منظور الشرير - الفصل 119
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
أحسست بأنني على قيد الحياة أخيرا بعدما شعرت بعضلاتي تسترخي ببطء داخل المياه الباردة..
كان الجو ممطرا لأسابيع فوق الجزيرة المهجورة لذلك و بطبيعة الحال كان النهر الذي جلست به الآن رفقة دايمن شديد البرودة ..
لكن ذلك ساعد العضلات على الاسترخاء و جعل التعب يخف و لو قليلا .. كما أنني اصبحت أفضل الاشياء الباردة مؤخرا منذ حادثة عائلة مونلايت..
و كأن جسدي تطور بطريقة ما بعد خضوعه لتلك اللعنة لوقت طويل ..من جهة أخرى.
عم الصمت لبعض الوقت بيني و بين دايمن ..
الدقائق كانت تمر ببطء ..
أول من جاء بحركة كان دايمن .. الذي وقف مستعرضا جسده ذاك مغادرا ..
“تغادر بالفعل ؟”
سألت بلامبالاة بينما أجاب دايمن بنفس المزاج ..
“لا معنى من البقاء مع أمثالك بنفس المكان .. لن أهاجمك الآن .. لكن إياك أن تظهر أمامي ثانية .. فحينها سأحطمك ..”
كانت هذه هي المرة الثانية التي أحتك بها مع دايمن فوق هذه الجزيرة .. الأولى بقتالنا الثلاثي رفقة ماغنوس و الثاني الآن….
“أتساءل ما إذا كنت قادرا على ذلك .. تحطيمي…”
دايمن لم يتأثر قط باستفزازي .. و كأن كلامي لا يحمل أي معنى بالنسبة له …
“تحطيم أمثالك سهل جدا … فراي ستارلايت.. فأنت فارغ تماما ”
تغيرت تعابير وجهي قليلا بعد سماع وصفه ..
“فارغ ؟”
“لست سوى وعاء فارغ .. أقصى طموحك يبدأ و ينتهي بنفس المكان … تجري وراء شيء تافه قد وضع أمامك من طرف شخص آخر .. يمكنني رؤية ذلك بوضوح بأعينك الميتة تلك ..”
إرتدى دايمن درعه و لم يزعج نفسه بالنظر إلي حتى النهاية ..
“أنت لست بمحارب حقيقي .. فراي ستارلايت .. لذلك لست أهلا للمواجهة حتى .. فتنيني سيبتلع الأفعى الخاصة بك .”
“..”
تركت بحالة فراغ دون كلمات للرد ..
دايمن فاليريون قد إندفع بعيدا بالفعل وسط شرارة من البرق ..
لكن كلماته تلك ..
“وعاء فارغ هاه؟”
أغمضت عيني بينما غرقت داخل المياه الباردة ببطء ..
هو محق تماما .. ما أنا سوى وعاء فارغ كما قال ..
بالمقارنة مع أمثال دايمن و سنو .. حتى الآخرون من النخبة ..
شغفي و كل نضالي هو من أجل الفيكتورياد فقط ..
أما كشخص .. فلا أملك أي رغبة ولا أي طموح بهذا العالم ..
لأنني لست بفراي ستارلايت ..
لكنه مخطئ بشيء واحد ..
طموحي هذا … معاناتي و كل ما قاسيته من أجل هدفي الذي قد يراه تافها ..
إذا ما إستخفيت بي .. و بما أنا مستعد للتضحية به من أجل هذا الهدف التافه ..
فلن تعلم حتى كيف ستلتف الأفعى حول رقبة ذلك التنين الذي تفخر به ..
خرجت من الماء ببطء ..
مشيت خطوة بخطوة ..
بشرتي كانت نظيفة جدا ..
جسد رياضي شبه مثالي دون خدش واحد ببشرة بيضاء شاحبة ..
لكن عدد الندوب التي حفرت عميقا فوق هذا الجسد لم تختفي تماما ..
منذ حادثة طائفة الظلال .. أصبح جسدي يتعافى من أي ضرر بشكل مثالي و لا يترك أي ندوب خلفه ..
لولا هذه القدرة الثانوية .. كيف كنت سأبدو الآن ؟
أنزلت رأسي محدقا بذلك الجسد ..
يمكنني رؤيتها ..
مئات الاصابات .. التمزقات .. و الكدمات ..
و سأستمر بتلقي المزيد منها … إلى أن أحقق ذلك الهدف التافه الذي تحدثو عنه ..
الفوز بالفيكتورياد ، و إيجاد الطريق إلى عالمي .. إلى المنزل .
إرتديت درعي الخاص على الفور قبل أن أندفع من جديد بين الأشجار الشاهقة..
كنت بحاجة لأجد الأميرة بأسرع وقت ممكن ..
…
…
…
لاحقا .. و بمكان قريب من النهر الذي إستحم به فراي ..
ظهر العديد من الأشخاص دفعة واحدة بقيادة شاب ذو جثة ضخمة و شعر برتقالي مشتعل ..
“أين هو ؟”
سأل ماغنوس غريل محدقا بالمكان من حوله ..
بالمقابل أجابه الشاب النحيل رايغان ..
“لقد كان هنا بالفعل .. لكنه يتحرك باستمرار ما يصعب عملية إيجاده ..”
رغم تحديد موقع فراي عدة مرات سابقا .. لكن هذا الأخير كان يتحرك دوما ما صعب من عملية إيجاده فالساعة تعطي موقع فراي الأخير فقط ..
بالتالي و ببلوغهم لذلك المكان سيكون قد تحرك بالفعل ..
تكرر الأمر عدة مرات طيلة يومين حتى الآن..
بسبب ذلك خسر فريق السنة الثالثة الكثير من النقاط .
“لا فائدة من المواصلة بهذه الطريقة ..”
تكلم ماغنوس بهدوء قدر الإمكان بعدما بدأ يفقد أعصابه بالفعل .
“سنفترق من الآن فصاعدا .. إستعملو كل نقاطكم لو تطلب الأمر .. سنحاصر كل الأماكن التي تظهر بها إحداثياته… فور إجادكم له أرسلو إشارة على الفور ”
“علم !”
تجاوب الجميع مع التعليمات متوغلين داخل الغابة أكثر و أكثر..
من جهة أخرى .. فراي ستارلايت كان قد قطع مسافة كبيرة بالفعل ..
…
…
…
لم يكن الطلاب الوحيدين الذين تواجدو فوق أرض الجزيرة..
فالأساتذة كانو يتحركون دوما بالظلال مراقبين إياهم ..
اكثرهم نشاطا كان فينيكس الذي كلف بسيدة الثمان أرجل..
في حال وقوع حوادث يسمح له بنسفها على الفور و قد كان ذلك الشاب المعجزة قادرا على ذلك..
بفضل ذلك .. أصبح فينيكس صنلايت مقيدا تماما الآن بعدما كان يتجول بكثرة منذ بداية الاختبار..
بهذا .. تم منح الفرصة لهم أخيرا..
لتلك القوى الخفية التي تربصت بالظلال ..
فوق شاطئ الجزيرة المهجورة الذهبي ..
مشى رجل أنيق بشعر أسود مرتديا بدلة رسمية ..
نظاراته كانت تلمع وسط الظلام ..
واقفا هناك ظهر شخص آخر امامه..
كان رجلا ذو جسد عضلي و لحية بيضاء تماما ..
الأستاذ كايزر مونلايت إضافة لشخص آخر..
“مالوضع ؟”
سأل كايزر بينما أجاب الرجل أمامه ..
“تم وضع الإحداثيات .. بفضل مساعدة الأمير بات تجهيز المسرح النهائي أمرا ممكنا .. سننهي الأمر باليوم الأخير من الإختبار .”
أومأ كايزر ..
شد هذا الأخير قبضته مستذكرا الدمار الذي حل بعائلته ..
“لأقتلن كل من تسبب بذلك ..”
بفضل تلك الليلة .. فقد كايزر أخاه الوحيد .. ثم تم تدمير عائلته بشكل شبه كامل ..و حتى فقدو لورد عائلتهم الذي كان قوتهم الرئيسية ..
و المتسبب بذلك كان شخصا واحدا فقط ..
“فراي ستارلايت..”
كان البعض من المونلايت مقتنعين بأنه السبب ..
لكن لم يوافقهم الكثيرون الرأي ملقيين باللوم على الألتراس بالكامل ..
حك العجوز أمامه لحيته بعدما شعر بمشاعر رفيقه ..
“لم يتبقى الكثير من الوقت لذلك تمالك نفسك .. لم ينتهي عملنا بعد فإبن ميست يهاجم حلفاءنا باستمرار
..”
عبس كايزر بسماع الكلمات الأخيرة..
“لماذا يتورط إبن ذلك القاتل بشيء كهذا ؟ و كيف عرف بهويات جماعتنا بالمقام الأول ؟”
هز العجوز رأسه ..
“لو كنت أعرف الجواب لكنت قد وضعت حدا لذلك بالفعل ..”
غوست كان متغيرا غير سار .. هم لا يستطيعون القيام بأي حركة ضده بالوقت الحالي ..
“في حال كشفه لخطتنا و إبلاغها لفراي ستارلايت فقد يدمر كل شيء ..”
كان يعلم أن أعضاء عائلته من الطلاب لن يفشو أسراره .. لكن من يدري ما قد يحدث..
فكر كايزر قبل أن يحسم أمره ..
“أبقه بعيدا عن فراي ستارلايت .. إستخدم نفس الطريقة من السابق ..”
فهم العجوز على الفور لذلك أومأ قبل أن يتحرك ..
“علم .. سأغادر الآن فالبقاء معا سيجلب الشبهات ..”
لم يقل كايزر أي شيء .. فقط شاهد رفيقه الذي إختفى بشكل سحري ..
“سأنتظرك عندما يأتي اليوم الموعود … يا صديقي القديم ..”
مشى كايزر مونلايت بعيدا مكملا دوريته حول الجزيرة و كأن شيئا لم يكن ..
الإختبار كان يعد بالكثير بأيامه الأخيرة ..
…
…
…
بين طلاب صارعوا من أجل البقاء ، و آخرين تقاتلو باستمرار ضد بعضهم البعض ..
جلست الأميرة سانسا فاليريون داخل كهف الشجرة الخاص بها ..
آدريانا كانت لا تزال هناك .. أما جيسيكا فقد كانت تغادر باستمرار من أجل جلب الطعام ، المياه النظيفة و كل ما يلزم رغم أن الأميرة لم تطلب منها ذلك ..
اليوم الأخير بشكل خاص قد كان صامتا تماما ..
آدريانا لم تقترب من الأميرة .. ولم تتكلم معها ..
جيسيكا كانت تتكلم فقط عندما يتعلق الأمر بالعمل و توفير إحتياجاتهم ..
بالتالي ، كثيرا ما كانت تسرح الأميرة بأفكارها ..
آدريانا لم تلاحظ الأمر في البداية … لكن بعدما لم تستطع النوم مؤخرا إثر الأحداث الأخيرة .. إنتبهت إلى أمر معين ..
الأميرة سانسا .. لم تكن تنام أبدا ..
سارحة بأفكارها طوال اليوم .. أحيانا تتجول في الخارج ثم تعود ..
كأن الأمر نوعا ما ، غير مريح..
إلى أن جاء ذلك اليوم ..
-21 يوما منذ بدأ إختبار الجزيرة ..-
جالسين كالعادة داخل الشجرة العملاقة .. جيسيكا لم تكن بالجوار ..
أضاءت أعين سانسا عندما أحست بشيء ما ..
الأمطار كانت تهطل بغزارة مؤخرا في مشهد إعتاده الطلاب بالفعل ..
وقفت سانسا عند مدخل الشجرة محدقة بالمساحة أمامها ..
جثث البايج كانت لا تزال هناك .. فجيسيكا لم تنتهي بعد من تنظيفهم تماما ..
لكن مياه الامطار قد غسلت تلك الجثث المتعفنة بالفعل ..
من بين تلك الجثث .. ظهر شخص ما وسطها ..
آدريانا عبست على الفور برؤيتها لذلك .. مؤخرا كانت تخاف من ظلها ناهيك عن شيء كهذا ..
شاب بدا مثل الشبح بشعره الأبيض..
لكن سانسا ضيقت عينيها محدقة به ..
“فراي ؟”
بابتسامة تقدم هذا الأخير ناحيتهم ..
درعه الأسود ذلك ، و تلك الأعين الشبيهة بالدوامات ..
السواد قد إمتد إلى أسفل أعينه كدليل على قلة النوم ..
رغم ذلك بطريقة ما هو حافظ على وجهه الذي يعتبر وسيما حتى بالمقارنة مع طلاب المعبد الآخرين..
و كأنه أمير ساقط لمملكة شريرة قديمة ..
“مرحبا .. سانسا ..”
برؤية كيف جاءهم مباشرة .. هو لم يكن ضائعا ..
بل أتى إليهم عن قصد ..
آدريانا تسلحت بالفعل برمحها … أما سانسا فلم تأتي بأي حركة ..
فراي كان يعلم بأنه سيلاقي هذا النوع من الترحيب .. من آدريانا على الأقل التي لم يتوقع وجودها .. لذلك برر موقفه منذ البداية ..
“لا داعي لهذا الموقف العدائي .. فأنا لم آتي من أجل القتال ..”
إستدار اللورد ستارلايت ملقيا بنظرة خاطفة على جثث البيج من حوله ..
“يبدو أنه قد تمت زيارتكم من قبل بعض الرفاق مؤخرا .. وقد تعاملتم معهم جيدا ..”
بتجاهل كلام فراي الفارغ سلطت سانسا الضوء على ما يهم ..
“مالذي جاء بك إلى هنا ؟ هل إستخدمت النقاط من أجل كشف مكاني ؟”
سانسا و رغم كل ما حدث لها مؤخرا لكنها كانت لا تزال الأميرة بعد كل شيء ..
لم تكن عمياء لكي لا ترى الإختلاف بنقاط فراي مؤخرا عندما نزل 500 نقطة كاملة ..
ربط الخيوط لم يكن صعبا عليها ..
و حتى فراي نفسه لم ينكر الأمر ..
“بالفعل .. لقد أتيت من أجلك .. سانسا ..”
إعترافه بالأمر جعلها بحيرة أكبر ، لكن على الأقل .. هي لم تراه كعدو ..
“أتيت من أجلي تقول ؟ إذا تعال إلى الداخل .. لقد إبتللت بما فيه الكفاية ..”
إعطت سانسا ظهرها لفراي بينما دخلت إلى الشجرة العملاقة..
آدريانا كانت متفاجئة تماما من تصرف الأميرة .. هل ستسمح حقا لفراي بالدخول ؟
حاولت آدريانا قول شيء ما لكن سانسا لم تعطها المجال للكلام ..
فراي راقبهم بوجه خالي من المشاعر .. قبل أن يتبعهم إلى الداخل ..
حتى هو لم يتوقع أن تكون سانسا متساهلة معه .. لكنها على الأرجح قد قرأت مشاعره من وجهه منذ وقت طويل الآن..
لو كان يكن العداء لها لكشفته فورا ..
بمجرد أن وطأت أقدامه إلى منطقتهم الخاصة .. توقف فراي للحظة محدقا بالمساحة بالداخل ..
كانت شاسعة جدا ..
بوسائل بسيطة ، تم تجهيز 3 أماكن للنوم .. من جهة أخرى تم وضع المؤن و الطعام جانبا ..
الرائحة المنبعتة من مكان تمكث به 3 فتيات كانت مميزة تماما أفضل من القذارة بالخارج ..
حواس فراي قد إلتقطت كل شيء .. لكنه لم يبدي أي رد فعل ..
أشارت الأميرة له لكي يجلس .. آدريانا من جهة أخرى قد نأت بنفسها بعيدا عنه ..
كلما إلتقت أعينهم كانت الفتاة الجبانة تنكمش حول نفسها بعيدا ..
فراي ضحك مستذكرا كيف تحدثت إليه بنفسها عندما لم تكن تعرف هويته ..
البشر مخلوقات إنتقائية بطبعها .. و كثيرا ما تركب الموجة .. ففي حال حكم عليه بأنه شخص سيء من طرف جهة ما ستطبع عليه تلك الصفة متبعة إياه إلى يوم مماته .
و سمعة فراي لم تكن بأي حال من الأحوال بالسمعة الجيدة .
هذا الأخير كان يعرف ذلك جيدا ..
بجلوسه أمام الأميرة حدق الإثنان ببعضهما لثانية..
كلاهما إمتلك نفس الأعين السوداء الآن ..
“إذا .. هل لديك ما تقوله ؟”
سألت سانسا متكأة على الطاولة التي صنعتها جيسيكا بوقت سابق ..
فراي جمع ذراعيه قبل أن يبصق ما جاء من أجله ..
“ببساطة .. أنا أحتاج إلى مساعدتك .. سانسا ..”
أحتاج إلى المساعدة .. سانسا ..
كم من مرة سمعت الأميرة هذه الكلمات من فراي بالماضي ؟
لكنها كانت المرة الأولى التي تسمعها منذ نجاتها من الألتراس .
أو بالأحرى من فراي الحالي ..
“بماذا تحتاجني بالضبط ؟ أتريد تشكيل فريق ؟ لا .. لا أظنك من النوع الذي يريد واحدا ..”
فراي هز رأسه قبل أن يشرح لها ..
هو قرر كشف كل شيء بالفعل ..
“أحتاج مساعدتك من أجل التعامل مع شقيقك .. إيغون ..”
عبست سانسا فور سماعها لإسم إيغون ..
من جهة أخرى نهضت آدريانا من مكانها بعدما لم تتقبل ما سمعته ..
“فراي ستارلايت! أتجرؤ على تحريض سانسا ضد الأمير بهذه الوقاحة ؟”
بسماع كلمات آدريانا تنهد كل من فراي و سانسا بوقت واحد ..
لابد أن الفتاة الجاهلة لا ترى سوى إيغون و هو يتصرف مثل الأمير المثالي ..غير مدركة لجانبه الحقيقي ..
بنظرها ، لربما سانسا و إيغون أشقاء جيدون بالفعل .. فقط جعلتهم المنافسة ضد بعضهم البعض..
“آدريانا .. أرجو أن لا تتدخلي بالأمر .. فأنا أدرى منك بما يجب علي فعله من عدمه ..”
بأمر من الأميرة ، أطبقت آدريانا فاهها .. لم تتوقع تلك الفتاة أن تتخد سانسا جانب فراي امامها .
بالعودة إلى فراي .. سألت الأميرة..
“مالذي حدث ؟”
كيف إكتسب فراي عداء إيغون ؟
ببساطة.. هو شرح لها باختصار .. لم يخبرها بالضبط كيف حطم خطة إيغون فيما يخص كاي لوك ..
لكن سانسا حصلت منه على نظرة عامة حول الوضع بما أنه دمج جزءا كبيرا من الحقيقة بقصته ..
بعلاج ما سمعته بشكل صحيح ..
“إيغون حرض كل السنة الثالثة ضدك … من أجل إقصائك من الإمتحان ؟”
أومأ فراي ..
“هذا صحيح ..”
فكرت سانسا بعمق ..
أن يتعرف إيغون على شخص ما كعدو .. ليس بالأمر السهل فشقيقها يرى الجميع كقطع بين يديه ..
لكنها تعرف البعض من أسرار فراي .. و عن قوته التي أخفاها ..
يمكنها تفهم الموقف بطريقة أو بأخرى ..
“لكنني لا أفهم .. فراي ، بنقاطك الحالية فأنت قد نجحت بالفعل بالإمتحان .. لماذا تخاطر بالذهاب ضده حتى النهاية ؟”
بمعنى آخر .. يملك فراي ما يكفي لتجنب الطرد ..
يستطيع فقط إقصاء نفسه ..
لكن هذا لم يكن خيارا ..
“أحد قواعد الإختبار تنص على أنني يجب أن أصل إلى نقطة الإلتقاء الأخيرة لكي أتأهل إلى الدور القادم .. لن أستطيع القتال بالفيكتورياد بحال إقصائي الآن حتى بعدد نقاطي الحالي ..”
القاعدة الاخيرة من إختبار الجزيرة ..
-يشترط الوصول إلى المنطقة النهائية التي سيتم الإعلان عنها بنهاية الإختبار و إلا سيقصى اللاعب تلقائيا .
قاعدة واحدة كانت تقيد فراي بشكل كبير ..
بما أنه مضطر لبلوغها من أجل ضمان مقعده بالنهائيات .. فهذه فرصة جيدة لكي يتم الهجوم عليه و منعه من الوصول ..
بما أن الجماعة المتطرفة التي أرادت رأسه لم تتحرك بعد .. فهو لا يستطيع تضييع الوقت مع طلاب السنة الثالثة..
سانسا حدقت بفراي قليلا قبل أن تسأل سؤالا كان يشغل بالها منذ بعض الوقت ..
“فراي .. مالذي يعنيه الفيكتورياد لك ؟”
“كل شيء ”
أجاب فراي بشكل فوري ..
برؤية كم كان جادا بالأمر .. لم تفهم سانسا السبب .. لكنها لم تحفر أكثر..
“أنت تحتاج لمن يوقف طلاب السنة الثالثة إلى نهاية الإختبار .. لكي تبلغ المنطقة النهائية بأمان ..”
أومأ فراي رغم أن ذلك لم يكن صحيحا ..
أراد تلك الحماية من أجل التعامل مع خصومه من المونلايت بشكل مريح .. لكنه لم يجد أي فائدة من إخبار سانسا بذلك ..
فكرت الأميرة لبعض الوقت قبل أن تجيب ..
“لا بأس .. سأساعدك ”
تفاجأ فراي للحظة من كيف حصل على موافقتها بسرعة .. لكنه أخفى ذلك بضحكة ..
“آسف .. فدوما ما ينتهي بي الأمر الى استغلال صداقتنا بهذه الطريقة . ”
أمام فراي المعتذر ، سانسا هزت رأسها ..
“أنا لا أساعدك بالمجان .. بل هو دين أحاول سداده .. بما أنك أنقذتني بالفعل مرة .”
كلماتها تلك عادت بهم إلى اليوم الذي الذي واجهوا به فيريث ..
لولا فراي ، من يدري مالذي كان ليحدث وقتها ..
رغم أن النظام له دور كبير بسبب مساعدة فراي ذلك اليوم .. إلا أن هذا لا يغير من حقيقة أنه أنقذها مرة بالفعل ..
بهذا .. حصل فراي على ما جاء من أجله ..
لكنه لم يستطع إخفاض دفاعه للحظة حتى ..
بحركة سريعة سحب سيفه على الفور ليصد ضربة مباغتة سقطت عليه من الجانب ..
جيسيكا ثيفنين قد عادت و لا تبدو ودودة اطلاقا..
أطلق فراي على الفور موجة من أورا الظلام مبعدا جيسيكا التي أطلقت قوة الجاذبية محاولتا تقييده ..
“أميرة ! إبتعدي ريتما أتعامل مع الدخيل !”
لابد أنها ظنت أنه جاء من أجل مؤنهم أو النقاط على رؤوسهم ..
لذلك هاجمت على الفور ..
فراي تعرف عليها لذلك كان يفكر بكيفية إيقافها لكنه لم يضطر إلى ذلك ..
*سوووش*
من العدم ، إنقضت مئات الخيوط السوداء ممسكة بجسد جيسيكا مقيدة إياها ..
الأقوى بالسنة الثانية لم تستطع القيام بأي شيء ضد تلك القوة ..
مربوطة بتلك الخيوط السوداء توقفت جيسيكا أخيرا محدقة بدهشة في الأميرة..
“أبعدي هالتك … جيسيكا .. هو صديق ..”
على مضض .. إمتثلت جيسيكا بما أنها لم تملك الخيار ..
من جهة أخرى ، حدق فراي حائرا بتلك الخيوط التي إنبعثت من داخل ظل سانسا ..
لسبب ما .. وجهه أظلم بمجرد رؤيتها ..
حررت الأميرة جيسيكا بينما أعطتها أوامر جديدة على الفور ..
“جيسيكا .. قومي بجمع كل من تبقى من طلاب السنة الثانية ..”
بحيرة من أمرها لم تفهم جيسيكا ما كان يحدث بالضبط ..
بالمقابل بدا و كأن فراي قد فهم ما أرادته الأميرة ..
“سانسا هل انت ؟”
بإيماءة أكدت الأميرة على أفكاره ..
“بما أن إيغون جعل السنة الثالثة تهاجمك … فسنجعل نحن السنة الثانية تقوم بالدفاع عنك .”
مثلما حصل إيغون على دعم السنة الثالثة ، كانت السنة الثانية بصف سانسا بالفعل ..
فراي توقع هذا النوع من المساعدة سابقا ، لذلك إختار الأميرة في المقام الأول..
“لكن .. أميرة إذا ما ذهبت الآن..”
“انه أمر.. جيسيكا سأشرح الوضع لاحقا .”
إشتكت جيسيكا لكن الأميرة لم تترك لها المجال .. بل جمعت ظلها قبل أن تعود إلى فراي..
“ريثما تقوم جيسيكا بجمع السنة الثانية بالكامل ستبقى معنا هنا .. فراي .. في حال قدومهم الينا قبل ذلك ..”
بابتسامة جمعت الأميرة يديها خلف ظهرها ..
أعينها السوداء القاتمة كانت بارزة تماما ..
“سأتولى أمرهم بنفسي ..”
حدق فراي بالأميرة أمامه .. حتى هو لم يتوقع هذا التطور بالأحداث ..
…
…
…