاروث قد علم بكل شيء بالفعل.
آبراهام ستارلايت قد إستمع غير مصدق ..
“هل تخبرني .. بأننا على وشك مقابلة كيان كهذا ؟”
هل هم على وشك مواجهته ؟ ملك الشياطين ؟
“لا !”
المهندس صرخ نافيا .
“لو جاء آغاروث فنحن سنموت قبل أن نقترب ل 10 أمتار منه! ”
يريد قتال ملك الشياطين ؟ إنسى ذلك ..
هم لن يستطيعوا الإقتراب حتى .
“لكن ما نحن على وشك مواجهته لهو كارثة لا تقل عنه !”
وصل كل من آبراهام و المهندس إلى القصر الذي تواجد به فراي .
بطريقهم أظلم وجه آبراهام عندما رأى آثار المعركة الرهيبة التي حدثت هناك .
و كل تلك التماثيل المحطمة التي مزقت إلى أشلاء .
التمثال الغاضب ، الضاحك ، و الحزين .
كلهم تم تدميرهم .
المهندس تلاعب بالاورا بين ذراعيه منشئا حاجزا ضخما غطى على القصر و مساحة كبيرة من حوله عازلا إياهم عن العالم .
“آبراهام ! آغاروث ليس بالشيطان الوحيد الذي يمتلك قدرا مرعبا من القوة ، فهناك شياطين المقاعد العشر العليا ”
المهندس واصل الحديث بسرعة .
“جميع المقاعد العشر العليا يشاركون آغاروث أحد قدراته ”
لكل واحد من الشياطين العشر الأعلى قدرة واحدة يتشاركها مع ملك الشياطين.
“من بينهم ، يوجد شيطان حصل على عين آغاروث !”
هنالك شيطان يستطيع رؤية نفس ما يراه ملك الشياطين.
شيطان هو الآخر يمكنه رؤية كل شيء ، شيطان رأى فراي .
“ذلك هو خصمنا ! أحد أقذر الشياطين و أسوأها .. وحش يستمتع بتعذيب كل المخلوقات حتى بني جنسه !”
من بين الأروقة ، و الممرات المليئة بالجثث .
هم إقتربوا من الوصول إليه ..
فتح الباب أخيرا ..
بينما توسعت أعين آبراهام بالمشهد الذي رآه .
صوت بكاء فراي كان يملؤ الغرفة ، بينما ركزت كل الأعين على ذلك الشيء .
كيان مظلم بهالة مرعبة و شعر أسود بدا أشبه بسائل أسود قذر .. جسده قد إمتلك شكلا غريبا بأربعة قرون بارزة فوق رأسه و كأنها تاج لملك قديم .
ذلك الشيء قد إلتفت إليهم مغطى بالدم بينما حمل فراي الذي بكى بشدة فوق ذراعه. قوة مظلمة كانت تتوهج فوق جسد فراي الصغير .
وجه الشيطان كان شديد البياض بعينين حمراوان و عين ثالثة وسط جبهته .. عين حصل عليها من ملك الشياطين.
ذلك الشيء قد نظر إليهم بابتسامة مرعبة .
ذلك هو ..
“شيطان الرتبة الرابعة الأعلى .. ويسكر”
المهندس صرخ على الفور ..
“مهما حصل و مهما كلف الأمر! يجب الا نسمح له بأخذه ”
تلك الكلمات قد رنت و كأنها طبول الحرب داخل آذان آبراهام الذي رأى إبنه بين أذرع كيان خبيث .. كيان قذر شديد القوة لم يرى مثيلا له من قبل .
بصرخة مرعبة ، مطلقا اكبر قدر من الأورا التي خرجت من سيف الدارك سيستر.
ارسل آبراهام ضربة صاروخية دمرت القصر بالكامل بينما إجتاحت ذلك الشيطان .
القصر بأكمله قد إنفجر بينما اندفع آبراهام ناحية الشيطان محاولا تحرير ابنه ، لكن الكيان أمامه قد صد ضربته بيد بينما حمل فراي بيد أخرى .
“هيهيهيهيهيهيهيهيهي”
الشيطان قد ضحك بشدة .. صوته كان حلوا و مرا بنفس الوقت .. لدرجة أنه جعل روح آبراهام تنفر منه .
هذا الأخير علم بأن الشيء الذي تعامل معه هذه المرة كان كيانا يتجاوز فهمه .
الشيطان مد يده أمام وجه آبراهام مرسلا قوة لم يفهمها ..
قوة هددت بابتلاعه حيا ، لكن موجة مدمرة من الأورا الزرقاء قد صدته .
المهندس قد ظهر من العدم بينما شكل الأختام بسرعة ..
بالمقابل تشكلت آلاف الايادي العملاقة مهاجمتا شيطان الرتبة الرابعة. .
تصادم كل من الشيطان و المهندس بعنف .
معركتهم هزت السماء و جعلت آبراهام يتجمد للحظة .
لكن المهندس قد آعاده للواقع .
“هاجمه ! نحن نستطيع الفوز !”
ويسكر قد دخل البوابات بالقوة محطما ختم كازيس فاليريون ، رغم انه قد نجح بالدخول إلا أن ذلك قد جاء بثمن .. الشيطان أمامهم لم يكن بكامل قوته .
مستمعا لتلك الكلمات ، آبراهام هاجم مطلقا كل قوته .
دارت النجوم العشر لغبار النجوم حول قلبه باستمرار بينما اطلق سيفه كميات مرعبة من الاورا المضيئة .
الشيطان العلوي ويسكر وجد نفسه محاصرا بين اقواس الضوء و تلك الايادي الزرقاء .
من جهة أخرى ظهر شيء أشبه بالساعة حول يد المهندس اليسرى ، تقنية جعلت ويسكر لا يستطيع الهجوم لان ضرباته ستتوقف قبل أن تبدأ حتى .
و على هذا النحو تحركت 3 أجسام في السماء متصادمة مع بعضها البعض.
شعاعان من الازرق و الابيض يهاجمان اخر أسود
.
ويسكر دافع طوال الوقت بيد واحدة فقط .
بينما هاجم خصومه بكل ما لديهم .
و بعد صدام شديد دمر الأرض و جعل الغيوم تتفرق بعيدا مظهرة النجوم التي أضاءت ظلمة الليل .
توقف كل من المهندس و آبرهام اللذان تم قذفهما ناحية الارض .. بينما بقي شيطان الرتبة الرابعة الأعلى ويسكر يحلق وحيدا في السماء ، ممسكا بفراي ..
أعين الشيطان لم تهتم بآبراهام ، بل ركزت على المهندس لوحده .
و ببطء ، فتح الشيطان فمه متحدثا .
“أنت .. أنا أعرفك ”
كلماته رنت بشدة .. بينما عبس المهندس ..
“لقد أصبحت ضعيفا .. أضعف بكثي مما كنت عليه .. لكنني لا أنسى أمثالك .. ألست أحد أتباع النايملس ؟”
فور سماعه لتلك الكلمات ، أظلم وجه أزرق العينين تماما .
“لا تنطق ذلك الاسم بفمك القذر أيها الشيطان ”
“هاها ، أنظر إلى نفسك بينما ترسم الخطط هنا بكوكب دنيء كهذا ”
حدق ويسكر بفراي القابع بين يديه .
“لقد رأيته .. مصير هذا الشخص .. أتخبرني بأن هذا هو الشخص المسؤول عن إنشاء هذا العالم ؟ من كتب كل شيء ؟”
ضحك الشيطان ..
“هذه العين التي منحني إياها الملك لا تكذب ، فكل ما تراه صحيح .. هذا شيء مطلق .. لكن ماذا تحسبونني بالضبط ؟”
مع كل كلمة قالها الشيطان ، المهندس عبس أكثر و أكثر .
“أتريدني أن أصدق أن هذا الشيء الدنيء قد صنعني ؟ أنا الذي عاش لملايين السنين قبل أن يكتب هراءه حتى .. لا تجعلني أضحك ..”
ويسكر كان يعلم كل شيء عن فراي بالفعل .. فهو قد رأى كل شيء بتلك العين .
لكنه رفض التصديق .
واضعا إصبعه على عينيه .. واصل الشيطان الحديث.
“لا أعلم كيف خدعتم عين الملك الاعلى ، جاعلين إياه ينخدع بهرائكم ، لكنكم لن تخدعوا هاته الأعين .. هنا و الآن سينتهي كل شيء يا تابع النايملس .. ياله من أمر مؤسف هيهي .. بعد أن بذلت جهدك لكل هذا الوقت ”
كرد ، شد المهندس قبضته بشدة بينما توهج جسده بعنف ..
أفكاره كانت في حالة فوضى لأول مرة منذ وقت طويل ..
هو تساءل ..
فقط لماذا .
لماذا من بين كل الكيانات التي تواجدت بالأعلى .. هو جذب أنظار أقذرهم و أسوئهم ؟
لماذل بحق .. جاء ويسكر من بين الجميع .
كلمات الشيطان زادته يقينا ..
مهما حدث .. هو يجب أن يوقفه هنا.
“أنت لن تغادر حيا من هذا المكان !”
إندفع المهندس بينما رد ويسكر .
“دعني أراك تحاول !”
إصطدم شعاعان مرعبان ببعضهما البعض ، معركتهم كانت على مستوى آخر تماما ..
من جهة أخرى ، إنضم آبراهام للمعركة هو الآخر .
خصمهم كان ساحقا تماما .. قاتلهم بيد واحدة رغم أنه هو الآخر لم يكن بأفضل حالاته بعد فتح البوابات بالقوة .
الفرق في القوة كان هائلا .
من بعيد ، واصل كل من المهندس و آبراهام الهجوم بينما حطم ويسكر الأرض بأجسادهم بكل مرة .
بكل مرة كان يرمي بهم أرضا ، كانوا ينهضون من جديد مهاجمين اياه.
سرعتهم تجاوزت سرعة الضوء ، و اجسادهم لم تترك سوى الصور اللاحقة.
المهندس كان يعلم أن كل شيء سينتهي ما إذا غادر ويسكر و فراي بين ذراعيه .
لذلك كان عليه إيقافه مهما كلف الأمر.
لكن الشيطان الرابع كان قويا .. شديد القوة حتى عندما كان ثلاثتهم في الفئة SSS ..
دون سابق انذار ، ويسكر مزق ذراع المهندس التي تلاعبت بالوقت بينما حطم وجهه بعنف قاذفا إياه نحو الأرض.
“أخبرتك ! لقد أصبحت أضعف بكثير !!”
من جهة أخرى ، هو أرسل موجة من الاورا المظلمة التي حطمت آبراهام ..
“هذا المخلوق التافه الذي جلبته معك لن يغير اي شيء !”
آبراهام ستارلايت نهض من جديد محاولا الهجوم مرة أخرى ، لكنه توقف عندما وجد جسده ينزف دون توقف من كل مكان و اورا سوداء غريبة تدمر جسده باستمرار.
رغم أنه لم يمر وقت طويل ، إلا أنهم تبادلوا بالفعل آلاف التبادلات بفترة وجيزة ..
و كل تبادل للضربات ، جلب معه اصابات جديدة لآبراهام ..
من جهة أخرى ، كان الشيطان امامهم شديد القوة بقوة حياة لا تنضب ، هم بالكاد تمكنوا من اصابته ..
المرعب بالأمر ، هو انه كان يحمل فراي بيده الأخرى ما جعلهم لا يعلمون كيف يهاجمونه حتى.
آبراهام ستارلايت حدق بأعين دموية بابنه الذي وقع بين يدي الشيطان .
على هذه الحال .. كان سيخسرها مرة أخرى .
سيخسر عائلته ..
المهندس الذي فقد قوته بطريقة ما و لم يعد كما كان في الماضي.
ابراهام الذي وجد نفسه عاجزا حتى بكل تلك القوة التي حصل عليها طيلة حياته .
في تلك اللحظة ، كلاهما اتخذ قرارا مصيريا .
آبراهام لم يرد أن يرى عائلته تذهب مرة أخرى .
إذا ما مات أحد هذه المرة ، فسيكون هو ولا أحد غيره .
مشعلا النجوم العشر حول قلبه .. قوة إلتهمت طاقة حياته لتقوم بحرق قلبه و نواة الاورا لديه حتى آخر قطرة .
آبراهام ضحى بكل شيء مقابل الحصول على قوة إضافية ..
القوة من أجل إنقاذه .
القوة من أجل انقاذ عائلته .
جسد آبراهام قد توهج بشدة بينما رفع سيفه عاليا ، السيف الذي قد إهتز بشدة ..
ويسكر قد إلتفت على الفور ناحية ذلك البشري التافه الذي أطلق قدرا مرعبا من القوة .
آبراهام وضع كل ما لديه بذلك الهجوم .
“أنت لن تأخذه .. إبني .. عائلتي!”
إبنه الوحيد .
“أنت لن تأخذه ! ليس ثانية !”
اورا النجم صرخت مع كل كلمة خرجت من فم آبراهام .
“ليس و أنا موجود!”
جمع ويسكر على الفور قواه المظلمة مشكلا قبة حول نفسه ، بينما ارسل آبراهام ضربة سيف مرعبة زلزلت الأرض و شقت السماء نفسها إلى نصفين !
سيف آبراهام قد أضاء ظلمات الليل، بينما قطع كل شيء .
شيطان الرتبة الرابعة الأعلى قد تفاجأ عندما وجد تلك الضربة قد دمرت دفاعه و قطعت جسده المنيع ذاك .
ضربة آبراهام قد قطعت ويسكر من الكتف الايمن جاعلتا إياه يفقد يده اليمنى و جزءا كبير من صدره و البعض من وجهه .
تلك اليد اليمنى التي كانت تحمل فراي قد سقطت رفقة ذلك الطفل الصغير .
آبراهام في تلك اللحظة أمسك بإبنه معانقا إياه بشدة ..
و فور قيامه بذلك ظهر المهندس أسفلهم مشكلا ختما غريبا جمع قدرا مرعبا من القوة ..
هو صرخ على آبراهام فورا ..
“إذهب !!!”
آبراهام على الفور طار بعيدا مبتعدا عن ميدان المعركة المدمر .
من جهة أخرى صرخ المهندس .
“ويسكر ! أنت لن تتدخل أكثر من هذا !”
جسد المهندس قد توهج بخطوط زرقاء مرعبة ..
“بالقوة التي منحني إياها سيدي ! أنت لن تفعل !”
إزدهرت الأورا داخل ذراعه الوحيدة .. اقوى من أي وقت مضى مطلقا هجمة مرعبة إرتفعت على شكل عمود أزرق هائل بلغ عنانه الفضاء.
ويسكر الذي إحترق وسط ذلك الهجوم قد صرخ بشدة .
“لا تظن أن هجومك هذا سيقتلني ! يا تابع النايملس !”
وسط العمود الازرق تبخر الشيطان بينما ارتفع عاليا .
“لقد رأيت كل شيء ! أنا أعلم كل شيء بالفعل ! أنت لن تهرب هذه المرة !”
“تذكر ذلك!”
ويسكر قد إختفى هذه المرة .. تاركا كلماته تلك ..
المهندس سقط ارضا هو الآخر بينما ارتعش جسده بشدة .. بالكاد تعامل مع الكارثة ..
من جهة أخرى.
آبراهام ستارلايت كان قد طار بعيدا و فراي بين ذراعيه .
شعر ابراهام بالفراغ و الرعب مما حدث ، لدرجة أنه وجد نفسه يعود لنفس ساحة معركته ضد دراغوث .
عندما وصل إلى ذلك المكان ، كانت النجوم العشر التي حرقها تتآكل جسده .. ما جعله يخسر القوة بين قدميه .
آبراهام سقط أرضا بينما عانق جسد إبنه ..
عندما رفع يده اليمنى محدقا بها .. رآها و هي تتحول إلى غبار.
علم على الفور.. أنها النهاية ..
مهدئا فراي الذي بكى بين ذراعيه .. معانقا إياه بشدة ناحية صدره.
آبراهام ستارلايت تحسر بشدة بينما ابتسم .
“آسف بني .. آسف لأنني لم أحميك بشكل أفضل”
“آسف لأنني لم أبذل جهدي بالقدر الكافي ”
“آسف لأنني لم أحاول بما فيه الكفاية ”
عانق إبنه بشدة بينما تحول جسده إلى غبار ..غبار النجوم .
“آسف .. لأنني كنت أبا سيئا ”
ظهر المهندس أمام آبراهام الذي عانق فراي ..
بأعينه الزرقاء ، هو شاهد بينما لم يقل أي شيء ..
شاهد لحظات آبراهام الأخيرة .
“أحبك يا بني .. أحبك أكثر من أي شيء آخر”
بيده السليمة التي لم تختفي بعد ، وضع آخر قوته داخل جسد إبنه بينما تمتم بكلماته الأخيرة بأذنه .
“تذكر دوما .. بني .. سأكون دوما إلى جانبك ”
عندما بلغ حدوده ، منح آبراهام فراي للمهندس بينما واصل الموت بابتسامة.
“إعتني به ..”
المهندس لم يستطع قول شيء .. هو فقد أومأ ممسكا بفراي ..
آبراهام ستارلايت قد ترك كل شيء لإبنه .. مضحيا بكل ما لديه .
في تلك اللحظة ، اختفى المهندس ، وجاء حلفاء آبراهام ليحيطوا به .
ليموت ذلك الرجل و هو يصرخ باسم ابنه حتى النهاية .
“فراي ستارلايت”
هذا الأخير قد شاهد كل شيء .. شاهد نضال والده الأخير ..
هو شاهد قصته ..
قصة آبراهام ستارلايت.
…
…
…