منظور الشرير - الفصل 13
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
جبال أوكلاس – مقر عائلة ستارلايت .
جالسا أمام مكتبه الضخم عبث الأسد الخالد ليونايدس ستارلايت بمختلف الوثائق بين يديه و كان ينتظره جبل آخر لينظر فيه بعد ذلك .
بدى و كأن عمله لن ينتهي أبدا.
أمامه وقف شخص مقنع يرتدي رداءا أسود فخم ، لم يجرؤ هذا الأخير على إزعاج ليونايدس و وقف هناك بصمت ينتظره أن ينهي عمله .
بعد بضع ساعات رفع ليونايدس رأسه أخيرا و قابل الرجل أمامه .
“لقد عدت سريعا … خليفة ”
أومأ خليفة بالإيجاب .
“بالفعل”
“أرى أنك جلبت بعض الأخبار معك ..”
“أصبت”
سكت خليفة لثانية قبل أن يتابع ..
“لقد مات فراي ستارلايت داخل أراضي الكابوس ”
“همممم هل قتلته بنفسك؟”
“للأسف لم أكن أنا ، لكنني قادر على تأكيد موته”
أمال ليونايدس رأسه …
“و كيف ستفعل ذلك ؟”
“هذا بسيط ، لقد رأيته يدخل منطقة أحد أسوء مخلوقات الكابوس … جساسة الضباب ”
إنفتحت أعين ليونايدس بعد سماعه لكلام خليفة الأخير… جساسة الضباب ، كان لهذا الإسم وزن هائل .
بعد كل شيء كان هذا الرجس مخلوقا هائلا و حتى هو لم يكن واثقا من فرص نجاته في حالة الوقوع بمنطقته .
كان قويا و الأسوء من ذلك إمتلاكه لهجمات تستهدف العقل ما يصعب التعامل معه ..
طوال فترة حياته الممتدة ل 150 سنة لم يسمع بطريقة تتيح النجاة منه ، لذلك نعم ، فراي ميت لا محالة .
“كان يجب أن تسترجع جثته … أو على الأقل ما تبقى منه ..”
“إعتذاراتي لورد ليونايدس ، لكنني لا أملك ما يكفي من الشجاعة لإقتحام الضباب … حتى بقدرات الإنتقال الآني التي أملكها ..”
*تنهد*
تنهد ليونايدس
“لابأس ، أبليت حسنا … يمكنك العودة الأن..”
“كما تأمر ..”
إختفى خليفة بطريقة سحرية و كأنه لم يكن هناك في المقام الأول..
تمدد ليونايدس فوق مقعده الفخم ..” هذه النهاية … أبراهام ، لقد كنت مخطئا … لم يكن إبنك هو المختار بعد كل شيء ..”
أغمض ليونايدس عينيه و تذكر تلك الليلة المشؤومة … تلك المعركة الهائلة التي شاركت فيها العائلة بأكملها تحت قيادة أبراهام ستارلايت ..
إنتصرو في النهاية لكن بثمن … في تلك الليلة رقد أبراهام وسط دمائه ، كلماته الأخيرة كانت كلها عن إبنه .. و الأن مات ذلك الإبن ..
…
…
…
منظور فراي ستارلايت
“اللعنة”
لعنت عندما وطأت قدمي فوق أحشاء أحد مخلوقات الكابوس ..
أحسست بالأمعاء اللزجة و الرائحة الكريهة تعبث بأنفي .
قاومت الرغبة العارمة لجسدي بالتقيؤ ..
“تبا لي و تبا لهذا العالم بأكمله ..”
كلما خطوت خطوة للأمام كنت أتعثر على جثة مخلوقات السلطعون..
“جساسة الضباب قامت بعمل كبير هنا ..”
من الصعب التصديق أن هذه المجزرة بأكملها تسبب بها مخلوق واحد ..
لكن يجب أن أعترف … كنت محظوظا حقا ..
في الوقت الحالي ، لا يوجد من يعرف عن طريقة النجاة من جساسة الضباب..
من المفترض أن يكتشفها بطل القصة في المستقبل البعيد أثناء إستكشافه لأراضي الكابوس ..
لكنني كنت المؤلف ، لذلك أنا أعرف هذه المعلومات بطبيعة الحال ..
كانت بسيطة ، فقط لا تنظر إليه … هو سيحاول جعلك تنظر إليه بأي طريقة و في اللحظة التي تفعل ينهيك مباشرة ، لكن إذا أغمضت عينيك حتى النهاية فستنجو .
لقد كنت محظوظا ..
غيرت ملابسي و إستأنفت طريقي ..
“الشرق… يجب أن أذهب شرقا ”
بعد عدة ساعات من المشي إختفى الضوء تماما ..
“الليل ..”
خيم الظلام ما جعلني أوقف خطواتي بشكل بديهي ..
تسلقت أحد أكبر الاشجار التي وجدتها و خيمت فوق جذع ضخم قريب من القمة ..
فقط الحمقى من سيتحركون ليلا ، بعد كل شيء هذا هو الوقت الذي تتجول فيه مخلوقات أسوء من جساسة الضباب .
صحيح أنني كنت المؤلف لكن حتى أنا لا أدري ما أخفته أراضي الكابوس..
كان مكانا ضخما ..
عانقت جسدي و لففت رداءا فوقي ما ترك عيني فقط تشعان في الظلام .
كان القمر فوق رأسي ، راقبت ضوءه الفضي و أنا أفكر بما حدث حتى الأن…
لازلت وسط الغابة الضخمة التي لم تظهر أي علامة على الانتهاء ..
كانت نصيحة المؤلف هي الشيء الوحيد الذي قادني حتى الأن..
لم أملك خيارا سوى المواصلة شرقا ..
مر الوقت ببطء و أنا جالس فوق جذع شجرة ، لم أستطع النوم خوفا من أن يباغثني شيء ما لذلك كل ما إستطعت فعله هو إغماض عيني من حين لآخر.
بقيت على هذه الحالة إلى أن أطلت علي الشمس من بعيد ..
“إنه الفجر..”
فجأة تذكرت النصيحة العشوائية … أظن أنها ذكرت شيئا ما عن الفجر ..
“لا ، لا فائدة من التفكير في الأمر الأن..”
قفزت من على الشجرة و واصلت طريقي ..
كنت لا أزال أستخدم خطوة الشبح ، ظننت في البداية أنها لن تستمر طويلا قبل أن تستنفذ الأورا من جسدي بالكامل ، لكن على غير المتوقع لم أشعر أنها إستنفذتني على الإطلاق..
ربما كانت الأورا من الفئة SSS حقيقية بعد كل شيء ؟
لم أملك الوقت للتفكير بذلك الأن لذلك أوقفت أفكاري و واصلت مراقبة محيطي ، بعد كل شيء لم أرد أن أقع في فخ آخر مثلما حدث سابقا ..
بفضل خطوات الشبح و عين الصقر كان كل شيء يسير بسلاسة .
كنت ألتقي من حين إلى آخر ببعض مخلوقات السطلعون تلك لكنني تمكنت من تجنبهم بسهولة .
بفضل خاتم الأبعاد الذي جهزته آدا لم أقلق أبدا بشأن الامدادات بعد كل شيء لقد وفرت لي ما يكفي لسنة ..
على هذا النحو أمضيت اليوم بأكمله أركض شرقا ، أتوقف أحيانا للراحة أو لتغيير الطريق و تجنب مخلوقات الكابوس .
“تبا ..”
لا يبدو أنني إقتربت من الخروج … هذه الغابة اللعينة كانت ضخمة ..
رغم الركض لعدة ساعات لا أزال أرى المشهد نفسه .
لم يبقى الكثير من الوقت قبل أن يخيم الليل ..
“هل أواصل ؟ أم أبحث عن مكان لتمضية الليل ؟”
وسط أفكاري سمعت صوتا غريبا من على يساري ..
“ماهذا ؟”
بدى الصوت و كأن بعض الأشخاص كانو يتقاتلون بالسيوف ، سيوف ضخمة ..
تتبعت الصوت بهدوء و ما هي إلا بضع دقائق لأجد المصدر ..
هناك رأيت مخلوقا بشعا يقاتل وحيدا ضد مجموعة كبيرة من مخلوقات السلطعون ..
رغم الأفضلية العددية ، لم تستطع مخلوقات السلطعون فعل أي شيء أمامه ..
أطرافه كانت عبارة عن مناجل ضخمة بمدى ضرب هائل ، كان يقف على 8 أرجل و جسده بدى دون جلد ، فقط كتلة من اللحم المتنقلة ..
“ماهذا بحق ؟”
رأسه بدا مثل البشر ، ما عدا أنه لا يمتلك أية أعين ..
هذا الشيء قطع مخلوقات السلطعون بحيث أن مناجله كانت تقطع لنصفين أيا كان الشيء الذي تلمسه ..
تراجعت بضعة خطوات للخلف ..
يستحسن أن أبتعد ، لا أريد التعامل مع هذا الشيء ..
كنت أنوي التخييم بالقرب لكنني غيرت رأيي الأن ، لا أستطيع البقاء و ذلك الشيء في الجوار ..
ركضت بعيدا و سرعانما تباطأت خطواتي و السبب كان بسيطا ..
“لقد حل الظلام ..”
أصبح مجال رؤيتي محصورا على الأرض أمامي ببضع أمتار ، عين الصقر لم تفعل الكثير في هذه الأجواء خصوصا مع الأشجار التي صعبت المهمة أكثر و أكثر ..
ركضت و مسدس بين يدي إستعدادا لأي شيء قد يطل علي ..
شيئا فشيئا بدأت أحس بشيء بارد يلمس جلدي ..
“ثلج ؟”
بدأت رقائق الثلج الباردة تلمس بشرتي ما جعلني أتعجب ..
المناخ قبل قليل كان إستوائيا و هذا طبيعي بحكم الغابة ، لكن أن تهطل الثلوج الأن ؟
كان هذا غريبا ..
لكن إنتظر ..الا يعني هذا أنني إقتربت من نهاية هذه الغابة اللعينة ؟
هذه الفكرة بمفردها كانت كافية لإنعاش جسدي المتعب بحيث أنني ركضت أسرع ..
“إقتربت … ”
غمرني الحماس … ظننت أنني أخيرا سأخرج من هنا ..
في اللحظة التي ظننت فيها أن كل شيء سينتهي أخيرا … أطل شيء طويل علي من خلف الأشجار..
بفضل الظلام اللعين لم أنتبه له حتى اللحظة الأخيرة … ظهر من العدم و هاجمني مباشرة .. أحد مخلوقات السلطعون اللعينة تلك .
“اللعنة”
أطلقت النار على الرجس ٱمامي ، لكنها لم تخلف سوى إصابات ضحلة على جسده .
قام هذا الأخير بالشحن على الفور و ما هي الا ثواني لأجده أمام وجهي ، رفعت المسدس على الفور لإطلاق النار لكن ضربة خاطفة من أحد مخالبه رمت بسلاحي بعيدا .
حاولت الإبتعاد عنه لكن مجسات الأخطبوط تلك أمسكت بي على الفور ..
غرق قلبي في تلك اللحظة ..
“جديا؟”
رفع مخلوق السلطعون مخلبه أمام رأسي إستعدادا لتوجيه الضربة القاضية …
بفضل عين الصقر رأيت كل شيء بوضوح ..
رأيت ذلك المخلب الاشبه بالإبرة الضخمة يقترب من وجهي ..
كانت المجسات تقيد جسدي بالكامل … لا أستطيع القيام بأي شيء ..
“اللعنة”
عندما ظننت أنها النهاية حدث ما لم أتوقعه … رأيت منجلا يخترق جسد رجس السلطعون من الخلف ..
على الفور تحررت من تلك المجسات و سقطت على الأرض..
أمامي رأيت رجس السلطعون يرتفع فوق الأرض قبل أن يخترق منجل ثاني ظهره .
وسط صراخه رأيت مشهدا مرعبا لإثنين من المناجل الضخمة و هي تقوم بتقسيم جسد الرجس الى قسمين ..
سقطت الدماء القرمزية فوق رأسي مباشرة ما جعلني أستحم في بحر الدماء الذي خلفته جثة السلطعون .
من بين جثته التي إنقسمت الى نصفين أطل علي مخلوق مرعب … كتلة من اللحم عديمة الأعين بفم ضخم ، قام هذا الاخير بالصياح في وجهي و الدماء من حوله ..
هذا المنظر نزل كالزلزال علي لدرجة أنني وجدت نفسي أركض كالمجنون ..
“يجب أن أهرب … يجب أن أهرب ..”
بين الدماء الساخنة و الثلج البارد الذي هطل فوق رأسي وجدت نفسي أركض من أجل حياتي..
يبدو أن صاحب المناجل لم يرد تركي لأنني سمعت صوت ضرب أطرافه الثمان خلفي ..
كان سريعا جدا و تمكن من اللحاق بلي على الفور ..
أحسست بالصداع بينما كنت أتسابق مع الزمن و أنا أحاول إيجاد حل للنجاة ..
‘هل أسحب مسدسا آخر و أواجهه؟’
‘لا … لن أستطيع هزيمة مخلوق كهذا بسلاح مثل المسدس . ‘
‘أقاتل بالسيف ؟ لكنني لا أملك أسلوبا …تبا ‘
عندما إستدرت وجدت الرجس خلفي تماما و هو يرفع منجله الهائل إستعدادا لإنهائي ..
على الفور قذفت بنفسي إلى الأمام معتمدا على دعم الاورا لجسدي ..
ظننت في البداية أنني تفاديت الضربة بنجاح لكن الألم الحارق الذي أحسست به من ظهري قد أعادني للواقع ..
رغم أنني تجنبت الأسوء الا أن جرحا ضخما قد ظهر على ظهري الان ..
صررت على أسناني و أجبرت نفسي على الركض..
يجب أن أفعل شيئا ..
قمت على الفور بإخراج قارورة متوسطة الحجم من خاتم الأبعاد ..
كان هذا أحد الأشياء التي إنتبهت لها عندما كنت أستكشف الموارد بداخل الخاتم سابقا .
هذه القارورة كانت مليئة بالزيت .
على فور رميتها فوق الرجس الذي كان يطاردني ..
بدأت أجري بشكل عشوائي بين الأشجار ما جعل مناجله الضخمة تضرب الأشجار في كل مرة ما منحني الوقت لأتنفس .
واصلت رمي عبوات الزيت فوق الرجس إلى أن غرق جسد هذا الاخير تماما ..
“أتمنى أن ينجح هذا ..”
كانت هذه أفضل خطة تمكن عقلي من الخروج بها وسط الضغط ..
سحبت مسدسا من خاتم الأبعاد و بدأت أطلق النار بشكل محموم على المخلوق الذي ركض خلفي .
إنفجرت الرصاصات في اللحظة التي لمست جسده ما جعل الزيت يشتعل على الفور ..
و ما هي الا ثواني قبل أن أجد نفسي أركض و مخلوق مرعب ناري يجري ورائي ..
رغم أن النيران قد إبتلعت جسده الا أن رجس المناجل لم يتوقف ..
“مستحيل ، النار لا تؤثر عليه ؟”
تجنبت بصعوبة ضربة المنجل الخاطفة ، هذه المرة هو فتح جرحا هائلا على جانبي الأيمن ..
صرخت متألما و أنا أركض … أصبح هذا المخلوق مخيفا أكثر و أكثر بعد أن أشعلت النيران فوقه ..
أمسكت بالجرح و حاولت الهرب … أنا الأن أبطأ بكثير من السابق بفضل هذه الإصابة…
على هذا المنوال سأموت قريبا ..
ألقيت نظرة على الرجس من خلفي ما جعلني أنتبه لشيء مهم ..
“هو أصبح أبطأ ايضا ؟”
ربما لم تقتله لكن النيران أثرت به بكل تأكيد !
هذه الحقيقة وحدها جعلتني أركض أسرع … هناك أمل !
عندما أعدت إنتباهي لما كان أمامي إنتبهت أنني على وشك الخروج من حقل الأشجار اللعين ..
“نهاية الغابة ..”
سأخرج من هذه الغابة أخيرا !
في اللحظة التي تجاوزت بها الغابة من خلفي أطلت علي سلسلة من الجبال الهائلة ، كان القمر الضخم هو الشيء الوحيد الذي أضاء المكان ..
بين الجبال و الأشجار وسط حقل مفروش بالثلج الابيض ركضت و مخلوق مشتعل ورائي ما خلق مشهدا مذهلا ..
في اللحظة التي ظننت أنني أملك الأمل ، رأيت مجموعة من مخلوقات السلطعون تركض نحوي من الأمام …
كانو بالعشرات ..
‘مستحيل ‘
أمامي أغلقت مخلوقات السلطعون الطريق ، ورائي مخلوق المنجل المشتعل ..
لقد حاصروني ..
تباطأت خطواتي … لا فائدة .. لا أستطيع النجاة من هذا ..
كنت على بعد بضع خطوات من رجس السلطعون أمامي ..
أغمضت عيني منتظرا سقوط الضربة الأولى علي ..
لكنها لم تأتي ..
عندما فتحت عيني وجدت مخلوقات السلطعون تتجاهلني تماما و تركض بجنون نحو رجس المناجل ..
إنقضت عليه على الفور بينما بدأ المخلوق المشتعل يلوح بمناجله محولا إياهم إلى أشلاء ..
“مالذي يحدث هنا ؟”
لقد تجاهلوني تماما و قامو بمهاجمته …
تمكنت مخلوقات السلطعون من القيام ببعض الضرر لمخلوق المناجل بفضل النار التي أبطأته ..
“إنتظر … النار … الضوء !”
كيف نسيت هذه الحقيقة البديهية … إنجذبت المخلوقات داخل أرض الكابوس إلى شيأين … الصوت ، و الضوء !
حملت جسدي المصاب و ركضت نحو الجبل أمامي ..
الأن ستقوم مخلوقات السلطعون بإيقاف رجس المناجل ..هذه هي فرصتي الوحيدة للهرب ..
كان الطريق منحدرا ، تسلقت بصعوبة قاعدة الجبل متحاملا على نفسي ..
تنفست بصعوبة و أحسست بالهواء البارد يملؤ رئتي ما جعل التسلق أصعب ..
لكنني واصلت خائفا على حياتي ..
لم أنظر إلى الوراء أبدا و واصلت التسلق ..
يجب أن أنجو بحياتي مهما كلف الأمر..
كان الجبل يصبح أكثر إنحدارا شيئا فشيئا لدرجة أنني وجدت نفسي أزحف فوق سطحه البارد ..
في النهاية أجبرت على التسلق عموديا لأن الجبل أصبح أكثر إنحدارا مما توقعت ..
تورمت أصابعي بشدة لدرجة أن الدم كان يتسرب من بين أظافري باستمرار ، أحسست بالرياح الباردة تخترق نحو عظامي بفضل الجروح الهائلة على كل من جانبي و ظهري ..
وعيي بدأ يصبح ضبابيا شيئا فشيئا لكنني رفضت الإستسلام ..
في اللحظة التي أفلت فيها يدي سأموت… كنت واثقا من هذا ..
للساعات القليلة التالية تسلقت الجبل الهائل معتمدا على قوة الإرادة و تلك الاورا التي دعمت جسدي بشكل لا إرادي .
أخيرا بلغت أول أرض مسطحة بعد ساعات من التسلق ..
كنت لا أزال بعيدا جدا عن القمة لكنني إرتفعت بما فيه الكفاية ..
تنفست بصعوبة و جسدي مرمي فوق حقل الثلج ..
كانت الأرض باردة جدا و بالكاد أحسست بجسدي ..
تحولت أصابعي للون الأرجواني بفضل التسلق المستمر … جروحي كانت ترسل موجات من الألم من حين لآخر ما سبب لي صداعا هائلا ..
لا أدري كيف تسلقت في المقام الأول باصابات كهذه ..
قمت على الفور بسحب بعض جرعات العلاج من الخاتم و بالكاد تمكنت من حملها بيدي المتجمدة ..
أحسست بالسائل الدافئ و هو يغمر جسدي .. رميت برداء طويل فوقي قبل أن يغمرني الظلام تماما ..
فقد وعيي فوق الأراضي الباردة لذلك الجبل ..
نائما هناك في العراء دون دفاع آملا أن أكون محظوظا بما فيه الكفاية ولا تتم مهاجمتي و أنا نائم ..
…
…
…
لا أدري كم من الوقت أمضيت و أنا نائم ، لكنه كان صباحا عندما فتحت عيني ..
إلتأمت جروحي بفضل الجرعات التي شربتها من قبل لكنني لازت أعاني من الألم الناتج عنها ..
غيرت ملابسي و إرتديت ملابس شتوية ..
أحسست ببعض الدفئ أخيرا لأول مرة منذ بعض الوقت ..
مشيت نحو الحافة و نظرت نحو الأسفل ، لقد تسلقت لمسافة كبيرة حقا ..
كانت الأرض بعيدة جدا من هنا ..
لم أرى سوى الثلج الأبيض في الأسفل ، أو هذا ما ظننته .
عندما أمعنت النظر رأيت شيئا يقف هناك ..
كان مخلوق المناجل يتجول هناك في الأسفل ..
“إذا لقد نجى بعد كل شيء ..”
لا أعرف ما إذا كان قد فعل ذلك عن عمد ، لكن مخلوق المناجل المرعب قد رفع رأسه و قابل نظراتي ..
هو لم يملك أعينا لكنني كنت متأكدا … هو عرف أنني هنا ..
إستدرت على الفور و شققت طريقي ..
“يجب أن أغادر هذا المكان ..”