منظور الشرير - الفصل 126
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 126 – الفيكتورياد – بطل و مغتال
-منظور فراي ستارلايت-
اليوم ..
أول أيام البطولة ..
هووف
هووف
تعرقت بشدة بينما واصلت القيام بتمارين الضغط دون توقف ..
“500 …501…502”
حركت جسدي دون توقف ..
أردت أن أبعد ذلك الخمول عن عضلاتي بشكل كامل ..
يجب أن أكون بأفضل حالاتي ما إذا أردت أن أحصل على فرصة من أجل الفوز ..
خصوصا و أن خصومي يعتبرون الأفضل بين الافضل..
عدت بشكل سري إلى المعبد بالليلة الماضية ..
كنت مستيقظا طوال الليل مشغولا بإعادة تأهيل جسدي رفقة كارمن ..
لم أحتج إلى النوم بعد الآن فقد نمت لما يقارب الأسبوع..
أما اليوم ..
فسأواجه سيرس مونلايت..
لم أرى وجه تلك الفتاة منذ وقت طويل، و ياللسخرية .. بمجرد رؤيتي لها كنت مجبرا على سحب سيفي ضدها ..
واصلت الحركة باستمرار..
اليوم سيتم فتح ذلك الجزء من المعبد أخيرا..
حلبة العالم .. المكان الذي سيستضيف نهائيات الفيكتورياد..
كان أشبه بالكولوسيوم ، لكن أكبر بكثير بمساحة ضخمة سمحت للمحاربين بالقتال بحرية ..
سعته تتجاوز 300 الف متفرج ، كما سيتم بث المعارك القادمة بكل أنحاء العالم..
لم أكن مألوفا مع المعارك الاستعراضية من هذا النوع ، لكن ذلك لم يغير كثيرا مما يجب علي فعله ..
ستبدأ المعارك قريبا .. بعد ساعة من الآن لأكون دقيقا ..
مواجهتي كانت الاخيرة ، لذلك لم يحن الوقت من أجلي بعد ما زاد من التوتر الذي أبعدته عن طريق عدد لا نهائي من تمارين الضغط ..
هووووف
أخذت نفسا عميقا..
“إهدأ ..”
أحتاج إلى الهدوء ..
راجعت ترسانتي بالكامل ..
مهاراتي كلها .. و كل أوراقي الرابحة ..
لا أعلم ما إذا ستكون كافية .. فحتى أقوى أسلحتي .. الإنبعاث قد كان حلا أخيرا الآن..
إطلاقه بسلاح غير باليريون سيجعلها أضعف بكثير .. كما أن السلاح سيتحطم فور استعمالي لها رفقة جسدي ..
بمعنى آخر ، لو نجى خصمي منها بطريقة ما فستكون النهاية بالنسبة لي ..
على الأقل .. لن أفكر باستعمالها حتى النهائي ..
بالحديث عن الإنبعاث .. تذكرت كم الأورا الهائل الذي سحبه باليريون بآخر مرة ..
أغمضت عيني مركزا ..
و ما هي إلا لحظات لأجد نفسي أطفو فوق بحر الأورا اللامتناهي ..
يمكنني رؤية حفرة عملاقة وسط ذلك البحر الأرجواني .. حفرة كانت تمتلئ ببطء ..
حتى بسحب كل ذلك القدر من الأورا… بالكاد تغير محيط الأورا داخل جسدي ..
بمعنى آخر .. لا أزال غير قادر على توظيف هذه القوة بشكل صحيح ..
جسدي هذا كان لغزا كبيرا ..
و حتى رقصة الظلال تلك قد رفضت التحرك حتى النهاية ..
كانت هذه الأشياء عبارة عن علامة إستفهام بالنسبة لي..
حتى نصيحة النظام التي إستذكرتها مرارا و تكرارا .. بالكاد عنت أي شيء الآن..
“أنظر إلى المرآة ، و إفهم إنعكاسها..”
مالذي يعنيه هذا بحق ؟
تمنيت أن أعرف الإجابة قبل أن أندم مستقبلا ..
…
…
…
الساعة 6 مساءا .
قرعت الطبول .
و إهتزت الأرض من شدة ذلك الضجيج المرعب الذي تسبب به أزيد من 300 ألف شخص ..
وسط حلبة العالم للفيكتورياد ، كان الملعب الضخم جاهزا للمعركة .
تم إحاطة الساحة بأربع مدرجات إرتفعت حتى السماء .. بطريقة مذهلة أبرزت ذروة الهندسة المعمارية لهذا الجيل.
فوق المدرجات الشاهقة ، حلقت أربع شاشات عملاقة في السماء مستعرضة مجموعة منوعة من الصور و البيانات ، كما أنها ستبث المعارك التي ستحدث لتسهيل فهم مجريات المعركة ..
تلك الشاشات قد عرضت صورتين الآن.
شاب بشعر اسود و أعين حمراء .. بدت ملامحه كريمة حقا ..
أما الآخر ، فقد كان حديث الساعة و محورها .. كما أن وجهه قد أصبح الواجهة الغير رسمية للإمبراطورية بالفعل ..
سنو ليونهارت vs داون بولاريس .
الواجهة الأولى من دور الربع النهائي ..
كانت الأجواء حامية تماما ..
حدث كهذا كان بارزا جدا ..
بكل مدرج يمكنك رؤية المقاعد الشرفية التي خصصت لكبار الشخصيات ..
أقوى المصنفين داخل الإمبراطورية ، رفقة زعماء النقابات ..
عمل السحرة على مدار الساعة من أجل تجهيز كل شيء .. حاجز حماية من الفئة S يمنع تسرب اي هجمات من داخل الحلبة إلى الخارج .
إضافة إلى منح المتفرجين أفضل تجربة ممكنة .
لعل معظم الأنظار قد ذهبت إلى مقاعد الشرف التي جهزت من أجل رواد الحضارة .. قادة العوائل .. و ذلك الكرسي الأكبر من أقرانه ..
مقعد الإمبراطور الذي سيكون حاضرا في هذا الحدث بنفسه ..
جاء قادة العوائل بالفعل ..
فروست مونلايت ، الذي مثل عائلة مونلايت الجريحة .
شاب إعتلى ذلك المنصب عندما لم يكن هنالك غيره .. إخترق الشاب الفئة S مؤخرا .. وقيل أنه لا يفعل أي شيء غير التدريب..
من خلفه وقفت والدته .. إليانور مونلايت في الفئة SS- …
عائلة مونلايت بدت مختلفة جدا بالمقارنة مع السابق .
من جهة أخرى ، حضرت ستارلايت هي الأخرى بقيادة آدا ستارلايت رفقة كارمن ستارلايت بجانبها ..
تلك العائلة قد حملت نفسها من الأسفل الآن بعدما توحدت تحت قيادة تلك الشابة .. و بفضل ذلك قد أصبحوا بالفعل في المرتبة الثانية ..
أما العائلة الأقوى حاليا .. فقد كانت عائلة ذلك العجوز ذو اللحية المشتعلة ..
ضحك ايريس مونلايت بمرح ملاحظا التغير الكبير بالمقاعد ..
“اه.. أشعر و كأنني دخيل هنا .. هل إنتهى زمن العجائز من أمثالي بالفعل ؟”
بعدما حضر آخر فيكتورياد إلى جانب كل من بايلور و ليونايدس ستارلايت ، هاهو الآن يجد نفسه يجلس بجانب شباب لم يبلغو ال 30 حتى..
“لربما حان الوقت لأترك مكاني أنا الآخر .. الا تظن ذلك أنت أيضا ؟ فينيكس ؟”
خلف ايريس.. وقف فينيكس صنلايت..
هذا الأخير فهم المعاني المخفية بكلام ايريس لذلك أجاب بنفس الإجابة التي منحها دوما ..
“مادمت لا أستطيع هزيمتك حتى الآن ، فهذا يعني أنك لا تزال مؤهلا للقيادة أيها العجوز .. فالتستمتع بها للآن ..”
“تسك .. الشباب وقحون حقا هذه الأيام ..”
هز ايريس رأسه محدقا بالحلبة أسفله ..
“لكن .. من ظن أن البطل سيظهر حقا .. أوغاد الكنيسة قد حصلو على سلاح قوي بين أيديهم ..”
بخروج البطل من عندهم .. يمكن القول أنهم أحكمو قبضتهم على الشعب بأكمله ..
فإذا نما ذلك البطل الى مستوى الاسطورة كازيس فاليريون ، فمن سيقف بطريقهم ؟
رغم أنها كانت مجرد إفتراضات فارغة منه .. إلا أن الإمبراطورية قد بدأت تميل للكنيسة بالفعل ..
“مالذي ستفعله ؟ مايكار ؟”
إذا إستمر الوضع .. فسيصبح مجرد إمبراطور فزاعة .. خاضع لقساوسة الكنيسة الماكرين .
فصل مقاعد الكنيسة عنهم و وضعها بالجانب الآخر قد كان خير دليل على مدى إنقسام الوضع ..
المدرجات قد إمتلأت حتى آخرها .. 300 ألف شخص جلسو هناك يشاهدون الحدث الابرز ..
و ماهي إلا دقائق ليصل الإمبراطور مايكار مرتديا رداءه الملكي المعتاد ، و ذلك المقنع أوليفر خان وراءه ..
بمجرد دخوله ، زادت حدة الهتاف بشكل مرعب ..
بعد كل شيء ، كم هي عدد المرات التي أتيحت لهم فيها رؤية الإمبراطور بهذا القرب ؟
رفع مايكار يده للجمهور الذي هلل له ملوحا لهم..
بدا وجهه كريما تماما بابتسامة واثقة .. لكن المقربين من الإمبراطور العظيم ، قد علمو أن تلك النظرة التي إعتلت وجهه لم تكن نظرة شخص سعيد بما كان يراه ..
من يعلم ما فكر به الشخص الأقوى داخل الإمبراطورية حينها ؟
من جهة أخرى ، النزال على وشك البدأ ..
تقدم المدير آيفار لإلقاء كلمات الافتتاح ..
بينما إنتظر الجميع مواجهة بطل الإمبراطورية الأولى..
…
…
…
من ناحيتي .. سرت بين ممرات الملعب الداخلية ..
بعد عرض بطاقتي على الحراس .. تم قيادتي إلى غرفة خاصة ..
الغرفة قد تم تزويدها بشاشة كبيرة بالإضافة إلى مساحة شاسعة من أجل الاحماء و التجهيز للقتال ..
لم أرد حضور المباراة الأولى من المدرجات تفاديا لإحتمال لقاء أشخاص أعرفهم بالفعل..
لذلك فضلت التواري عن الأنظار ، و الظهور فقط عندما يحين موعد مباراتي ..
مرت الدقائق ببطء بينما سمعت صوت قرع الطبول و هتاف الجماهير الحاد ..
أخيرا .. إنتهى الانتظار عندما دخل شابان الحلبة في الوقت نفسه من جهات مختلفة ..
كلاهما إرتدى دروعا خاصة جهزت لهم بالفعل ..
هذه المرة ، سنو ليونهارت قد إرتدى درع الكنيسة الأبيض المزين بطريقة تجاوزت تلك الخاصة بالعوائل حتى ..
أما داون بولاريس فقد إرتدى الدرع الذي جهز له بواسطة المعبد .
سنو بدا غير مستوعب لوضعه الحالي حتى الآن و لم يعتد بعد على تلك المكانة الرفيعة ، ولا الجماهير التي تفاعلت معه بشدة ..
“البطل!”
لقد كان حديث الساعة ..
داون بولاريس قد ضحك بغباء بعدما رأى كيف ركز الجميع على خصمه ..
“تبدو و كأنك شخص آخر تماما سيدي البطل ..”
“لا تذكر الامر .. هو يخنقني بشدة ..”
تحدث الإثنان بشكل عرضي ، فهما كانا أصدقاء بعد كل شيء ..
بالنسبة لداون ، هو كان يعرف سنو ليونهارت الطالب قبل سنو البطل ..
لذلك لم يشكل الأمر له أي فرق ..
“خسارتك ستسبب ضجة أكبر كما تعلم ..”
تخيل أن يخسر البطل بعد كل ذلك الضجيج الذي صنعه مؤخرا ..
ستكون تلك مهزلة ..
ما أسقط ضغطا كبيرا على سنو ..
لكن هذا الأخير لم يبدو منزعجا البتة … كما لو أن إحتمال هزيمته معدوم تماما ..
“لا داعي للقلق .. فأنا لا أنوي الخسارة ”
“هوو؟”
ظهر آيفار بين الشابين المتحمسين ..
بعد فحص كلاهما أكد آيفار ..
“دروعكما هذه مزودة بنفس آلية إمتحان الجزيرة ، لكن أقوى هذه المرة ففي حال الإصابات القاتلة ، ستقوم الدروع بصد الهجمات حتى الفئة S ..”
“في حال التعرض لمثل ذلك الضرر القاتل ، ستطلق آلية الدرع موجة تفقدكم الوعي ، و بالتالي تخسرون النزال .. أيضا ينتهي النزال في حال إستسلام أحدكما ، أو عدم مقدرته على إكمال القتال .. هل هذا واضح ؟”
أومأ الإثنان بنفس الوقت ..
آيفار راضيا بردهما إختفى ثانية..
و ما هي إلا ثواني ليتم منحهما الاشارة..
“فالتبدأ المواجهة الأولى !”
عم الصمت .. مع منح إشارة البدأ..
سحب كل من داون و سنو سيوفهم ..
نفس النوع من السيوف الرفيعة ..
سنو لن يستطيع إستخدام الفيرميثار بالفيكتورياد ، فهذا الحدث قد وجد لإستعراض القوة الخام .. كما أنه سيكون شيئا غير عادل تماما لخصومه ..
لذلك ، يمكن القول أن الكفة كانت متساوية تماما ..
داون بوضعيته الدفاعية تفاجأ من سنو الذي لم يهاجم حتى الآن بل فقط حمل سيفه بهدوء ..
“مالذي تفعله ؟”
سأل داون .. أما سنو ليونهارت فقد إبتسم و أعينه تلمع بضوء أبيض..
“أرغب بخوض نزال ضدك .. بالسيف فقط ..”
عبس داون فور سماعه لتلك الكلمات..
أثناء تدريبهما معا في الماضي ، خاض كلاهما مئات النزالات بالسيف دون عناصرهم ..
من حيث المبارزة الخالصة .. لم ينجح سنو قط بالفوز على داون ..
لكن سنو لم يكن نفس الشخص الآن ..
“لا تندم على ذلك لاحقا ”
سوش
إختفى داون ، بلحظة واحدة كان على جانب سنو الايمن..
بسلاش سريع ، ضرب خصمه بسرعة و مهارة مثيرة للإعجاب ..
لكن في اللحظة الأخيرة ، صد سنو الضربة بشكل مثالي .
داون على الفور تلاعب بسيفه موجها المزيد من الهجمات التي جاءت جميعها من نقاط عمياء ..
من جهة أخرى ، صدها سنو بيده التي بدت مثل أطراف الأخطبوط فمن شدة سرعة حركتها قد شكلت العديد من النسخ الوهمية ..
دخل الإثنان في زوبعة من السيوف…
صوت إصطدام المعادن ببعضها البعض قد رن بعنف بآذان المتفرجين رغم كثرتهم ..
مع بلوغ داون لسرعته القصوى ، ضغط بشدة على سنو محاولا كسر ذلك الدفاع ..
لوهلة ، بدا و كأنه يسيطر على بطل الإمبراطورية بشكل كامل ..
إستمر ذلك المشهد لتبادل الضربات ..
أحدههما يضرب .. الآخر يصد ..
و بعد عدة دقائق .. بدأ داون يشعر بشيء غريب يحدث امامه..
“لماذا لا أستطيع إختراقه ؟”
سنو كان يقاتل بالسيف فقط .. مثله تماما ..
لا أساليب .. لا عناصر .. فقط السيف..
لكن رغم ذلك .. تمكن من صده هو بين كل الناس بشكل مثالي ؟
على عكس داون المتوتر ، سنو بدا هادئا جدا ..
و كأنه يحاول التعرف على جسده لأول مرة و ما يقدر عليه ..
شيئا فشيئا .. و مع تطاير الشرر الناري من إحتكاك المعدن بينهما ..
وبعد عدد غير معلوم من التبادلات ..
سلاش!
تراجع داون على عجل تاركا مساحة كبيرة بينه و بين خصمه ..
غير مستوعب لما حدث .. لمس داون رقبته ..
و بمجرد تفقده ليده .. وجد دمه ..
جرح سطحي جدا .. لكن سنو بطريقة ما وسط كل ذلك الضغط ، تمكن من العثور على ثغرة و هاجم بنية قطع رأس داون ..
رغم أنه لم ينجح .. إلا أن تلك الاصابة قد أثبتت لأي درجة كان قريبا ..
داون على الفور شكل سحابة من النار فوق سيفه بينما دعم جسده بخاصية الأرض ..
لقد شعر بذلك .. شعر بالخطر من سنو ما فعل آلية الحماية داخل عقله دون وعي منه ..
لكن ذلك كان غلطة كبيرة منه..
بابتسامة .. تقدم سنو ناحيته ..
“هل أنت متأكد من رغبتك هذه ؟ فأنا أردت مبارزتك لمدة أطول ..”
خطوة بخطوة .. زاد الضغط الذي أطلقه سنو .. أورا شديدة القوة ..
داون قد أدرك حجم الغلطة التي إرتكبها ..
باستعماله لقوته .. كان ذلك مثل طلبه من سنو أن يفعل المثل .
و من هذه الناحية ، ذلك الشاب كان خارقا ..
“اللعنة على ذلك ..”
إندفع داون مطلقا موجة من اللهب بوجه سنو ..
هذا الأخير رفع يده ببساطة متلاعبا بنار داون نفسها و مبعدا إياها .
زاد داون من شدة نيرانه شيئا فشيئا مهاجما بواسطة مهارته العالية بالسيف..
هجماته بدت مبهرجة تماما مرسلا العديد من الأقواس الحمراء التي أحاطت بسنو تماما ..
ضربة واحدة منها تكفي لقطع الحديد بشكل نظيف ..
لكن سنو أبعدها الواحدة تلوا الآخرى ..
داون لم يكن هادئا هذه المرة ..
فوجهه قد أبدى الكثير من المشاعر..
حتى هو تخيل الخسارة أمام سنو .. فهذا الأخير كان يملك قوة غير منطقية ..
لكن .. أن يخسر بمبارزة سيف ؟
كانت تلك ضربة كبيرة لكبريائه ..
خصوصا و بعلمه بمستوى سنو أكثر من غيره بعد مئات المبارزات التي خاضها كلاهما بالماضي..
إنفجرت الحلبة عدة مرات من شدة النار التي أطلقها داون ..
محتجزا خصمه وسط جحيم أحمر ..
حاول الضرب بكل ما لديه .. لكن وجه سنو بقي هادئا و تلك الأعين قد أطلقت ضوءا أبيض دون توقف ..
سنو لم يستعمل قوته .. بل تلاعب بالنار التي كان يطلقها داون ناحيته مبعدا إياها بكل مرة ..
أما بالسيف .. فقد تفوق عليه بذلك حتى ..
و بعد العديد من التبادلات .. سنو بدأ يفقد الاهتمام شيئا فشيئا..
بمرحلة ما .. ظهرت النار على سيف سنو هو الآخر..
بدأ يرد الهجوم ..
خطوة بخطوة .. تراجع داون ، بينما تقدم سنو ..
إصطدمت السيوف دون توقف ..
أمام كل تلك الأعين.. راقب الجميع كيف تم دفع داون للخلف ..
داون كان يطلق كمية كبيرة من النيران بدرجة أنه غطى نفسه و الحلبة بأكملها .. أما سنو فبالكاد غطى سيفه حتى ..
لكن النتيجة قد ظهرت بالفعل ..
مشاهدا تلك المعركة .. وضعت يدي فوق وجهي مرخيا جسدي فوق الاريكة ..
“الأمر أسوء مما ظننت ..”
لم يعلم داون حتى كيف وصل إلى حدود الحلبة .. فظهره قد لمس الحائط الحجري بالفعل ..
مستوعبا لوضعه .. سنو لم يدعه يتنفس ..
ضربة ..
ضربتان ..
3 ضربات ..
و لا أعلم بأي ضربة .. طار سيف داون بعيدا من بين يديه بينما وضع سنو سيفه على رقبة خصمه ..
أحس داون بحافة السيف الحارقة تلدعه ، أمام خصمه الذي وقف ينظر إليه من الأعلى..
“لقد إنتهى النزال بالفعل ..”
إنفجرت الحلبة على الفور بواسطة هتاف الجمهور الذي هلل بشكل أقوى من أي وقت مضى ..
من جهة أخرى ، حدق مايكار بفضول ناحية ذلك الشاب ذو الشعر الأبيض ..
عمره كان 17 سنة فحسب ..
لكن .. ذلك الحضور الطاغي الذي أظهره لهم ..
سنو ليونهارت لم يكن البطل المختار من فراغ ..
تساءل للحظة .. هل هذا ما كان يبدو عليه جده الأكبر .. كازيس فاليريون ؟
لسبب ما .. لم يبدو الإمبراطور سعيدا بما كان يراه ..
أما من ناحيتي…
فقد شعرت بالصداع من التفكير لأي حد بلغت قوة سنو الآن..
هنالك سبب وجيه وراء تسمية الفيرميثار بالسيف الأقوى بين السيوف السبعة ..
و ذلك لأنه أثر على حامله أكثر من أعدائه ..
يقال أن الاورا المقدسة التي خزنت داخل ذلك السيف كانت لانهائية.
بمجرد لمسه للسيف .. قامت تلك الأورا بارسال كمية كبيرة من الأورا إلى داخل سنو لتدفع به إلى المستوى التالي بالقوة ..
الشيء الوحيد الذي إفتقر له ذلك الشاب .. هو القوة المقدسة ..
و الآن قد حصل عليها هي الأخرى ما يعني أن جسده سيتعافى بشكل شبه لحظي كلما تعرض للإصابة .. إضافة إلى حصوله على مخزون أورا لا ينضب ..
بمعنى آخر ، حتى ولو لم يستخدم الفيرميثار .. فهو لا يزال يستفيد منه لأن ذلك السيف قد أصبح جزئا من جسده بالفعل ..
بمعنى آخر ، ميزة الأورا من الفئة SSS لم تعد تعني الكثير ما إذا كان الخصم سنو ..
إن هذا لصداع حقيقي ..
سقطت وسط موجة من الأفكار السلبية ..
أثناء تخبطي المستمر ..
ظهر آيفار فوق الحلبة من جديد معلنا عن أول شخص يتأهل إلى نصف النهائي من السنة الأولى..
و بعد فترة وجيزة تم الإعلان عن المواجهة الثانية ..
غوست أومبرا vs راغنا كلود ..
فوق الحلبة ظهرت وجوه مألوفة ..
غوست بدا نفسه كالعادة .. بوجهه الذي لم يظهر أية مشاعر ..
من ناحية أخرى ، راغنا بدا جادا تماما على غير عادته ..
شعره الأسود بدا فوضويا ما وصف حالته الحالية بشكل مثالي ..
حاملا رمحا عظيما ، و بجسد أكبر من غوست بمرتين ..
حدق حامل الرمح بخصمه ..
قليلون هم الذين علمو بالحقيقة خلف وفاة إسحاق كلود .. والده ..
لكن ما كان مؤكدا .. أن ذلك أثر بشكل كبير على ذلك الشاب ..
بنفس الطريقة التي بدأ بها نزال سنو و داون ..
أطلق آيفار الإشارة ، و على الفور .. بدأ النزال دون سابق إنذار..
بجمع كمية كبيرة من أورا النار حول حافة رمحه ..
إندفع راغنا بطريق مستقيم ليضرب برمحه ناحية وجه غوست ..
هذا الأخير قد حنى جسده بزاوية مستحيلة متفاديا طرف الرمح الذي إستهدف وجهه ..
“…”
حدق غوست بصمت في راغنا الذي طعن باستمرار ناحيته ..
ضرباته كانت شديدة السرعة و القوة ، اما غوست فقد أظهر مرونة و خفة حركة مذهلة ..
بالأحوال العادية ، يفترض بأن يخسر المغتال فور كشفه للعلن ، فهم يكونون بأقوى حالتهم بالظل ..
لكن غوست أومبرا قد كان استثناءا ..
فحتى بكشفه لنفسه ، هو لا يزال يستطيع القتال بشكل صحيح ضد حامل رمح مثل راغنا..
أدار راغنا رمحه و كأنه مروحة بين يديه بينما بدأ يلوح ناحية غوست بسرعة أكبر مرسلا قذائف نارية ..
بمرحلة ما من القتال ، غوست قد سحب خناجره مستخدما إياها من اجل حجب ضربات راغنا ..
رمح هذا الأخير قد كان غريبا تماما .. رغم المسافة بينهما و طول الرمح المحدود ..
إلا أن طرف الرمح كان يصل إلى جسد غوست بكل مرة ..
“يستطيع محو المسافة بينه و بين خصمه ..”
تمتم غوست بينما واصل دراسة خصمه ..
من جهة أخرى ، طعن راغنا الأرض ، و بشكل سحري .. تشكلت عشرات الرماح من تحت أقدام غوست مرتفعة نحو الأعلى..
قفز غوست عاليا متجنبا كل الضربات التي حاولت إلحاق الضرر به ..
حاول راغنا إصابته و هو في الهواء ، لكن دون فائدة فحتى دون لمس الأرض .. تمكن غوست من تحريك جسده بكفاءة …
“لماذا لا أستطيع لمسه !!!”
لعن راغنا بينما واصل تدمير الحلبة من حوله محاولا ضرب غوست ..
بهدوء .. تقدم القاتل الصامت ماحيا المسافة بينه و بين خصمه ..
رمح راغنا كان سريعا جدا ، كما انه محى المسافة بينه و بين خصمه بشكل عجيب..
أضف إلى ذلك ضغط النار المستمر ..
رغم هذا الهجوم المرعب .. لا يزال غوست يتفادى كل شيء ..
“أنت لن تستطيع لمسي بهذا النوع من الضربات ..”
تكلم غوست ببرود بينما ظهرت التشنجات على جبهة راغنا من شدة الغضب ..
“مالذي تقذفه من فمك الداعر ذاك !”
زادت سرعة الضرب بينما قفز ناحية خصمه ..
من حول راغنا ، تشكلت عشرات الرماح لتسقط جميعها مثل الأمطار فوق رأس غوست ..
لكن ..
“أخبرتك .. أنت لن تستطيع إصابتي ..”
سلاش !!
أيادي غوست بدت أشبه بالأفاعي و هي تقطع راغنا بشكل مرعب ..
“كيف تريد إصابة خصمك بينما تجعل مشاعرك تسيطر عليك بهذا الشكل ؟”
أول ما يتعلمه القتلة من أمثال غوست ..
ليس التخفي .. ولا كيفية حمل السلاح ..
بل كيف يخفي مشاعره و نية القتل خاصته بشكل صحيح ..
أمثال غوست يستطيعون فهم نية الأشخاص من حولهم بنظرة واحدة ..
و في حالة راغنا الذي كان أشبه بكتاب مفتوح ..
تمكن القاتل من قراءة كل شيء ..
“هجماتك السريعة تلك .. و قدراتك التي تضمن إصابتك لخصمك .. أراها بوضوح”
سووش
ظهرت الإصابات باستمرار فوق جسد راغنا ..
“اللعين !!”
طعن راغنا الأرض من حوله مفجرا كل شيئا مطلقا عددا لا متناهيا من الرماح الحديدية ..
لكن غوست كان فوقه بالفعل ..
“تركك لهذه المشاعر تقود جسدك كيفما أرادت .. سيكون السبب الأول بموتك ..”
بكلتا يديه ..
قطع غوست رقبة راغنا من كلا الجانبين ..
تلك الضربة ستقتل خصمه حتما ..
لكن آلية الدرع الخاصة بالمعبد قد إشتغلت بالوقت المناسب لتصد الضربة ..
بالمقابل .. سقط راغنا كلود مغشيا عليه جراء الموجة الارتدادية ..
غوست سقط على قدميه بشكل نظيف بينما غادر الحلبة بالفعل .. وسط هتاف الجماهير له ..
لم يكن ذلك الشاب إبن أقوى مغتال بالعالم من فراغ ..
بهذا .. ظهر المتأهل الثاني إلى دور نصف النهائي ..
..
…
…