منظور الشرير - الفصل 123
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
هربت مخلوقات الكابوس بعيدا ، و إبتعدت كل أشكال الحياة عن تلك المنطقة ..
كانت الأرض تهتز بشدة مع كل لكمة ..
ممسكا بذلك الشاب الذي لم يصل حتى لربع عمره .. دافنا إياه أرضا.
كمية الدماء التي خرجت من جسد فراي كانت غزيرة لدرجة تغطيتها لجسد الرجل العجوز هو الآخر..
كايزر كان يقف بالخلف مجهزا عشرات الرماح الجليدية في حال حدوث شيء ما ..
من جهة أخرى ، شعر العجوز بأنه قد حطم خصمه بالكامل .. فذلك الأخير لم بأتي بأي حركة ..
لثانية .. توقف العجوز .. مراقبا ذلك الشاب المحطم بين يديه ..
وسط الحرارة التي جاءت من المعركة رفقة ذلك الدم الساخن ، حواس العجوز كانت مثارة بالكامل…
رفقة كايزر ، فازو على خصمهم بأقل من 5 دقائق ..
فراي ستارلايت يفترض بأن يكون ميتا بعد كل ذلك الضرب ..
لكن أعين العجوز قد إنفتحت على مصرعيها عندما وجد ذلك السيف المشؤوم قد إخترق صدره و خرج من ظهره ..
أظلم وجه العجوز الذي سحب نفسه بعيدا بينما صرخ كايزر مطلقا كل رماحه ناحية فراي ستارلايت…
“بوووم !!”
إنفجرت الرماح بجسد ذلك الشاب ..
أما العجوز فقد تراجع إلى جانب كايزر ..
نظر كلاهما إلى الجرح الموجود بصدره الذي جعله ينحني على ركبة واحدة ..
“كاين .. إصابتك ؟”
كان كايزر قلقا لكن العجوز كاين وقف ثانية بعدما أوقف النزيف .
“لابأس .. لم يصب أي مناطق حيوية ..”
جسد العجوز كان قويا جدا لذلك إصابة كتلك يستحيل أن تقتله ..
لكن ما حير العجوز لم يكن ذلك ، بل كيف تمكن فراي ستارلايت من إصابته وسط كل ذلك الهجوم..
الضرر الذي تلقاه خصمه كان لا إنسانيا ، يستحيل أن يحافظ ذلك الشاب على وعيه ناهيك عن الضرب في اللحظة المناسبة التي يخفض بها دفاعه ..
من وسط رماح الجليد .. زحف فراي ستارلايت ..
حدق الأساتذة به غير مصدقين ..
بعين مغمضة .. و أخرى مفتوحة بالكاد .. بشرة دموية و جسد محطم تماما .. يده اليمنى كانت دون فائدة تماما.. و لم يستطع تحريك سوى تلك اليد المتصلة ب باليريون ..
“هذا غير معقول ..”
نظر كلاهما بكفر إليه .. هذه ليست بالإصابات التي يمكن تحملها ..
فراي ستارلايت لم يهتم بأفكارهم ..
تجمعت أورا الظلام حول سيفه مطلقا بهجمة ذات نطاق واسع إجتاحت كلاهما .
كايزر بالوقت المناسب تمكن من إنشاء جدار هائل من الجليد كدفاع ..
من جهة أخرى إندفع العجوز كاين ناحية فراي.
“لا بأس .. سأحطمك ثانية و بشكل أقوى هذه المرة !”
إصطدم العجوز بفراي بينما طار الإثنان محطمين كل شيء خلفهما ..
تجمعت الاورا بعنف حول قبضات العجوز ، من ناحية أخرى رد فراي بعدد كبير من السلاشات المظلمة..
إستقبل كلاهما الاصابات ، لكن الخاصة بفراي كانت على مستوى آخر..
بعد التعرض للكم باستمرار ، ثم بطش تلك القذائف التي أرسلها كايزر ..
فراي قد نزف كما لم ينزف يوما..
أمام مثل ذلك الضغط .. يفترض أن يموت الشخص العادي بالفعل عدة مرات ..
لكنه لا يزال واقفا ..
“من ماذا صنع جسدك اللعين ذاك ؟!!”
مضت 7 دقائق منذ بداية القتال ..
لكن العجوز كاين بدأ يلهث من شدة الضرب الذي ألحقه بذلك الشاب..
“مالذي يحدث هنا بحق خالق الجحيم؟”
فراي لا يزال واقفا و يهاجم هو الآخر..
على هذا المستوى .. العجوز بنفسه تلقى بعض الإصابات القوية ..
الأمر لم يكن منطقيا ..
ليس فقط نجى من كل تلك الضربات .. بل إمتلك ما يكفي من الوعي لكي يرد و يضرب بالوقت المناسب و يستفيد من الثغرات …
تراجع العجوز بينما وقف كايزر بجانبه ..
“لنهاجمه معا هذه المرة ..”
تحدث كايزر بينما وافق العجوز كاين ..
فراي بدا أشبه بالزومبي له الآن.. لا بشري ..
شكل كايزر زوجا من السيوف الجليدية بينما إندفع رفقة العجوز كاين …
فراي وجد نفسه يتعرض للضرب من جهتين الآن..
رغم كل ذلك الضرب .. و التقطيع ..
عقله كان صافيا جدا ..
فراي بعين واحدة مفتوحة بالكاد .. نظر بصعوبة إلى كل تلك الدماء من حوله و خصومه الذين هاجموه باستمرار ..
أفكاره كانت واضحة تماما .. و لم يسمح لنفسه بأن يفقد الوعي.. حتى النهاية..
‘لقد حظيت بحلم ..’
حلم .. عشت فيه تلك الأيام ..
الأيام عندما كنت لا أزال أملك عائلة ..
حلم .. عندما إمتلكت حياة مثالية ..
بكل مرة أراهم هناك .. بالجانب الآخر .
تمتم فراي بضعف تحت وطأة كل ذلك الهجوم..
“لا أريده أن يكون حلما بعد الآن ..”
لماذا قاتلت حتى الآن ؟
لماذا واصلت رغم كل تلك العقبات و الصعاب ؟
لماذا تحملت مثل هذا الجحيم ؟
“كل ذلك .. لكي أجعل من تلك الأحلام واقعا ..”
وسط كل ذلك الضرب ..
فراي رد الهجوم شيئا فشيئا..
“ماذا ؟”
تفاجأ الإثنان برؤية الهجوم المضاد لفراي ستارلايت..
جسده المحطم ذاك .. تمسك بباليريون بعنف مهاجما بكل ما لديه …
كم عدد الإصابات التي تعرض لها طول الطريق ؟
كم عدد التمزقات و الجروح قد نهشت ذلك الجسد النحيف ؟
منذ حادثة الكابوس ، اكتسب فراي جسدا لا يترك أية ندوب ، لذلك بشرته بدت نظيفة جدا ..
لكنها أخفت الحقيقة ..
فذلك الجسد .. قد تمزق بالفعل عدة مرات ..
“هذا الألم .. هذه المعاناة ..”
إنبثقت اورا الظلام باستمرار مقاتلة الند بالند ضد خصومه ..
“كم مرة تظنونني مررت بهذا الجحيم ؟”
هذا المستوى من المعاناة .. لا يكفي من أجل زعزعة ذلك الشاب ..
هذا المستوى من الألم .. كان شيئا عايشه كثيرا لدرجة إعتياده عليه ..
مهما تعرض للإصابات .. ففراي سيواصل القتال .. حتى الموت .
مالم يمت بالفعل .. فسيواصل رفع سيفه ذاك ..
بعدما بلغ هذا الحد .. لن يسقط .. لن يتوقف حتى لو إنقلب عالمه رأسا على عقب !
تحركت 3 صور ظلية باستمرار ..
العجوز كاين بقوة أورا الأرض التي دعمت جسده ، و كايزر الذي قطع بسيوف الجليد ..
تم صدهم بواسطة باليريون ..
قاتل ثلاثتهم بمعركة قريبة المدى بشكل مروع مرسلين عشرات الصدمات بكل مكان …
“لا تتوقف ! أقتله !”
على هذا المستوى ، حتى هم تعرضوا لبطش باليريون..
لم يكن فراي الوحيد الذي إستقبل الإصابات ..
لكن شتانا بين الضرر الذي تعرضو له .. و ذلك الضرر المميت الذي دمر جسد فراي ..
9 دقائق بالفعل..
لم تبقى سوى دقيقة من هيأة الدم ..
زاد خصوم فراي من وتيرتهم بشدة ..
أمام وحش مثل فراي ، شخص لم يشعر بالألم إطلاقا و واصل القتال بجسد مدمر .. مرسلا هجمات مرعبة بواسطة ذلك السيف الأسود الذي قطع أجسادهم بسهولة..
الطريقة الوحيدة لإيقافه كانت بسحقه تماما ..
إرادة فراي ستارلايت قد تركتهم في رهبة من أمرهم ..
أي إرادة تلك ستجعلك تقاتل بظروف كهذه ؟
و أي إرادة هي التي ستدفعك إلى الأمام داخل جحيم كهذا ؟
لكن الإرادة كانت شيئا ..
و الجسد البشري شيئا آخر تماما ..
أخيرا..
ترنح فراي ستارلايت باصقا دلوا من الدم من فمه ..
شعره الأبيض ذاك صبغ بالأحمر رفقة بقية جسده و درعه المدمر ..
آلية الحماية بذلك الدرع قد كانت دون فائدة تماما و لم يعمل سحر النقل الآني إطلاقا ..
لن تأتي المساعدة ، فالمنطقة قد عزلت بالكامل بواسطة حاجز منع تسرب الاورا..
لقد كان لوحده تماما ..
وسط كل ذلك شهق فراي بشدة ..
سقط جسده الجريح أرضا ، لكنه تمسك بباليريون..
راكعا أرضا ، متكئا على سيفه العظيم ، و رفيقه الوحيد ..
امامه وقف أعداؤه ..
مصابين هم الآخرين ..
لقد خسر …
لقد قطعهم عدة مرات فالدم قد صبغهم هم الآخرين ، رغم ان جزء كبيرا من ذلك الدم كان دمه ..
وسط كل تلك القذارة ..
إنتهى الأمر ..
جسده ذاك لن يقاتل أكثر..
و اولئك الأساتذة قد عرفو ذلك ..
لم تأتي أي كلمات إستهزاء من أفواههم ..فقد رأوا المستحيل أمامهم ..
كمحاربين .. لم يحملو سوى الرهبة تجاه ذلك الشاب الذي لم يبلغ 18 من عمره حتى..
أرادوا شيئا واحدا فقط ..
قتله بأسرع وقت ممكن ..
فراي راقب سيفه ..
ستنتهي ال 10 دقائق بأي وقت الآن ..
لقد بلغ حدوده .. و إستعمل كل ما لديه ..
“باليريون .. أرجوك ..”
تمتم فراي بصعوبة ..
“حتى آخر قطرة ..”
سيقتله خصومه…
لذلك ..
“خذ كل شيء ..”
تشقق جلد فراي مظهرا خطوطا بنفسجية من الاورا المرعبة.
تلك العروق الحمراء فوق سطح باليريون قد تحولت للبنفسجي بينما سقط ضغط مرعب…
ضغط جعل وجوه كل من كايزر و العجوز كاين تظلم ..
“مالذي؟!! .. ضغط الاورا هذا…”
كان ضربا من الجنون ..
فراي كان يستعد لضربة أخيرة…
مهارة صنعها بنفسه ..
مهارة تحاكي الإنفجار النووي ..
الفكرة كانت أن يفجر جسده مطلقا بحر الاورا من الفئة SSS على شكل هجوم نهائي ..
لكن شيئا كهذا سيقتله بما أن جسده سينفجر ..
لذلك بدلا من جسده .. حول كل شيء إلى سيفه .. باليريون ..
باستعمال جسده كناقل ، و سيفه كمفجر .. أصبح الأمر ممكنا…
حاول كل من كايزر و كاين إيقافه على الفور لكن موجة من اورا الظلام قد أبعدتهم ..
تلك الاورا كانت منافية للعقل تماما .. فباليريون سحب الكثير من ذلك البحر ..
مسارات الاورا قد تدمرت تماما من شدة الكمية التي نقلتها ..
فراي ضغط بشدة مقاوما ..
في الماضي ، فشل بإطلاق هذا الهجوم عندما صده بايلور مونلايت الذي كان في الفئة SS ..
لكن هذه المرة ..
أقوى .. أقوى بكثير ..
لن يستطيع القتال بعد طلاق هذه الضربة … فجسده قد أصبح دون فائدة ..
لكنه سيتأكد من ذلك..
“لأمحينكم من الوجود !”
كايز رفقة العجوز .. شعر الإثنان بمنجل حاصد الارواح يلتف حول رقابهم ..
لم يرو فراي ستارلايت بعد الآن..
بل شبحا مظلما يريد إلتهام أرواحهم ..
شيئا آخر منافي لعقولهم ..
شدة القوة التي جمعها لم تكن مزحة..
لدرجة أن كلاهما قد إستدار هاربا ..
لكن الأوان قد فات ..
فراي أغمض عينيه غارقا وسط ضغط الاورا المظلمة ..
كل شيء .. أطلق مرة واحدة ..
“الإنبعاث ”
في تلك اللحظة .. تم الإفراج أخيرا عن أقوى أسلحة فراي ستارلايت ..
…
…
…
بالجهة الأخرى من الجزيرة ، تجمع الطلاب بالمنطقة النهائية.
لم ينجح سوى 28 طالبا بالبقاء حتى النهاية .
كلهم كانو متواجدين ماعدا شخص واحد..
“أين هو فراي ؟”
سأل دانزو بعدما لم يراه حتى الآن ..
مضت ساعة بالفعل ..
لم يستطع سوى الذهاب ناحية غوست ..
هذا الأخير كان عابسا ..
أفضل ما يستطيع القيام به هو إبلاغ الأساتذة عن ما كان يجري ..
لكنه لا يعلم حتى من كان عدوا و من كان صديقا ..
“فينيكس ..”
عليه إيجاده ..
فينيكس صنلايت كان وجودا فخورا لن ينحني لأحد ..
لذلك على الأقل .. يستحيل أن يتواطأ بشيء كهذا ..
لكن هذا كان مشكلة في حد ذاته ..
فحاليا لا يوجد سوى الطلاب بمنطقتهم و لم يرو أي أساتذة حتى الآن..
فكر غوست بطريقة ما من أجل إيجاده لكن دانزو قاطعه ..
“غوست .. مالذي يجري ؟ أين هو فراي ؟”
تنهد غوست بانزعاج ..
“لا وقت لدي للشرح .. علينا إيجاد فينيكس بسرعة ..”
“ماذا ؟”
“إذا لم نفعل .. هو سيموت ..”
تفاجأ دانزو من تلك الكلمات ..
“فراي ستارلايت سيموت ”
نطق القاتل بتلك الكلمات ..
في تلك اللحظة ..
“مالذي تتكلم عنه ؟”
ظهر سنو ليونهارت بجانبهم ..
حواسه إلتقطت كل شيء هو الآخر..
“فراي ستارلايت سيموت ؟”
لم يكن الوحيد الذي سمع ذلك ..
فحتى الأميرة التي كانت تقف بعيدا عن مكانهم قد تجمدت مكانها ..
إستدارت على الفور ناحية الشخص المتسبب بذلك..
إيغون..
كان الأمير حاضرا بينهم محاطا بطلاب السنة الأولى و الثالثة المتبقيين ..
بابتسامته المعتادة ، بدا طبيعيا تماما ..
لكن الأميرة كانت تعلم بأن ذلك الشاب لشيطان تحت جلد بشري ..
فراي ستارلايت سيموت..
إذا ما حدث ذلك ، فالسبب موجود أمامها..
أظلمت أعين الأميرة و وهج مظلم يتشكل من حولها ببطء ..
بنية مظلمة.. مشت ناحية الأمير .
من جهة أخرى ..
وقف فينيكس صنلايت بالقرب و الأساتذة منتشرون من حوله ..
كانو قريبين جدا من الطلاب ، لكنهم أخفو وجودهم بالكامل لذلك لم يتمكنوا من ملاحظتهم ..
راقبت أعين فينيكس ما تواجد بنطاقه و قد كان متفطنا لكل شيء تقريبا ..
لكنه شعر بشيء خاطئ .. و كأن شيئا ما يحدث خلف ظهره ..
“لم يأتي إبن آبراهام ..”
هل تم إقصاؤه ؟
كانت تلك الإحتمالية موجودة .. فمهما أرسل هالته محاولا تغطية الجزيرة هو لم يشعر بوجوده ..
هل حقا خسر إبن الشخص الذي إحترمه بشدة .. بهذه الطريقة ؟
عقل فينيكس ركز على فراي..
أما الاساتذة الآخرون فقد إنتبهوا إلى حقيقة غياب كل من كايزر مونلايت و كاين مونلايت ..
شيء ما كان يحدث بكل تأكيد ..
و قد كان الجميع محقا ..
غوست الذي تردد بشرح الوضع لسنو ..
الأميرة التي كانت على وشك مهاجمة إيغون.
و فينيكس الذي أطلق هالته باستمرار بحثا عن شخص واحد ..
كلهم تجمدوا مكانهم ..
إهتزت الأرض كما و لو كانت تصرخ طلبا للنجدة ..
زلزال عظيم .. الجزيرة بأكملها إهتزت بعنف تحت أقدامهم ..
سقط الطلاب مرعوبين بينما نظر الجميع بعيدا ..
سقطت أفواههم و توسعت أعينهم عندما نظرو إلى تلك الظاهرة المرعبة التي تجلت أمامهم ..
حتى الأساتذة وقفوا مبهورين بما رأوه ..
بعيدا ، و بالجانب الآخر من الجزيرة ، ظهر عمود أسود من الاورا المدمرة ..
عمود إرتفع مخترقا السماء ..
كمية الاورا المتدفقة بذلك المكان .. كانت ضربا من الجنون .. في إعادة لمشهد شلال النار الذي قام به فينيكس بالماضي ، لكن أكثر عنفا هذه المرة ..
عندما تم إطلاق هجمة في الفئة SS مثل الإنبعاث بواسطة سيف في الفئة SS هو الآخر..
مستمدين القوة من بحر أورا لا متناهي في الفئة SSS ..
النتيجة كان مرعبة ..
إهتزت الأرض بعنف قبل أن تهدأ أخيرا ببطء ..
أصيب الجميع بالرهبة مما رأوه ..
“ما كان ذلك ؟”
أي شيء قد أطلق هجوما كهذا ؟
مخلوق كابوس ؟
شخص ما ؟
حتى الأمير كان حائرا و هو يرى ذلك المشهد..
أما فينيكس صنلايت فقد كان سريعا ..
إنفجرت الارض من تحت قدميه عندما إندفع بسرعة خيالية ناحية ذلك المكان ..
أعينه أضاءت بشدة عندما محى المسافة ببضع خطوات لدرجة أن الأساتذة الآخرين لم يرو سوى ظهره يختفي من أمامهم ..
تسابق عقل فينيكس محاولا معرفة ما كان يحدث..
“هل هو دخيل ؟ شخص ما تدخل بالإختبار ؟”
الهجوم من السابق دل على أن معركة كانت تحدث .. معركة تم حجبها تماما عن حواسه ..
إذا كانو دخلاء .. فينيكس كان مستعدا للتعامل معهم..
و بعد بضع خطوات ..
وصل فينيكس ليحدق منذهلا بما رآه ..
إختفى الشاطئ بتلك المنطقة ، بل تبخر تماما رفقة كمية كبيرة من مياه البحر المحيطة به ..
المياه كانت تملؤ الفراغ ببطء في تلك المنطقة الفارغة بينما زحفت ناحية الحفرة المرعبة التي أحدثها ذلك الهجوم ..
تلك الضربة لم ترحم لا الأشجار و لا الأرض نفسها ..
بحواسه المعززة إلتقط فينيكس كل شيء من حوله .. بحثا عن المتسبب بهذه الكارثة.
لذلك إندفع على الفور عندما شعر بأحدهم يتحرك بالقرب منه ..
بالكاد شعر به ، فذلك الوجود كان يحتضر بالفعل.. وهذا ما زاد من حيرة فينيكس فهو لم يشعر سوى بذلك الشخص..
و ما هي إلا ثواني ليبلغ مكانه ..
ما رآه هناك ..
كان شابا زحف ببطء فوق الأرض..
أقدامه لم تحمل جسده الدموي ذاك ..
يده اليمنى كانت محطمة تماما..
يده اليسرى هي الشيء الوحيد الذي بقي سالما جزئيا ..
إقترب فينيكس منه ، و بعد إمعان النظر بوجهه .. بالكاد تعرف عليه ..
“فراي ستارلايت ؟!”
بالكاد فتح ذلك الشاب إحدى عينيه .. جسده كان مدمرا تماما لدرجة أن عظامه قد برزت من بعض جروحه ..
مسارات الاورا خاصته تدمرت تماما نتيجة عبئ هائل ..
هذا المستوى من الإصابات .. جعل فينيكس نفسه يقف هناك يشعر بالرهبة مما كان يراه ..
على الفور مد يده ناحية فراي .. محاولا مساعدته ..
لكن يد فراي اليسرى قد صفعت يده بعيدا ..
“مالذي ؟”
تفاجأ فينيكس من فعلة فراي الذي لم ينظر إليه حتى..
بل واصل الزحف بمفرده ..
بعد إلقاء نظرة على المسار الذي كان يتبعه .. إكتشف فينيكس على الفور وجهته ..
لقد كان ذاهبا الى نقطة اللقاء الأخيرة..
الشاب أمامه .. رفض مساعدته .. لأن ذلك قد يعني إقصاءه من الإختبار في حال ما ساعده أحد الأساتذة..
بحالته تلك .. لا يزال يحاول ؟
يحاول إنهاء الإختبار ..
عقل فينيكس خضع لزوبعة من الأفكار ..
ذلك الهجوم من السابق ..
والان .. يجد فراي وحيدا هنا بإصابات مجنونة ..
مالذي حدث ؟
عقله لم يستطع بناء أي سيناريو مهما حاول ، لكن ما كان متأكدا منه ..
هو أن فراي لن يبلغ وجهته .. جسده ذاك لن يوصله ..
ذلك الشاب قد فقد الوعي بالفعل .. جسده بطريقة ما كان يزحف بمفرده ..
أمام هذا المنظر أغمض فينيكس عينيه بشدة ..
الأساتذة الآخرون سيصلون في أي لحظة الأن ..
لذلك .. إتخذ قراره بالفعل ..
…
…
…
بالجهة الأخرى من الجزيرة ..
كان الطلاب مجتمعين في حيرة من أمرهم بعد ما حدث قبل قليل ..
ذلك الإنفجار الهائل ..
كانت ظاهرة لم تستوعبها عقولهم ..
فقط غوست من تنبأ بشكل أو بآخر بما كان يحدث بما أنه يعرف البعض من قدرات فراي الحقيقية ..
لكن هذا كان كثيرا ..
حتى هو قد شعر برأسه فارغا بعد رؤية ذلك الإنفجار..
السؤال هنا .. ما هو مصير فراي من كل ذلك ؟
و بعد بضع ثوان ..
ظهر رجل وسط الطلاب و كأنه شبح ..
تفاجأ الطلاب مرعوب
ين في البداية لكنهم شعرو بالراحة عندما تعرفوا عليه..
لقد كان فينيكس ..
ذلك الرجل ، كان يحمل شابا بين يديه ..
ببطء .. وضعه فينيكس فوق العشب ..
بإمعان النظر ..
شعر الجميع بالحيرة… بينما لم يستطع البعض النظر إليه حتى…
غارقا وسط دمه .. فراي ستارلايت رقد هناك ..
سانسا أمسكت بفمها مصدومة مما رأته ..
و نفس الأمر بالنسبة لغوست .. دانزو .. و سنو ..
لمس فينيكس صدر فراي متفقدا اياه للمرة الأخيرة..
لقد قام بعلاجه قدر الإمكان بواسطة الاورا الخاصة به ، و رغم انه ضمن حياة ذلك الشاب إلا أن إصاباته لم تكن مزحة ..
لم يعلم ما قاساه ذلك الشاب .. و ما عانى منه ..
لكن على الأقل ..
“فالتسترح .. فراي ستارلايت ، لقد نجحت .”