منظور الشرير - الفصل 131
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
*هاااه*
آخذا بنفس عميق ، حاول فراي السيطرة على وعيه بعدما إجتاحته موجة إرتدادية بعد القتال الدموي الذي قام به مؤخرا ..
متكئا على الحائط المدمر ، محاولا لصق ذراعه مكانها هو بالكاد منع نفسه من الإغماء ..
نظرا لوضعه ، جاءت أوريل بلاتيني إليه مندهشة من الحالة المزرية التي أوصل نفسه إليها ..
“لم أحسبك شخصا مجنونا .. فراي ستارلايت”
بنظرة ضعيفة ، بالكاد تعرف فراي عليها .
“مالذي تفعلينه هنا ؟”
أمسكت أوريل بيد فراي اليمنى بنفسها بينما تولت مهمة لصقها مكانها .
“لماذا تدفع نفسك إلى هذا الحد ؟ هل هذه البطولة تستحق منك كل هذا ؟”
“غادري .. اوريل .. فالجميع يشاهد ”
إبتسمت مرشحة القديسة ، لم تتوقع أن يفكر بها في حالته تلك ..
“أنظر إلى نفسك .. تناديني باسمي و كأننا بنفس العمر ، أنا لن أغادر فعملي منذ البداية ، كان و لا يزال إنقاذ الناس ”
“…”
أحس فراي بشعور دافئ ، و القوة المقدسة لأوريل تعالج جسده ..
ذلك الدفئ قد كان شيئا لم يعتد عليه جسده ..
جسد لم يستقبل سوى الضرب ، سواءا بواسطة السلاح أو القبضة العارية ..
الحرارة الوحيدة التي شعر بها حتى الآن هي حرارة دمه الساخن المنسكب منه فقط ..
لكن أن يرتاح بهذه الطريقة .. بين أحضان أوريل بلاتيني.
تساءل فراي إذا ما كان هذا هو المسار الصحيح .. في معاتبة واضحة للذات .
رغبته العارمة تلك بالعودة إلى عالمه قد تحولت دون وعي منه إلى هوس جعله يحاسب نفسه كلما مال عن هدفه ..
أفكاره دوما ما تحركت في الجهة السلبية مفكرا بحجم الخصم القادم ، و هل من المقبول أن يضيع الوقت بالنوم الآن بينما ما ينتظره هو الزعيم الأخير ؟
لكن الجسد لا يرحم ..
فراي فقد وعيه بالفعل بين يدي مرشحة القديسة.
من الأعلى ..
إندلعت فوضى عارمة بعدما تمكن الجميع من إستيعاب ما حدث ..
البعض قد لعن فراي بشدة بسبب أموالهم الضائعة .
آخرون إعتبروا فوز فراي معجزة ، و البعض قال أنه قد غش بطريقة ما .
لكن ذلك لم يكن بالخيار الواقعي .
دايمن فاليريون تفوق من كل الجوانب ، لكن فراي كان يقف دوما بقوة الإرادة وحدها .
لكن هل هذا ممكن حتى ؟
أن يبلغ أحدهم هذا الحد ببعض المشاعر فحسب .
فوق كرسي عائلة ستارلايت .
آدا شعرت أنها لم تعد تفهمه بعد الآن.
“لماذا .. يدفع نفسه إلى هذا الحد ؟”
كلما أصيب .. كلما تعرض للضرب ، آدا كانت تشعر و كأن شيئا ما يتمزق داخلها .
و لأنه كان عائلتها الوحيدة المتبقية ، فهمت نوعا ما .. كم كان فراي مستميتا من أجل الفوز .
رأت ذلك بوضوح في تلك الأعين التي بدت ميتة لغيرها.
لكن لماذا ؟
مالذي يعنيه الفيكتورياد ؟
مالذي أخفاه فراي ؟
شعرت آدا بذلك بوضوح ، كم كانت جاهلة ، و كم كانت عاجزة عن تقديم أي شيء .
منذ البداية ، فراي ستارلايت قد إختار طريقه ليسير بها بمفرده .
لتلك الفتاة التي شعرت مرة أخرى كيف إبتعد عنها فرد آخر من عائلتها .
جاءت يد كارمن من الخلف ممسكة بكتفها .
“تمالكي نفسك .. آدا ”
العجوز قد إختبرت هذا الشعور عدة مرات بالفعل .. لذلك كانت أدرى بما تقول .
“في الوقت الحالي آمني به فقط ، ثم سيأتي الوقت الذي ستستطيعين به مساعدته عاجلا أم آجلا .”
الحياة كانت ذلك النوع من القمامة ..
ترمي بك هنا و هناك . لكنها منحت الجميع فرصهم .
و إلى أن تأتي تلك الفرصة .
“عليك الانتظار فحسب .”
لنترك فراي ستارلايت يخوض معركته الخاصة ، فقد كانت معركته هو ولا أحد غيره .
هو من بدأها ، وهو من سينهيها ..
إنتهى دور نصف نهائي..
و الآن لم تبقى سوى مباراة واحدة ..
فراي ستارلايت vs سنو ليونهارت
المعركة النهائية ستندلع بعد 3 أيام بالضبط .
إيريس صنلايت بوجه فراغ ، حدق بفراي ستارلايت المغمى عليه .
بدأ ذلك المشهد له رفقة مرشحة القديسة يجلب الكثير من الأنظار .
يمكن رؤية مشاعر التوتر تتصاعد .. خصوصا من جانب الكنيسة .
فرغم انه بدا هادئا ..
إلى أن أعين الأسقف ميخائيل بلاتيني قد أظهرت وهجا لا يطمئن ..
لكن ايريس لم يهتم بأي من ذلك ..
جل إهتمامه كان منصبا على فراي ..أعينه تلك بدا و كأنها تحفر داخل جسده ..
“أخبرني ..”
اشار العجوز من الصنلايت إلى فينيكس الواقف خلفه ..
“متى كانت آخر مرة تمت فيها قياس موهبته ؟”
تفاجأ فينيكس من السؤال الغير المتوقع ..
كأستاذ جديد بالمعبد ، هو قد إطلع على ملفات معظم الطلاب ، لذلك عرف الإجابة بطبيعة الحال .
“آخر مرة كانت عندما دخل المعبد ، قبلها داخل عائلة ستارلايت .. هي A بكل تأكيد ..”
لا يمكن تغيير الموهبة ..
هذا شيء مستحيل ، ما عدا في حالات نادرة مثل الألتراس الذين باعو أرواحهم .
لم يكن من الممكن للبشر رفع موهبتهم ..
كانت شيئا يولدون به .. شيء خارج عن سيطرتهم .
“لن يضر إختبار موهبته مرة ثالثة ..تستطيع تدبر الأمر أليس كذلك ؟”
تعجب فينيكس من طلب قائد العائلة العجوز ..
“هل تشير إلى أن التقارير عنه مزيفة ؟”
“هذا الإحتمال وارد ..”
“للأسف ذلك غير ممكن ، لربما يمكنهم العبث بالنتائج داخل ستارلايت لكن ليس المعبد .. لقد تأكدت من الأمر بنفسي بالفعل ..”
فينيكس كان يملك شكوكه منذ اختبار الجزيرة ، لكن بحثه جعله يدرك أن اختبار موهبة فراي قد كان صحيحا بالفعل .
“هممم ..”
“لماذا تبدو متشككا هكذا ؟”
هل لا يزال العجوز صنلايت غير مقتنع ؟
“إنه حدسي ..”
حدس ..
توسعت أعين فينيكس مستذكرا معنى هذه الكلمة داخل عائلة صنلايت ..
كثر ما نطق بها قائد العائلة ، لكن عندما خرجت من فمه ..
دوما ما أصاب .. حدسه ذاك .
“سأتولى الأمر بعد نهاية الفيكتورياد .”
“هووو ؟ ستفعل ذلك من أجلي حتى بعلمك أن الأمر من دون معنى ؟”
فكرة تغيير الموهبة كانت شيئا غير واقعي لهم .. لذلك لم يفكروا بتلك الاحتمالية حتى..
لكن و رغم ذلك .. قرر فينيكس إتباعه ..
“لقد تعلمت أنه علي الاخذ بكلامك من حين إلى آخر مهما بدا تافها .. عمي ..”
“يالك من شاب وقح ..”
ضحك كلاهما بينما واصل الفيكتورياد التقدم إلى الأمام ..
سنو ليونهارت قد شاهد المعركة الأخيرة.
لم يعني اسم الخصم الكثير له .. لذلك غادر دون كلمات بعدما علم بأنه فراي .
لقد رأى بوضوح كيف كافح هذا الاخير .
تساءل سنو لوهلة ، ما إذا سيستطيع هو الآخر القتال ذات يوم بنفس القوة من أجل شيء ما ؟
يده قد لمست صدره .. بل عبثت بملابسه مخرجة قلادة ..
قلادة فضية بها شعار على هيٱة حمامة فردت أجنحتها ..
عانق سنو السلسلة بينما واصل طريقه مغادرا ..
أعينه أضاءت أقوى من أي وقت مضى .
فراي المغمى عليه .
و سنو الذي كان بأفضل حالاته .
عقارب الساعة كانت تدور بسرعة متجهة الى يوم الحسم .
..
..
..
تواصل الفيكتورياد بعروض قوية لنصف نهائي السنوات العليا ..
صحيح أن السنة الأولى قد أصبحت هي العرض الرئيسي ، لكن المباريات التي قدمها كبارهم لم تقل شأنا عنهم .
مع الجماهير التي انشغلت بالصياح و التهليل من أجل المحاربين .
مرت الليلة الاولى بسرعة ..
عندما خيم الليل، و سيطر الظلام .
لا شيء سوى السواد ، مشى القاتل الصامت بمفرده بين الأزقة و الممرات المظلمة .
غوست أومبرا ، بأعين مغمضة .. قد سار متبعا ترتيبا معينا .
و بعد الالتفاف عدة مرات ، و دخول المجاري القذرة للعاصمة بلغراد .
وصل غوست ببطء ، إلى ساحة مفتوحة ..
ساحة مفروشة بالورد الأبيض.
حدق غوست بالمشهد أمامه ، ثم إلى الاعلى ..
إلى تلك الانابيب التي قطرت باستمرار .
الى الجدران المتهالكة .
مشهد جعله يتساءل كيف نمت تلك الازهار هنا ؟
بمكان موحش كهذا .
سار غوست خطوة بخطوة متجها إلى منتصف الحديقة البيضاء .
بعدما سار لعدد مناسب من الخطوات ..
كان هنالك إثنان اخران يتبعانه بالفعل .
غوست لم يلتفت لهما إطلاقا ..
بل واصل إلى أن بلغ رجلا ملثما بالأسود قد وقف هناك أمامه بالمنتصف . مرتديا قناعا اسود على شكل جمجمة .
الرجال من خلفه قد أرتدوا نفس الملابس.مع أقنعة مختلفة التصاميم .
غوست قد إبتسم بمرارة بعدما تعرف عليهم.
“لم أتوقع أن يرسل الأرقام من أجل غر مثلي ..”
تجاوبا مع كلماته .
أزال الثلاثة أقنعتهم .
لكل منهم كان هنالك تفاصيل مميزة ، أبرزهم الشاب أمامه الذي بدا شبيها كثيرا به .. لكن بندبة على وجهه ..
“إركع على ركبتيك .. غوست أومبرا.”
القاتل الصامت تجاوب معهم ، و ركع على ركبتيه طواعية .
“تقبلت مصيرك إذا ..”
“…”
عم الصمت للحظة .
راقب الجميع بعضهم البعض .
خصوصا ذاك الشاب الراكع ، و الرجل الماثل أمامه .
“لكل شيء ثمن بهذه الحياة .. غوست أومبرا ، أنت تعلم كيف تسير الأمور .. و ماهي القواعد التي لا يجب أن يتم خرقها .”
” هل لديك أي كلمات أخيرة ؟”
تكلم الرجلان خلفه تواليا ..
غوست لم يبدي أي تغيير على تعابير وجهه ..
“هل .. قال والدي أي شيء ؟”
كلمات معينة ؟ شيء ما حتى ؟
“ما نحن إلا أدوات قتل .. أسلحة صقلت باتقان من أجل أداء مهامها .. قائد المحكمة لا يختلف عنا .. ”
“حافظ على طباعه حتى النهاية .. هاه ؟”
الشاب أمام غوست .. إبن عمه الاكبر ..
كان السباق لسحب سيف متوسط الحجم ، بشفرة سوداء حادة .
غوست علم بما هو قادم .
“قبل أن أموت .. أردت معرفة المستوى الذي بلغه الكبار .”
سأل غوست غير متوقع الحصول على إجابة ، لكن ثلاثتهم قد أجابوا على نحو متوقع ..
“المحكمة السابعة ”
“السابعة ..”
كلاهما نطق بنفس الكلمات ، ما عدا الرجل الواقف بالمقدمة ..
“المحكمة الثامنة .”
تكلم المغتالون بكلمات لم يفهمها سواهم ..
“أنت ؟”
غوست أجاب بوجهه الفارغ كالعادة .
“المحكمة العاشرة ”
كلماته الخافتة تلك ، جعلت تعبيرات اولئك القتلة المحترفين تتحرك بطريقة أو بأخرى .
منبهرين بما سمعوه .
و كيف لا يفعلون عندما يعلمون أن الشاب الهزيل أمامهم قد بلغ المحكمة الأخيرة .
بما أنهم اشخاص خاضو نفس العذاب . فهموا بعضهم البعض دون حاجة للكلمات ..
لم يكن هنالك سوى الإحترام ، و التقدير المتبادل بينهم .
يمكنك حتى أن ترى بعض التردد بأعينهم .. تردد حول ما إذا كان قتل هذه الموهبة الطاغية خيارا صحيحا ؟
فغوست ، يمثل ذروتهم .. ذروة كفاحهم .
لكن الاوامر … كانت الاوامر .
سحب الرجلان بالخلف سيوفهما ..
غوست انزل رأسه .. منذ البداية علم أنه لن يستطيع الهرب من محكمة الظلال ، اما مواجهة الرجال امامه .. فتلك كانت فكرة سخيفة .. مواجهة الارقام بمستواه ذاك .
منتظرا النهاية تمتم غوست ..
“لا ندم لدي .”
تدرب أكثر من أي شخص آخر .
صبغ أيديه بالدم ، اختبر كل تلك التدريبات الجنونية .. مات غيره ، اما هو فواصل و بلغ المستوى الذي لم يبلغه أحد .
لكن و مع تقدمه هو كان يعلم .. أنه حتى هو لديه حدود .
التوقعات عليه كانت عالية ، فهو ابن ميست أومبرا بعد كل شيء.
لكن بما أنه شاب مشى وسط الظلام ، فقد رآها .. رآى بوضوح نهاية امكانياته .
ذلك المستوى لم يرضي القاتل الصامت ..
أراد المزيد .. أراد خاتمة تليق بكل ما قاساه بحياته .
و كان ذلك عندما فهم أن الظل لا شيء .. دون ضوء .
في النهاية .. خاطر بكل شيء من أجل معتقداته في نزال ضد سنو ليونهارت .
أن يموت الآن ، بعد القتال من أجل ما آمن به .. لقد كان هذا هو قدره ببساطة .
“لا ندم لدي ..”
لقد كان قريبا .. قريبا جدا من أجل معرفة الإجابة..
لكن ما إنتظره في النهاية كان حبل المقصلة فقط ..
رفع القتلة سيوفهم ..
إنعكاسها سقط على وجهه .
و بدون سابق انذار.
صبغ الورد الأبيض بالاحمر .
سالت الدماء بغزارة .. بينما بلغ الموت ذلك المكان المنعزل .
غوست حدق متفاجئا .. عندما تدحرجت إثنان من الرؤوس حوله .
غير مستوعب لما حدث ، مغمورا بدماء اولئك الرجال ..
تكلم قائدهم .. بعدما قطع رؤوس رفاقه ..
“غوست اومبرا .. محكمة الظلال قد حكمت على أفعالك . و النتيجة كانت .. أن الدماء يجب أن تراق .”
أمسك ذلك الشاب سيفه رافعا إياه ..
“لقد تساءلت من قبل عن كلمات والدك .. حسنا فالتسمعها إذا ..”
“ما فعلته هو دين عليك ، دين يقتضي عليك سداده .. و الثمن هو أرواح البشر .”
ضحك الرجل محدقا بسيفه ..
“لكن ليس روحك.. فهي و على ما يبدو أغلى بكثير من المتوقع .. لذلك و بدلا من ذلك سيتم دفع 3 ارواح أخرى بدلا من ذلك لسداد الدين .”
“مالذي ؟!”
أمسك الرجل الكئيب بسيفه بينما أقحمه بعنف داخل رقبته ..
“تم سداد دينك .. غوست أومبرا .”
انفجرت نافورة الدم فوق وجه غوست الذي صبغ بالأحمر ..
بوجود 3 جثث من حوله .
جلس غوست مصدوما للحظة ..
أعينه حدقت بفراغ ..
توقع موته ..
لكنه كان ساذجا ..
“ما أقوم به من الآن فصاعدا .. سيحكم على حياة غيري ؟ ”
رسالة ميست أومبرا كانت قاسية هذه المرة..
القاتل الصامت نهض ماسحا وجهه ..
تماسك .. كما فعل دوما ..
بيديه العاريتين حفر .. و حفر .
حفر 3 قبور ، دفن بها أولئك الثلاثة الذين كانو أشبه بإخوته بالسلاح .. اشخاص إختبروا نفس معاناته ..
دافنا إياهم بالتراب .. وقف القاتل الصامت مغادرا ..
“لعلكم تجدون الخلاص ..”
غوست ببطء ، عاد إلى الظلام .
…
…
…
يومان حتى موعد المعركة.
عندما خيم الليل ، نام الجميع بأسرتهم مبتعدين عن صخب العالم .
ذو العينين الذهبيتين ، و الشعر الأبيض الناصع قد غرق بعيدا هذه المرة.
مستحضرا صورا من الماضي .. صور لذكريات تم دفنها عميقا .
..
بضواحي الإمبراطورية.
مكان بعيد عن صخب المدن الكبرى .. بعيد عن كل معمعات الحياة.
وسط سهل اخضر ، منطقة بديعة فتحت النفوس ..
بني هناك ميتم.
ميتم ضخم .. إرتفعت بقمته لافتتة مرحبة برمز لحمامة بيضاء تحلق عاليا .. رامزتا للأمل .. و الحرية .
*ميتم يوسيفكا *
داخل جدران ذلك الميتم الذي بني بالطوب الأسود ..
كثيرا ما لعب صبي بأعين ذهبية .. و شعر أبيض إضافة إلى بشرة شديدة البياض.
كان طفلا شديد الجمال .. فتح أنفس من رآه ..
كثيرا ما لعب مع أصدقائه طوال اليوم إلى أن ينال التعب منهم ليسقطوا نائمين .
من حين لآخر ، كان يلتف حول تنورة نائبة مدير الميتم متشبثا بها وسط ضحكات جميع من شاهدهم .
المدير كان يأتي من حين لآخر ليتفقدهم .. كان رجلا مخيفا .. هادئا ، بوجه له 3 ندوب حمراء.. مرتديا نظارة قراءة ذهبية ..
بدا مخيفا لهم بملابس الكهنة خاصته .. لكنه كان شديد اللطف معهم .
ما جعل الجميع يحبه هو الآخر .
كلما مر الزمن ، كان سنو يضطر إلى توديع أصدقائه الذين غادروا بعيدا من أجل إكمال حياتهم ..
كثيرا ما قال “وداعا”
ذات مرة تم تحذيره .. الا يقترب من تلك المنطقة داخل الميتم.
“سنو .. كن فتى مطيعا دائما .”
كثيرا ما رددتها نائبة المدير .
“لا تكن فضوليا ، و لترضى بما لديك ”
القناعة كنز لا يفنى ..
لربما لو حفر تلك الكلمات بشكل اعمق .. ما كان ليحدث ما حدث ..
“ماذي تفعله هنا .. ”
دم ..
الكثير منه ..
أعينه الذهبية حدقت مرعوبة .. بينما عانى للتنفس حتى ..
المدير ، بالدماء التي قطرت من فمه باستمرار ..
“لماذا لم تتبع الأوامر ؟ بني ”
فوق الطاولة ..
بقايا جثة نصف مأكولة ..
جثة أحد أولئك الأشخاص الذين لعب معهم لسنين ..
“أوه عزيزي سنو ..”
يد دموية تربت على رأسه ..
“أنت لم ترى أي شيء .. أليس كذلك ؟”
وجهه ذاك .. لن ينساه أبدا .
“فأنت فتى مطيع .”
فجأة ، تم سحب الفتى بعيدا .
إستيقظ سنو و هو يلهث بشدة. .
مع كمية غزيرة من عرقه .. و أنفاسه التي خذلته. .
أمسك سنو بقلادته التي كانت الشيء الوحيد الذي إرتداه فوق النصف العلوي من جسده .
ذلك الجسد المثالي المبلل بالعرق .. و تلك الأيادي المرتعشة ..
الندوب القديمة لا تمحى بسهولة .. و قد كانت خير دافع له .. من أجل مواصلة المضي قدما .
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
بقي يوم واحد.
غدا … ينتهي كل شيء ..
رفعت يدي اليمنى التي تم إعادة وصلها مؤخرا بينما قمت ببعض الحركات.
يدي قد إستجابت لي .. لكنني شعرت بذلك بوضوح ..
تأخير بسيط و لو لجزء من الثانية نتج عن عدم عودة الأعصاب الى سابق عهدها بشكل مثالي حتى الآن .
بالتالي . لم أعد أستطيع الاعتماد عليها في الوقت الحالي ..
كنت مضطرا لحمل السيف بيدي اليسرى من جديد..
جالسا فوق الأرض بجانب سرير غرفتي ..
تفقدت حالتي الجسدية ، و كل ما جهزته طيلة سنتين ..
قدراتي كلها .. التي صنعت من اجله..
من أجل سنو .
تذكرت كلمات اوريل .. التي أخبرتني أنه من المستحيل أن أتعافى بشكل كامل قبل القتال ..
حتى و لو بدوت بخير الآن .. لكن إصاباتي التي تراكمت حتى الآن قد ألقت بظلالها .. عكس خصمي الذي كان بأفضل حالاته .
لعل السلاح الوحيد الفتاك بجعبتي حاليا ، هو مهارة الإنبعاث.
المهارة الوحيدة التي تفوقت على ترسانة سنو ليونهارت.
لكنني لا أستطيع إطلاقها إلا كملاذ اخير .
فالسيف العادي سيسحب قدرا أقل بكثير من باليريون ..
بالتالي ، و رغم انني سأكون قادرا على شن هجوم فتاك إلا أنه سيكون أضعف بكثير من تلك التي أطلقتها بالجزيرة .. المخاطر كانت كبيرة ..
في حال لم يخسر سنو ليونهارت بعد تلقيه لها .. فأخسر انا بالمقابل .
أولا .. السيوف العادية لن تتحمل الانبعاث .. و ستنفجر لشظايا .. بالتالي سأفقد سلاحي بعد إستعمالها .
ثانيا .. جسدي هو الآخر سيتحطم بما أنني سأجبر مسارات الاورا على نقل قدر يتجاوز إستطاعتها بكثير ..
أي أنني لن أستطيع القتال مطلقا .
مخاطر الإنبعاث قد كانت كبيرة جدا .. لذلك يمكن القول أنني لم أعد قادرا على الإستفادة من أقوى أسلحتي حتى ..
ما يبقي لي مجموعة من المهارات الأخرى الت
ي نميتها حتى الآن.
سنو ليونهارت..
لا أستطيع مواجهته بنفس الطريقة مثل الآخرين .
قوة الإرادة لن تعني الكثير امامه .
لا أستطيع إستنزافه مثل دايمن فلو فعلت ذلك سينسفني على الفور .
دماغي وصل لنقطة مسدودة .
كنت أعلم انني سأقدم كل شيء بمعركة الغد .. حتى و لو قتلني ذلك .
لكن مهما حاولت .. و مهما فكرت ..
لم أستطع تخيلها ..
لم أستطع تخيل سيناريو فوزي ..
كل المسارات تنتهي بالخسارة ..
لذلك و لكي لا أجن .. قضيت تلك الليلة بأكملها أحدق بنصيحة النظام ..
لعلي أجد الخلاص ..
لكن دون أن أدرك حتى ..
مر اليوم الأخير بطرفة عين لأجد نفسي ذاهبا إليه ..
اليوم الموعود .
“اليوم .. سأكتب نهاية لرحلتي هذه .”
…
…
…
سيتم كتابة القتال بأكمله بفصل واحد لجعله تجربة متكاملة قدر المستطاع ، بالتالي قد يكون الفصل القادم هو الاطول منذ بداية الرواية ..
بالتالي قد يتأخر ليوم إضافي .. و لربما سينتهي بالموعد .
لم تتبقى سوى 7 فصول على نهاية المجلد الأول من اصل 6 مجلدات لرواية منظور الشرير .
و فصل واحد فقط على نهاية ارك الفيكتورياد .
لقد بلغنا هذا الحد بالفعل .. لذلك شكرا لكم .
و القادم أقوى .