منظور الشرير - الفصل 139
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
آنا ستارلايت.
والدة فراي ستارلايت ..
لم أعلم بماذا يجب أن أشعر عندما نظرت إليها .
رأيت كيف تفاعلت مع والدي لأول مرة ، و كيف كانت العلاقة بينهما تبنى خطوة بخطوة .
“في البداية ، لم آراها سوى كفتاة مسكينة جعلتها الحياة لا تستطيع المشي حتى ”
آنا ستارلايت بعدما أصيبت بمرض نخر الأورا ، الذي ورثته من والدها . هي لم تعد تستطيع جمع القوة اللازمة بقدميها من أجل المشي .
بالكاد ستخطوا بضع خطوات حتى بدعم الآخرين لها ..
أضف إلى ذلك مكانتها كإبنة لورد العائلة الذي حماها من العالم الخارجي ، يمكن القول أن عالمها كان يبدأ و ينتهي داخل ذلك القصر .
لكن حتى بحالتها تلك ، رأيت أن الإبتسامة لم تفارق وجهها قط .
“يمكن القول أن أول ما شعرت به تجاهها كان الفضول .. كيف حافظت على إبتسامتها تلك حتى بوضعها ذاك .”
آبراهام ستارلايت شخص جاب العالم بأكمله ، بينما كانت آنا ستارلايت فتاة لم ترى شيئا من العالم.
“عندما تكلمت معها لأول مرة ، و حاولت التعريف بنفسي لها أخبرتني بأنه لا يوجد داعي .. فهي كانت تعرف كل شيء عني بالفعل .”
والدها كان شديد الحماية لها لدرجة أنه جعلها تعيش معه بنفس القصر ، لربما يعود ذلك لشفقته على حالها .. و احساسه بالذنب تجاهها فمرضها قد توراثته منه .
“مرض نخر الأورا ، كان مرضا نادرا يصاب به بعض الأشخاص الذين إمتلكوا تقاربا شديدا مع الاورا.”
أجساد هذا النوع من المرضى تستمر بامتصاص الاورا من حولهم ، إلى أن تمتلئ نواتهم الداخلية تماما.. لكن أجسادهم تواصل الامتصاص دون وعي منهم ما يجعل الاورا الفائضة تدمر الجسد ببطء.
كانت أشبه بالموت البطيء.. بدون ألم .
على أية حال ، إيزان كان يحاول تعويض إبنته عن طريق إخبارها بمختلف يومياته و ما يواجهه بحياته .
وأحد تلك الأشياء كانت آبراهام ستارلايت.
آنا ستارلايت كانت فضولية هي الأخرى بعد كل تلك الحكايات العظيمة التي سمعتها ، أرادت معرفة أي نوع من الأشخاص كان آبراهام ستارلايت.
و على هذا النحو .
من مجرد محادثات عرضية ، إلى علاقة ودية بينهم .. إلى شيء أعمق .
مر الوقت ، و مات إيزان ستارلايت تاركا وصيته التي طالبت بجعل آبراهام ستارلايت خليفة له .
رأيت والدي يتردد كثيرا على تلك الحديقة .
في الخارج كان يستل سيفه كلورد للعائلة .
و في الداخل كان يجلس فقط رفقة تلك المرأة.
كثيرون هم الذين عارضوه ، و على رأسهم ليونايدس ستارلايت الذي أراد أن يكون اللورد .
لكن والدي سحقه بسهولة عندما تقاتل الإثنان ما دمر المعارضة تماما .
شيئا فشيئا ، زاد مقدار الوقت الذي قضاه والدي معها .
بينما جر كرسيها المتحرك متنزها معها داخل الحديقة ..
“أخبرني .. آبراهام لماذا تبدو فارغا جدا ؟”
سألته آنا ذلك السؤال عدة مرات.
لكنه لم يكن يعرف كيف يجيب .
“أنا لا أعلم .”
لقد عاش 30 سنة كاملة مطاردا هدفا جاء من حياته السابقة .
أما هذه الحياة ، فهو لم يملك بها أي شيء.
لقد كان فارغا جدا .
“آنا ستارلايت تمكنت من فهمي عندما لم أنطق بأي كلمة .. كانت شديدة الملاحظة .. و قرأتني و كأنني كتاب مفتوح .”
شاهدت ببطء .. كيف وقع والدي لها .
ذات يوم ، حدثته آنا ستارلايت عن رغبتها برؤية العالم ، واصفة إياه بالحلم .
حلم حققه والدي عندما حملها بدون سابق إنذار بينما خرج بها ليريها العالم .
حلق بها عاليا في السماء ، حاملا إياها بين ذراعيه بينما عانقته بشدة .
لوقت طويل ، كان يخرجها كل يوم من القصر بينما جاب كلاهما الامبراطورية بأكملها .
كثيرا ما لوحظ كلاهما .. الثنائي الغريب . لرجل جبار و امرأة ضعيفة لا تستطيع المشي بشكل صحيح حتى .
لكن من سيعبث معها ؟
فالرجل بجانبها كان الأقوى بالعالم .
شيئا فشيئا ، رأيت الحياة تعود لوجه والدي .
كيف ضحك .
كيف إبتسم .
كانت تلك صورا طبقا الأصل عن ذكرياتي القديمة عنه .. تعابير أبداها فقط عندما كان يجلس معنا على نفس الطاولة . أنا و إخوتي .. و أمي .
يجدر بي أن أكون سعيدا ، عندما أراه أخيرا يجد الخلاص .
والدي تزوج منها .
سمعت كل محادثاتهم ، و كيف أحبا بعضهما البعض .
حتى أنني سمعت عندما حدثته بسعادة عن رغبتها بإنجاب ولدين .. ذكر و أنثى .
سمعت ، و رأيت كل ذلك .
من المفترض أن أشعر بالسعادة .. والدي وجد الراحة أخيرا بعد 30 سنة كاملة من العذاب و القتال المستمر من أجل هدف بعيد المنال .
سراب جرى خلفه لوقت طويل .
من المفترض أن أكون سعيدا بذلك .
لكنني لم أستطع…
واقفا هناك ، مشاهدا كل شيء .
لم أستطع فعل ذلك .. لم أستطع إرغام نفسي ..
أجل أنا أدرى من أي شخص آخر بما عاناه .. و بما قاساه من اجلنا .
لكن حتى مع ذلك .
كل ما شعرت به ، كان الضيق ، و مشاعر غريبة جعلت صدري ينكمش بدون وعي مني.
لهي غريبة هذه المشاعر.
لهي عجيبة هذه المشاعر .
مهما نظرت إليهم .. لم أرى سوى عائلة سعيدة بنت نفسها ببطء .
لكن .. أبي .
أنا أعلم أنني لا أملك الحق لقول ذلك .
لكن ما شعرت به بتلك اللحظة .. كان الخيانة .
…
…
…
مرت سنة منذ زواج والدي ب آنا ستارلايت .
و قد رزقوا بمولودهم الأول بالفعل .
فتاة جميلة شابهت والدتها .. لقد كانت آدا.
أختي كبرت بينما حصلت على الكثير من الحب من والدتها .
أما والدي فكثيرا ما رأيته يتفادى التعامل معها.
“لأكون صادقا .. ظننت أنني سأتمكن من نسيان الماضي و آلامه بعد لقاء آنا ”
سمعت كلمات والدي ، الذي أراد الهرب و لو مؤقتا من كل شيء .. الهرب من الواقع .
“لكنني لم أستطع .. فكلما كنت أنظر إليها ، كنت اتذكركم جميعا .. و كيف حملتكم بين يدي بأول أيام ولادتكم .. و كيف راقبتكم تنمون أمامي يوما بعد يوم ..”
آدا ستارلايت قد ذكرته بأبنائه .. بي أنا و إخوتي .
كانت أشبه بتجسيد ذكره بعائلته القديمة .
ما جعل تلك المشاعر التي رماها على جنب لبعض الوقت تهتاج من جديد .
كيف أردت الهرب ؟ عندما كان هذا العالم رواية قصها عليك إبنك ؟
منذ البداية ، كان مجبرا على عيش واقعه .
تجاهله لآدا جعل هذه الأخيرة تحصل على بعض الأفكار السلبية .. بل الكثير منها .
ظنت أن والدها يكرهها ، لربما كانت تفتقر لما أراده ؟
أو بحاجة إلى العمل بجد من أجل كسب رضاه ؟
لذلك حاولت دوما التحسين من نفسها لتكون على جانبه الجيد .
أرادت الحصول على الثناء منه لذلك بذلت جهدها . لدرجة أنها كانت دوما ما تتعلم اشياء لا يجب أن يعرفها من هم بسنها .
عندما لعب الأطفال بذلك السن مع أصدقائهم ، آدا ستارلايت كانت تتعلم و تنمي معرفتها و قوتها بنفس الوقت من أجل أرضاء والدها .
“لقد رأيت كيف بذلت جهدها ..”
رأى ذلك بوضوح ، لكن حتى عندما حاول التقرب منها .. كان يجد نفسه ينفر دون وعي .
آنا ستارلايت رأت معاناته تلك ، لكنها لم تستطع فعل أي شيء عندما لم يخبرها بحقيقته .
ببطء ، آبراهام ستارلايت كان على وشك خسارة ليس فقط عائلته الاولى ، بل الثانية كذلك .
آبراهام ستارلايت شيئا فشيئا ، هو بدأ يكره نفسه .. و يلوم ذاته على كل شيء .
تلك المشاعر السلبية كلها قد حرقها والدي بالتدريب الجنوني و القتال الذي لا ينتهي .
تدرب ، و قاتل .
هذا كل ما فكر فيه .
قتل عددا لا يعد و لا يحصى من الوحوش و البشر على حد سواء ..
الألتراس بذلك الوقت قد عاشوا في رعب منه .
فسيفه ذبح الكثير منهم ، ما جعل سيف الدارك سيستر يحصل على تسميته المشهورة تلك ..
“ذابح الشياطين”
لقب جديد أضيف إلى القاب آبراهام ستارلايت التي لا تنتهي .
خلاصه الوحيد ، كان زوجته آنا ستارلايت.
لكن حتى هي لم تكن كافية .
و مع استمراره بالتدريب الجنوني ، و القتال باستمرار.. خصوصا مع اقتراب الحرب ضد الألتراس..
تمكن أبي أخيرا و ذات يوم ، عندما أحرقته مشاعر الندم و كراهية الذات ..
تمكن أخيرا من تحطيم حدود البشر ، و بلوغ عالم جديد تماما .
حدقت منبهرة عندما تجاوز والدي الفئة SS + ..
معلنا نفسه على أنه وجود تخطى مفهوم البشر بالفعل ..و بالغا النجم العاشر لأسلوب غبار النجوم.
والدي قد كان يملك الكثير من القوة الآن ، ما يكفي لتغيير العالم مثلما فعل البطل الأول ، كازيس فاليريون.
لكن ذلك تزامن و بشكل مثير للسخرية مع حدث آخر .
“آنا ستارلايت .. حملت من جديد ”
في تلك اللية ، آنا ستارلايت أخبرته بأنها حامل بإبنه .
في البداية لم يعلم ما يجب عليه قوله عندما علم أن إبنا آخر قادم .
لكنه سمع خبرا آخر ، عندما جاءه أحد أطباء ستارلايت الذي كان يراقب حالة آنا ستارلايت باستمرار .
جاءه على إنفراد و أخبره بتلك الكلمات..
“ذلك الولد ، لا يجب أن يولد .. هذا ما قاله لي ”
آنا ستارلايت قد بلغت حدودها .. آدا ستارلايت كانت أكثر من اللازم بالفعل .
إذا ما أنجبت طفلا آخر ، فجسدها لن يتحمل .. و ستنزف داخليا إلى أن تموت.
“آنا ستارلايت يجب أن تجهض ذلك الطفل ”
هذا ما قاله ..
والدي لم يكن يعلم ما كان الخيار الصحيح ، لكنه يعلم بأنه لا يريد خسارة زوجته .
لذلك وافق على فكرة الإجهاض و قتل الطفل قبل أن يولد .
لكن آنا ستارلايت رفضت بشدة .. قائلة أنها لن تقتل طفلها ، مظهرة بأنها مستعدة للموت من أجله.
آبراهام لم يعلم ما يجب عليه فعله بعد الآن.
و لكن الأمر لم يتوقف هنا .
بتلك الليلة نفسها ، الليلة التي لن ينساها آبراهام ستارلايت أبدا ..
و داخل القصر الذي عاش به .. بأحد الغرف المظلمة .
الغرفة التي إستعملها ابراهام كمكنب له .
وسط الظلام ، جاءه ضيف .
ضيف ملثم بالأسود ، بأعين زرقاء متوهجة .
بعد كل تلك السنين ..
بعد كل ذلك الوقت .
ها هما يلتقيان ثانية .
“ذلك الشيء .. كانت الضربة القاضية ..”
والدي كان على وشك مهاجمته .. هو الذي بلغ الفئة SSS مؤخرا .
لكنه تجمد عندما نطق المهندس بكلمات كانت أكثر حدة من أي سيف بهذا العالم .
“ذلك الطفل الذي حملت به آنا ستارلايت ، هو إبنك .. أحد أفراد عائلتك الذين بحثت عنهم لوقت طويل .”
“ذلك الطفل .. هو ****”
مستمعا لتلك الكلمات ، رأيت كيف إنهار والدي أرضا.
وجهه حمل كما لا يعد و لا يحصى من المشاعر .
مشاعر لم أستطع فهمها .
الطفل الذي تريدون قتله … هو إبنك الذي بحثت عنه لوقت طويل جدا .
عائلتك القديمة .
“كلماته تلك .. دمرتني أكثر من أي شيء آخر”
كان سعيدا لأنه وجد إبنه .. وجده بأقرب الأماكن له .
لكن الآن ، وجد نفسه أمام وضع لا يحسد عليه .
“إختر ، يا آبراهام ستارلايت”
يولد الطفل ، و تموت الأم.
تنقذ عائلتك القديمة ، لكنك تقتل الجديدة .
يموت الطفل ، تعيش الأم.
تنقذ الجديدة ، و تقتل القديمة .
“جوابك هو ما سيحدد حياتهم .”
المهندس كان خبيثا حقا .. و ماكرا تماما .
متلاعبا به ..
لا ..
متلاعبا بنا حتى النهاية بينما علم بالإجابة منذ البداية .
شددت قبضتي عندما أحسست و لو بجزء من المعاناة التي قاساها والدي .
عندما أصبح مجبرا على الإختيار .
والدي إنهار تماما .
آه .. يا أبراهام ..
أقوى من أي شخص آخر ..
تملك ما يكفي من القوة لتدمير الكوكب لو أردت .
لكن سيفك لم ينقذك من هذا ..
فأحدهم يجب أن يموت.
“لقد حطمني تماما .. لدرجة أنني أحسست و كأنني تمزقت لأشلاء ..”
إنتحب والدي .
“الا يمكنكم فقط.. أخذي أنا ؟”
الا يمكنكم التضحية بي كبديل ؟ ليعيش كلاهما ؟
لكن القدر لم يرحم أحدا.
و هذا كان هو الواقع .
والدي شعر بذنب لا يمكنني تصوره حتى .
لم يستطع التحمل بمفرده مهما حاول.
“في ذلك اليوم ، قررت ان اخبرها بكل شيء .”
تفاجأت من القرار الذي إتخده والدي ..
هو ذهب إلى آنا ستارلايت و باح لها بكل شيء ..
أخبرها بحكايته من البداية حتى النهاية .
عائلته القديمة ، النظام ، المهندس ، كيف تناسخ ، كيف كان رجلا عاش بالماضي.
و كيف اجبر على الإختيار .. بينها و بين إبنه .
توقع منها أن تنعثه بالكاذب .
توقع أن تغضب .
أن تشتمه ، أو تقول أي شيء من شأنه أن يحطمه .
بنظره ، هو كان يستحق .
لكن آنا ستارلايت لم تفعل ..
بل أجابت بكلمة واحدة..
“فهمت ..”
لقد صدقته .
بابتسامتها المعتادة تحسست بطنها .. رحمها الذي حمل ذلك الطفل .
“لست بحاجة للتردد .. فالإجابة واضحة ”
حتى النهاية .. آبراهام ستارلايت لم يفهم .
لم يفهم كيف حافظت آنا ستارلايت على إبتسامتها حتى النهاية.
“الطفل .. إبننا هو من يجب أن يعيش .”
لقد كانت مستعدة للتضحية بنفسها منذ البداية .
“لربما تراه كشخص آخر ، لكن حتى و لو حصل على ذكريات شخص آخر .. هذا الطفل هو إبني .. إبننا .. شيء يحمل القليل من كلانا .”
“آنا ..”
“هذا الطفل سيعيش ، ليس على أنه روح قديمة .. بل سيعيش .. على أنه فراي ستارلايت .”
تفاجأ والدي من كلماتها ..
“فراي .. سيكون ذلك إسمه .”
ذلك الطفل ..
“فراي ستارلايت ”
بهذه البساطة .
في ذلك اليوم ، آبراهام ستارلايت إتخذ قراره .
و إختار إبنه .
…
…
…
-ستروى الأحداث الآن من منظور الراوي-
و هكذا مرت الأيام .
“ولادتك تزامنت مع الحرب التي إندلعت بيننا و بين الألتراس .. حرب الضوء ”
الحرب العنيفة التي أودت بحياة الكثيرين .
“بذلك الوقت ، عندما كنت أعود إلى المنزل كثيرا ما كنت أجده .. ذلك الشيء ”
المهندس .
الكيان الذي لم يستطع ايجاده في الماضي مهما حاول اصبح الآن يراه كل يوم .
المهندس بقي بالقرب دوما .
“هو مختلف عنك .. مختلف عنكم جميعا ”
هذا ما أخبره به المهندس .
تناسخ روحه كان شيئا مختلفا عن آبراهام …
“مالذي تعنيه ؟”
حاول آبراهام ستارلايت السؤال و معرفة الحقيقة ، لكن المهندس لم يقل أي شيء .
فقط أخبره بأن مجيء إبنه سيكون حدثا ضخما .
و بأن إبنه كان مختلفا عنه .
“كلماته جعلتني أتساءل دوما عن ما هي حقيقتك يا بني .. و كيف كتبت بدقة أحداث هذا العالم ”
ذلك كان لغزا حقيقيا ، و أمرا غير منطقي مهما فكرت به .
“بني .. أحيانا أفكر ، فقط ماذا تكون ؟”
ماذا تكون ليقوم كيان كهذا بمعاملة قدومك بهذا الحرص ؟
تزامنا مع الحرب .
العالم كان يمر بتغييرات .
العالم بأكمله كان يستعد .
يستعد لقدومه .
“المهندس الغامض كان يصبح ثرثارا كلما إقترب الوقت .”
حتى ذلك الشيء الشبيه بالآلة قد أظهر مشاعر كثيرة عندما إقتربت ولادة فراي ستارلايت.
“لقد كان مجنونا تماما .. لكنني لم أستطع سوى مسايرته .. من أجل لقائك .. لقاء إبني ”
حينها .. يمكنه أن يسأل ما يشاء .
المهندس كان يبقى بالقرب دوما .
لدرجة أنه و باقتراب موعد الولادة .. أفرغ القصر الذي عاشت به آنا ستارلايت تماما بالتنسيق مع آبراهام..
و بالمقابل .. ملأه بأشياء مختلفة .
“لا أزال أتذكر ذلك اليوم عندما جاء المهندس بتلك المخلوقات الغريبة ..”
تماثيل .. بعضها عملاق ..
و اخرى تنكرت على انها أحد افراد عائلة ستارلايت.
“ما أثار إهتمامي كان 3 تماثيل وقفت بالمقدمة .”
تمثال بوجه ضاحك ، و آخر بوجه حزين ، و آخر بوجه غاضب .
جميعم أطلقوا ضغطا مروعا .
خصوصا صاحب القناع الغاضب .
لقد كان شيئا أقوى من مايكار فاليريون نفسه ..
تلك المخلوقات قد جاءت و احاطت بقصر آنا ستارلايت بينما إرتعشوا جميعا مترقبين اللحظة التي إنتظروها ..
“بذلك الوقت .. تساءلت ما إذا كان ذلك الطفل الذي سيولد هو إبني حقا ..”
العالم إنقلب رأسا على عقب لدرجة أن آبراهام ستارلايت لم يعد يفهم شيئا .
الوقت كان يمر ، و كلما إقترب الموعد .. أصبح المهندس أكثر جنونا .
لدرجة أنه كثيرا ما كان يظل يتمتم بجنون و هو ينتظر .
جنون أبدته تلك التماثيل القديمة التي جلبها معه أيضا ..
“مالذي كان يحدث بالضبط ؟”
مرت الايام و الاشهر و جاء اليوم الموعود أخيرا.
في ذلك اليوم ، العالم بأكمله قد إرتعش .. تدفق الاورا نفسه قد تغير .
شدة الأورا قد أصبحت أشد .. أقوى ..
و كأن العالم يتجهز له .
في ذلك اليوم .. ولد فراي ستارلايت.
ولادته .. غيرت كل شيء .
…
…
…
داخل حجرة مظلمة ، لم تضئها سوى بعض الاضواء الخافتة …
ولد فراي ستارلايت..
طفل صغير نحيل ، بكى بين ذراعي آنا ستارلايت.
آبراهام حدق به لوقت طويل .. كيف بكى كل من فراي و آنا معا .
هذه الأخيرة قد نزفت بشدة .. لدرجة أن دمها قد صبغ كل شيء.
معانقا إياها و بشدة .. رفقة فراي بينهما .
تمتمت آنا ستارلايت بسعادة .
“آبراهام .. إعتز به .. إعتني به .. أرجوك ، هو ليس إبنك وحدك ”
بدموعها .. أظلم وجه آنا ستارلايت شيئا فشيئا .
“هو إبننا .. هو فراي الخاص بنا . تذكر ذلك دوما ”
بكت آنا بينما أشارت للفتاة التي كانت تنظر إليهم من بعيد أن تأتي إليها .
آدا ستارلايت هي الأخرى كانت حاضرة هناك .. فهي كانت تملك الحق لحضور لحظات والدتها الأخيرة .
آدا بكت كثيرا بين ذراعي والدتها .
آنا أخبرتها بأنها تحبها .
أكثر من أي شيء بتلك الحياة ، و بنفس القدر تحب ذلك الطفل بين يديها ..
“آدا .. لا تكرهي أخاك .. كوني سندا له ، و بالمثل سيكون هو الآخر سندك ”
إدعما بعضكما البعض ، فتلك هي الطريقة الوحيدة للنجاة بذلك العالم الموحش .
أخيرا .. و داخل غرفتها و فراشها .. بين أذرع عائلتها المحبة .
ماتت آنا ستارلايت.
فقط كلماتها الأخيرة من عاشت داخل أفراد عائلتها .