منظور الشرير - الفصل 132
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
حلبة العالم .
اصوات الجماهير الصاخبة ، سكان الإمبراطورية المتحمسين لنهاية البطولة الابرز .
الموسيقى الحماسية التي تم تشغيلها باستمرار مع إعادة لقطات للأدوار السابقة .
لقطات تميز بها المحاربان اللذان سينشطان النهائي اليوم .
فراي ستارلايت vs سنو ليونهارت.
هذه المبارة كانت تبدو شاعرية أكثر بكثير من غيرها.
و كأنها معركة بين البطل و الشرير .
فكلاهما تميز بجوانب خاصة جعلت تلك الصفات تنطبق عليهم .
النهائي لم يكن متوقعا بالمرة ، فمنذ يوم القرعة توقع الكثيرون أن يكون بين دايمن و سنو .
رغم أنهم حزروا أحد الاطراف بنجاح ، إلا أن فراي كان العلامة الفارقة .
وصوله إلى هذا الحد بدا أشبه بالمعجزة لهم ، فهو و بكل وضوح لم يكن أفضل من خصمه .
لكنه فاز بالنهاية .
المدرجات قد إمتلأت حتى آخرها .
الكثير من الأعين قد شاهدت هذا القتال مع زيادة الأمن إلى أقصى مراحله ..
حتى طلاب السنوات العليا ، قد حضروا لمعرفة مدى قوة ذروة الجيل الأصغر.
إيلين وايت بالذات قد حضرت بينما شاهدت مع كمية كبيرة من الطعام بين ذراعيها ..
“حان الوقت .”
تزامنا مع كلماتها .. أعلنت الشاشات في السماء ، على بداية العد التنازلي بدخول المحاربين .
5 دقائق .
دقائق معدودة تفصلنا عنها ..
من جهة أخرى ، ساحة المراهنات قد إشتعلت بطريقة غير مسبوقة عندما وضع الجميع كل شيء على المحك .
رغم حماسهم لمشاهدة النهائي ، إلا أنه شهد فرقا واضحا في المستوى بين المتأهلين ..
حتى الطفل الصغير سيعلم أن سنو ليونهارت أقوى بكثير من خصمه .
الرتبة الحالية .. أحدهما بقمة الفئة B و الاخر بقمة الفئة C .
العناصر .. أحدهما وحش يستعملها جميعا ، أما الآخر فله الظلام فحسب .
مستوى المبارزة .. أحدهما بالخامس ، و الآخر الرابع .
الأسلوب القتالي .. كان الجانب الوحيد الذي شعر فيه الناس بتقارب المستوى بما أن أسلوب فراي لم يكن مزحة .. لكن ذلك لا يكفي أبدا .
مهما حاول المتفرجون تخيل المباراة .. فالفائز بالنهاية كان واحدا .
بمنطقة ستارلايت
شاهدت كارمن رفقة آدا كالعادة .
هذه الأخيرة كانت عابسة تماما..
“خصمه سنو ليونهارت. ”
الوحش النهائي .. بطل الإمبراطورية .
بمعرفة إلى أي حد كان أخوها عنيدا ، هل سيخرج سالما من هذا النزال ؟ ضد ذلك الشاب ؟
كارمن لم تقل شيئا لمواساتها ، فحتى العجوز قد ترددت هذه المرة .
فراي الحالي أراها الكثير من المعجزات .
أخفى الكثير من الأوراق الرابحة التي لم تكن تعلم عنها شيئا .
لكن حتى مع كل ذلك ، تساءلت كارمن ما إذا كان قادرا على الصمود ، ناهيك عن الفوز .
بعد مباريات الأدوار السابقة ، كارمن تأكدت من أنها لم ترى شيئا مماثلا لسنو ليونهارت سوى مرة واحدة .
قوي جدا لدرجة جعلها لا تستطيع تخيل سيناريو يخسر به .
الوحيد الذي أعطاها ذلك الشعور بالماضي كان آبراهام ستارلايت فقط . ولا أحد غيره .
بالتالي ، العجوز كارمن لم تستطع الإختيار حتى..
تم غلق الرهانات ..
سنو ليونهارت 99% – 1% فراي ستارلايت
الأرقام لم ترحم ..
بالكاد بلغت فرص فراي 1% ..
و لم تكن تلك النسبة صادرة إلا من مجانين ..
“حان الوقت ..”
أعلن آيفار .. بينما ركزت أعين الجميع على الحلبة أسفلهم .
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
الضوء في نهاية النفق .
هذا ما ركضت خلفه حتى الآن ، مجرد خيط رفيع من الضوء.
و الآن ، كنت أمام نهاية ذلك النفق .
مشيت ببطء بينما تضخم ذلك الضوء إلى أن أعمتني تلك الأضواء المسلطة من الأعلى ، رفقة صخب الجماهير العالي .
حدقت لوهلة بالمكان المحيط بي .
تم توسيع الحلبة عن آخر مرة بشكل سحري ، ما منحنا مساحة كبيرة من أجل القتال.
الجمهور كان بأشد حماسه.
مصفقين بغزارة ، مركزين على الطرف الآخر من الحلبة .
بذلك الدرع الأبيض المرصع بالذهب .
“سنو ليونهارت”
صرخ الكثير بإسمه .
تقدمت ناحيته أنا الآخر.
أعينه الذهبية المفعمة بالحياة قد نظرت إلي ، مثلما أغلقت عليه بأعيني السوداء التي بدت ميتة .
إنعكس كلانا بأعين الآخر .
بدا جديا ، و لم يظهر أي علامة على سلوكه الودي المعهود .
سنو ليونهارت لن يقبل بالهزيمة اليوم .
لقد فهمت ذلك بكل وضوح.
آيفار الواقف بيننا لم يرد الإطالة ..
شعرت بقلبي ينبض بشدة مع كل حركة قام بها المدير قبل أن يعطينا الإشارة من اجل البدأ .
كل مهاراتي ..
كل شيء ..
إلى أقصى حد !
شعرت بتوتر شديد ..
مستعدا للإنقضاض فور منحنا الإشارة .
لكنني توقفت عندما فتح ذو الأعين الذهبية فاهه متحدثا ..
“فراي ، قبل أن نبدأ هل لي أن أسألك شيئا ؟”
“ماذا ؟”
“مالذي تعنيه لك ؟ هذه المباراة ؟ و الفيكتورياد ككل ؟”
لم أتوقع سؤاله البتة .
لكنني أجبت باختصار .
“يعني كل شيء لي .”
“فهمت ، هذا هو سبب نضالك حتى الآن”
سحب سنو سيفه الرفيع ممسكا اياه بيده اليمنى.
و بالمثل سحبت سيفي أنا الآخر .
“نحن متشابهان .. فراي ستارلايت”
أن تصدر تلك الكلمات منه ..
“متشابهان ؟ بماذا بالضبط ؟”
لم أنكر ، و لم أوافق .. فقط أجبت بشكل مبهم على كلمات البطل الذي واصل بصق كلام لم أتوقعه ..
“سواءا أنا أو أنت ، كلانا لا نستطيع الخسارة اليوم .”
بابتسامة .. حشدت اورا الظلام .
“معك حق ”
هو الآخر قد إمتلك أسبابه لكي لا يخسر ، لربما أسباب أعمق من أسبابي حتى.
كنت أعلم ذلك ..
حتى من حيث الإرادة من أجل الفوز ، سنو لم يخسر أمامي بأي شكل من الأشكال .
لكن رغم كل ذلك ، أنا سأفوز مهما كلف الأمر.
“إبدآ !!”
تم منح الإشارة .
لبدأ النهاية .
“التعالي ”
عين الصقر ، خطوات الشبح الحد الاقصى .
أورا الظلام من الفئة SSS التي سحبت أكبر قدر منها .
إندفعت ناحيته بكل ما لدي .
مطلقا أقوى ضربات أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل.
و على نحو مرعب ، هاجم هو الآخر ..
مستعملا أورا النجم التي كانت اختصاص عائلة فراي في المقام الأول .
إصطدم كلانا بالآخر .
فور تلاقي المعادن ، و تطاير الشرر الناري من إحتكاكها .
أحسست بوضوح كم كان سيفه ثقيلا .
باستعمال التعالي ، الذي قمع كل المشاعر . جاعلا إياي اقاتل بأفضل شكل ممكن ..
توهجت عيناي بضوء بنفسجي بينما هاجمت بسرعة كبيرة من كل الزوايا الممكنة محاولا إكتشاف أي ثغرة .
تلك الضربات السريعة التي يفترض بأن تكون قادمة من نقاط عمياء قد تم التصدي لها واحدة تلوا الأخرى.
*بوم !*
الضربة الأولى أرسلت موجة قوية من حولنا عندما نجح سنو بصد سيفي .
*بوم!*
لقد رأى كل هجماتي المخادعة ، و تمكن من حرف ضرباتي بسهولة .
*بوووم*
إنفجار آخر حدث بعد تلاقي أورا الظلام بالنجم ، و سحق سنو لهجمتي بواسطة قوة أعلى .
الإنفجارات حدثت بشكل متكرر ، بينما ترك كلانا الصور اللاحقة فقط من شدة سرعة الضرب رغم أننا لم نغادر مكاننا حتى.
علق كلانا وسط زوبعة من السيوف التي أطلقت شرر النار بكل مرة من قوة الإحتكاك .
تلك النار قد نشبت بقوة من حولنا دون علم منا .
كان مرعبا ..
مرعبا جدا.
هذه قوتي الكاملة .
أقصى ما أستطيع إبرازه دون باليريون .
موجات الظلام المستمرة ، أقواس السيف القاطعة .
كل شيء تم صده بمثالية .
تعابير وجه سنو ليونهارت كانت نفسها منذ البداية .
أعينه الذهبية قد إلتقطت كل شيء ..
لا أعلم كم من مرة تلاقت بها سيوفنا حتى الآن.
حتى عندما لم يقم بأي شيء سوى الصد .
لم أستطع تحريك سنو من مكانه .
عالقين وسط معركة جر بين أورا الظلام و النجم .
بدا أن خصمي قد سئم الدفاع .
حدث ذلك عندما لمحت بالكاد سيف سنو الذي كاد يخترق رأسي .
لولا أعين الصقر ، لربما ثقبني ذلك الهجوم الآن..
متفاديا إياه ، شعرت بدم على خدي ..
حتى باستعمال أعين الصقر التي أوقفت الزمن لجزء من الثانية .. لازلت أتعرض للإصابة ؟
بدأ سنو بالرد .
رفقة خاصية النجم ، هو شن هجمات خارقة من البرق.
هجمات دفعتني بقوة ..
بثانية واحدة ، نجح سنو بالقيام بما عجزت عنه حتى الآن ، و جعلني أتراجع لأمتار ببضع تلويحات من سيفه .
بدأ ذلك الشاب يطلق الصواعق باستمرار ، بينما تفاديت بواسطة سرعة خطوات الشبح.
“خطوة الفراغ ”
عندما ظننت أنني الاسرع هنا ، ظهر أمامي.
المسافة تم محوها بلحظة واحدة ، سيفه المشتعل باورا النجم قد تضخم داخل عيني بسرعة .
بضربة مضادة من سيفي بواسطة اورا الظلام تمكنت من صد الهجوم رغم قذفه إياي بعيدا ..
تدحرجت فوق الأرض بعنف محاولا التقاط أنفاسي .
“خطوة الفراغ”
لكن خصمي لم يكن ينوي السماح بذلك.
كان ملتصقا بي بالفعل .
من سيفه ، أطلق سنو عاصفة من النار الهوجاء رفقة البرق المدمر .
إجتاحتني تلك الهجمات متجنبا إياها بالكاد بواسطة التعالي و عين الصقر.
*طعن !*
لكنني كنت بطيئا .. بطيئا جدا ما جعل سيف سنو يستقر بجانبي الايسر .
تراجعت على الفور بعيدا بينما شعرت بتلك الحفرة التي تركها سنو.
لم أراه قادما حتى.
“خطوة الفراغ”
ثانية .. كان أمامي بالفعل .
رافعا سيفه مستحضرا كما مرعبا من الاورا قطع بعنف ناحيتي بشكل عمودي .
*بوم !*
إصطدمت هجمته بسيفي الذي حشد اورا الظلام كدفاع ، لكنني لم أستطع التحمل ليقذف بي ذلك الهجوم بعيدا.
عانيت من أجل التنفس حتى..
“خطوة الفراغ”
التعالي حرق عقلي محاولا إيجاد الطريق ..
الطريق من أجل التعامل مع هذا الوحش الذي وصل إلي من جديد.
لكن دون جدوى .
مطلقا مزيجا مرعبا من الهجمات النارية ، البرق ، الرياح متبوعة باورا النجم.
حطمني سنو ليونهارت رفقة الحلبة بأكملها .
لم أعد أحاول ضربه ، بل جل ما استطعت القيام به هو منعه من توجيه ضربة قاتلة تقصيني .
شاهد الجميع بصمت.
تلك الكارثة الطبيعية التي حاولت إبتلاعي بشدة .
دون وعي مني ، وجدت جسدي مليئا بالجروح التي تركها سيفه ذاك علي .
علامات الطعن ، و القطع .
لم أعلم حتى متى فقدت كل ذلك الدم ..
شعرت بأعيني تنزف بعد الإستعمال المكثف لعين الصقر بأقصى طاقتها .
العروق الحمراء داخل عيني بالكاد رأته قادما .
جسدي حذرني بشدة من أنني أسير نحو المجهول .
شعرت بالحرارة فوق يدي اليسرى .
باليريون كان يترجاني لأطلق العنان له ، و أرد على خصمي .
لكنني لا أستطيع.
“ليس هذه المرة يا صديقي”
هذه معركة يجب أن أنهيها وحدي .
سنو لم يتوقف .
لدرجة أنه أطلق الآن هجمات بواسطة عناصره الستة بأكملها ..
الضوء ، النجم ، النار ، البرق ، الماء ، الجليد ، الظلام ، الظل .
كل شيء .
الهجمات جاءت من كل مكان .
دمائي صبغت الأرض باستمرار .
سيفه ذاك ، قد آلم اكثر من أي شيء .
بعد مسلسل من الضرب المستمر من جانب واحد .
توقف سنو ليونهارت محدقا بي ..
راقدا وسط الدمار ، وسط كومة من الدم الأحمر .
شاهدت الجماهير بصمت.
فرق القوة الخام ، كان ساحقا حقا ..
راقدا هناك .. راقبني سنو ليونهارت بنفس الوجه .
“إنهض ، ستفعل أليس كذلك ؟”
لقد كان مثاليا .. دون أي إصابة تذكر .
“لا يهم كم سأجرحك ، ستعود للوقوف على قدميك . اعلم أن هذا لا يكفي لإنهائك .”
تلبية لطلبه .
وقفت من جديد ممسكا بسيفي بأكبر قدر ممكن من القوة .
“تعال يا فراي ستارلايت ، مهما نهضت و مهما حاولت ، سأحطمك ثانية و ثالثة .. إلى أن لا تستطيع النهوض من جديد”
مهما بلغت قوة إرادتك تلك التي حركتك حتى الآن ، هي لن تنفعك .
هذا ما كان يحاول قوله.
سنو ليونهارت قد جمع كما مرعبا من الاورا.
“السيف الأول : قاطع الجبال ”
إنفجر ذلك الهجوم المدمر بوجهي ، كرد إستعملت ضربة عمودية لقطع تلك الهجمة إلى نصفين .
بالكاد نجحت بردعه مع التراجع لعدة خطوات.
لكن فور نجاحي بصد الأولى ، هو كان يجهز الثانية ..
“السيف الثاني : قاطع السماء ”
هذه المرة ، هو أرسل موجة أكبر بكثير ..
أضطررت الى الهجوم أنا الآخر لرد ذلك ..
“10 آلاف خطوة من الظل: النيزك الأسود”
إصطدم الأبيض و الأسود من جديد.
قوته طغت بشكل واضح .. لكنني صمدت أمامها بقوة..
فور تبدد الهجمة .. توسعت أعيني مما رأيت ..
رافعا سيفه وسط موجة أكبر ..
“السيف الثالث : قاطع الفراغ ”
“اللعنة !!”
مجددا ، نسفتني تلك الهجمة بشكل أكبر .
بعد تحمل القوة المتفجرة من تلك الضربة ، وجدت يدي اليسرى بأكملها تتعرق الدماء الآن.
اورا النجم كانت لا تزال تدمر ذراعي ..
غارقا وسط كل تلك القذارة .
رفع سنو سيفه من جديد .
“تلك القوة…”
شاهد الجميع منبهرين من الهجوم الطاغي .. و كمية الاورا التي تم جمعها.
نفس الضربة التي أطاحت بغوست اومبرا ..
مطلقا إياها بواسطة سيف حقيقي ..
“السيف الرابع :”
بمعرفتي لما هو قادم .. أخرجت كل شيء .
أقوى هجوم لي ، أقوى هجوم تمكنت من إطلاقه بواسطة أسلوبي القتالي.
توسلت لجسدي .. أن يتحمل ..
أن يخرج ما يكفي من الاورا .
“10 آلاف خطوة من الظل”
موجة من اورا النجم المضيئة ، ضد ظلام حاول ابتلاع ذلك الضوء الساطع.
“قاطع العوالم ”
“ظلام لا نهائي”
*بووووومم!!”
حدث إنفجار يصم الآذان .
بمعدل مرئي ، إبتلع الضوء الظلام بسرعة مرعبة ، هجمته قد طغت علي بشكل مخيف ..
تحول الظلام إلى مجرد نقطة صغيرة داخل ذلك البحر من الاورا المضيئة التي إجتاحت الحلبة بأكملها .
حواجز الحلبة قد صدت تلك الهجمة ، لكن خلف ذلك الحاجز أحس الجميع بمدى قوة ذلك الهجوم.
ناهيك عني أنا الذي علقت بداخله.
و ماهي إلا ثواني ليتبدد ذلك الضوء .
سنو ليونهارت قد شاهد في صمت ..
“…”
أمامه ، رقدت محطما وسط الحائط البعيد .
خطا نحوي ..
كل خطوة قد ترددت بآذاني .
“فالتنهض .. لا تزال قادرا على القتال حتى بعد تلقيك لهذا .”
لم يتم إقصائي ، هذا يعني أنني تمكنت من صد الضربة إلى حد ما رغم تلقي قدر مرعب من الضرر .
سنو ليونهارت كان يعرف ذلك.
بصقت الدم .
كمية كبيرة منه.
برؤية تلك الدماء فوق الأرض ، كل ذلك ..
ضحكت ..
ضحكت كثيرا حقا .
أبي ، أمي .. هل تخيلتما يوما أن إبنكما قد يبصق هذا الكم من الدم ؟
لو كنتما هنا الآن ، أتساءل كيف سيكون رد فعلكم ؟ أي نوع من الوجوه ستظهرونه لي ؟
هل ستحزنون من أجلي ؟
هل ستبكون من أجلي ؟
أنا أعاني.
أنا خائف ..
كوني لا أزال قادرا على الضحك حتى بعد كل ذلك الضرب .
هذا أبان بشكل كبير على كم كنت شخصا مختلفا عن ما كنت عليه بالماضي .
أبي ، أمي ، لو رأيتماني الآن .
هل ستتعرفان علي حتى .. على أنني إبنكما ؟
حتى أنا لا أتذكر بوضوح كيف كنت قبل سنتين من الآن .
ما كنت عليه الآن ، لم يكن لا ذلك الكاتب الاحمق الذي كتب رواية غبية كهذه ، و لا فراي ستارلايت.
كنت مجرد كيان ثالث ظال لطريقه .
وقفت ثانية ، بينما مشيت ناحية سنو تاركا أثار اقدام حمراء ورائي .
هنالك الكثير من الأمور التي تشغل بالي ..
الكثير حقا .
لكن .. ما أعلمه ، هو أنني أفتقدهم .. لدرجة أن روحي هذه تتمزق كل يوم.
“سنو ليونهارت ، أنت لا تعلم حتى لأي درجة أنا أحسدك ”
يا أنا المثالية ، يا ذاتي التي تستطيع القتال مهما كانت الظروف .
تستطيع الوقوف على أقدامك مهما سحقتك الحياة .
أيها البطل الذي جسد كل شيء رغبت به يوما .
“أنا لا أستطيع أن أكون مثلك .”
لقد قطعت نذرا على نفسي بالفعل ، في حال خسارتي هنا فسأقتل نفسي على الفور .
الانتحار بدا شيئا شديد السهولة بالنسبة لذاتي الحالية .
لذلك ، لا توجد عودة .
لقد تجاوزنا ذلك منذ زمن طويل ..إما الفوز هنا ، أو الموت !
سنو لم يفهم شيئا من كلماتي ..
“مالذي تهدي به الآن ؟”
لربما يظن أنني جننت من كثرة الضرب الذي أكلته .
لكن ذهني كان واعيا تماما الآن ، بينما حافظ التعالي على قواي العقلية مجبرا إياها على الصمود .
إندفعت ناحية سنو ليونهارت بسيفي المشتعل باورا الظلام .
لن أفوز على هذا الحال .
لا أملك ما يكفي .
أنا لا أعلم حتى ما أحاول القيام به الآن .
لكنني قررت ترك كل شيء ، و التركيز على تلك النصيحة التي منحني إياها النظام . محاولا إكتساب قوة لم أكن أفقه عنها أي شيء ..
“أنظر إلى المرآة ، و إفهم إنعكاسها ”
أنت هو إنعكاسي .. سنو .
نظرت إليه ، بينما تصادمت سيوفنا ..
علق كلانا على الفور وسط معركة سريعة النسق مصحوبة بأصوات إصطدام المعادن .
هذا لم يزد سوى من العبئ على جسدي .
لكنني قررت رميه بالفعل .
إما أن أحل اللغز ..
ذلك اللغز المسمى بسنو ليونهارت.
و إما أموت و انا احاول.