منظور الشرير - الفصل 137
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“تعال .. إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء ”
كلمات والدي ..
كانت لا تزال تتردد داخل أذني ، بينما أعماني ذلك الضوء الساطع الذي خطفني من مكاني .
شعرت بالمشهد يتغير بسرعة ..
هذه كانت ..
“ذكريات والدي .”
بأعين حمراء تبعت صوت والدي الذي حرك شيئا ما كان قد مات بداخلي .
شعرت بالحرارة داخل صدري عندما وجدت نفسي أقف داخل غرفة فسيحة تواجد بها مهد طفل رضيع .
الغرفة كانت مظلمة و لم يضئها شيء سوى ضوء القمر الذي عبر من خلال زجاج النوافذ .
داخل المهد ، نام طفل رضيع بشعر أسود .
هو بدا شبيها بي .. شبيها بفراي .
بينما راقبت ذلك الطفل ، تحركت كلمات والدي ثانية .
“عندما فتحت أعيني لأول مرة ، وجدت نفسي بداخل جسد طفل رضيع ”
بقيت أنظر إلى ذلك الطفل النائم بهدوء .
تناسخ والدي كان يختلف بشكل جذري عني .
هل .. عاش منذ البداية على أنه آبراهام ستارلايت ؟
متجاهلا أفكاري ، واصل صوت والدي التحرك للأمام .
“في البداية كنت في حيرة من أمري ، تساءلت ما إذا كنت أحلم ؟ لكن الحلم قد طال كثيرا .”
مرت الأيام .
رأيت رجلا و إمرأة .. كلاهما قد إهتما بالرضيع معطيان إياه الكثير من الحب .
كلاهما قد إمتلك شعرا أسود ، ما دل على أنهما كانا ينتمنيان للعائلة الفرعية من ستارلايت.
بعبارة أخرى .. جدي و جدتي .
“بعدما تيقنت من أنني لا أحلم ، إستنتجت أنني ولدت من جديد بجسد جديد ، لكن بنفس الذكريات .. و عائلة جديدة ، واقع آخر”
كبر آبراهام ستارلايت الصغير شيئا فشيئا .
عشت ذكرياته الواحدة تلوا الأخرى.
ضحكت عندما رأيت والدي يعاني لكي يمشي أول خطواته ، و كيف إنزعج من عدم قدرته على قضاء حاجته بنفسه .
شاهدت كل ذلك بينما استمعت إلى صوته الذي إشتكى من الأمر .
تمنيت حقا .. أن لا يتوقف عن الكلام إلى الأبد.
“بعد مرور قدر لا بأس به من الوقت ، كنت قد بدأت أتقبل مصيري .. لكنني لم أستطع أبدا نسيان ما حدث بلحظاتي الأخيرة بحياتي السابقة .. ذلك الضوء ، و كيف إنقلب كل شيء رأسا على عقب ”
والدي .. لم يستطع نسيان عائلته ، هو لم ينسانا .
“لذلك و بمجرد بلوغي السن الكافي .. حاولت البحث عنكم ، و معرفة مالذي جرى بالضبط .”
لقد كان فطنا لما حدث من حوله ، و فور بلوغه لسن الرابعة من عمره بدأ يتعلم عن العالم الذي وجد نفسه داخله .
مستفيدا من حقيقة أنه رجل بالغ قد عاش حياة كاملة من قبل ، كان والدي سريع التعلم .
“إندهشت عندما علمت بأن البشر بهذا العالم قد إمتلكوا قدرات خارقة للطبيعة بينما عاشوا في عصر غريب جمع بين القرون الوسطى و الحديثة بشكل عجيب .”
تعلم أبي عن كل تفاصيل هذا العالم بسرعة مرعبة .
عندها هو بدأ يدرك أوجه الشبه .. بين ما كان يراه و ما سمعه ذات يوم .
“بمجرد التعمق بشكل كافي ، التعرف على أسماء العوائل و الأماكن هنا .. أدركت أنني أعيش داخل روايتك .. فكل ما قصصته علي قد تحول إلى واقع ”
عندما بلغ الرابعة من عمره .
علم بأنه داخل رواية إبنه الأكبر ، تلك الرواية التي قصها عليه مرارا و تكرارا من أجل المتعة . “بالنسبة لي ، أحسست و كأنها هديتك لي ”
إبني قد قدم لي هذه الحياة ، بعدما سلبت مني الأخرى .
“عندما أدركت ذلك ، ظهرت تلك القوة أمامي .”
و تزامنا مع كلماته ، تفاجأت عندما رأيت تلك النقطة المضيئة تتجلى أمام والدي الذي كان في الرابعة من عمره .
بمجرد ضغطه عليها ، ظهرت واجهة النظام أمامه .
شعرت بالحيرة عندما إكتشفت أن والدي هو الآخر كان يمتلك النظام.
لكن بعد إمعان النظر .. تلك لم تكن أدوات المؤلف.
“ظهرت أمامي واجهة لنظام غريب قد عرض إحصائياتي باختصار بالإضافة إلى مستواي و كأنني بلعبة ما .”
آبراهام ستارلايت : المستوى 1
كان نظاما مختلفا تماما عن الذي منحت إياه .
“النظام أعطاني الكثير من المهام التي عادت علي بنقاط الخبرة ، و التي بدورها قد أستعملت من أجل زيادة مستواي .”
كلما زاد في المستوى ، إستطاع زيادة أحد قدراته .
سواءا القوة ، أو السرعة و ما إلى ذلك .
موهبته لم تكن إستثناءا .
بالتفكير في الأمر ، والدي قد حصل على ذلك النظام الذي كثيرا ما ستراه في الألعاب و روايات النظام .
تقليدي تماما .. و عملي .
“بذلك الوقت ، ظننت أنك موجود هناك .. خلف تلك الشاشة الشفافة ”
إعتقد حق إعتقاد بأنني الشخص الذي منحه كل ذلك .
لذلك مستغلا كل خبراته من حياته السابقة ، و ذلك النظام العجيب الذي ظهر أمامه .
شرع بالتدريب و تنفيذ معظم المهام التي منحت له .
مرت الأيام بسرعة بينما عاش آبراهام ستارلايت داخل أحد المنازل الفرعية لعائلة ستارلايت.
كانت الفروع مهمشة تقريبا و قد عاشوا في سلام بعيدا عن كل معمعة العائلة الرئيسية .
لذلك حضي والدي ببيئة صحية تماما من أجل النمو .
هو عاش حياته على أكمل وجه .
“إستغللت كل ثانية ، من أجل التدريب أكثر و العيش إكراما للهدية التي قدمت لي .”
قوته زادت بشكل سريع بعيدا عن الأنظار .
تلاعب آبراهام ستارلايت بالسيف كل يوم و قطع مرارا و تكرارا .
بعمر صغير هو أيقظ خاصية الضوء الأساسية للعائلة ، لذلك حصل على حق إستعمال أسلوب غبار النجوم الخاص بعائلة ستارلايت .
“عندما منحني أبواي بهذا العالم ذلك الأسلوب القتالي ، رأيت مدى الحزن الذي أظهرته أعينهم .”
أسلوب غبار النجوم يعتبر أسلوبا هائلا بالفعل ، يعمل عن طريق تشكيل النجوم حول القلب ، كل نجم يمنح مقدارا مرعبا من القوة و يساعد على شن هجمات مدمرة .
لكن العائلة الفرعية لستارلايت كانت دوما ما يتم قمعها بحيث أن أقصى مستوى قد تمكنوا من بلوغه أثناء التدريب على الأسلوب هو النجمة الرابعة .
بعد ذلك سيحتاج إلى أساليب معينة من أجل الاختراق إلى المستوى التالي ، و هذا ما إحتكرته العائلة الرئيسية .
“فهمت أن أبواي كانا حزينين لأنهما لم يتمكنا من دعمي سوى بأسلوب غير مكتمل ، لكن ذلك كان كافيا .”
فالنظام قد تولى أمر جعله يخترق بالقوة .
“أنا ممتن لهما على مساعدتهما و دعمهما لي طيلة الوقت ، لكنني لم أستطع إعتبارهم مثل والدي الحقيقين مهما حاولت ”
كان الأمر مستحيلا ، فعمر والدي الحقيقي أكبر من كليهما .
و بالتالي ، العلاقة بينهم أصبحت مبهمة تماما بين والدين محبين لإبنهم ، و إبن يراهم مثل الغرباء .
و قد مر الوقت بسرعة كبيرة لأرى والدي يبلغ ال 15 من عمره .
بإمعان النظر به ، لقد بدى مثلي تماما عندما جئت إلى هذا العالم لأول مرة.
صوت والدي هو الآخر واصل قص حكايته علي .
“بعدما أمضيت كل وقتي أنفذ مهام النظام التي كانت صعبة أحيانا ، منحرفة أحيانا ، و غريبة بنفس الوقت .. بدأت فكرة جديدة تتكون داخل عقلي .”
ظن والدي بأنه سيجدني عندما ينفذ كل تلك المهام حتى النهاية ، لكنه لم يفعل إنما المهام رفضت التوقف .
“لقد أيقنت في تلك اللحظة أن الشيء الذي يرسل هذه المهام لم يكن بإبني ، بل شيء آخر تماما .”
العالم الذي عاش به كان مطابقا للرواية التي حكيتها له ، لكن بعض الأشياء لم تكن بمكانها الصحيح.
آبراهام ستارلايت لم يتخلى عن فكرة إيجاد عائلته ، حتى بعلمه أنه يسير نحو المجهول . فكر لوقت طويل بالطريقة الأمثل للبحث ، ثم إستنتج أخيرا ما كان عليه فعله .
“عندما بلغت الخامسة عشرة من عمري ، عرض علي والدي أن ألتحق بالمعبد بما أنني قد أظهرت مستوى يتيح لي ذلك ، لكنني رفضت .”
فكرة عيش الحياة المدرسية مجددا لم تكن مثيرة له ، بالمقابل أراد أن يبقى بعيدا عن الأنظار .
“خطتي كانت بسيطة ، قررت رفع قوتي لأقصى حد من أجل الصمود بهذا العالم و صنع إسم لنفسي عندما يحين الوقت المناسب .”
قرر البقاء متخفيا ، و التدريب بجنون .. ثم عندما تأتي اللحظة المناسبة سيظهر نفسه للعالم .
بجعل نفسه مشهورا بما فيه الكفاية ، سيرسل إشارة لا يفهمها أحد سوى عائلته .
هذه كانت الخطة باختصار .
في تلك اللحظة ، أدركت أخيرا لماذا كان إسم والدي موجودا على كل لسان .
آبراهام ستارلايت ، المعجزة .. اللورد الثالث لعائلة ستارلايت و الأقوى بوقته .
كل ذلك .. من أجل هدف واحد فقط .
“أردت إيجاد عائلتي .”
شعرت بالضيق عندما سمعت تلك الكلمات .
أنا و والدي .
فراي ستارلايت و آبراهام ستارلايت.
لقد كنا متشابهين .
كلانا قد فعل كل شيء من أجل نفس الهدف .
بقي والدي بعيدا عن الأنظار طيلة الوقت .
راقبته و هو يتدرب بينما أيقض خاصية النجم العلوية .
قوته تزايدت بشكل مرعب بينما كان ينفذ كل مهام النظام . لدرجة أن تركيبة جسده نفسها قد كانت تتغير .
كان يتحول إلى شيء آخر تماما ..
على هذا المستوى ، كثيرا ما أرسله النظام إلى أراضي الكابوس أو جعله يتسبب بالكثير من الأحداث .
والدي نفذها جميعا دون ترك أثر واحد حتى .
آبراهام ستارلايت : المستوى 70
العمر : 20 سنة.
بعمر العشرين ، والدي كان موازيا لمن هم في الفئة SS بعالمنا ..
هو قد إمتلك نظرة مختلفة تماما عني ..
طريقة تدريبه ، كانت شيئا لم أفكر به إطلاقا .
تدريب جهنمي جعله يتحكم بالاورا بطريقة مثالية لدرجة أنه قد تخلى عن مسارات الاورا بداخله .
ترك فقط تلك القوة تسبح بالداخل دون قيود .
تساءلت كثيرا .. كيف فعلها ؟
و أي ألم أضطر لإختباره أثناء جعل تلك القوة تحرق أعضاءه الداخلية معتمدا فقط على قوة النظام .
محققا شيئا حتى أنا من كتب عن كل هذا يراه مستحيلا .
من جهة أخرى ، و بعد التجول بكل أنحاء العالم منفذا كل مهام النظام ، والدي إنتبه لشيء اخر.
“بعد ملاحظة هذا العالم لوقت كافي ، و الاخذ بكل ما رأيت و الدلائل المتناثرة هنا و هناك .. تيقنت من أنني لم أنتقل إلى عالم آخر .”
كما قلت من قبل .. والدي كان فطنا للغاية و شديد الملاحظة لدرجة أن شيئا كهذا يستحيل أن يغيب عنه ..
“هذا هو نفسه العالم الذي عشنا به .. لكن في المستقبل .”
هو تمكن من معرفة الحقيقة التي سعيت جاهدا طيلة سنتين من اجل الوصول إليها ..
لكن و على عكسي ، والدي لم ييأس هنا .. بل زاد إيمانا و يقينا بأنه سيجدنا .
بالنسبة له .. آمن بأنه لم يكن الوحيد الذي حصل على فرصة ثانية للحياة.
آمن بأن الفرص قد وزعت بالتساوي على كل أفراد عائلته .
لذلك واصل سعيه .
و في تلك اللحظة ، بعدما إستوعب حقيقة العالم الذي عاش به .
” جاءت مهمة من النظام .”
مهمة نهائية .. طلبت منه الذهاب إلى أرض الكابوس الشرقية . و بلوغ نهايتها .
“علمت وقتها بأن تلك المهمة كانت مختلفة عن كل ما جاءني حتى الآن ، شيء على مستوى آخر تماما ..”
بذلك الوقت ، أراضي الكابوس كانت معروفة بأسياد الكابوس الذين كانوا في مستوى مرعب بلغ الفئة SS+ .
ناهيك عن الاعداد الهائلة من المخلوقات الأخرى التي لم تقل خطورة هناك .
لكن ذلك لم يمنع والدي من الذهاب .
لم يأخذ سوى سيف واحد ، و مؤونة تكفيه لبعض الوقت داخل خاتم الأبعاد لينطلق في رحلته .
على عكسي الذي إنتقل إلى أراضي الكابوس الشرقية آنيا ، والدي دخلها من خلال جبال أوكلاس الشرقية و واصل طريقه سعيا نحو الحقيقة .
في ذلك الوقت ، أراضي الكابوس كانت تمتلك 4 أسياد كابوس .. لا 3 .
…
…
…
المهمة التي حصل عليها قد طلبت منه بلوغ نهاية أراضي الكابوس الشرقية ، لكنها لم توضح أي شيء .
هل عليه ببساطة أن يصل إلى الجانب الآخر من القارة ؟
او أنه مضطر للقيام بشيء معين لإنهاء تلك المهمة ؟
والدي لم يكن يعرف الإجابة ، لذلك قرر أن يستكشف أراضي الكابوس بأكملها في سبيل إكمال تلك المهمة .
مرت الأيام ، و الأسابيع ..
“تجولت لوقت طويل داخل أراضي الكابوس الشرقية ، أثناء فترة تواجدي هناك قتلت الكثير من مخلوقات الكابوس و كدت اموت عدة مرات .”
واجه جميع أنواع المخلوقات ، من وحوش بأطراف حادة ، إلى أخرى شبيهة بالبشر ، و حتى أنه تعامل مع وحوش تهاجم العقل بدرجة اولى.
أحد معاركه التي لفتت إنتباهي بشكل خاص كانت تلك التي جمعته مع ذلك الشيء .
إجتاح الضباب جسد والدي ذات يوم ، بينما بدأ يهلوس بشدة ..
من منظوري ، رأيت بوضوح شكل جساسة الضباب و هي تحاول قتله .
كانت عبارة عن كيان ضخم يرتدي رداءا اسود .. عقله كان بارزا من الاعلى و لم يمتلك أية أعين بل فقط فجوات فارغة .. وفم بأسنان حادة ..
ذلك الشيء كان يحوم من حول والدي مهددا إياه .
شعرت بالإرتعاش عندما أدركت أنني واجهت هذا الشيء ذات يوم ..
هل حقا .. نجوت من شيء كهذا ؟
أبي كان على وشك السقوط ضحية لوهمه ، لكنه كان سريع البديهة ..
إنبهرت عندما رأيته يطعن نفسه بعنف بواسطة سيفه مستعملا الألم من أجل مقاومة تأثير الجساسة .
طريقة فعالة بما أنه لم يكن يعلم عن نقطة ضعف إغلاق الأعين.
بعد التخلص من الوهم ، أطلق والدي قوته مظهرا 8 نجوم دارت بعنف حول قلبه .
قوة مساوية للورد ستارلايت الثاني وقتها .
و بضربة واحدة من سيفه ، هو أطلق موجة مرعبة من الضوء محت جساسة الضباب تماما .
برؤية حفرت الدمار التي تسبب بها ، بينما تراجع بسرعة لاهثا ..
أدركت مرة أخرى كم كان والدي قويا .
…
…
…
إستمرت الرحلة .
لم أكن سوى شخص يشاهد بمنظور الشخص الثالث ، متنقلا بين المشاهد بسرعة كبيرة لذلك لم أشعر بالوقت يمضي إلا عندما رأيت تلك اللحية الكثيفة التي نمت على وجه والدي .
صوته كان تأكيدا واضحا على ذلك .
“6 أشهر داخل أراضي الكابوس ، 6 أشهر من الدم و القذارة و محاربة المجهول و مازالت تلك المهمة قائمة مثلما كانت منذ اليوم الأول.”
في 6 أشهر ، مستفيدا من حقيقة أنه كان في الفئة SS و بمهارات تجاوزت بكثير من كان بمثل سنه ..
والدي كان قد غامر داخل معظم أراضي الكابوس الشرقية بالفعل و واجه معظم المخلوقات التي تواجدت هناك .
جميعها .. ما عدا واحد .
“لقد كنت أتفادى مواجهته طوال الوقت ، آملا الا أضطر لذلك .”
راقبت من بعيد ، عندما إنكشف أحد أسوء مخلوقات الكابوس أمامي .
مخلوق حتى أنا لم أكن أعلم عنه شيئا ..
أسياد الكابوس كانوا 3 فقط .. هذا ما كتبته ، و هذا ما أعرفه .
لكن الوحش الذي رأيته الآن لم يكن واحدا منهم .
صرخته كانت فريدة من نوعها .. صرخة حزن ، و غضب ، سخط .
صوته لوحده جعلني أبتلع لعابي داخل حلقي الجاف .
وحش عملاق بجثة ذات جلد أسود كثيف الشعر ، رأسه قد إمتلك زوجا من القرون على شكل تاج ، أما جمجمته فقد كانت محفروة و عبارة عن فجوة دون عقل .
ذلك الشيء قد تمسك برأسه بينما صرخ بشدة ، و كأنه يبحث عن عقله .
و كأنه يطلب من جميع المخلوقات التي سمعت صراخه ..
“أعيدوا لي عقلي ، أعيدوا لي ما سلبتموه مني .”
ذلك ما فهمته ، و هو نفس ما استوعبه والدي .
ذلك الشيء كان أحد أسياد الكابوس ..
“أميغدالا .. أحد سادة الكابوس. ”
ردد والدي إسمه بينما سار نحوه ساحبا سيفه الذي إمتلأ بالخدوش و تآكل بشدة من شدة المعارك المستمرة .
“لأكون صادقا .. تساءلت ما إذا كنت قادرا على قتل ذلك الشيء .”
قفز والدي عاليا بينما اضاءت 8 نجوم داخل قلبه .
أورا النجم قد أضاءت بشدة مرسلا نوره الساطع الذي أضاء سماء الكابوس المظلمة .
“لم أعلم ما إذا كنت قادرا على قتله ، لكنني كنت مضطرا لذلك ”
من أجل الإقتراب و لو قليلا .. كان مضطرا للقتال .. حتى الموت.
المعركة بين آبراهام ستارلايت و الأميغدالا قد كانت كارثة بكل المقاييس ..
ذلك الوحش الأسود قد صاح بصوت جعل الأرض نفسها تهتز مطلقا موجة من النيران السوداء التي إجتاحت السماء .
مثل موجة سوداء .. موجة قطعها سيف آبراهام إلى نصفين .
بصرخة حرب مرعبة ، إندفع والدي ناحية الجحيم مصطدما بظلام الأميغدالا .
ذلك المخلوق الذي حرق الجبال و الانهار و الغابات بواسطة نيران لا تنطفئ ، قد إصطدم بقوة النجم التي لا تنضب .
سيف آبراهام قد جرح عميقا و توغل داخل اللحم القذر لمخلوق الكابوس المتوحش ، لكن قوة حياة الاميغدالا قد كانت شيئا مرعبا حقا فمهما كانت جروحه هو واصل القتال .
لم يملك عقلا ليفكر ، فقط واصل نفث النيران السوداء .
رأيت والدي يغلف نفسه بطاقة النجم محاولا النجاة داخل ذلك الجحيم .
مثل نقطة بيضاء وسط ورقة سوداء .
تبادل كلاهما الضربات لوقت طويل ، لأيام .
معركة هزت الأرض ، الأميغدالا لم يكن وحشا من الفئة SS+ من فراغ ..
تساءلت كيف نجى والدي من كل هذا .
و تساءلت كيف لم يعلم أحد بما كان يحدث هناك ، فتقلبات الاورا التي أرسلها كلاهما قد كانت هائلة جدا .
المعركة لم تكن تسير في صالح والدي .
الأميغدالا كان عبارة عن كارثة طبيعية ، تلك النيران التي واصل نفثها ليس من فمه فقط و لكن من كامل جسده قد هددت بحرق كل شيء .
يمكنك رؤية نضال الضوء وسط كل ذلك .
لولا تحطيمه لمسارات الاورا و جعله لجسده يسخر الاورا بشكل طبيعي ، أبي لم يكن ليصمد .
المعركة وصلت لطريق مسدود .
بآلاف الجروح فوق جسده العملاق ذاك ، اميغدالا رفض السقوط .
من جهة أخرى ، و بعد 3 أيام كاملة من القتال المستمر والدي كان قد بلغ حدوده .
لذلك و بكل ما لديه هو قفز عاليا مستعملا هجمة انتحارية أخيرة.
حشد أقصى قدر من قوة غبار النجوم حول سيفه المتهالك مرسلا أقوى ضربة تمكن من حشدها .
بالمقابل ، ارتفعت نيران الاميغدالا لتصطدم بعنف مع ضربته اليائسة تلك .
و فور تلاقي الأبيض و الأسود ، اظلم كل شيء و تحطم سيف والدي الذي اخترق الاميغدالا .
و من جهة أخرى ، غرق هو الآخر داخل النيران فاقدا للوعي .
المعركة انتهت بشكل جعلني اتساءل .
من فاز ؟
شعرت بالعرق البارد يبلل ظهري من شدة المعركة التي رأيتها ..
هل هذا ما يعنيه مواجهة وحوش في الفئة SS+ ؟
“الأميغدالا كان أقوى بكثير مما توقعت ما جعلني أضطر لإستنزاف نفسي حتى آخر قطرة .. لقد كانت معركة متقاربة و قد كان الموت قريبا مني ..”
أظلم كل شيء عندما فقد والدي الوعي .
إنتظرت بصبر من أجل معرفة النتيجة.
منتظرا اياه أن يستعيد وعيه .
“بعد تلك المعركة ، لم أعرف ما حدث لي بعد ذلك ، كان عقلي مشوشا تماما من استنزاف الاورا و الإصابات التي ألحقت بي اثناء القتال ”
كان والدي يستعيد وعيه من حين لآخر ، لكن سرعانما أغمي عليه فور قيامه بذلك .
في الأحوال العادية ، يفترض به أن يكون ميتا الآن فحتى و لو قتل الاميغدالا بنجاح ، كانت وحوش الكابوس الأخرى ستأتي و تنهش جثته حتى العظام .
لكن ذلك لم يحدث.
شاهدت مصدوما عندما رأيت جثة والدي يتم جرها بعيدا .
وسط حفرة من الموت و الدمار ، تواجدت بها جثة الأميغدالا الميتة التي قتلها هجوم والدي الأخير .
من هناك ، تم سحب جثة ابراهام ستارلايت بواسطتهم .
“عندما فتحت أعيني من جديد … صادفني مشهد أغرب من الخيال .”
راقدا فوق الأرض الصلبة لتلك الطائفة القديمة .
بعدما تم جر جسده طول الطريق وصولا إلى ذلك الجبل الأسود.
المكان الذي نزفت فيه حتى الموت.
المكان الذي لا يزال لغزا لي حتى يومنا هذا .
آبراهام ستارلايت فتح أعينه داخل طائفة الظلال .
أحس بعالمه قد إنقلب رأسا على عقب .. و شيئا فشيئا بدأ يسمع من جديد ..
“إنه هو أليس كذلك ؟”
“لابد و أن يكون هو !”
“لقد إنتظرنا طويلا !”
عندما إستيقظ ابراهام ، لم يكن وحيدا ..
تفاجأ بطفل غريب يحوم حوله بجنون ..
“إنه هو ! ”
بدا ذلك الطفل بالكاد في العاشرة من عمره ، مرتديا قميصا أكبر منه و مغطيا رأس بقلنسوة السترة التي إرتداها .. شعره كان اشقر لامعا و أعينه زرقاء حيوية..
صاح ذلك الطفل بفرح عندما رأى آبراهام ..
“إنه هو ! أليس كذلك ؟ أختي ”
صاح ذلك الطفل بينما استدار ناحية شخص آخر..
حينها استوعب والدي بأن إمرأة ذات بشرة سوداء قد كانت تقف هناك .
نظرت إلى آبراهام بمشاعر معقدة .
شعرها الأسود و بشرتها السوداء تلك إضافة إلى عضلاتها .. كانت التعريف الحرفي للإمرأة المحاربة .
بعبوس تساءلت ..
“هل هذا حقا هو الشخص الذي إنتظرناه طوال هذا الوقت ؟”
“لابد و أن يكون هو !”
“إهدأو جميعا .. أنتم تربكونه .”
ظهر أشخاص آخرون ..
رجل بشعر أسود طويل ، و أعين سوداء حاملا رمحا عظيما خلف ظهره .
إضافة إلى عجوز سار على عصى و بالكاد تمالك نفسه .
جميعهم احاطوا بآبراهام محدقين فيه ..
أعينهم حملت الكثير ، الشوق ، الإحترام ، الهوس ، الاعجاب ، و الرهبة .
والدي كان في حيرة من امره ، و كذلك كنت أنا الآخر لأنني لم أتعرف على أي منهم مهما حاولت ..
في تلك اللحظة سمعت صوت والدي ..
“في ذلك اليوم ، و بإحاطتهم جميعا بي .. لم أكن مرعوبا سوى بحقيقة أنني لم استطع الشعور بأي شيء منهم ”
بعدما بلغ الفئة SS ، وصل والدي إلى مستوى خوله الحكم على قوة غيره ، حتى اولئك الذين كانوا اقوى منه مثل الاميغدالا ..
لكنه لم يستطع تحديد مدى قوة الاشخاص الذين احاطوا به مهما حاول .
“من أنتم ؟ و كيف وصلت إلى هنا ؟”
بمجرد نطقه لتلك الكلمات .. إبتعدوا جميعا عنه تاركين المجال له .
“أرأيت ! لقد أزعجته !”
“إنه ليس خطئي ! لابد و أنه قد إرتعب من لون بشرتك السوداء يا أختي ”
“ماذا ؟!”
شعر ابراهام ستارلايت بالقشعريرة عندما ضربت تلك المرأة السوداء ذلك الطفل مرسلة موجة مدمرة قد حطمت كل شيء تواجد بمداها .
و ما كان مرعبا أكثر كان حقيقة أن ذلك الطفل لم يصب بأي أذى من ذلك الهجوم .
“هذا يكفي ، إيفانخيل .. هو مرعوب بسببك ”
“حتى أنت!”
تشاجر أولئك الأشخاص الغرباء فيما بينهم .
كانوا يبدون أشبه بحفنة من المجانين .. مجانين تسكعوا داخل طائفة الظلال التي أحاطت بها أراضي الكابوس .
سواءا أنا أو والدي .. شعر كلانا بالفراغ ..
و بينما تشاجر اولئك الأشخاص فيها بينهم ، جاء صوت من الخلف جعل الجميع يصمتون .. صوت جعلني أتجمد بينما أظلم وجهي.
إستدار الجميع ، عندما ظهر ذلك الشيء .. رجل ملثم بالأسود و أعينه الزرقاء الزجاجية تتوهج كالمعتاد .
الفرق الوحيد الذي لمحته .. كان حقيقة أنه قد إمتلك يدين بدل واحدة..
اللعين ..
“إبتعدوا عنه جميعا ، فهو ليس الشخص الذي تنتظرونه ”
بمجرد وصول المهندس ، تغير المزاج السائد 180 درجة ..
أولئك الأشخاص الذين بدو أشبه بحفنة من الغرباء المجانين ، قد تحولوا بطريقة ما إلى شيء آخر تماما عندما أصبحوا جديين .
لم يطلقوا أي هالة ، لكن الفراغ نفسه قد إهتز عندما حدقوا بغضب في المهندس ..
“مالذي تهدي به بحق ؟ ليس الشخص الذي إنتظرناه ؟”
شدت الإمرأة السوداء المسماة إيفانخيل قبضتها بشدة بينما أشارت ناحية المهندس .
“ألم تقل أن الوقت قد حان ؟! الشخص الذي تطلعنا له طيلة هذه السنين ! إذا لم يكن هذا هو .. إذا لماذا جمعتنا هنا ؟ سحقا لك !”
توهجوا جميعا بغضب ..
“أخبرتكم ألا نثق به .. هو ليس بشريا حتى ..”
أمام المزاج المتوتر ، المهندس كان لا يزال محتفظا بهدوءه المعتاد .
بكلمات بسيطة .. هو تحدث .
“هذا الرجل ، هو المتفاح لقدومه .”
مشيرا لآبراهام ستارلايت ، مواصلا حديثه .
“إنه ضروري ”
رأيت الحيرة بدايتا على وجوههم ..
من جهة أخرى قفز والدي بعيدا عنهم فاتحا المسافة.
لم يحاول الهرب ، لأنه بطريقة أو بأخرى عرف بأنه لن يستطيع الهروب منهم.
“من تكونون ؟ و مالذي كنتم تثرثرون به حتى الآن ؟ مفتاح ؟ الشخص المنتظر ؟ أي هراء هو هذا ؟”
حدق الجميع بآبراهام .
الذي تولى الحديث ، لم يكن أحدا سوى المهندس .
“لست بحاجة لمعرفة ذلك .. آبراهام ستارلايت ، أنت تريد إيجادهم أليس كذلك ؟ عائلتك .. لذلك واصلت القيام بكل تلك المهام حتى الآن”
بدأ والدي يستوعب ما كان يحدث ..
“أنت ! .. أنت هو صاحب النظام ؟”
فتح المهندس الشاشة كرد ..
فوقها ، كتبت الكلمات التي أراد آبراهام ستارلايت رؤيتها منذ دخوله أراضي الكابوس.
المهمة النهائية : بلوغ نهاية أراضي الكابوس الشرقية(مكتمل)
لقد أنهى المهمة ، و حان الوقت من أجل الحصول على الجوائز ..
“لقد قمت بمهمتك على أكمل وجه ، و الآن خذ جائزتك ”
بالإضافة إلى حصوله على عدد كبير من نقاط الخبرة ، أشار المهندس ناحية المرأة السوداء .
“إيفانخيل ، أعطه ذلك ”
ترددت إيفانخيل للحظة قبل أن تتنهد و تتشكل الاورا بين ذراعيها .
في تلك اللحظة .. ظهر سيف أسود مشؤوم .. كاتانا أسود أطلق هالة مرعبة ..
“خذه”
إيفانخيل قد رمته على مضض ناحية آبراهام ستارلايت الذي أمسكه على عجل ..
فور لمسه للغمد .. والدي شعر بها .. مدى القوة التي إحتواها ذلك السيف ..
أنا الآخر حدقت به منبهرا ، بينما تعرفت على صفاته الفريدة.
لقد كان أحد السيوف السبعة الاسطورية .. الدارك سيستر .
“أنت لا تعلم حتى كم عانيت لأستعيد سيفي من ذلك اللعين آفالون و ها أنت تطلب مني أن أمنحه لشخص آخر”
تذمرت إيفانخيل ، بينما ضحك الطفل الذي طار في الهواء بجانبها .
“ليس و كأنك تحتاجين إليه فأنت آرشر لا مبارزة ”
والدي تجاهلهم للحظة محدقا في السيف بين يديه ثم المهندس .
“أنت .. ماذا تكون بالضبط ؟ ما علاقتك بي ؟ و مالذي تريده مني ؟”
كان كل شيء مبهما لآبراهام .. المهندس و بشكل غير متوقع قد تجاوب معه ..
“أنا مجرد إرادة قديمة قد عاشت لوقت طويل تنتظر حدثا معينا .. و ما أريده منك هو أن تنهي مهمتك .. و تجهز الوعاء المثالي لإستقباله لا شيء غير ذلك ”
“وعاء ؟ وعاء لإستقبال ماذا ؟”
“…”
لم يجب المهندس .
من جهة أخرى حدق به الأشخاص الآخرون الذين كانوا من بني جنسه .. بشرا مثله .
والدي أراد معرفة الحقيقة .. حقيقة ما كان يحدث ، و ما علاقة كل ذلك به و بالرواية التي قصها عليه ابنه.
لذلك حاملا سيف الدارك سيستر ، اشتعلت اورا الثمان نجوم لأسلوب غبار النجوم بينما إستعد والدي للهجوم .
“أنت ستخبرني الحقيقة .. حتى و لو عنى ذلك أن أحطم وجهك الغريب ذاك ”
لقد داق والدي ذرعا بما كان يحدث من حوله و كيف جعله كل أولئك الأشخاص يشعر بالحيرة اكثر و أكثر.
لذلك قرر تحطيمهم ، و الحصول على الحقيقة بنفسه .
مستفيدا من سيف الدارك سيستر الذي زاد من قوته بشكل كبير إندفع ناحية المهندس حاشدا قدرا غير معقول من الأورا.
جميع الحاضرين هناك قد تفاجؤوا من مستواه .
“ذلك الرجل…”
“دون مسارات أورا ..”
ما فعله كان شيئا مثيرا حتى بالنسبة لهم ، و كيف سيطر على أحد السيوف الاسطورية بسهولة من المرة الأولى.
مرسلة بضربة مرعبة ناحية المهندس ، هدد آبراهام بقتله .
لكنه تفاجأ من سيفه يتوقف قبل أن يلمس المهندس حتى .. و كأن الوقت نفسه قد توقف ..
“لا تزال غير مؤهل للقتال على هذا المستوى..”
إشتعلت يد المهندس بنار زرقاء بينما لمس صدر آبراهام .
كان سريعا لدرجة أن والدي لم يراه قادما حتى.
بمجرد لمسه ، شعر والدي بموجة حارة من القوة تجتاحه بينما بدأ وعيه يذهب بعيدا .
“أنت تريد لقاءه أليس كذلك ؟ إبنك ”
كلمات المهندس رنت داخل اذنه قبل أن يفقد وعيه .
“لذلك واصل ما كنت تفعله .. آبراهام ستارلايت ، إلى أن يأتي اليوم الموعود .”
سقط والدي مغما عليه أمام أقدام المهندس .
هذا الأخير قد أعاد إنتباهه للأشخاص الماثلين أمامه .
“جمعتكم اليوم من أجل مناقشة الخطوة التالية ، و إنهاء التجهيزات. ”
استمع الجميع إليه بحذر بعدما رأوا ما حدث قبل قليل .
“لقد إقترب اليوم الذي إنتظرناه جميعا ، لذلك لا مجال للأخطاء ، فلا أريد أن يتكرر ما حصل لتشون ما مرة أخرى”
لم يقل أي شخص منهم كلمة ، خصوصا مع ما ذكره المهندس ..
هذا الأخير ، قد تكلم كثيرا على غير العادة ..
كلماته الآلية التي خلت من المشاعر دوما ..
قد أبانت و لو بشكل خافت .. عن مشاعر الإشتياق و الترقب ..و كأنه لا يستطيع الأنتظار أكثر من أجل قدوم تلك اللحظة..
في ذلك اليوم ، تم الإنتهاء من التجهيزات .. من أجل ما هو قادم.
…
…
…