منظور الشرير - الفصل 135
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الضوء بنهاية النفق .. قد إنطفأ أخيرا .
تاركا وراءه الظلام فقط ، و الفراغ داخل ذلك الجسد المحطم لفراي ستارلايت.
تم قلب المعبد رأسا على عقب بعد الكارثة التي حصلت مؤخرا ، بينما تم التستر على الحادثة قدر الإمكان عندما رأت العاصمة بأكملها عمود الأورا المهول الذي حطم السماء نفسها .
و كأن ضجة الفيكتورياد و تلك الصدمة التي حصلت بالنهاية لم تكن كافية ..
آيفار فاليريون قد إرتدى بدلته الفاخرة بينما إتجه محاطا بالجنود إلى نقطة عميقة بالمعبد .
بعد المرور على الكثير من الحراس ، بدأ آيفار ينزل السلالم ناحية الطوابق تحت الأرض.
و بعد النزول أكثر و أكثر إلى تلك الطوابق السرية أسفل المعبد .
وصل آيفار فاليريون إلى أعمق نقطة .
بذلك المكان تواجدت قاعة ضخمة تواجد بها العديد من الأشخاص الذين عبثو بمختلف الآلات هنا و هناك و قامو بعملهم .
آيفار فاليريون بوجه عابس قد شق طريقه بينهم . بينما خاطب إمرأة ثلاثينية جلست بالمقدمة..
“تقرير .”
نطق آيفار باختصار بينما اجابت تلك السيدة ..
“لا تغيير على حاله ، لم يقاوم على الإطلاق .. لكنه لا يظهر أي نية بالتعاون بالمقابل . و كأنه مجرد جثة هامدة .. مهما حاولنا معه هو لم يظهر أي رد فعل على الإطلاق .”
“أتخبرينني أنكم عجزتم عن إستخراج المعلومات من شاب في 17 من عمره ؟”
بدا آيفار غاضبا حقا ..
“أنت لا تفهم ، سيدي ذلك الشاب لن يتجاوب و التعذيب الجسدي لن يجدي نفعا فجسده بحالة لم أرى مثيلا لها من قبل ”
“ماذا عن السحر ؟ هل حاولتم النظر بذكرياته ؟”
بعض السحرة يستطيعون التوصل إلى طريقة تجعل من هم أضعف منهم بكثير ينحنون لكلماتهم و يجعلونهم يبوحون بكل شيء لهم .
لكن حتى مع هذا ، تلك السيدة قد عبست .
“لقد حاولنا بالفعل ، لكن ذلك لم يجدي نفعا هو ..”
ترددت للحظة قبل أن تكمل .
“لقد صمد ، لا بل لم يظهر أي تأثر بسحر السيطرة على العقول .” و كأن محاولاتهم لم تصله إطلاقا ..
آيفار قد سمع بما فيه الكفاية.
“سأذهب بنفسي .”
تعمق آيفار بالداخل .
بعد المرور عبر تلك البوابة الحديدية السميكة ، و التعمق أكثر و أكثر.
وصل إلى حجرة تواجدت خلف القضبان الحديدية .
وسط الظلام ، لم تتواجد سوى السلاسل العملاقة التي زحفت هناك مثل الأفاعي ملتفة حول رجل واحد .
بشعره الأبيض المبعثر ، و جسده المدمر ، و تلك الأعين التي لم تظهر أي علامات على الحياة.
بكم هائل من السلاسل فوق جسده .. كان مقيدا هناك .
“فراي ستارلايت..”
المسؤول عن الضجة مؤخرا .
آيفار حدق به متعجبا مما كان يراه .
‘هل هذا حقا هو نفس ذلك الشاب ؟’
لا يزال يتذكر المدير ذلك اليوم الذي جلس فيه فراي أمامه و حدثه .
ذلك الشاب الذي أثار إهتمامه بذلك الوقت ، جاعلا إياه يتساءل أي مستقبل كان يخبئه القدر له .
لكن من ظن أن هذا ما إنتهت عليه الأمور.
آيفار قد شعر بقشعريرة تصيب عموده الفقري .
فوجه الشاب أمامه بدا مرعبا حقا . مع ملامح من الجنون .
“فراي ستارلايت ، هل إستمتعت بإقامتك هنا؟”
وقف المدير أمامه . محدثا إياه .
“لقد أفسدت الأمر حقا هذه المرة ، فراي .”
تسبب بكارثة .
“38 شخصا ، 25 منهم نساء ، 13 آخرون رجال . من ممرضات و حراس هذه هي حصيلتك من القتلى يا فراي .. هل تعي ما يعنيه ذلك ؟”
قاتل .
شخص قتل الأبرياء بقبضته العارية فحسب .
“في الأحوال العادية ، يفترض بي أن أعدمك على الفور فما قمت به أكثر من كافي .. لكن أخبرني ، هل هذا ما تريد أن تكون عليه يا فراي ستارلايت ؟”
“…”
لم يقل فراي ستارلايت أي كلمة .
كان لا يزال بحدق بفراغ في الأرض بينما قيدته السلاسل ..
“قاتل ؟ مجرد مجرم يقتل ضحاياه بيديه العاريتين ؟”
كلمات آيفار لم تصل أبدا.
بحركة سريعة ، أمسكت يد آيفار بوجه فراي بعنف جاعلا إياه ينظر إليه.
“لا تعبث معي يا ستارلايت ، هل تظن أنك ستنجو ما إذا إدعيت الجنون الآن ؟”
ضغطت تلك القبضة على وجهه .
“بعد قتلك لجميع ضحاياك ، قمت بإطلاق ذلك .. الشيء ”
بدأ آيفار فاليريون يصل إلى النقاط المهمة أخيرا .
“مستيقظ في الفئة C+ يطلق هجمة في الفئة SS حطمت قبة المعبد بثانية واحدة .. ”
كانت حادثة لا يتقبلها العقل .
لكن عدد الأشخاص الذين شهدوا عليها لم يكن بقليل .
“مالذي تخفيه ؟ فراي ستارلايت ؟”
صفعت يد آيفار وجه فراي بقوة .
“قوة كتلك تصدر من شخص بموهبة في الفئة A”
صفع
“قوة كانت على وشك تدمير المعبد و قتل ليس 38 شخصا فحسب ”
صفع
“بل لربما مات الآلاف ”
صفع
صفع آيفار وجه فراي الى ان تورم خد هذا الأخير نازفا الدم باستمرار من فمه .
لكن أعينه لم ترمش ما أثار حنق آيفار أكثر.
“على هذا المستوى لقد إرتفعت لتصبح تهديدا محتملا للإمبراطورية ، يفترض بي أن أقتلك الآن بيدي هاته لكنني أمنحك الفرصة هنا .”
مثبتا وجه فراي هو واصل الحديث .
“فكر جيدا قبل أن تجيب ، فأنت لن تجلب الموت لنفسك فحسب ، بل ستسقط كل عائلتك معك ما إذا تمت إدانتك أكثر.”
آيفار حاول دفع فراي للكلام .
“كيف تمكنت من إطلاق ذلك الهجوم ؟ عقد شيطاني ؟”
صرخ آيفار بينما لكم فراي .
“هل تحالفت مع الألتراس ؟”
ضرب !
“هل بعت جسدك من أجل الحصول على قوة لعينة ؟”
ضرب !
“لتعود و تقتل من هم من لحمك و دمك ؟”
ضرب !
“أجبني ! ما هو سرك ؟ مالذي تخفيه ؟!”
لم يكن للأمر أي تفسير منطقي ، فمهما فكر بالأمر كان العقد الشيطاني هو التفسير الوحيد .
و ليس أي عقد شيطاني ، بل عقد رفيع المستوى لدرجة جنونية .
لكن تلك الإحتمالية كانت ضربا من الجنون في حد ذاتها ، ففراي لم يظهر أي علامات و حتى الكنيسة لم تكتشف شيئا .
الأمر برمته كان لغزا ، لغز لا يعلم إجابته أحد سواه .
“تكلم !!”
“هل بلغ الأمر بك لتبيع روحك للشيطان من أجل بعض القوة ؟”
آيفار لم يستطع تحريك ذلك الشاب إطلاقا .
لكنه توقف فجأة عندما حدث أول تغيير فعلي لأول مرة ..
“هيهي .. هيهيهيهيهيهيهيهيهيهيهيهيهييهيهيهي”
ضحك ..
لقد ضحك .
ضحك يجنون بينما حدق بايفار بتعبير فارغ و كأنه يرثوا كل شيء .
“لقد حاولت الموت .”
تكلم فراي أخيرا .
“أردت الموت هاها ، لكن حتى هذا الخيار قد سلب مني ”
“بفتتت لم يكتفي بسلبي كل شيء ، بل سلبني القدرة على الإنتحار أيضا.. ثم ماذا يفترض بي القيام به الآن ؟”
ضحك فراي بينما عبس آيفار بشدة .
“مالذي تقوله بحق ؟”
“كان عليكم تركي أفعلها .”
واصل فراي الضحك بشدة .
“كان عليكم تركي أمحي هذا العالم اللعين من الوجود . الآن ستعيشون جميعا لترو الجحيم معي ! آه يالها من نهاية لعينة .”
“مالذي ..”
“ستموتون ! ستموتون جميعا على أي حال !”
مالذي كان يتفوه به ؟
“كلكم ستموتون ، لكنني الوحيد الذي لن يستطيع تحقيق ذلك . فقد سلبوا مني الموت حتى .”
صر فراي ستارلايت على أسنانه بينما صرخ .
“الإنبعاث !”
لكن لم يحدث شيء .
“أترى ؟ الافعى اللعينة تقيد جسدي .”
“فالتغلق فاهك اللعين ذاك ”
بلكمة صاروخية ارتد رأس فراي للخلف بينما تأرجح ذهابا و إيابا .
لكنه واصل الضحك دون مبالاة .
“أه لا فائدة .. لقد إنتهى الأمر”
“أخبرتك أن تخرس ”
أخرج آيفار كمامة جاعلا فراي يصمت بالقوة .
فراي و حتى بوضعه ذاك واصل الضحك و الانين بصمت .
بينما لم يفهم آيفار ما كان يحدث البتة .
مالذي كان يحدث مع ذلك الشاب ليظهر هذا القدر من الجنون ؟
و مالذي كان يهدي به بالضبط قبل قليل ؟
آيفار فقد الأمل من ذلك الشاب ، لذلك غادر تاركا إياه بالخلف .
بمجرد عودته الى تلك القاعة الضخمة تنهد آيفار بعجز .
كيف جعله ذلك الشاب على أعصابه ، و كيف ترنح جسده ذاك بجنون .
فقط .. ماذا يكون بالضبط .
عاد المدير إلى تلك السيدة التي واصلت المراقبة .
“لم تحصل على أي شيء انت الآخر على ما يبدو ” آيفار المنزعج قد وقف يحدق بالكامرات التي راقبت فراي.
“ما هي المعلومات التي لدينا حتى الآن ؟”
عبثت المرأة بجانب آيفار بنظارتها بينما سردت كل الإستنتاجات التي توصلوا إليها.
“أولا ، هو ليس بالعقد الشيطاني فقد كانت القديسة يوراشا بالقرب بذلك اليوم بسبب التزامها بمرافقة البطل ، بالتالي لم تكشف أي قوة شيطانية ”
الإجابة المنطقية الوحيدة قد تم إقصاؤها بالفعل .
“ثانيا ، نحن نجهل المقدار الفعلي للاورا التي أظهرها ذلك الفتى . لكن هجومه ذاك كان بدون أدنى شك في الفئة SS .”
هجمة لا يستطيع تقليدها سوى عدد قليل من الأشخاص يعدون على الأصابع .
بواسطة شاب في الفئة C+
“ثالثا ، و على حسب ما عرضته بعض اللقطات من مكان الحادث فقد تم لمح سيف أسود ملتصق بيده ، بعد مراجعة معلوماتنا تمكنا من الوصول إلى شيء مشابه لذلك السيف قبل 300 سنة ..”
توقفت تلك المرأة مدركة لكم كان الأمر جنونيا بينما واصلت .
“سيفه ذاك يشتبه بأنه سلاح في الفئة SS الرعب الأسود باليريون الذي حمله أحد أقوى البشر في التاريخ ذات يوم .. ذلك السيف كان مفقودا حتى الآن لكنه ظهر بيد ذلك الشاب .”
تعجب آيفار مما كان يسمعه ..
“أحد السيوف الاسطورية.”
و أكثرها غموضا .
لربما كان هذا الشيء الوحيد الذي شرح و لو قليلا ما حدث هناك .
لكن حتى مع باليريون..
“هذا لا يزال أمرا غير ممكن ، حتى بمساعدة الاسلحة المشتعلة مثل ذاك .. كيف لغر بموهبة A أن يطلق ذلك القدر من الأورا ؟!”
حك آيفار فاليريون شعره بينما شعر بالصداع من الأمر برمته .
لكن تلك السيدة امامه قد حدقت به لبعض الوقت قبل ان تفتح فمها .
“سيدي .. لدي ما أبلغك به ”
“ماذا الآن ؟!”
تساءل آيفار عن ما سيسمعه أكثر مما سمع من جنون ، لكن المسلسل كان مستمرا بما نطقته له . “موهبته ، بعد فحصها مرارا و تكرارا كانت النتيجة مغايرة تماما لما قيل لنا .”
“ماذا ؟”
“إنها S ”
أخذت نفسا قبل أن تقولها بصوت أوضح .
“موهبته S”
آيفار شعر بالإرتباك مما كان يجري..
“هل تلاعب باختبار موهبته ؟”
ذلك خيار ممكن و منطقي .
لكن المرأة أمامه قد نفت الأمر بشدة .
“ظننت ذلك في البداية ، لكن أنظر إلى هذا ”
بوضع بلورة سوداء بالجانب و إيصال العديد من الاسلاك بها ، عرضت الشاشة الكثير من البيانات .
“هذه هي الكرة التي خاض بها فراي ستارلايت إختبار موهبته عندما دخل المعبد ، لحسن الحظ هي لا تزال محتفظة بعينة من الاورا الخاصة به حتى الآن ”
بعد فحص تلك العينة جاءت النتيجة .
“مهما حاولت مرارا و تكرارا .. النتيجة كانت A”
“أما الآن ، فقد أصبحت S”
إستدارت تلك السيدة بعبوس ناحية آيفار المتجمد مكانه.
“سيدي، مالم يكن هنالك شيء آخر لم أراعيه بشكل صحيح ، فلربما نحن أمام وضع غير مسبوق بتاريخ الامبراطورية.”
آيفار المتجمد بوجهه ذاك الذي أظهر ذهوله قد تمتم ..
“مستيقظ يستطيع رفع موهبته بنفسه .”
آيفار كان مدركا أن كلامه ضرب من الجنون ، لكن ماذا لو كان الأمر صحيحا ؟
شخص يستطيع كسر حد موهبته و مواصلة زيادة قوته .
شعر آيفار بالصداع ما جعله مضطرا للإتكاء على الحائط .
الا يعني هذا بأن فراي ستارلايت ، هو وحش ستزيد قوته بشكل لا نهائي ؟ هذا ما إذا إفترضنا بأنه لا يملك حدا ..
كانت الاحتمالات مرعبة حقا ، كيف يجب أن يتعامل معه ؟
تصرفات فراي الأخيرة قد أظهرت أنه كان خطرا عليهم .
ثم هل يجب أن يقتل ذلك الوحش الآن قبل أن ينمو ؟
لكن ستارلايت كانت تضغط بقوة من اجله .. إذا ما قام بقتله فستنقلب أحد العوائل الكبرى ضدهم .
في وقت كانوا مقبلين فيه على الحرب ضد الالتراس .
فجأة .. آيفار أدرك حجم الموقف ..
“حياته ، أو موته ”
أغمض آيفار فاليريون أعينه ..
“أيهما الاصح ؟”
تلك القضية .. قد تم إيصالها إلى الإمبراطور مايكار فاليريون بنفسه بذلك اليوم .
قادة العوائل .
زعماء الكنيسة . و كبار الشخصيات.
كل كان له رأيه بتلك القضية التي لم يسبق لها مثيل .
عندما سأل آيفار أخاه الأكبر ، مايكار عن رأيه .
متكئا على عرشه ، اجاب الإمبراطور ببساطة جاعلا الأمر يبدو شديد البساطة .
“قيمته ، هي ما ستحدد مصيره .”
إذا كان نعمة الإمبراطورية.
أو نقمة لها .
مايكار الذي لم يظهر أي نية بالتدخل في تلك القضية .
تم تركها تماما بيد القوى العظمى داخل الإمبراطورية.
الوضع لم يكن في صالح فراي البتة .
بعد معرفتهم للوضع .
الكنيسة كانت أول من طالب برأسه حدادا على أرواح الموتى ، و خوفا مما سيجلبه فراي ستارلايت بالمستقبل من مصائب .
آل مونلايت تحفظوا بالبداية عن إبداء رأيهم ، لكن تلك العائلة كانت تميل لتكون ضد فراي .
النقابات الكبرى. معظم القوى المحركة بداخل الإمبراطورية قد صوتت على إعدامه .
الداعمون الوحيدون له قد كانوا عائلته ..
ستارلايت فقط .
لأيام ، حاولت آدا ستارلايت الوقوف بوجه القوة التي طالبت بإعدامه .
مستخدمة كل ما كان متاحا لها كلورد لعائلة كبرى .
لكن الجميع كان مرعوبا ، مما رأوه بذلك اليوم .
بعضهم أراد إستغلالها كفرصة لقتله .
بعضهم أراد إنهاءه قبل أن ينمو أقوى.
الكثير من القوى تكاثفت مع بعضها البعض من أجل الإتيان برأسه .
بدعم من تيارات خفية قادها الامير إيغون فاليريون من الخلف .
تم محاصرة آدا ستارلايت تماما .
في البداية هي تمكنت من الرد بشكل جيد ، لكن فور دخولها بمعركة الشد تلك ضد الأمير الذي حرك كل شيء من الخلف .
هي وجدت نفسها بالزاوية بسرعة كبيرة جدا مرعوبة مما حدث و غير مدركة لمن كان خصمها حتى ..
على هذه المرحلة ، داخل المقر الرئيسي لعائلة ستارلايت آدا قد أمسكت برأسها محاولة الوصول لحل ..
على هذه الحال .. هي سترى رأس أخيها يقطع أمامها ..
فقط تخيل الوضع برمته جعلها تشعر و كأن عالمها قد إنتهى أمامها ..
“ماذا أفعل ؟”
كيف أنقذه ؟
كيف اخرجه من هذه الكارثة ؟
كيف تستطيع المساعدة ؟
فراي قد أوقع نفسه بالمحظور هذه المرة .. وضعه كان كارثيا .
شعرت آدا برأسها فارغا ..بينما إنهارت .
على هذا النحو ، هو سيموت حقا ..
عندما فقدت آدا الامل اخيرا ، فتح الباب بينما دخل ذلك الرجل و صوته قد إنتشر بكل مكان .
“مالذي تفعلينه يا لورد ستارلايت ؟ هل هذا هو الوقت لتنهاري هكذا بينما لا نزال بالبداية فحسب ؟”
بإلقاء نظرة على ذلك الرجل .
وجدت آدا ذلك العجوز بلحيته النارية يقف هناك بإبتسامة مرتديا بدلة فاخرة ، خلفه وقف فينيكس بمزاجه و تألقه المعتاد.
“أنتم ..”
متى جاؤا بالضبط ؟
عملت ذاكرة آدا بسرعة لتتذكر أنها حاولت الحصول على مساعدتهم عدة مرات داعية إياهم ، لكن الصنلايت قد حافظوا على الحياد حتى الآن .
لماذا ظهروا الآن بين كل الاوقات ؟
“إنهضي يا آدا ستارلايت ، لا يليق باللورد أن يسقط هكذا”
“لماذا جئتم؟”
سألت آدا بوجه فارغ ..
بهذه المرحلة ، هي لم تتوقع أي شيء إطلاقا .
لكن العجوز صنلايت قد جمع يديه بينما أخذ لمحة على فينيكس ثم آدا تواليا .
“لقد سمعت كل شيء ، عن أخيك .”
كيف هو وحش لا يعلم أحد حدوده .
و كيف أن العالم يريده ميتا .
“الجميع يعامل فراي ستارلايت على أنه وحش سيسبب الدمار .”
و قد كانت هذه الفكرة واقعية تماما ، بما انه قد فعلها مرة بالفعل .
حدق ايريس العجوز بالفتاة أمامه مستذكرا ذكريات قديمة لرجل وقف أمامه دوما ..
“يميل الناس إلى الخوف من الوحوش التي لا يفهمونها ، هم يحتقرونهم و يرغبون بموتهم على الفور لأنهم لا يستطيعون إدراكهم .”
لقد كان هنالك وحش كهذا بالماضي .
وحش يسمى بآبراهام ستارلايت.
إيريس صنلايت الذي يعتبر الأقوى بالفعل داخل العوائل الكبرى قد إختبر القتال جنبا لجنب مع ذلك الرجل .
لم يكن الإمبراطور من قاد الحرب الاخيرة.
و لا هو ، أو باقي القادة .
بل كان آبراهام .
الرجل الذي قاتل ذات يوم اللوردات الأربعة للألتراس بمفرده .
الرجل الذي هزم الإمبراطور مايكار بمعركة واحد لواحد.
الرجل الذي قتل الشيطان البشري دراغوث .
كان ابراهام ستارلايت الوحش الذي لم يفهمه أحد.
“فراي ستارلايت لا يزال شابا لم يبلغ 18 من عمره ، مجرد برعم أظهر إمكانيات مرعبة دلت على أنه سينمو ليصبح وحشا سيرمي بظلاله على الجميع من حوله .”
أغمض ايريس عينيه بينما واصل.
“لا يزال مجرد طفل .. طفل مهمتنا نحن الكبار هي دعمه و إرشاده .. لا تدميره .”
تلك المواهب هي من ستقود هذه الامبراطورية بالمستقبل . و كما فعلها ابراهام ستارلايت.
سينمو فراي ستارلايت ليصل إلى نفس المستوى ذات يوم .
“الإمبراطورية التي أقبلت على حرب طاحنة قريبا ، بأي حق نتخلص من موهبة قد تكون علامة الفصل بهكذا مستقبل ؟”
آدا قد إستمعت لكلمات إيريس دون نطق أي كلمة غير مدركة للوضع برمته .
من جهة أخرى أومأ فينيكس برضى .
“لقد شرحت الأمر بطريقة لا أستطيع إضافة شيء عليها… عمي ”
فينيكس أعلن بفخر .
“عائلة صنلايت ستدعم ستارلايت ”
تلك الكلمات كانت أكثر ما أرادت آدا سماعه .
كلمات أعطت الامل اخيرا ..
فينيكس إلتفت إلى الباب من خلفه عندما وصل ضيوف إضافيون .
“كما أننا لسنا بمفردنا ”
لم تظهر عائلة صنلايت حتى الآن لأنها كانت تجهز للمسات الأخيرة.
فينيكس بالذات قد قام بالعمل الأكبر من أجل جمعهم .
من ذلك الباب، دخل شابان .
كلاهما كان بنفس عمر فراي .
الأول بشعر أبيض و أعين ذهبية .
و الثانية بشعرها الذهبي و أعينها التي أظلمت بسواد شديد ..
آدا تعرفت عليهما على الفور ، فكلاهما كان مشهورا بالفعل ..
“البطل سنو ليونهارت ، و الأميرة سانسا فاليريون”
أشار فينيكس إليهما ..
“سيساعد هاذان الإثنان ، و لربما سيكونان العامل الحاسم بكل شيء .”
سنو ليونهارت ، بطل الكنيسة ..
“سأقوم بكل ما أقدر عليه .”
حامل لسيف الفريميثار ، عاكسا مشيئة حاكم الضوء .
سنو كان له تأثير هائل على الكنيسة . بالتالي و في حال وقوفه مع فراي ..
الكنيسة ستكون مجبرة على إتباعه لأنها في حال لم تفعل فذلك أشبه بمخالفة مشيئة حاكمهم.
سنو و بعد معركة الموت تلك ضد فراي بنهائي الفيكتورياد قد إختبر الدم و السيف مع خصمه .
مثلما رأى فراي إنعكاسه في سنو .
رأى هذا الأخير إنعكاسه في النضال اليائس لفراي .
لقد أحس و كأنه يفهم ذلك الشاب و لو قليلا .. مدركا حجم معاناته .
شخص كذاك .. سنو أراد النمو معه .
أراد قتاله مرة أخرى.
أراد القتال إلى جانبه .. ذلك النوع من المحاربين الذي نال على إحترامه .
من جهة أخرى حدقت سانسا للحظة بايريس صنلايت.
لم تكن علاقتهم جيدة بما أنهم دعموا أخاها بسباق العرش ..
كان ايريس ذلك النوع من الناس ، الذي إختاروا المسار الذي يرونه اصح .
لذلك لم يظهر العجوز أي نية على التراجع ، لكن تجمعهم اليوم كان لسبب آخر.
فراي ستارلايت ، كان فردا خاصا بالنسبة لها هي من فقدت كل شيء بالفعل .
الوحيد الذي لم يضمر أي نوايا خفية لها .
الوحيد الذي أشعرها بأنها بشرية ، حتى و لو كان كل شيء بداخلها يخبرها بأنها عكس ذلك .
فرد كهذا .. هي لن تسمح بموته .
“سأساعد بما أقدر عليه ”
أومأ الجميع بوقت واحد ..
فينيكس قد إستدار ناحية آدا ثانية..
“هيا بنا ، لننقذ فراي ”
آدا لم تعلم ما تقوله ..
بالكاد كبحت دموعها عندما عاد أخيرا .. الشيء الذي إختفى تماما طيلة أيام نضالها الأخيرة ..
“الأمل .”
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
“سحقا لك ، سحقا لك ، سحقا لك !”
لعنت ، و لعنت ، و لعنت.
باليريون ايها الخائن اللعين !
الافعى اللعينة كانت تلتف حولي بشكل أكثر خنقا من تلك السلاسل ..
مانعا إياي من إطلاق و لو قدر قليل من الأورا .
مكمما و مربوطا وسط الظلام واصلت اللعن ..
“دعني !”
دعني افجر كل شيء !
دعني اموت .. كل ما أريده هو أن اموت !
لا أطلب الكثير .. فقط الموت .
أسمحوا لي بالموت فحسب !
لم أعد أملك أي سبب لمواصلة الحياة ، ليس بعد الآن.
و كيف أعيش في هذا العالم الذي قتل عائلتي و دمر حياتي ، و واصل بتعذيبي حتى بعد تناسخي .
كانت مجرد رواية .
مجرد رواية لعينة كتبتها عندما ظهرت تلك الأفكار الجامحة برأسي .
مجرد رواية لعينة !
اذا كيف ..
كيف آل بنا الأمر إلى هذا ؟!
شعرت بالفراغ الشديد ، و الإختناق بنفس الوقت .
جسدي كان محطما تماما بعد الإنبعاث الأخير.
لولا باليريون العاهر اللعين ، لكنت نسفت كل شيء..
حتى سلاحي قد خانني ..
فقط ، مالذي تبقى لي بالضبط ؟
تساءلت بجدية و رأسي فارغ..
لربما ستقرر الإمبراطورية قتلي .
لقد أنهيت حياة 38 شخصا لعينا من ال NPCs عديمي القيمة.
و ياليتني أنهيت حياتي اللعينة معهم .
لقد فضحت كل شيء .
لربما سيقتلونني حقا .
و قبل ذلك ، رغم انقاذ باليريون لي إلا أن جسدي قد تضرر أكثر من أي وقت مضى لدرجة انه لا يتعافى بعد الآن.
لربما سأموت دون أن أفعل اي شيء ..
نعم !
موت موت موت موت موت موت موت موت موت موت
أريد الموت.
أسرع وفالتمت فحسب .
موت موت موت موت موت موت موت موت موت موت
تمتمت بجنون ، منتظرا خلاصي .
…
…
…
المعبد .
تحديدا تحت الأرض داخل ذلك السجن المؤقت الذي شهد تواجد فراي ستارلايت المحطم .
عدد الحراس كان هائلا .
كلهم كانوا متيقظين طوال الوقت ، و جميعهم كانوا شديدي القوة .
عدد المتواجدين كان بالمئات .
كلهم موجودون من أجل شخص واحد .
خطو
أقدامه ضربت الأرض برفق بينما شق طريقه خطوة بخطوة .
مر بجانب الحراس و كأنهم لا يرونه ..
نزل من السلالم درجة بدرجة .
الجميع من حوله ، و كل من صادفه كان يتجمد مكانه .و كأنه سلبهم الحياة مؤقتا فقط لكي يمر من هناك بهدوء .
و ما هي إلا ثواني معدودة ليبلغ تلك الزنزانة شديدة الحراسة.
و كأنه أوقف الزمن نفسه ، هو بلغ ذلك المكان و كأنها نزهة أطفال . و ليس أحد أكبر السجون حراسة.
جسده مر بشكل سحري عبر الباب الحديدي .ليظهر داخل الغرفة .
في ذلك المكان المظلم و الموحش ، لم يتواجد سواهما .
فراي ستارلايت الذي كان يبقا شاردا طوال اليوم ، ثم يستعيد رشده لبعض الوقت و يبدا بشتم و لعن كل شيء ، ثم يعود لشروده .
كان هادئا تماما و هو يحدق بالارض.
ذلك الشخص قد إتجه نحوه .
ملثما بالأسود ، بيد واحدة و اخرى مقطوعة .
في تلك اللحظة.
فراي ستارلايت قد رفع رأسه .
ما دخل مجال رؤيته ، كان الشكل الحقيقي لذلك الشيء.
شخص غريب ، يرتدي الاسود من الاعلى للأسفل .
ما كان واضحا للعيان ، كان تلك الاعين الزرقاء فقط ..
الاعين التي بدت أشبه بالمصابيح الزجاجية .
أعين فراي بدأت تتضخم ببطء .
لم يحتج إلى أي دليل ليعرف من كان الشخص الماثل أمامه .
تلك الأعين الزرقاء قد شرحت كل شيء .
و كأن الحياة قد دبت داخل جسده ذاك .
“اممممممم!!!!!!!!”
كمامته تلك قد منعته من النطق ، لذلك لم يستطع سوى قذف جسده بغضب ناحيته .
دوى صوت السلاسل بعنف و هي تتمسك بجسد فراي ستارلايت مانعة إياه من التقدم .
“…”
تخبط فراي بشدة محاولا التحرر من السلاسل بينما صرخ بكل جوارحه من أجل الإنقضاض عليه .
جسده نزف دما بعد الاحتكاك بكل تلك القوة مع السلاسل ..
إنه هو ..
هو المسؤول .
هو من جعله يعاني داخل هذا الجحيم .
كان يقف أمامه ، لكن فراي لم يستطع القيام بأي شيء له .
لا أحد يعلم بما احس به فراي ستارلايت في تلك اللحظات المريرة .
المهندس لم يبدو و كأنه يهتم بتخبط فراي .
بيده الوحيدة ، تقدم ذلك الكيان .
و بحركة خاطفة ، تلك اليد قد إخترقت صدر فراي ستارلايت.
هذا الأخير قد أحس بفراغ شديد عندما تم ثقب صدره .
بالقرب حدقت تلك الأعين السوداء بنظيرتها الزرقاء .
أحس فراي بألم شديد بينما توهجت يد المهندس بخطوط زرقاء إنتشرت عبر جسد فراي .
هذا الأخير قد تألم بشدة ، لكن ما آلمه .. كان عجزه ذاك .
بتلك الكمامة داخل فمه واصل اللعن و الصراخ لكن كلماته لم تصل ..
المهندس واصل القيام بما جاء به من أجله دون توقف .
لكن أعينه لم تترك فراي اطلاقا.
هذا الأخير أحس بمدى عجزه .
رثاءا لحاله .. سقط خطان من الدموع من داخل تلك الأعين الميتة .
حاول التمتمة بشيء ما .
لم يقلها بشكل صحيح حتى ، لكن المهندس قد فهم كل شيء .
في الواقع ، هو سمع كل ما أراد فراي قوله ..
فراي كان يسأله ..
“لماذا أنا ؟”
لماذا إخترتني أنا ؟ بين كل الناس ؟
لماذا يجب أن أكون أنا من يعاني ؟ و أجوب هذا الجحيم الذي رسمته من أجلي ؟
المهندس الصامت قد أنهى عمله ، و اخرج يده من جسد فراي .
صدر هذا الأخير قد تعافى بشكل سحري ، بينما عادت بشرته لتألقها شيئا فشيئا.
فراي فقد الوعي بالفعل ، بعدما أجبره المهندس على ذلك .
جسده تعافى ، لكن روحه كانت مصابة بإصابة لا علاج لها .
المهندس فكر بكلمات فراي للحظة .
“لماذا انا ؟”
فتح أزرق العينين فمه بينما تحدث .
“لماذا إخترتك ؟”
ياله من سؤال تافه ..
“أنا لم أخترك ، فمنذ البداية لم يوجد غيرك ”
أنت الوحيد .. انت لا تدرك حتى أبسط الحقائق عن نفسك .
و لا تعلم حتى .. كم إنتظرت .. و إنتظرت .
“معاناتك؟”
لقد رأيتها كلها .
لقد كنت هناك ..
عندما جريت بمفردك داخل أراضي الكابوس الشرقية.
من تظن أنه تصدى لكل تلك المخلوقات التي أرادت إفتراسك ؟ متبعا إياك طول الطريق ؟
من أرشدك إلى طائفة الظلال لتحقق قدرك ؟
لقد كنت هناك.
عندما حاول الكثيرون قتلك ، سواءا اتباع الامير ، أو كل اولئك الذين سحبو سيفهم ضدك .
من تصدى لهم ؟
لقد كنت هناك .
عندما حدث الإقتحام ، من تلاعب بالجميع ليريهم مستقبلا مكذوبا فقط لتصل إلى النهاية و تبقى على قيد الحياة ؟
لقد كنت هناك.
عندما حاول المونلايت قتلك ، من أراها المستقبل ؟
من أعطاها السلاح لتنقذك ؟ .. اختك آدا ستارلايت..
لقد كنت هناك .
عندما أردت الإنتحار .. من جعل باليريون يمنعك؟
أنا هنا ..
كنت هنا .
ولا أزال هنا.
و سأستمر ..
إلى أن تصل إليها .
إلى أن تصل الى الحقيقة .
يا فراي ستارلايت.
إلى أن تعلم من تكون حقا.
سأظل هنا .