منظور الشرير - الفصل 120
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
لم أتوقع قط أن ينتهي بي الأمر إلى هذا ..
جالسا بين فتاتين مختبئا تحت تنورة الاميرة..
سانسا قامت بما توقعته منها في البداية .. كنت متأكدا من أنها تملك بعض الطلاب الموالين لها مثل إيغون ..
بالتالي أصبح التعامل مع طلاب السنة الثالثة أمرا ممكنا ..
لكن إلى أن يتم جمع جميع طلاب السنة الثانية فسأبقى هنا .. معها ..
جالسا بجانب الأميرة .. أحسست بشعور غريب بعد التحرك و القتال بجنون منذ بدأ الإختبار ..
آدريانا كانت منعزلة عنا بشكل تام و رفضت قول أي كلمة منذ مغادرة جيسيكا ..
لذلك بقي الجميع هادئا يصغي لصوت المطر الذي لم يتوقف قط ..
“هل الجو بينكم دوما ما يكون بهذا الشكل ؟ أم أنني السبب ؟”
وجدت هذا الصمت الخانق مزعجا نوعا ما لذلك تساءلت ما إذا كنت السبب بذلك ، لكن سانسا هزت رأسها بالنفي ..
“لا .. كنا هكذا من قبل قدومك ..”
من قبل مجيئي .. هل للأمر علاقة بالوحوش الميتة بالخارج؟
كيف قتلت تلك الوحوش بطريقة وحشية .. الإصابات من ذلك النوع دلت على أن خصمهم قد كان اقوى منهم بكثير ..
و ذلك الشخص كان بجانبي تماما ..
تلك القوة التي أطلقتها سانسا … بدت مثل التلاعب بالظلال .. لكنها لم تكن كذلك .. جوهرها كان مختلفا تماما ..
“سانسا .. قوتك تلك ..”
“لا تتحدث عن الأمر ..”
قاطعتني الأميرة ..
“من فضلك ..”
يبدو أن الموضوع حساس لها ..
“فهمت ..”
لن أحفر أكثر .. و لن أسألها عن سبب إستخدامها لأحد قدرات الشياطين ..
لن افعل..
سانسا حاولت تغير الموضوع على الفور ..
“لكن أن تكسب عداء إيغون لهو أمر غير متوقع منك .. هل قررت أن تتدخل الآن بسباق العرش ؟”
كنت أملك مكانة مؤثرة بعائلة ستارلايت لذلك سؤال سانسا كان بمحله ..
“لست مهتما بالتدخل .. سأترك أمر الإختيار لأختي ..”
دعم أمير يعني جعل الآخر عدوا لك ..
بمعنى آخر كان الوضع يحمل مخاطر 50-50 ..
و الأمير إيغون له اليد العليا بفضل إنجازاته إضافة إلى سقوط عائلة مونلايت التي كانت تدعم سانسا ..
هذه الأخيرة كانت تملك قصة قوية وراءها .. الأميرة التي نجت من براثن الجحيم ..
بفضل ذلك لاقت الكثير من الدعم .. خصوصا من الأشخاص الذين آمنو بالقدر .. بحيث أن عودتها من وضع مستحيل كذاك بدت مثل المعجزة لهم .. فجميع من رافقها قد مات بالفعل ..
“تلتزمون بالحياد إذا..”
علقت سانسا بوجه فارغ ..
“هل خيبت أملك ؟”
لربما ستنزعج بما أنني لم أدعمها .. رغم الصداقة الغير معلنة بيننا ..
لكنها كانت متفهمة بشكل مفاجئ ..
“لا .. أنت هذا النوع من الأشخاص فراي .. لن تتورط بشيء لا علاقة لك به ..”
“صحيح ..”
محادثة سانسا و على غير المتوقع كانت تجري بسلاسة أكبر بكثير من أي شخص آخر..
لربما يعود سبب ذلك إلى جهلي الكلي عن شخصيتها بما أنني لم أكتب الكثير عنها ..
نوعا ما هي بدت مثلي .. شخص دخيل على هذا العالم..
انا الذي يفترض الا أتواجد هنا منذ البداية..
و هي التي يفترض ان تموت منذ وقت طويل..
كنت أجد نوعا ما من المتعة في الحديث مع شخص لا أستطيع توقع ما يدور بعقله إطلاقا ..
رغم أنها تنجح بقراءة ما يجول بعقلي معظم الوقت ..
بالتفكير بإيغون و سانسا .. هنالك شيء أثار فضولي لبعض الوقت ..
“مالذي سيحدث للخاسر ؟”
“ماذا تعني ؟”
سألت متبادلا النظرات معها ..
“الخاسر بسباق العرش .. مالذي سيحدث له ؟”
هل سيتم عزله أو شيء من هذا القبيل ؟
لكن إجابة سانسا كانت مغايرة تماما .. بابتسامة جعلتني ادرك مدى سذاجتي ..
“بالطبع .. الخاسر سيموت..”
الموت ؟
“جديا ؟ أليس هذا كثيرا بعض الشيء ؟”
أعني .. كلاهما أمراء من نفس العائلة ..
سانسا هزت رأسها بينما شرحت ..
“لا يمكن للفائز أن يسمح ببقاء الآخر على قيد الحياة .. هذا قانون غير مصرح به عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من النزال .. لهذا السبب قام أبي بمنعنا من قتل بعضنا البعض مادمنا داخل المعبد ..”
“هذا كثير ..”
هل سيذهبون إلى هذا الحد حقا ؟ أن تقتل عائلتك من أجل منصب .. حتى و لو كان الإمبراطور ..
بدا و كأن سانسا كانت تقرأ أفكاري .. لذلك واصلت حديثها ..
“حتى و لو لم نرغب بقتل بعضنا البعض .. فسيضغط حلفاؤنا من أجل حدوث ذلك .. لا يمكنهم السماح بوجود متغير قد يحطم كل ما قاموا ببناءه .. هذا ما يعنيه أن نكون أبناء نفس العائلة الملكية .. يمكننا لوم القدر أحيانا لأننا خلقنا هكذا .. و يمكننا أن نلوم والدنا الذي قرر إنجابنا بنفس الوقت .. بين هذا و ذاك ..”
عانقت سانسا أرجلها مفكرة بالمستقبل ..
“سواءا انا أو إيغون .. بأقصى تقدير سيموت أحدنا بعد إنقضاء فترة وجودنا بالمعبد .. هذا هو مصيرنا ..”
و ياله من مصير…
“هذا لا يناسبك .. سانسا ..”
“ماذا تعني ؟”
فكرت قليلا بالفتاة الجالسة بجانبي .. لا أعرف عنها سوى ما سمعت و رأيت حتى الآن..
“لا أظنك مناسبة لهذه الأمور .. لو سألتني عن رأيي فأنا أراك مجرد فتاة عادية بدل إمبراطورة طاغية تحكم من الأعلى ..”
بدا هذا مناسبا لها أكثر بكثير ..
الأميرة ضحكت بهدوء على كلماتي الأخيرة..
لربما كانت ستعتبر كلامي إستنقاصا منها لكنها لم تفعل ..
“أنا أوافقك الرأي تماما .. فراي ، أظن الجلوس ببستان الزهور الخاص بالمعبد و اللعب طوال اليوم أمور تلائمني أكثر بكثير من كل هذا ..”
لعبت سانسا بأصابعها و هي تتخيل حياتها لو لم تكن الأميرة..
“لكن فراي .. الأمور لا تسير كما نريد دوما .. أحيانا لا خيار أمامنا سوى تقبل الواقع ..”
كانت محقة تماما .. كنت أعلم ذلك ..
لكنني لم أستطع قبوله ..
فقبوله يعني أنني أناقض كل ما قمت به حتى الآن..
لو تقبلت الواقع و بقيت مكتوف اليدين .. فهذا يعني أنني سأعيش بقية حياتي على أنني فراي ستارلايت ..
لكنني كنت أعمل على تحطيم ذلك الواقع بالقوة ..
هذا من ناحيتي ، أما سانسا ؟ فأنا لست بوضع يسمح لي بنصحها أي شيء ..
لربما سيفعل الصديق الحقيقي بهكذا وضع .
“آسف .. لقد جعلتك تتحدثين بالكثير من الأمور المزعجة ..”
إعتذرت محاولا القفز بعيدا عن الموضوع ..
أما سانسا فلم تكن منزعجة إطلاقا ..
“لا بأس .. فراي .. الحديث معك موضع ترحيب هنا ..”
هذا كان أفضل بكثير من البقاء سارحة وسط أفكارها المظلمة .. و ذاك الصمت الخانق ..
نوعا ما .. هي بدت و كأنها تعاني أكثر مني ..
لربما أملك بعض الضوء بنهاية النفق .. ضوء أسعى له بالنهاية ..
لكن النفق الذي مشت به .. بدى مظلما تماما حتى النهاية ..
…
…
…
-اليوم 22 فوق الجزيرة ..-
لم ننم بتلك الليلة ..
سانسا كانت تظل مستيقظة ..
أما أنا فقد أصبحت عادة ..
لم تعد جيسيكا ثيفنين حتى الآن .. أما يومنا فقد كان عاديا جدا ..
كنت أخرج بعض الأحيان و أقتل أي مخلوق كابوس يقترب ..
سانسا كانت ترافقني دوما و تبقى تشاهد من الخلف ..
ثم نجلس طوال الليل نتحدث بأمور تافهة ..
أحاديث قدرتها الأميرة كثيرا .. و منذ دخولي إلى أراضي الجزيرة بدأت أتكلم كثيرا لذلك بدا و كأن بئرا قد وجد غطاءه ..
“دينغ !”
تم تحديث الترتيب ..
حدقت رفقة سانسا بالترتيب الجديد ..
10-رايغان زينين : 2500 نقطة .
9-راغنا كلود : 2900 نقطة .
8-داون بولارس : 2980 نقطة .
7-ماغنوس غريل : 3000 نقطة .
6-غوست أومبرا : 3100 نقطة.
5-دانزو سماشر : 3160 نقطة .
4-فراي ستارلايت : 3450 نقطة .
3-سيرس مونلايت : 3500 نقطة .
2-سنو ليونهارت: 5200 نقطة .
1-دايمن فاليريون: 5250 نقطة
حدق كلانا بالترتيب …
لقد إنقلب الوضع رأسا على عقب ..
كنت لا أزال في المرتبة الرابعة بعد إنفاقي ل 500 نقطة من أجل إيجاد سانسا .. أضف إلى ذلك بقائي خاملا أثناء تواجدي رفقتها ..
لكنني لم أكن الوحيد الذي فعل ..
طلاب السنة الثالثة ماغنوس و رايغان ..
تراجع كلاهما بشكل مخيف ..
هذا كان دليلا قاطعا على أنهما كانا يبحثان عني بنشاط ..
وصولهم إلى مكاني الحالي كان مسألة وقت فقط ..
سانسا كانت ذكية هي الأخرى لذلك لابد أنها إستنتجت الوضع بالفعل ..
نحن مقبلون على اليوم 23 ..
“سأضطر للتحرك قريبا ..”
لا أستطيع البقاء رفقة سانسا طيلة الوقت ..
أسبوع كامل قد يقلب الترتيب بالكامل خصوصا مع تقلص فجوة النقاط ..
“أعلم .. لكننا مضطرون إلى إنتظار جيسيكا الآن ..”
أجابت سانسا ..
من أجل جمع النقاط بسلاسة ، و التعامل بشكل صحيح مع الذين يستهدفونني .. كنت مضطرا إلى إنتظار مساعدة السنة الثانية.
“لا داعي للقلق .. ستأتي بالوقت المناسب ..”
طمأنتني سانسا .. بإلقاء نظرة عليها .. لاحظت السواد أسفل عينيها هي الأخرى..
كان الجو هادئا تماما فالأمطار قد توقفت منذ بعض الوقت ..
“أعلم أن الوقت متأخر من أجل السؤال لكن .. الا تنامين ؟”
حتى أنا كنت أحتاج للراحة من وقت لآخر ، ناهيك عن سانسا التي إمتلكت جسدا ضعيفا نسبيا ..
الأميرة هزت رأسها عندما ذكرت الأمر لها ..
“لا أستطيع النوم .. فنحن لا ندري ماقد يحدث ..”
كلماتها كانت تحمل العديد من المعاني..
يمكن أن تفهم على أنها تقصد البقاء متيقظين في حال تعرضنا للهجوم ..
لكنني أتذكر بوضوح ذلك اليوم عندما كانت تسير أثناء نومها بذلك الفستان الأبيض ..
فقط .. مالذي تخفيه الأميرة الجالسة بجانبي ؟
لم أعرف الإجابة إطلاقا ..
“ماذا عنك فراي ؟ إلى متى تود مواصلة لعب مسابقة السهر هذه معي ؟”
“لا أعلم .. لقد أصبح الأمر عادة ..”
بما أنني كنت بمفردي .. أصبحت يقضا طيلة الوقت ..
الوضع الحالي لم يكن مألوفا لي ..
“يمكنك النوم لو أردت .. فأنا يقظة دوما ..”
“لا بأس .. لا داعي لذلك ..”
“لا .. هذا ضروري ما إذا كنت تريد المواصلة بنفسك لاحقا ..”
أمسكت سانسا برأسي واضعتا إياه بحضنها ..
لم أرى ذلك قادما حتى ..
برأسي فوق ركبتها التي كانت أفضل من الوسائد بكثير .. حدقت بها بوجه فارغ ..
“مالذي تفعلينه الآن ؟”
بدت خائبة الامل قليلا من رد فعلي الطبيعي .. لكنها لم تنزعج كثيرا ..
تحتاج لما هو أكثر من هذا لتجعلني أتأثر ..
بدلا من التركيز على هكذا أمور ، هي أجابت على سؤالي ..
“أساعدك على النوم ..”
“هذا لا يساعد ..”
“فقط أغلق عينيك ..”
بيدها فوق عيني .. أظلم كل شيء ..
يدها كانت باردة تماما و شديدة النعومة ما أرسل القشعريرة الى كامل جسدي ..
راقدا بتلك الطريقة .. شعرت بأن الوضع غريب بالكامل ..
كانت هذه المرة الأولى التي أوضع بموقف كهذا هنا ..
“أخبرتك .. هذا لا يساعد ..”
“فالتتوقف عن الكلام فحسب ..”
مرت الثواني .. و الدقائق ..
لم تبعد سانسا يدها قط .. لذلك لم أعلم أي وجه كانت تصنع الآن ..
آدريانا كانت نائمة منذ مدة .. لذلك هي لم ترى ما كان يحدث و إلا لكانت قد تدخلت بالفعل ..
غرقت وسط الافكار ..
الفيكتورياد .. إيغون.. السنة الثالثة .. عائلة مونلايت ..
لا يزال هنالك الكثير من أجل التعامل معه ..
و الكثير من أجل القيام به ..
لا يمكنني الراحة هكذا ..
لا يمكنني ..
شيئا فشيئا .. عم الهدوء بشكل كامل ..
إبتسمت سانسا مبعدة يدها عن عيني ..
لم أعرف حتى كيف فقدت الوعي فوق حضن الأميرة ..
…
…
…
في تلك الليلة .. حظيت بحلم ..
رأيته .. رأيت والدي الذي كثيرا ما كان يأتي متعبا إلى البيت ..
أتذكر كيف كان يدعمني بكل شيء حاولت القيام به مهما كان تافها ..
حتى عندما قررت كتابة رواية خيالية تماما .. هو لم يهزأ من الامر إطلاقا بل كان يجعلني احكي له عما كنت أكتب .. حتى ولو لم يكن مهتما بالأمر لكنه دوما ما إدعى العكس ..
أشياء كهذه كبرت كثيرا بعيني ..
خلفه .. والدتي .. إخوتي .. كل الأشخاص الذين عرفتهم ..
فجأة بدأ الجميع يذهب بعيدا ..
ركضت خلفهم مذعورا .. لكنني كنت بطيئا جدا ..
و كأنني أركض وسط الوحل .. حاولت اللحاق بهم و حاولت ..
لا ..
لا تذهبوا ..
لا …
ببطء ..
عدت إلى الواقع ..
“سانسا ..”
بدأت ذاكرتي تعود ببطء .. و كيف نمت فوق حضن سانسا …
هذه الأخيرة كانت تتظر إلي متفاجئة ..
لم افهم السبب إلا عندما شعرت بحواف أعيني المبللة ..
“فراي انت ..”
نهضت على عجل ماسحا وجهي..
“…”
سانسا حدقت بي لبعض الوقت ..
هل .. كنت أبكي ؟
لم أرد أن أظهر بمظهر كهذا …
لذلك هربت من الأمر قدر الإمكان..
“كم بقيت نائما ؟”
كنا لا نزال بالليل… لا أظن أنني غبت لوقت طويل ..
“نحن الآن بوقت الفجر .. لقد كنت نائما ل 3-4 ساعات”
كل هذا الوقت؟
عبست معاتبا نفسي ..
كيف جعلت نفسي أسقط بهذه السهولة ؟
“لا بأس .. على الأقل أنت تبدو أفضل الآن ..”
إبتسمت الأميرة ..
و لو قليلا .. خفت أكياس النوم من تحت عيني ..
لمست وجهي محاولا تدارك الوضع ..
سانسا وقفت من مكانها .. هي لم تنم قط ..
“لا يزال الوقت مبكرا .. يمكنك العودة للنوم لو أردت ..”
هززت رأسي على الفور ..
“لا .. لقد حصلت على ما يكفي ..”
أكثر من ذلك سيجعلني أتعدى الخط ..
كنت على وشك قول شيء ما للأميرة أمامي لكنني توقفت ..
سانسا هي الأخرى أظهرت بعض العبوس ..
“إنهم هنا ..”
سرت رفقة الأميرة إلى الخارج ..
و شكوكنا كانت صحيحة ..
كنا محاطين بعشرات الأشخاص ..
كلهم كانو يطلقون هالاتهم باستمرار ..
“وصلو أخيرا ..”
بمقدمتهم ، وقف ماغنوس غريل الذي واجهته سابقا ..
بدا و كأن صبره سينفذ بأي لحظة ..
حدق بي بابتسامة مرعبة ..
“أظهرت نفسك اخيرا .. ستارلايت ..”
قفز ماغنوس من فوق الشجرة التي كان يقف فوقها ..
لم يرد إطالة الأمور..
“هذه المهزلة قد طالت كثيرا .. ”
أراد الهجوم و انهاء الأمر بسرعة ..
“ماغنوس غريل .. فالتتوقف مكانك ..”
سانسا أخذت خطوة إلى الأمام موقفة إياه ..
ماغنوس عبس فور رؤيته لها … ونفس الأمر لبقية طلاب السنة الثالثة..
“الأميرة ؟ ..”
مالذي تفعله الأميرة سانسا فاليريون رفقة فراي ستارلايت ؟
هذا ما فكر به ماغنوس و جماعته على حد سواء ..
لكن مهمته واضحة ..
“لا نية لي لدخول مكانك الخاص .. أميرة ، يرجى إفساح الطريق لأتعامل مع الشخص الواقف خلفك .”
حاول ماغنوس البقاء لبقا قدر المستطاع ، رغم أنه كان مواليا لإيغون لكن حتى هو لا يجرؤ على العبث مع الأميرة..
فرق المكانة كان مرعبا ..
سانسا هزت رأسها واقفة مكانها ..
“فالتتراجع أنت و رفاقك الآن .. ماغنوس .. فهو معي ..”
رفع ماغنوس حاجبا بينما نظر إلي ..
“فراي ستارلايت لست مجرد جرذ كثير الهرب فحسب بل جريء بما فيه الكفاية لتختبئ خلف إمرأة .. هل هذا هو ما تكون عليه ؟ جبان يختبئ تحت تنورة الاميرة ؟”
لقد عانى الكثير ليجدني .. لو لم أتوقف هنا للبقاء رفقة سانسا لكان عانى أكثر بكثير ..
و الآن يجدني رفقة الأميرة..
بالتفكير بكلامه .. هل أنا الرجل الذي يختبئ خلف ظهر إمرأة إذا ما أتيحت له الفرصة ؟
بابتسامة نظرت إليه ..
“أنت محق تماما .. أنا ذلك النوع من الأشخاص بالضبط ”
أعني .. هل حقا يقول لي هذه الكلمات هو الذي جلب جيشا معه فقط من أجلي ؟
أجد هؤلاء الأطفال غير منطقيين البتة ..
“اللعين ..”
زاد غضب ماغنوس أكثر و أكثر .. حتى سانسا هي الأخرى نظرت إلي بتعبير محير ..
لا جدوى من محاولة إستفزازي .. فهذا سيأتي بنتائج عكسية ..
أطلق ماغنوس هالته مهددا ..
يمكن القول أنه يخطط ليقاتل بكل ما لديه عكس قتالنا السابق رفقة دايمن ..
حدقت بتلك الهالة المتفجرة لخاصية النار .
من جهة أخرى ضيقت سانسا أعينها بالفرد الماثل أمامها ..
“ماغنوس .. لقد أخبرتك بوضوح أن تتراجع أنت و من معك .”
“آسف يا أميرة .. لكن لا أستطيع الإمتثال لهذا الأمر..”
أهاجم فراي ستارلايت و أنهيه دون لمس الأميرة ..
على الاغلب هذا ما كان يفكر به ..
بإشارة منه ..
سحب رايغان إثنين من الخناجر متربصا من الخلف ..
لن يسمح لي بالهرب ..
برؤية كيف كانو على وشك الهجوم .. فكرت بسحب سيفي لكن سانسا أوقفتني ..
“أخبرتك .. سأتولى الأمر ..”
“هل أنت متأكدة من ذلك ؟ إستعمال قواك مجددا ؟”
كنت أعلم أنها كانت تعاني الكثير أمام تلك القوة ..
قواها كانت شيئا يستعمله الألتراس بالعادة .. لكنها كانت أقوى بكثير ..
تبدو مثل خاصية الظل .. لكنها شيء آخر تماما و لم تتطور بشكل كامل بعد..
لذلك حتى أنا لم أستطع تحديد ماهيتها بشكل كامل ..
إبتسمت سانسا بينما توسع ظلها ..
هذه القوة عذبتها كثيرا .. و قد كرهتها حتى النخاع ..
لكن على الأقل ..
“يمكنني إستخدامها من أجل ظروف كهذه ..”
إندفع ماغنوس وسط شعاع ناري مرعب و قبضته تتوهج بوجهي ..
حرص قدر الامكان على تفادي الأميرة أثناء شحنه تجاهي ..
من جهة أخرى .. تربص رايغان زينين خلف ظهري بسرعة و دون صوت ..
دبابة و مغتال ..
رأيتهم قادمين بفضل عين الصقر ..
من جهة أخرى ، ركزت أعيني أكثر على سانسا ..
رأيت شعرها الأشقر الذهبي يرفرف ببطء .. لدرجة أن بعض الخصل قد صبغت بالأسود ..
منبهرا من ذلك الضغط ..
ماغنوس كان أمامي على بعد شعرة ..
أما رايغان فكان على وشك ضرب ظهري من الخلف ..
*سوووش*
ظهرت عشرات .. بل مئات الايادي الصغيرة السوداء ممسكة بهم من العدم ..
“مالذي !؟”
“ماهذه اللعنة ؟!”
صاح كلاهما بنفس الوقت متجمدين بواسطة تلك الأيادي..
ماغنوس رفقة رايغان حاولا التخلص من الأيادي بشكل محموم .. لكن الظل الأسود قد أمسك بهما بشدة راميا اياهم بعنف قبل أن يحطم أحد الأشجار العملاقة بأجسادهم ..
بحيرة من أمرهم .. حدق الإثنان بسانسا و تلك الهالة القمعية التي كانت تطلقها ..
“إذا ما تقدمت مرة أخرى .. فلا تلمني على ما سيحدث لكم .”
سانسا بوجه مرعب حدقت بهم مهددة ..
ماغنوس هو الآخر لم يفهم ما كان يحدث ..
قوة سانسا لم تكن مزحة .. و هي كانت تتزايد باستمرار ..
حدق بجسده للحظة مستذكرا كيف رمته بسهولة ..
لكنه لا يستطيع التراجع ..
هذا أو مواجهة غضب إيغون..
الخيار الثاني كان أسوء بكثير ..
مستعدا للهجوم .. سانسا رأت كل شيء .
كيف جمع الاورا و كيف إتخذ وضعيته الهجومية ..
رأته بوضوح ..
“جاهل أحمق ”
مدت الأميرة يدها ..
و باللحظة التالية ..
*بوووم !*
حدث إنفجار خلف ماغنوس ..
رمح أسود مرعب إخترق كل شيء أمامه متسببا بحفرة عملاقة بالأشجار خلفه ..
لكن قبل ذلك .. ملقيا بنظرة على جانبه ..
إنتبه ماغنوس أخيرا إلى تلك اليد المقطوعة التي أسالت الدم بغزارة ..
بأعين مفتوحة على مصرعيها .. لم أستوعب لا انا ولا ماغنوس ما حدث ..
حتى بأعين الصقر المعدلة التي جعلتني أرى كل شيء ..
لم أستطع تتبع مسار ذلك الرمح حتى ..
ناهيك عن ماغنوس الذي أمسك بكتفه من مكان القطع بوجه متألم ..
“ماغنوس !”
ركض بقية طلاب السنة الثالثة محيطين بقائدهم ..
تراجعو ببطء مبرزين أسلحتهم بوجه سانسا .. هذه الأخيرة قد شكلت عشرات الرماح بالفعل ..
“لننظف القذارة ..”
كانت على وشك قذف تلك الأشياء ناحيتهم ..
على الفور أمسكت بها من كتفها مانعا إياها ..
“هاي هذا يكفي !”
إذا ما أطلقت تلك الأشياء .. فلا أظن أن دروعهم ستتصدى للضرر بالوقت المناسب حتى ..
هي قد تقتلهم حقا ..
بعد صرختي الأخيرة..
سانسا أمسكت برأسها بينما عادت لح
واسها ببطء ..
ظلها إهتاج بعنف مطلقا موجات الاورا..
طلاب السنة الثالثة قد تراجعو بسرعة إلى أن إختفو بعيدا ..
من جهة أخرى تمسكت بي سانسا بشدة بينما قامت بسحب ظلها شيئا فشيئا..
وسط تلك القوة السوداء.. رأيت سانسا تناظل من أجل منع قوتها عن الهيجان ..
و بعد دقائق طويلة ..
معانقة جسدي بإحكام ..
هدأت الأميرة أخيرا ..
بالكاد تنفست بينما تمسكت بي ..
جلست رفقتها على الأرض ببطء بينما حدقت بها..
“هل أنت بخير ؟”
“هاه .. أنا على ما يرام ..”
بالكاد تكلمت بسلاسة ..
بعد تقييم الوضع بشكل كامل ..
لا أستطيع البقاء أكثر رفقة سانسا ..
هذه القوة .. قد ينتهي الأمر بالجميع ميتا ما إذا حدث هذا ثانية ..
برؤية الأميرة التي تعرقت بغزارة بين ذراعي … علمت أن البقاء هنا كان قرارا خاطئا ..
…
…
…