منظور الشرير - الفصل 121
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
-24 يوم منذ بدأ إختبار الجزيرة –
قررت التحرك بمفردي ثانية ..
أبلغت الأميرة بقراري ، و لم تستطع رفضي هذه المرة نظرا لما حدث بالليلة الماضية ..
العبث بتلك القوى أكثر من ذلك قد يجلب كارثة فوق رؤوسنا …
“هل أنت متأكد من قرارك ؟ جيسيكا لم تعد حتى الآن..”
جمع كل طلاب السنة الثانية لم يكن بالمهمة السهلة ..
“لا بأس .. لن يمسك بي طلاب السنة الثالثة بسهولة .. على الأقل أنا متأكد من أنني سأصمد إلى حين قدوم جيسيكا ثيفنين..”
أومأت سانسا برأسها .. كانت تبدو متعبة أكثر بكثير من الأيام التي مضت ..
“لا تضغطي على نفسك أكثر من ذلك .. سانسا .. سيكون من الأفضل لو إنسحبتي الآن..”
لا فائدة من البقاء أكثر فوق الجزيرة لها هي التي لن تشارك بالنهائيات ..
“لا بأس .. سأبقى حتى النهاية في حال حدوث شيء ما ..”
الأميرة إمتلكت أعصابا حديدية .. سأعترف لها بذلك ..
“شكرا لك سانسا .. لقد أنقذتني حقا هذه المرة ..”
إبتسمت سانسا بصعوبة بنيما وقف كلانا عند مدخل الشجرة ..
“لا داعي لشكري .. بهذا نجحت على الأقل بتسديد البعض من الدين بيننا ..”
الدين تقولين ..
“لم أنقذك بذلك اليوم طمعا بأي مقابل منك .. سانسا ..لكن يمكنك التفكير في الأمر بالطريقة التي تريحك..”
إستدرت مغادرا بعد يومين كاملين رفقة الأميرة..
“إلى لقائنا القادم إذا .. سانسا ”
أومأت الأميرة بضعف بينما ودعتني ..
“نعم .. إعتني بنفسك حتى ذلك الحين ..”
“أنت أيضا ..”
قفزت بعيدا مندفعا وسط هالة سوداء ..
لم تكن سوى بضع ثواني قبل أن يختفي كلانا عن مجال رؤية الآخر..
سانسا بقيت رفقة آدريانا التي كان وجودها مثل عدمه .. يمكن القول أنها كانت خائفة من سانسا الآن..
أما أنا… فالعمل الحقيقي يبدأ من هنا …
أمامي 6 أيام من أجل النجاة حتى النهاية فوق أرض الجزيرة ..
لا مجال للتراجع الآن..
…
…
…
على نحو غريب .. بدأ الوقت يمضي بسرعة كبيرة ..
*دينغ*
يرجى التوجه إلى النقطة C4 .
كانت تصلني الاشعارات بشكل شبه دائم الآن..
هذه المرة إستهدفت جمع النقاط قدر المستطاع من أجل توسيع الفجوة مع بقية المراكز خلفي ..
لم أتوقف قط .. مستفيدا من حقيقة إمتلاكي لمخزون أورا من الفئة SSS واصلت المضي قدما ..
على الأقل لم أكن معرضا للإستنزاف ..
بعد وصولنا الى آخر أيام الإمتحان .. الجزيرة كانت فارغة بشكل مخيف ..
نادرا ما كنت أصادف أي طلاب الآن..
كل ما إلتقيته كانت وحوش الكابوس التي مزقتها بسيفي ..
*دينغ!*
لقد بلغت وجهتك ..
ترتيب الوصول: 1
النقاط: 5 نقاط + 20 نقطة .
فور بلوغي للمنطقة المطلوبة كنت أغادر على الفور بما أنني كنت مطاردا ..
واصلت التحرك ..
سيدة الثمان أرجل كانت مرئية من مكاني هذا ..
كنت مضطرا لأخذ موقعها بعين الاعتبار على الدوام .. فذلك المخلوق قد يبدو بعيدا لوهلة لكنك ستجده أمامك بأي لحظة نظرا لسرعة تحركه ..
و بعد عدة ساعات من الحركة المستمرة .. واجهت طلاب السنة الثالثة ..
فرقة بقيادة رايغان ..
هذا الأخير هاجمني فور رؤيته لي لكنني هربت منه على الفور ..
“لن تفلت ! فراي ستارلايت!”
هل قسمو أنفسهم إلى فرق من أجل إيجادي بسرعة ؟
بهذه الحالة فلابد انه أرسل نوعا ما من الاشارة لماغنوس ..
بالتالي مواجهته كانت قرارا غبيا …
الحل الأمثل كان الهرب منه بالوقت الحالي ..
مستفيدا من خطوات الشبح .. إندفعت بعيدا بينما تمت مطاردتي باستمرار ..
رايغان إنزعج بشكل خاص من كيف أن مجرد طالب في السنة الأولى أسرع منه بهذا الشكل ..
ممسكا بخنجره من طرفه الحاد .. ركز رايغان اورا الرياح بشكل مكثف حوله ..
‘اذا لم أستطع اللحاق به ..’
بدون سابق إنذار ، قذف رايغان بخنجره ناحيتي بسرعة مرعبة ..
بدا الخنجر أشبه ب شوريكين عملاقة بينما دار بعنف بفضل اورا الرياح ..
لم أتوقع أن يمتلك رايغان هجوما بعيد المدى كهذا .. لذلك كنت على وشك التفادي لكنني لم أضطر لذلك ..
فالشوريكين قد تم تحريف مسارها بواسطة قوة غير مرئية ..
لكن كل شيء أصبح واضحا عندما ظهرت جيسيكا ثيفنين رفقة عدد كبير من الطلاب خلفها مرسلة موجات من أورا الجاذبية ..
“طلاب السنة الثانية ؟”
تفاجأ رايغان بينما إبتسمت دافعا بنفسي بعيدا عنهم ..
“سأترك الباقي لكم يا رفاق ~”
أشرت لجيسيكا العابسة من بعيد ..
لربما لا تزال غير مقتنعة بما كانت تفعله الآن .. لكن أوامر الأميرة كانت واضحة تماما ..
“جيسيكا ثيفنين ! مالذي يعنيه هذا ”
هاجم طلاب السنة الثانية على حين غرة مستهدفين جميع الأشخاص الذين طاردوني.. بعيدا عن مزاجها المتقلب ، جيسيكا كانت تقوم بعملها بشكل صحيح على الأقل ..
“من الآن فصاعدا ، نحن لن نسمح لكم بلمس فراي ستارلايت.”
“ماذا ؟!”
ظهر متغير غير متوقع مرة أخرى أمام طلاب السنة الثالثة ..
مطاردتهم لي كانت دوما ما تنتهي على هذا النحو ..
المهمة التي بدت لهم بمنتهى السهولة في البداية ، قدر لها أن تكون مستعصية عليهم لهذه الدرجة..
لعن رايغان بينما هاجم ..
“هاجموهم ريثما يصل القائد !”
في تلك اللحظة ، حدث إشتباك عنيف بين طلاب السنوات الثانية و الثالثة ..
تركت تلك الحرب خلفي ، مواصلا طريقي بعيدا ..
لم تعد السنة الثالثة مشكلة بعد الآن ..
-اليوم 25 فوق الجزيرة-
*سلاش !*
تفاجأت من إيجادي لصديقي القديم .. رجس المناجل فوق هذه الجزيرة ..
رؤية وجهه ذاك قد جلبت لي الكثير من الذكريات حقا..
بوجهه الفارغ دون اعين و تلك المناجل بأطرافه ..
لقد كان صديقي القديم يزورني بعد غياب ..
و صديقي هذا يبدو جيدا جدا عندما يكون ممزقا لعدة قطع ..
هاجمت رجس المناجل بعنف ..
“أتعلم يا أبا مناجل .. أنا حقا أحبك لذلك أفعل هذا ”
*سلاش*
طار رأس الرجس بعيدا و لم تبقى سوى جثته المشوهة ..
كان هذا هو العاشر بالفعل ..
لا أزال أتذكر كيف مزقني واحد من هذه الفصيلة بالماضي ..
يدي اليسرى التي أصبحت باليريون كانت هكذا بفضله بعد كل شيء ..
لم أستطع سوى أن أكون عاطفيا كلما أراه ..
-اليوم 26 فوق الجزيرة –
*دينغ*
تحديث الترتيب :
1-سنو ليونهارت : 6000 نقطة .
2-دايمن فاليريون : 5950 نقطة .
منافسة الوحوش لا تزال مستمرة بتقارب شديد ..
يمكن القول أنهم كانو الحدث الرئيسي بحيث أن بث الإختبار قد ركز عليهما بشكل خاص .. فهذا ما أراده الجمهور.
من ناحية أخرى و بعد عودتي لجمع النقاط ..
3-فراي ستارلايت : 4000 نقطة .
4-سيرس مونلايت : 3900 نقطة .
سيرس تطاردني ..
لم أرى وجهها ذاك منذ ذلك اليوم ..
تساءلت كيف كانت بطلة روايتي الرئيسية تبلي بمفردها ؟
يفترض أن يكون سنو هو من ينقذها من ظلام عائلتها .. لكن ذلك لم يعد ممكنا الآن بعدما إختلطت الأمور بشكل كامل ..
بالتالي هي بمفردها الآن ، لذلك تساءلت أي نوع من التطور ستخضع له تلك الفتاة ..
تمنيت لها الأفضل .. شرط الا تقف بطريقي مستقبلا..
واصلت الخوض بغمار الجزيرة ..
فجوة النقاط كانت ضيقة جدا بين المراكز المتقدمة ..
ما عدا سنو و دايمن ، يوجد 8 أشخاص بنقاط متقاربة لذلك لا أستطيع التوقف ..
-اليوم 27 فوق الجزيرة-
3 أيام على النهاية ..
إنتهت المعركة بين طلاب السنة الثالثة و الثانية عندما رأيت كيف تغيرت الاسماء على لائحة الترتيب ..
على ما يبدو .. تم إبادة السنة الثانية بالكامل في حادثة غير مسبوقة .. من جهة أخرى تعرضت السنة الثالثة لضرر هائل ..
العامل المؤثر كانت إصابة ماغنوس الذي فقد يده و لم يستطع القتال بشكل صحيح ..
بالتالي و رغم فوزهم بالنهاية .. إلا أن السنة الثالثة أصبحت بوضع مزري ..
تم إقصاء رايغان زينين .. بعد معركة صعبة ضد جيسيكا ثيفنين التي خسرت بدورها ..
أزيد من 30 شخص من السنة الثانية ..
معظم السنة الثالثة ما عدا ماغنوس و القلة ..
قد ينتهي بنا الأمر بإلغاء نهائيات السنوات الثانية و الثالثة لأول مرة على الإطلاق ..
لا أعلم ما حدث بالضبط .. لكن المتفرجين شاهدو معركة رائعة بين نخب المعبد من السنوات الثانية و الثالثة.
معركة إستمرت ليوم كامل ..
والان ، لم يتبقى سوى 30 شخصا فوق الجزيرة بأكملها ..
مذهل كيف أن نسبة الناجين من 500 لاعب كانت قليلة إلى هذا الحد ..
الطريق يبدو سالكا حتى النهاية ..
-اليوم 28 فوق الجزيرة..-
يومان حتى النهاية ..
تعرقت بشدة ..
إنقلب المناخ فجأة باليوم الأخير و أصبح مشمسا تماما بشكل غير مفهوم ..
كنت لا أزال أركض كالمجنون بكل مكان .. قتل مخلوقات الكابوس ، ثم السيطرة على المناطق المطلوبة مني ..
اصبح الامر سهلا بشكل مرعب بحيث أن عدد الطلاب قليل جدا ، ما عنى أن المنافسة قلت ..
أحيانا كان يسبقني البعض دون أن أتمكن من مقابلتهم حتى .. أفترض بأنهم كانو اما سنو أو دايمن ، و لربما البعض من الرتب العالية التي لا تزال تصارع من أجل أحد المقاعد الثمانية ..
*دينغ!*
تحديث الترتيب :
1-دايمن فاليريون : 6300 نقطة .
2-سنو ليونهارت : 6240 نقطة .
3-فراي ستارلايت : 4300 نقطة .
4-سيرس مونلايت : 4180 نقطة .
…
9-داون بولاريس : 3500 نقطة .
ماعدا الأول و الثاني ، المستوى كان متقاربا جدا ..
لكنني ضمنت بشكل شبه رسمي أحد المقاعد الثمان ..
القليل ..
فقط القليل بعد..
إندفعت بين الأشجار بسرعة فائقة مستهدفا نقطة الوصول التالية ..
لكن الطريق لم يكن سهلا ، فمن العدم قفزت العديد من مخلوقات الكابوس التي كرهت مواجهتها أكثر من غيرها ..
“الغانادو ..”
كانو يتربصون بي من كل جهة ..
أردت قطعهم بسرعة قدر الإمكان و إنهاءهم .. لكنني لم أضطر لذلك ، فبدون سابق إنذار شبت نار هوجاء فوق رؤوسهم مبتلعة إياهم ..
الطريقة التي ظهرت بها تلك النيران من دوائر سحرية ..
أطلقت حواسي لأقصاها مستشعرا المنطقة حولي ، حينها فقط شعرت بوجودها ..
“أظهري نفسك ..”
نظرت ناحية زاوية مظلمة بين الأشجار..
عم الصمت لبضع ثواني ..
لكن صوت حذاءها ذو الكعب العالي قد كسر ذلك الصمت ..
بإمعان النظر بها تعرفت عليها على الفور ..
“سيلينا ؟ ”
الساحرة الشابة التي إنضمت إلى فصلنا منذ بعض الوقت ..
مختبئة تحت قبعة السحرة الخاصة بها ، أطلت علي بأعينها القرمزية ..
“مضى بعض الوقت … فراي .”
نسيت وجودها تماما .. الساحرة التي رافقتني برحلتي داخل جدران مونلايت ..
“مضى بعض الوقت بالفعل ، لكن هل يجب أن أسمي لقاءنا هذا مصادفة ؟”
سيلينا جهزت تعويذتها النارية تلك منذ بعض الوقت .. بالتالي من الصعب التفكير بأن لقاءنا الحالي مصادفة ..
سيلينا لم تنكر ..
“لا .. لقد كنت أبحث عنك ..”
بدت الساحرة الشابة مضطربة ..
“و ما السبب بالضبط ؟”
سيلينا ساحرة قوية بالفعل .. ليست بأحد البطلات الرئيسيات من فراغ .. لكن السحرة بشكل عام ضعفاء أمامي.
ما إذا حاولت لعب اي حيل كنت مستعدا للهجوم و استخدام مضاد السحر ..
سيلينا تجمدت مكانها لبعض الوقت .. هي لم تنظر إلي حتى ..
و بدون سابق إنذار و برأسها للأسفل ..
“أعتذر منك .. فراي ، أنا آسفة على كل ما حدث حتى الآن ، و ما سيحدث مستقبلا .”
رفعت حاجبا كرد فعل على الكلام الذي سمعته قبل قليل ..
“على ماذا تعتذرين بالضبط ؟ ”
كنت في حيرة من أمري ..
لكن بالتفكير بالأمر .. أدركت شيئا مهما ..
حول سبب الوضع الذي وجدت به نفسي الآن ..
و كيف إنقلبت الأمور رأسا على عقب بين ليلة و ضحاها ..
“إيغون ..”
عبست سيلينا فور سماعها لذلك الاسم..
أما أنا .. فقد أدركت الكثير من الأمور بمجرد التفكير بالأمر بشكل صحيح ..
إيغون فاليريون لا يتحرك دون التأكد من كل شيء بنسبة 100% ..
لفعل ذلك .. احتاج إلى التواجد بقربي .. لكنه لم يفعل ..
الوحيدون الذين فعلو .. كانو سيرس .. غوست ، دانزو .. و سيلينا ..
الثلاثة الأوائل مستبعدون تماما .. ثم لا يتبقى سواها ..
“كانت أنتي من أبلغ إيغون عني ..”
شدت سيلينا قبضتها ببطء ..
“هذا صحيح ..”
أمسكت بغمد سيفي بهدوء متحسسا سطحه الخشن ..
سيلينا لم تقل أي شيء ..
بدا و كأنها تستعد هي الأخرى من أجل المعركة..
لم أحتج لأي قدرة لكي أعلم بأن حرب أفكار كانت تجري داخل عقلها ذاك ..
نظرت إلي سيلينا بمزيج من المشاعر المختلطة ..
أفكار سيلينا .. كانت فوضوية حقا ..
‘فراي ستارلايت .. جعلتك تدخل دائرة معاناة تسببت بالعذاب لك .. و لربما ستستمر بذلك .. مهما كانت أسبابي فأنا لا أستطيع تبرير ما فعلت .. و ما سأفعله من الآن فصاعدا إتباعا لأوامر ذلك الأمير المظلم ..’
‘إذا ما أردت ضربي ، فهاجمني .. اذا اردت قعطي ، فافعل .. على الأقل بهذا .. قد يخف ذلك الذنب الذي خنقني بشكل متزايد كل يوم ..’
أفكارها كانت مرئية لي ..
لكنني آسف يا سيلينا ، فهذا نفاق ..
“إذا ؟ كيف فعلها بالضبط ؟”
“ماذا ؟”
“الأمير .. مالذي هددك به ليجعلك بصفه؟”
أمام الهدوء الذي ظهرت به .. لم تعرف سيلينا كيف ترد بعدما توقعت رد فعل غاضب ..
“ما ..”
“هل فعل شيئا ما لجسدك ؟ لا .. لربما أخذ شخصا عزيزا عليك ؟ والديك ؟”
بمراقبة تعابير وجهها ..
“الأخيرة إذا..”
إيغون كان هذا النوع من المتلاعبين ..
شخص يفهم المشاعر البشرية بدقة ، و يعلم كيف يجعل القطع من حوله تسير كما يريد ..
مشيت ببطء متجاوزا الساحرة سيلينا..
هذه الأخيرة لم تتقبل الوضع برمته ..
فقدت الفتاة هدوءها أخيرا بشكل مفاجئ ..
“لماذا ؟! لماذا لا تبدو غاضبا ؟ لماذا تتقبل الأمر و كأنه لا شيء ؟ أنا السبب بمعاناتك الحالية .. لماذا أنت هادئ هكذا ؟ إذا ظهرت أمامي بهذا الشكل .. فمالذي يجب علي فعله بالضبط ؟”
بالتفكير بالأمر .. الفتاة أمامي ، و كل طلاب صفي الآخرون ..
هم مجرد مراهقين في 17 من عمرهم ..
“لماذا لا تهاجمني الآن ؟ إفعلها و إنتقم مني .. أرجوك ..”
بكت الساحرة الشابة ..
كيف أن حياة والديها قد تنتهي بإشارة من شخص شبيه بالشياطين أكثر من الشياطين أنفسهم ..
كيف تسببت بمعاناة خانقة لشاب بنفس عمرها..
حتى قبل ذلك .. إكتشفت أن معلمها الذي إحترمته بشدة .. كاي لوك هو مجرد خائن ..
زملاءها القدامى ماتو .. و لم يبقى سوى شخص واحد ..
أظن أن هذا كثير لتتحمله تلك الاكتاف الضئيلة .. لشابة لم تنضج بالكامل حتى الآن..
أرادت أن أهاجمها .. ألعنها ..
بذلك سيخف ذنبها و لو قليلا ..
لكنني لم أنوي أن أفعل ذلك ..
“أغضب ؟ .. آسف لكن هذا المستوى من المعاناة أصبح جزءا من حياتي اليومية .”
بابتسامة واصلت المشي ..
“أعلم أن ما يحدث خارج عن إرادتك .. أنا أفهم ، لكنني لا أهتم .”
لم أكن بطلا لأراعي شعورك ذاك ..
“إذا ما بقيتي بعيدة عني فلن أفعل لك أي شيء .. اما إذا ما ظهرتي كعدوة لي لاحقا فسأقطعك بكل ما لدي .. كان الأمر نفسه منذ وقت طويل ..”
راقبت سيلينا ظهري من الخلف ..
ذلك الظهر .. حمل أعباءا تتجاوز فهمها ..
أكثر بكثير منها .. لكنه لا يزال يواصل المضي قدما ..
“كيف تستطيع تحمل كل ذلك ؟”
هذا كان ضغطا منافيا للعقل ..
“كيف تستطيع البقاء هكذا .. عندما تجد نفسك وسط هذا النوع من الفوضى ؟”
كإجابة .. إبتسمت لها دون نطق كلمة … مواصلا طريقي ..
قد ينهار الآخرون بالفعل .. فكرة تحمل شيء كهذا كانت ضربا من الجنون ..
لكنني سأفعل .. لأنني أستطيع .. لأن النهاية التي أسعى إليها تستحق ..
هذا هو السبب ببساطة..
إختفيت بين الأشجار تاركا الساحرة المرتبكة خلفي دون إجابة …
كنت أتساءل دوما عن سبب عدم وجود اسمها بالترتيب ..
كان هذا هو السبب إذا ..
جسد هذه الفتاة هنا معنا .. لكن عقلها بمكان آخر تماما ..
…
…
…
-اليوم 29 من إختبار الجزيرة –
يوم واحد على النهاية ..
و إقتراب لحظة الحسم ..
الكثير من الأحداث كانت تجري حاليا..
داخل مجال مظلم ..
رقدت فتاة بشعر أبيض و ملامح حملت بعض النضوج .. كانت من السنة الثالثة..
تم إقتلاع أعينها ما جعلها تبكي دما ..
صرخت بشدة .. لكن لا أحد يستطيع سماعها ..
امامها وقف غوست بعدما بلغ حده بالفعل من كل أبناء عائلة مونلايت ..
“أبناء السافلة .. كلهم نفس القالب الكريه ..”
القاتل الصامت كان نشطا طيلة 30 يوما فوق الجزيرة ..
غوست قتل ازيد من 30 شخصا كانو متورطين بقضية قتل فراي ..
ما عدا الاستاذ كايزر ..
الفتاة امامه كانت الأخيرة ..
قاتل بمستوى مرعب .. لم يترك أي أثر ، و جعل كل الوفايات تبدو و كأنها حوادث حصلت بسبب مخلوقات الكابوس .
قدرته بالتلاعب بالظل حجبت السحر الذي بث أحداث الحزيرة للخارج ما جعل كل شيء سريا تماما ..
هذا المستوى من الإتقان كان مرعبا..
غوست علم بأن شيئا ما على وشك الحدوث ..
و قد إزداد قلقه كلما رأى شدة تكتم أبناء عائلة مونلايت .
غوست قد بدأ يبلغ حده بالفعل ..
ممسكا بالفتاة من شعرها .. آخر بقايا التنظيم المتطرف الذي تواجد بعائلة مونلايت ..
“إسمعي جيدا كلماتي .. و إحفريها عميقا داخل عقلك ..”
لقد تعب من هذا الدم كله .
“لقد قتلت زملاءك ..”
إنتحبت الفتاة.
“لقد قتلت العديد من الناس .. الأبرياء منهم .. و أبناء السافلة من أمثالك أيضا ..”
بأعينه الميتة على وجه الفتاة المرتعشة .. واصل غوست ..
“أستطيع قتلك الآن ، و سأواصل وصولا إلى والديك .. إخوتك ان وجدوا .. كل شيء تقدرينه بحياتك البائسة سأقتلهم جميعا .. لذلك الخيار لك ..”
تنهد غوست طارحا نفس السؤال للمرة الألف ..
“ماهي خطتكم ؟ مالذي سيحدث بنهاية الإختبار ؟”
كيف بالضبط .. سيهاجمون فراي ستارلايت ؟
صبر القاتل قليل ..
خنجره بدأ يداعب رقبة الفتاة التي بكت بشدة .. مزيجا غريبا من الدم و الدموع ..
تلك الفتاة .. قد صرخت ..
“لا تؤدي عائلتي .. أرجوك .. نحن فقط ننتقم ممن آذانا ”
“ليست الكلمات التي أريد سماعها ..”
“لا ! توقف سأخبرك !”
الفتاة الأخيرة ، و على نحو مفاجئ كانت الاضعف ..
بدأت تتكلم ..
و مع ك
ل كلمة .. أظلم وجه غوست لدرجة أنه لعن فور إنتهائها ..
“أبناء السافلة !”
*سلاش !*
طار رأس الفتاة المقطوع ..
غوست خرج من ظله بسرعة .. بدا قلقا حقا ..
“هل وصل بهم الأمر إلى هذا الحد ؟ من أجل شاب واحد ؟”
كان عليه إيجاد فراي ستارلايت بسرعة ..
قبل فوات الأوان ..
عبث غوست بساعته ..
“هل أنت متأكد من رغبتك بإنفاق 500 نقطة من أجل إيجاد لاعب آخر ؟”
وافق غوست على عجل ..
كان عليه تحذيره ..
عليه ذلك .. إذا لم يفعل فلن يعلم فراي ، بأنه يسير بقدميه ناحية الموت ..
كتب على عجل إسمه …
“فراي ستارلايت”
لكن وجه القاتل انهار عندما رأى الإجابة ..
“لا يوجد لاعب بهذا الاسم .”
لقد فات الأوان بالفعل .
…
…
…