منظور الشرير - الفصل 138
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
داخل أراضي الكابوس الشرقية..
بين جدران طائفة الظلال الغامضة .
إستلقى آبراهام ستارلايت بعدما خسر ضد المهندس بضربة واحدة .
ما حدث معه كان مفاجئا تماما ، حتى بالنسبة لي أنا الشخص الذي كتب ذات يوم رواية حكت عن هذا العالم بكل تفاصيله .
بالإضافة إلى المهندس ، لقد حفظت وجوه الآخرين داخل عقلي .. و قررت أنني لن أنساهم ما حييت .
إمرأة سوداء البشرة ، بشعر أسود و جسد بعضلات مفتولة لدرجة أن عضلة البطن خاصتها قد كانت بارزة للعيان .. إيفانخيل و الحاملة السابقة لسيف الدارك سيستر .. لربما سمي هكذا بسببها ..
فتى يبدو في العاشرة ، بشعر أشقر و أعين زرقاء .
رجل بشعر أسود طويل و وقفة مثالية برمح عظيم خلف ظهره .
عجوز متهالك تساقط معظم شعره الأبيض و بالكاد اتكأ على العصا .
سأتذكرهم .
سأتذكرهم جميعا .
مرت المشاهد بسرعة عندما إستيقظ والدي مرة أخرى ليجد نفسه يرقد هناك وحيدا ..
طائفة الظلال قد عادت لسكوتها الموحش ، من جهة أخرى إختفى أولئك الأشخاص دون أثر.
“أحسست و كأن كل ما رأيته و كل ما سمعته بتلك الليلة كان مجرد حلم عابر ، لكن ذلك السيف قد أثبت العكس ”
ممسكا بالدارك سيستر .. تلك الكاتانا السوداء شديدة القوة .
آبراهام ستارلايت أيقن بأن ما رآه لم يكن حلما ، ولا هلوسة .
“يا ترى .. إلى أين سيقودني كل هذا ؟ هل إتباع مهام ذلك النظام الغريب كان الخيار الصحيح ؟”
رحلة نحو المجهول .
هذا ما كانت عليه .
لكن والدي لم يتراجع ، بل واصل ما كان يقوم به منذ البداية .
عاد إلى أراضي ستارلايت الفرعية ، و واصل التدريب .
عاش حياته اليومية على أكمل وجه ، تفاعل مع غيره و كأنه ولد بهذا العالم منذ البداية و لم يعش أي حياة أخرى.
الجميع رآه كشاب ناضج تجاوز عمره بكثير ، لذلك حضي بالكثير من الإحترام بينما اخفى قوته الحقيقية حتى النهاية ..
“أقوى .. كنت أعلم أنني يجب أن أصبح أقوى من ذلك بكثير .”
عندما ظن بأنه يمتلك ما يكفي ، تفاجأ بالمهندس الذي هزمه بضربة واحدة.
كان يعلم بأنه بحاجة إلى المزيد ، فلا أحد يعلم ما يخفيه المستقبل ، و أي تحد هو ذاك الذي سيواجهه ذات يوم .
آبراهام ستارلايت : المستوى 85
العمر : 25 سنة .
غبار النجوم : النجم التاسع
أصبحت الزيادة في المستوى أصعب و أصعب .
والدي قد خضع أخيرا للإختبار الأخير عندما بلغ الفئة SS+ .
الفجوة بين الرتب كانت تزيد بشكل مرعب كلما ترقى في المستوى .
المسافة بين الفئة SS و SS+ قد كانت هائلة حقا لدرجة أنها قتلت طموح الكثير من المواهب الخارقة .
و ما قبع بعد الفئة SS+ كان المجهول .
لذلك و بعمر 25 من عمره .. والدي قرر التحرك أخيرا.
“من أجل إيصال الرسالة ، و إيجاد عائلتي .. أنا قررت قهر العالم.”
25 سنة كاملة من التدريب من أيام صباه .
25 سنة من حمل السيف و القتال المستمر .
و أخيرا هو قرر اعلان نفسه .
“الخطوة الأولى كانت عائلة ستارلايت .”
بما أنها أحد أقوى القوى الكبرى ، كانت المكان المثالي للإنطلاق .
لذلك و بذلك اليوم ، حمل آبراهام ستارلايت أغراضه و ودع عائلته المزيفة إستعدادا للإنطلاق ناحية جبال أوكلاس الشرقية . معقل عائلة ستارلايت.
كثيرة هي تلك الحكايات التي تحدث عن اليوم الذي جاء فيه ذلك الشاب إلى البوابة الرئيسية لعائلة ستارلايت راغبا بمواجهة أقوى شخص تواجد هناك .
الحراس سخروا منه ..
“شعر أسود ؟ هل أنت أحد أبناء الفروع ؟ مالذي جاء بك إلى هنا ؟”
لعب الحراس معه ، بينما ربتوا على أكتافه .
“فالتغادر من هنا قبل أن تتأذى ..”
بنظرة واحدة ، علم بمستواهم .. كانوا في الفئة B .. مجرد حشرات تزحف أمامه .
“أريد مواجهة أقوى شخص داخل العائلة ، و مما سمعت فهو اللورد الحالي .. هلا أرشدتموني إليه ؟”
والدي كان لا يزال محافظا على رباطة جأشه حتى عندما سخر منه الجميع .
مع أصوات ضحكهم من ذلك الشاب الغريب الذي واصل إطلاق الهراء أمامهم .
حاولوا دفعه بعيدا ، لكن والدي لم يتزحزح .
“من فضلكم .”
طلب مرة أخيرة ، و بعدما زاد الأمر عن حده كان الحراس على وشك إخراجه بالقوة و هنا قاموا بأكبر خطأ في حياتهم .
شهدت بوجه فارغ أبي و هو يقاتل عشرات الحراس دفعة واحدة.
رأيته يرسلهم طائرين جميعا بضربة واحدة دون أن يستل سيفه حتى ..
“لقد طلبت بلطف ”
بوووم !
تحطمت البوابة الأمامية بينما تم إطلاق جرس الانذار داخل جبال أوكلاس .
جرس إنذار بأن كارثة قد حلت عليهم .
“تسحبون سيوفكم في وجهي .. الا تعلمون أن هذه الأسلحة تستطيع قتل الناس ؟”
بوووم !
طار المزيد من الناس..
“أفهم من هذا أنكم تريدون قتلي أليس كذلك ؟”
بووم !
شعرت بالعرق البارد عندما رمى والدي أحد أقوى جنرالات عائلة ستارلايت بعيدا خلف الجبل الضخم و كأنه مجرد كيس ملاكمة ..
“بما أنكم تريدون قتلي ، فلا بأس إذا قمت بالرد أنا الآخر أليس كذلك ؟!”
في تلك الليلة ، و لأول مرة في تاريخ ستارلايت التهديد جاء من داخل الإمبراطورية و ليس أراضي الكابوس ..
بعدما حطم وجوه عدد مرعب من مقاتلي عائلة ستارلايت.
بدأ اقوياء العائلة بالظهور الواحد تلوا الآخر .
مجلس الشيوخ الذي ضم العديد من المحاربين في الفئة S و أعلى ..
من بينهم تقدمت إمرأة شبيهة بالحيوان المفترس تجاه والدي بينما وجهت لكمة صاروخية نحوه.
إشتعلت 7 نجوم لأسلوب غبار النجوم حول قلبها عندما فعلت ذلك .
لكن والدي قد أمسك قبضتها بسهولة مانعا الهجوم تماما .
بإلقاء نظرة فاحصة عليها .. تفاجأت برؤية كارمن ستارلايت هناك ..
بدت تماما مثلما رأيتها آخر مرة .. هل هذا منطقي حتى ؟
يفترض أن ما كنت أراه قد حدث منذ وقت طويل ، لكن كارمن كانت نفسها و كأن كل هذا قد حدث البارحة .
“كارمن ستارلايت قد كانت إمرأة حادة حقا .. عرفت ذلك منذ اللحظة التي تبادلنا فيها الضربات .”
تكلم صوت والدي ، من جهة أخرى رأيته يواجه 9 من شيوخ عائلة ستارلايت بمفرده .
لكن حتى أمام هذا العدد من مصنفي النخبة ، هو لم يكن يخسر ..
“من تكون ؟ و مالذي تريده ؟!”
صرخوا عليه معا بنفس الوقت .. بينما كانت معركتهم ترسل الدمار اينما حلوا ..
“أريد فقط مواجهة أقواكم ، لم آتي من أجل التسبب بالمشاكل ، أنا حتى لم أقتل حراسكم بل فقط أفقدتهم الوعي ”
هو لم يكذب ، صحيح أنه أبرحهم ضربا لكنه لم يقتل أحدا ..
“هل تعبث معنا ؟!”
رأيت كارمن تحاول لكم والدي بسرعة مرعبة .
لكنه تفادى كل شيء ، بينما قام بإبعادها بسهولة .
“إهدئي و حاولي التفكير قليلا ، أنا أستطيع قتلكم بسهولة لكنني لم أفعل ”
“مالذي تهدي به !”
بوم !
منذ البداية ، هو لم يسحب سيفه بل قاتل بأذرعه و لا شيء سواها .
مواصلا إبراح الجميع ضربا . كارمن لم تكن غبية ، هي علمت بفرق المستوى بينهم منذ أول تصادم لهم .
الشاب الغريب أمامها قد كان على مستوى آخر تماما .. ضغط لم تشعر به من قبل حتى أثناء وقوفها أمام لورد العائلة. لكنها لم تكن تستطيع التراجع أمام عدو كهذا ..
قام الشيوخ ال 9 لعائلة ستارلايت بشن أقوى هجماتهم جميعا ، لكن تم صدهم بسهولة.
كانوا عنيدين خصوصا كارمن التي واصلت الهجوم في المقدمة.
جميعهم قد توقفوا بعد التعرض لقدر مرعب من الضرب المبرح ، ما عداها هي التي لم تهتم لضرباته ..
عناد جعل والدي يصبح جديا للحظة .
“يالك من إمرأة عنيدة ..”
مشكلا شعلة بيضاء حول قبضة يده اليمنى ، اختفى والدي ليظهر أمام كارمن بسرعة الضوء .
قبضته قد إنفجرت في وجه كارمن التي تجمدت من شدة الاورا المستعملة بذلك الهجوم .
في تلك اللحظة ، هي رأت الموت قادما..
لكن قبضة أبي قد توقفت أمام وجهها بينما استمر ضغطها محطما كل شيء خلف ظهرها لدرجة أن ضربته قد تركت علامة قبضة على الجبل الضخم ..
كارمن قد خسرت القوة بأقدامها لتسقط أمامه أرضا.
ملقية نظرة على علامة اليد التي طبعت فوق الجبل .
علمت بأنها لم تكن قريبة من الموت كما كانت اليوم.
“هل ستستمعون الي الآن ؟ أم أنني بحاجة إلى القيام بالمزيد ؟”
بعدما حطم مجلس الشيوخ و كأنه لعب أطفال ..
أدركوا جميعا أخيرا لحجم التهديد أمامهم ..
“ما-مالذي تريده ؟”
“لقد كررت الأمر لدرجة أن فمي على وشك السقوط من مكانه … أريد مواجهة أقواكم .”
الأقوى بالعائلة .
فور قوله لتلك الكلمات ، سقط شعاع من الضوء خلف آبراهام.
و كأنه لبى نداءه ..
من وسط الشعاع ، خرج إثنان من الرجال العجائز مطلقين هالتهم.
رغم أن الطعن بالسن قد كان باديا على وجوههم ، إلا أن أجسادهم قد أظهرت قدرا مرعبا من القوة بينما إنتصبوا و كأنهم رماح واقفة تحدت السماء.
كانا متشابهين ما دل على أن رابطة من نوع ما قد كانت تربطهما .
“مالذي يحدث هنا؟”
كلاهما كان قويا ، لكن الصفقة الحقيقية هي ذلك الرجل العجوز بالمقدمة .
“هذا الضغط .. إذا أنت هو اللورد الحالي لعائلة ستارلايت”
أولئك العجزة لم يكونوا سوى اللورد السابق إيزان ستارلايت ، و أخوه الأصغر الذي بدا تماما كما رأيته آخر مرة .. ليونايدس ستارلايت .
نور هذا الأخير قد كان خافتا بالمقارنة مع اخيه .
“و من تكون أنت ؟”
اللورد إيزان ، بشعره الأبيض الطويل و وجهه المترهل قد حدق بوالدي مستعدا للهجوم بأي لحظة .
أمام ذلك الضغط ، والدي قد رد بهدوء .
“آبراهام ستارلايت من العائلة الفرعية”
يمكنك رؤية المفاجأة على وجه اللورد السابق لستارلايت..
“لماذا قد يهاجم أحد الفروع العائلة الرئيسية ؟”
تكلم إيزان ستارلايت بينما سحب سيفه .
الضغط الذي أطلقه لم يكن مزحة .
“لم أفعل ، أردت فقط أن أقاتلك .”
أمام الضغط الذي فرضه لورد العائلة ، ابي لم يتراجع إطلاقا.
“و لماذا قد ترغب بشيء كهذا ؟”
“لكي أختبر نفسي ”
بدون سابق إنذار هو سحب الدارك سيستر موجها إياه بوجه إيزان ستارلايت.
هذا الأخير أطلق قواه الكاملة منذ البداية مظهرا 8 نجوم لأسلوبه القتالي الطاغي .
لكن حتى هو قد تعرق بغزارة عندما رأى خصمه يظهر النجم التاسع .
أصطدم كلاهما بعنف مستعملين قوة خاصية النجم ، ضرباتهما قسمت الجبال و سوتها بالأرض .
ايزان ستارلايت كان وحشا في قمة الفئة SS ..
شخص شديد القوة و يعتبر أحد الاقوى بالعالم وقتها .
لكن أمام ابراهام ستارلايت الذي بلغ الفئة SS+ بالإضافة إلى إستخدامه الدارك سيستر ، اللورد العجوز لستارلايت لم يملك أي فرصة منذ البداية .
بعد تبادلات مجنونة لسيوفهم ، سقط إيزان ستارلايت على ركبة واحدة أمام ابراهام بينما تم تحطيم سيفه تماما .
من جهة أخرى ، خصمه كان واقفا دون جروح و بدون اصابات . نظيفا تماما .
آبراهام ستارلايت قد فاز بشكل ساحق .
“هذه هي النهاية .”
أعاد والدي سيفه لغمده بينما تراجع ببطء .
في ذلك اليوم ، إنتشرت أخبار سببت ضجة مرعبة .. لرجل واحد أطاح بعائلة ستارلايت بأكملها .
أخبار جعلت الجميع يتساءل .. فقط من يكون ذلك الشخص .
ظنوا أنهم لن يروه ثانية ، معتقدين بأنه مجرد شبح قد إستفزته عائلة ستارلايت.
لكنهم تفاجؤوا عندما وجدوه يتسكع بين فروع العائلة .
كان الأمر غير منطقي بتاتا.
“أتذكر عندما جاءني لورد العائلة و هو يبحث عني ”
في البداية كانت الأمور متوترة بينهم ، لكن بعد التعرف على الطبيعة الحقيقية لوالدي.. تغير كل شيء .
لقد إكتسب اهتمام إيزان ستارلايت العجوز بعد تلك المعركة ، خصوصا عندما علم أن آبراهام ستارلايت لم يقصد أي أذى لهم .
“كثيرا ما جلست رفقة ذلك العجوز متبادلين أطراف الحديث .. لقد كان شخصا عاش لأكثر من 100 سنة .. لذلك وجدت نفسي أتعلم منه ..”
لوالدي الذي كان أكبر من معظم الناس بهذا العالم ، هو وجد شخصا أكبر منه بكثير .
كلما إلتقى إيزان بآبراهام ، زاد إعجاب ذلك العجوز بوالدي.
“حاول مرارا و تكرارا سؤالي عن سر قوتي و كيف بلغت المستوى التاسع من غبار النجوم .. لكنني لم أستطع اخباره عن النظام ، لذلك كل ما قلته هو أنني وجدت الطريقة بنفسي عن طريق التدريب .”
شاب في 25 من عمره ، بلغ النجم التاسع الذي لم يبلغه أحد منذ اللورد الأول نوفا ستارلايت الذي بلغ 10 نجوم قبل وفاته .
آبراهام ستارلايت قد كبر ليصبح لغزا كبيرا ، و قوة عظمى جذبت الكثير من الأنظار .
“هناك كارمن أيضا .. كثيرا ما أتت تلك المرأة لتعبث معي ..”
كانت كثيرا ما تحاول قتاله ، أو تبادل بعد الضربات معه.
“خصوصا بعد تلك الحادثة ..”
في تلك الفترة ، كانت تحدث الكثير من المناوشات بين الامبراطورية و الألتراس ، و في احد الأيام وقع هجوم شامل شنه أحد لوردات الألتراس غافيد ليندمان .
في ذلك اليوم كارمن ستارلايت كانت على وشك الموت لو لم يتدخل ابراهام منقذا إياها .. هو دمر غافيد ليندمان تماما و بالكاد تمكن هذا الأخير من الهرب .
ما حدث هناك جعل العلاقة بين والدي و كارمن ودية .
ودية بشكل مريب .
فقط أي نوع من النساء كانت كارمن قبل أن أتعرف عليها ؟ أنا تساءلت ..
خصوصا بعلمي أنها تمتلك طفلا بالفعل ..
ذات يوم رأيت بذكريات والدي عندما دعته كارمن إلى منزلها ..
دخلت بوجه فارغ و أنا أشاهد ما كان يحدث هناك . بمجرد دخولهم ، كارمن عبثت ببعض الزجاجات ..
“ما رأيك بالشرب معي ؟ آبراهام ؟”
حاملة زجاجات الخمر الفاخر ، قرأت نواياها بالفعل ، لكن والدي هز رأسه ردا .
“لا شكرا ، أنا لا أشرب ”
هذا هو والدي الذي أعرفه .. شخص مستقيم تماما ..
رفضه جعل كارمن تعبس ..
“هل ترفض عرضا من سيدة أكبر منك ؟”
بابتسامة ، والدي قام بمجاراتها .
“لم أقل أنني لن أشرب معك .. يمكننا إحتساء الشاي لو أردتي ”
“واو~ العظيم آبراهام ستارلايت الذي قهر عائلة كاملة بمفرده من محبي الشاي ؟ لماذا تبدو مثل العجزة الآن ؟”
آبراهام لم يكن ذلك الوحش الذي عرفته ذلك اليوم … بل كان مجرد شاب بسيط بدا أكبر من سنه .
كارمن كانت أكبر بكثير منه .. لكنها لم تشعر بهذه الطريقة إطلاقا معه.
رغم تذمرها الكثير ، إلا أنها قد راعت طلباته و ذهبت للبحث عن مستلزمات الشاي من أجل إعداد البعض منه .
والدي شاهد كل ذلك بإبتسامة.
“تبدين مختلفة تماما هنا .. في المنزل ”
“مختلفة ؟ كيف ؟”
“أشبه بربة بيت مسالمة .. دون حراسة مع شخص مثلي ”
أمام كلمات والدي .. كارمن تجمدت لثانية متذكرة بأنها كانت لوحدها مع شخص يستطيع قمعها بسهولة لو أراد ..
“هل .. أنا بحاجة لحارس يحميني منك ؟ آبراهام ؟”
بضحكة .. أشار والدي إلى الشاي .
“لا ، أنا مجرد رجل عجوز يشرب الشاي ”
في تلك اللحظة ، ضحكت كارمن هي الأخرى .
“سلس حقا .. آبراهام ستارلايت ، ستواجه السيدات في الخارج الكثير من المشاكل معك ”
بينما تصاعدت الأمور بين والدي و كارمن ، وقفت هناك ممسكا برأسي..
هل كان والدي جيدا في الحديث مع السيدات لهذه الدرجة ؟
متى ؟ أين ؟ هل تعلم والدتي عن ما كان يحدث هنا ؟
لم أرد المشاهدة أكثر .. أحسست بأن الأمر خاطئ تماما ..
أرجوك توقف .. لا أريد رؤية المزيد ..
و لحسن الحظ ، والدي كان قادرا على ضبط نفسه حتى النهاية و تجنب الكارثة..
أخذت نفسا عميقا بينما تابعت المشاهدة ..
لوهلة ظننت أن كارمن هي أمي ..
…
…
…
على أية حال ، و على نحو غير متوقع عائلة ستارلايت لم تعادي والدي .
إيزان ستارلايت كان شخصا شديد الذكاء و قد أدرك بأنه يستطيع جعل آبراهام حليفا قويا له .
كلاهما كان يحمل اللقب ستارلايت بعد كل شيء .. حتى و لو كان من عائلة فرعية .
إيزان كان يعاني من مرض شديد و قد عاش آخر أيامه بذلك الوقت ، أبناؤه لم يكونوا مؤهلين لحمل لقب اللورد و هذا ما جعل أخاه .. ليونايدس ستارلايت يرغب بالمنصب .
في الماضي ، ليونايدس خسر أمام إيزان لذلك أراد المحاولة ثانية هذه المرة بعد وفاة اخيه الذي أبتلي بمرض قاتل .
لكن إيزان ستارلايت كان له رأي آخر.
مستقبل العائلة لم يكن في أبنائه ، ولا أخيه الاناني الذي طمع بالمناصب فقط .
بل رآه بذلك الشاب المعجزة الذي ظهر من العدم .
لم يهتم بأصله ، و لا منشأه .. وجود دماء ستارلايت بداخله كان أمرا كافيا .
لكن والدي لم يبدو مهتما بالعائلة منذ البداية .
“ايزان ستارلايت كان شخصا ذكيا يعرف كيف يصل لما يريد ، لقد ساعدني كثيرا دون قيود أو مقابل طيلة فترة معرفتي به .. كان شخصا إحترمته حقا ”
آبراهام كان يعلم أن ذلك العجوز يريد كسبه بطريقة أو بأخرى.
لكنه لم يكره ذلك ، فدون وعي منه هو تعلم الكثير من إيزان كما إستفاد الكثير منه .
والدي تحول ليصبح السلاح الأقوى للعائلة دون علم منه .
في ذلك الوقت و مع إشتهار إسمه هو حاول إرسال إشارة لنا ..
لعائلته.
كلما ظهر على العلن ، سواءا عندما تكلم أمام الكثير من الأشخاص ، أو عندما تم تصويره ليشاهده الجميع ..
هو حاول دوما البحث عنا ، إما عن طريق كلمات و جمل لا يفهمها أحد غيرنا .. أو عن طريق إيماءات مميزة كنا الوحيدين القادرين على التعرف عليها . أشياء جعلتني أشعر بالشوق لتلك الأيام التي عشنا فيها مع بعضنا البعض .
لكن دون جدوى .
لسنين و مهما حاول ، هو لم يحصل على أي رد .
فشله المستمر جعله يشك ما إذا كنا موجودين بنفس العالم منذ البداية .
“تساءلت دوما ، ما إذا كنت الوحيد الذي تناسخ .. الوحيد الذي حصل على الفرصة للحياة ”
لم يملك أي دليل على وجودنا .. دليله الوحيد كان الرواية التي سمعها .
و كلمات المهندس ، الذي أخبره بأن إبنه قادم .
“بذلك الوقت ، تساءلت .. لربما سأراكم جميعا لكن الوقت المناسب لم يحن بعد ”
لربما سيأتي اليوم .
لربما .. لو أصبح أقوى ، لو أنهى كل مهام النظام حتى النهاية .
ربما بذلك الوقت .. سيقابلنا جميعا.
مرت السنين الواحدة تلوا الأخرى .
بذلك الوقت حدث الكثير .
“آبراهام ! فالتقاتلني !”
كثيرا ما جاءه اللورد الشاب لعائلة مونلايت .. دروغو مونلايت والد سيرس .
دوما ما كان يطلب منه النزال .
بذلك الوقت ، كلاهما كان في الفئة SS+ .
كان جيلا ذهبيا إمتلكت فيه الامبراطورية 3 أشخاص من الفئة SS+ باحتساب الإمبراطور مايكار فاليريون.
رأيت دروغو يخسر مرارا و تكرارا أمام والدي .
تحداه 10 مرات ، و خسر 10 مرات .
شهرة والدي تصاعدت باستمرار .
و شيئا فشيئا ، أصبح ابراهام ستارلايت جزءا من ذلك العالم دون وعي منه .
خصوصا بعد عيشه ل 30 سنة كاملة هناك .
30 سنة بحثا عن عائلته .. لكنه لم يجدنا مهما حاول .
“ذات يوم ، شعرت باليأس لدرجة أنني إعتقدت بأنكم موجودون بالجانب الآخر من القارة .”
لم يجدنا داخل الإمبراطورية ، لذلك ظن أننا قد نتواجد بقارة الألتراس .
إفتراض مجنون لا أساس له ، لكنه كان ممكنا ..
“لذلك حملت نفسي ، و إندفعت إلى ذلك المكان .”
أساطير آبراهام ستارلايت كانت كثيرة جدا ، و هذه أحدها .
اليوم الذي إقتحم فيه آبراهام قارة الألتراس بمفرده .
قطع البحر الشيطاني بمفرده و قد قتل عددا لا يعد ولا يحصى من مخلوقات الكابوس البحرية هناك .
و في النهاية ، هو بلغ الجانب الآخر من العالم .
فور إختراقه لذلك المكان ، وجد اللوردات الأربعة للألتراس ينتظرونه .
غافيد ليندمان ، المادام آي من اللوردات الحاليين .
بالإضافة إلى رجل طويل القامة إرتدى قناعا أسود أخفى ملامح وجهه المشوهة .. بدا قذرا تماما ..
ذلك كان اللورد السابق .. فال . (فال ب V )
بالإضافة إلى شخص آخر ارتدى رداء الطاعون بقناع الغراب .. اللورد السابق ، إيفربلاك .
أربعة من الفئة SS تجمعوا عليه ..
“أرى أنكم كنتم بانتظاري ..”
مطلقا ضغط التسع نجوم خاصته لأقصى حد .
مشى آبراهام ناحيتهم و وجهه يظهر نفاذ الصبر .
سيف الدارك سيستر قد إنعكس على رقابهم .. والدي هاجمهم دون مقدمات .
في ذلك اليوم ، إندلعت معركة مرعبة بين آبراهام ستارلايت و 4 من لوردات الألتراس .
“واجهتهم جميعا بنية قتلهم ، لكنهم كانوا عنيدين جدا ”
هم إمتلكوا عقودا شيطانية قوية جعلت أجسادهم تفوق البشر العاديين ..
و ما كان أغرب من ذلك هو اولئك الوحوش الذين هاجموه من مختلف الجوانب .
وحوش شبيهة بالبشر ، لكنهم كانوا مشوهين تماما بينما سالت الدماء السوداء من أعينهم و أفواههم ..
“لوردات الألتراس إستخدموهم كعلف مدافع .. و كلما قطعهم سيفي .. لم أشعر سوى بالإشمئزاز و الضيق .”
“تذكرت ما قصصته لي عن الألتراس ، و كيف تعاملوا مع بعضهم البعض بمصطلح
الدم
قارة الألتراس كانت أشبه بعالم آخر تماما .
عالم لا يعلم الناس في الإمبراطورية أي شيء عنه .
تلك القارة قد قدست مفهوم الدم .
و أولئك الذين إمتلكوا دماءا دنيوية لم يكن لهم أي وسيلة للنجاة .. مصيرهم كان الموت من تآكل القوة الشيطانية التي حقنت بعروقهم .. ليتحولوا الى مخلوقات بشعة .
شددت قبضتي عندما رأيت ذلك ..
جريمتي الكبرى .. كمؤلف و كاتب لكل احداث هذا العالم كنت مسؤولا بشكل أو بآخر عما كان يحدث هنا.
أولئك الوحوش الذين هاجموا والدي ، كانوا بشرا أجبروا على تحمل دماء الشياطين التي حقنت داخل عروقهم .
أحيانا ستنجح العملية و ينتج اولئك النخبة الذين لقبوا بالدم الأعلى .
لكن تلك كانت حالات نادرة جدا .
الدماء الشيطانية كانت سما يقتلنا نحن البشر ، محولا إيانا إلى مخلوقات قذرة ..
مخلوقات كتلك الوحوش التي هاجمت والدي دون توقف .
أحيانا تحدث طفرة تحول البشر الملوثين إلى وحوش أسوء .
كلما زادت قوة الدماء التي يتم منحها ، تنتج وحوش أقوى .
تلك الوحوش قد إنتشرت فوق الأرض لمدة طويلة تجاوزت ال 300 سنة..
أغمضت عيني عن المعركة الدموية التي كانت تحدث الآن بين والدي و لوردات الألتراس .. و كل تلك الوحوش .
أولئك الوحوش .. هم ما يلقب الآن بمخلوقات الكابوس .
المخلوقات التي أصطادها البشر داخل الإمبراطورية طيلة الوقت . و التي واجهتها بدوري عدة مرات .
أولئك لم يكونوا وحوشا .
بل كانوا بشرا .
البشر كانوا يصطادون البشر طيلة هذا الوقت .
تلك كانت حقيقة لا يجب أن يعلمها أحد .
أبي .. آبراهام ستارلايت كان يعرف ذلك .
بعد معركة دموية ضد اللوردات ، تدخل في النهاية الشيطان البشري الأقوى دراغوث ..
هذا الأخير كان يحمل أحد السيوف الاسطورية الأقوى على الإطلاق .. سيف ضوء القمر.
الأورا التي أطلقها ذلك السيف كانت تلتهم كل انواع الأورا الأخرى ، لذلك حتى والدي قد عانى عندما حاصره ذلك الوحش رفقة اللوردات الأربعة .
في النهاية ، هو كان مجبرا على التراجع و الهرب من ذلك المكان بمساعدة من مايكار فاليريون الذي ساعده بالنهاية.
تلك المعركة قد زادت من حدة العداء بين الإمبراطورية و الألتراس أكثر و أكثر .
بعد تلك الحادثة الشهيرة .. والدي واصل عيش حياته ..
واصل زيادة قوته .
بعد المساعدة التي قدمها له الإمبراطور ، هذا الأخير قد دعى والدي إلى مأدبة عشاء فاخرة داخل قصره .
“مايكار فاليريون كان رجلا إمتلك نظرة عميقة للحياة ، و قد رأى أبعد من الجميع .. بصيرته كانت مصدر إعجاب حقا رفقة موهبته .. صحيح أنه كان أكبر مني .. لكنه هو الآخر بلغ الفئة SS+ و هذا كان شيئا مذهلا بالفعل .”
كما أعجب والدي بالإمبراطور .
كان الإمبراطور هو الآخر مهتما بوالدي .
“في ذلك اليوم ، دعاني الإمبراطور إلى نزال 1 ضد 1 .. نزال ودي لتوطيد العلاقة بيننا .”
المحاربون كانوا يتحدثون داخل ساحة المعركة لا طاولات الطعام .
هذه كانت حقيقة غير معلنة .
و على هذا النحو ، تم التنظيم لذلك النزال سرا .
نزال لم يعلم عنه سوى القليل من الناس الذين شغروا مراتب عليا .
المعركة إستمرت لوقت طويل داخل أراضي الكابوس الشرقية بين مايكار فاليريون أقوى حامل رمح بالعالم .
ضد المعجزة آبراهام ستارلايت أعظم مبارز .
و بعد معركة شاقة ، لمس ظهر مايكار فاليريون الأرض لأول مرة عندما خسر أمام آبراهام .
في ذلك الوقت ، أيقن الجميع أن ذلك الرجل الذي ظهر من جانب عائلة ستارلايت كان الصفقة الحقيقة .
كثيرون هم الذين إعتقدوا بأنه البطل التالي بعد كازيس فاليريون .
لكن الكنيسة نفت كل تلك الأفكار ، فالسيف المقدس الفيرميثار لم يتعرف عليه كسيد له .
لكنه لم يكن بحاجة لذلك السيف منذ البداية .. فسيف الدارك سيستر كان أكثر من كافي .
إسم والدي قد أصبح على كل لسان .
و بلغ أخيرا المستوى الذي أراده .
لكنه لم يحقق هدفه .
هو لم يرد أن ييأس ، هو رأى هذه الحياة كهدية بعد كل شيء.
“حرصت دوما على عيش حياتي على أكمل وجه إحترامت للعطايا التي قدمت لي ”
لكنه لم يستطع نسيان عائلته حتى النهاية .
حتى بعد مرور 30 سنة . لم يستسلم أبدا و عاش متحملا الفراغ الذس تركه له فقدان عائلته .
حينها .. حدث اللقاء الذي غير حياة آبراهام ستارلايت.
“اللورد السابق .. إيزان ستارلايت قد بلغ حدوده أخيرا.”
مستسلما لمرضه الذي أرهقه .. المرض الذي لم يكن يملك أي علاج .
ايزان ستارلايت قد قاومه لوقت طويل جدا ، و عاش حياتا طويلة حتى الآن .
لكنه بلغ حدوده أخيرا.
بآخر أيامه هو توسل ، و ناشد آبراهام ستارلايت ليكون اللورد التالي لعائلة ستارلايت.
“لم أعلم حتى كيف أقول لا ، لذلك الشخص الذي عاملني كإبن له طوال الوقت .”
والدي الذي كان في حالة ضياع عندما وجد نفسه عاجزا عن إتمام الكثير من الأمور ..
لم يستطع إيجاد عائلته .
لم يستطع الإختراق لما بعد الفئة SS+ .
و لم يستطع إيجاد ذلك المهندس الغامض مهما بحث .
وصل ابراهام ستارلايت إلى نقطة مسدودة ..
لدرجة أنه بدأ يستسلم لتلك الحياة .. و يصبح جزءا من ذلك العالم بشكل كامل .
“لقد قبلت ”
قبل ذلك العرض .. بأن يصبح اللورد الجديد لعائلة ستارلايت.
“لكن كان هناك مشكلة .”
ابراهام ستارلايت لم يكن يملك الدماء النقية للعائلة الرئيسية ، ما جعل الكثير يعارض حتى بعلمهم لمدى قوته و قدراته .
و هذا ما جعل اللورد إيزان ستارلايت يقترح شيئا غير الكثير .
“لقد طلب مني أن أتزوجها .. إبنته الوحيدة .”
اللورد إيزان كان يمتلك العديد من الأبناء الذكور ، بالمقابل هو إمتلك إبنة واحدة .
فتاة ضعيفة قد ورثت منه مرضه ما جعلها قليلة الظهور لدرجة أن آبراهام لم يراها من قبل .
والدي قد رفض ذلك العرض بالبداية .
فهو لم يستطع نسيان عائلته مهما حاول .
لكن بعد ضغط شديد من العجوز المحتضر إيزان.
وافق والدي على مقابلتها على الأقل ، ثم الحكم بنفسه .
و هذا ما قادنا الى ذلك اليوم .
داخل حديقة معزولة ، تنتمي لأحد المنازل الرئيسية لعائلة ستارلايت .. والدي إلتقاها لأول مرة .
كانت تجلس على كرسي متحرك ، فهي قد خسرت القدرة على المشي منذ ولادتها .
جسدها بدا نحيلا نوعا ما ، لكنه حافظ على تألقه بنفس الوقت .
وجهها ذاك جعلني أتجمد مكاني .. مجرد نظرة واحدة عليها جعلتني أدرك أنها كانت هي.
تلك كانت هي أم فراي ستارلايت .. أم هذا الجسد .
فوجهها ذاك .. هي بدت مثل نسخة أكثر نضجا من اختي آدا ..
و كأنني أرى أختها التوأم أمامي .
“تلك المرأة كانت أشبه بوردة متفتحة .. وردة لفت جذورها حول قلبي محركة مشاعر قد ماتت بداخله منذ وقت طويل ”
إستمعت لكلمات والدي بوجه فارغ .
“حتى بعد كل تلك السنوات ، هي نجحت بالقيام بما عجز عنه كل شخص آخر .”
لهو أمر عجيب كيف نجحت إمرأة واحدة بسد الفراغ الذي عايش شخصا مثل والدي ل 30 سنة .
أنا لم أفهم ما كان يتحدث عنه والدي .
فتلك المشاعر التي يتكلم عنها .. لم أملك أيا منها .
لكنني لم أكن أملك الحق للحكم عليه.
أنا الذي تحطم بعد سنتين فقط . و حاولت الإنتحار على الفور بعد سماعي للإجابة بعد ذلك .
بأي حق أستطيع محاسبة والدي الذي قضى 30 سنة كاملة بنفس المعاناة ؟
بأي حق أحاسبه عندما وقع بحب إمرأة .. إمرأة اعطته بعض الخلاص.
تلك المرأة .. كانت والدتي بهذا العالم .
“آنا ستارلايت”
…
…
…