منظور الشرير - الفصل 118
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
فوق أرض الجزيرة المهجورة ..
لم يتبقى سوى القليل من اللاعبين ..
لكن يمكن القول انهم كانو خيرة ما تبقى من طلاب المعبد ..
كل واحد منهم قد عاش قصته الخاصة منذ بداية الإختبار…
بالقرب من أحد زوايا الجزيرة المظلمة ..
تلك الشجرة العملاقة كانت لا تزال ملاذ الأميرة ..
سانسا رفقة آدريانا ، و الآن إنضمت إليهما جيسيكا ثيفنين منذ بعض الوقت..
كثيرا ما كانت تهطل الأمطار ، لذلك إحتمى الثلاثي داخل الشجرة التي كانت أشبه بالكهف ..
سانسا .. بشعرها الأشقر المبلل و أعينها المائلة إلى السواد .. حدقت بالسماء الكئيبة بوجه شارد تماما ..
من يدري مالذي كان يشغل بالها الآن .. لا أحد يستطيع إعطاء الإجابة..
“أميرة .. البقاء تحت هذه الأمطار ليس جيدا لك ..”
“لا بأس .. جيسيكا .. أحب شعور الأمطار و هي تغمر جسدي ..”
كانت جيسيكا تخاطب الاميرة من داخل الشجرة .. حاولت إقناعها بالدخول عدة مرات حتى الآن لكن سانسا لم تأبى الدخول ..
آدريانا من جهة أخرى بقيت بالداخل طوال الوقت .. كانت هادئة تماما بما أن جيسيكا كانت بالجوار ..
سانسا لم تبرح مكانها ..
هذه الأمطار التي بللتها باستمرار ..
كان شعورا مريحا للأميرة .. و كأنه يتم تنظيفها تماما من كل شيء نهش روحها المسكينة تلك ..
تحت هذه الأمطار الغزيرة .. هي وجدت نوعا من الخلاص ..
بابتسامة إستدارت سانسا ناحية جيسيكا ..
“أمتأكدة من رغبتك بالبقاء هنا ؟ جيسيكا .. لقد كنت تنافسين على المراتب المتقدمة ..”
بالفعل جيسيكا ثيفنين كانت تشغل مرتبة عالية جدا منذ بداية الامتحان .. لكن بعد خمولها و ملازمة الأميرة مؤخرا هي لم تعد ضمن أفضل 10 حتى ..
“لا فائدة من المحاولة .. لا أستطيع هزيمة ذلك النوع من الوحوش ..”
بعد الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها ضد سنو .. إقتنعت جيسيكا بأن الرتبة الاولى مستحيلة عليها .. كما أنها ضمنت التأهل سلفا بما أن السنة الثانية لم تكن بذلك التميز ..
بالتالي بقيت رفقة الأميرة طيلة الوقت من أجل حمايتها ..
“بما أنه قرارك .. فلن أعترض ..”
“شكرا لك .. أميرتي ..”
جيسيكا ثيفنين تعاملت بلطف شديد مع الأميرة.. لكنها كانت شديدة البرود مع آدريانا ..
بعد كل شيء ، هي رأتها مجرد علقة تلتصق بالأميرة من أجل مصالح شخصية رغم أن الأميرة قد صرحت بالفعل بأن آدريانا هي صديقتها ..
بدأت الأقوى بالسنة الثانية تفكر بالفعل بكيفية التخلص منها قريبا ..
وسط كل ذلك ..
إرتعش جسد جيسيكا بينما عبست الأميرة و آدريانا على حد سواء..
سمع جميعهم ذلك الصوت ..
صوت الأقدام التي ضربت الأرض باستمرار ..
كان الصوت يصبح أعلى شيئا فشيئا .. أيا كان القادم فعددهم كان كبيرا ..
كبيرا جدا..
“تراجعي ! أميرة!”
ركضت جيسيكا على الفور ممسكة بسيفها المنحني على شكل هلال بينما وقفت أمام سانسا ..
هذه الأخيرة بقيت هادئة تماما.. أما خلفهم فقد أمسكت آدريانا برمحها ..
“ماهذه اللعنة ؟”
الأصوات كانت شديدة بالفعل .. و كأن جيشا يشحن ناحيتهم ..
و بعد بضع ثواني ..
تمكنوا من التعرف على المصدر أخيرا ..
بأطرافه الكثيرة و ذلك الوجه الذي يشبه القناع ، لقد كانت مخلوقات البايج المرعبة ..
“أطعمني ! أطعمني! مي ! مي !”
العشرات ظهروا دفعة واحدة ..
كان العدد جنونيا لدرجة أن وجه جيسيكا قد أظلم تلقائيا ..
“أميرة! سأحاول إيقافهم لذلك أهربي رجاءا !”
إندفعت جيسيكا ناحية رجس الكابوس أمامها ..
باستخدام الاورا خاصتها إلى أقصاها قامت بنشر حقل من الجاذبية القوية دافعة بالمخلوقات بعيدا ..
بسيفها المميز ، إنقضت مباشرة على أقرب واحدا من مكانها ..
“أطعمني ! أطعمني !”
“إخرس !”
قطعت جيسيكا بعنف بينما تصارعت مع مخلوق البايج ..
كانت تمتلك الافضلية المطلقة بحيث أنها قطعت أطراف الرجس بسرعة كبيرة بينما أخضعته بواسطة الجاذبية ..
لكن هذا كان صحيحا في حال مواجهة 1 ضد 1 فحسب ..
بمجرد أن قتلت أحد البايج .. مغطاة بدماء هذا الأخير القذرة .. تفاجأت جيسيكا بعدد مهول من نفس المخلوق يندفعون نحوها مخترقين حقل الجاذبية بقوة ..
على هذه الحال سيتم إلتهامها تماما من قبل هذا العدد الهائل ..
كانت جيسيكا في حيرة من أمرها ..
لماذا هاجمت مخلوقات الكابوس بهذه الأعداد ؟ ذلك لم يكن منطقيا ..
بطريقة ما .. مخلوقات البايج لم تبدو و كأنها تهاجم .. بل شيء آخر تماما ..
و كأنها تهرب …
لم تستطع الفتاة معالجة أفكارها بشكل صحيح وسط ذلك العدد من مخلوقات الكابوس..
من خلفهم أمسكت آدريانا بيد سانسا بوجه سيطر الرعب عليه .
“سانسا .. لنهرب بسرعة نحن لن نتمكن منهم !”
آدريانا كانت ترتعش بالفعل ..
بالكاد أمسكت برمحها ناهيك عن القتال .. لكن سانسا كانت هادئة تماما ..
هي أبعدت يد آدريانا بينما مشت ناحية ميدان المعركة ..
“أتقترحين أن نتخلى عن جيسيكا الآن بينما نهرب بعيدا ؟”
آدريانا لم تقل شيئا .. كانت تعرف أن ذلك فعل حقير .. لكنها لم تملك الخيار ..
كانت خائفة من النظر إلى تلك الأشياء .. اعصاب تلك الفتاة لا يمكن أن تتحمل ..
لكن سانسا لم تهتم ..
“لا بأس .. لن يمسك شيء ..”
أظلمت أعين سانسا ..
“لن أسمح بذلك ..”
بالعودة إلى جيسيكا .. حوصرت هذه الأخيرة تماما ..
بالكاد صدت كل الهجمات العشوائية التي أتت من كل مكان ..
“أطعمني ! أطعمني !”
بعد التعرض لكل تلك الهجمات .. ظهرت ثغرة بدفاع جيسيكا .. إستغلها أحد البايج من أجل الهجوم ..
كانت أطراف الوحش القذر على وشك ضرب جيسيكا ..
لكن صوت الإصطدام لم يأتي أبدا ..
جيسيكا تفاجأت من رؤية يد سوداء عملاقة تظهر من العدم ..
تلك اليد السوداء المرعبة قد أمسكت بالبايج الذي صرخ وسطها باستمرار ..
معاناة البايج لم تدم طويلا عندما سحقته تلك اليد بعنف محطمتا برأسه أحد الصخور العملاقة..
الهجوم كان عنيفا لدرجة أن البايج قد تحول إلى عجينة لحم ..
سانسا كانت تقف بجانب جيسيكا بالفعل ..
من أمامهم .. العشرات من ذات المخلوق ..
الأميرة مدت يدها ناحيتهم .. و كأنها تطلب منهم الإمساك بها ..
لكن ذلك لم يكن صحيحا ..
بمجرد مدها لتلك اليد .. توسع ظل سانسا الى الأمام شاملا مساحة هائلة تحت أقدام البايج ..
وجدت مخلوقات الكابوس نفسها تقف فوق ظل أسود ..
ظل حمل أورا مشؤومة ..
بحركة أخرى من يدها ..
إنفجر الظل مرسلا العديد من المجسات السوداء على شكل رماح عملاقة إخترقت مخلوقات البايج بجنون لدرجة ثقب أجسادهم تلك محولة إياهم الى حقيبة مسامير …
إرتفعت أجساد البايج عاليا بفضل تلك المجسات ..
دماءها الحمراء قد تسربت بغزارة فوق المجسات السوداء مغيرة من لونها قليلا ..
كان المشهد مرعبا ..
جيسيكا ثيفنين حدقت غير مصدقة ..
الأميرة بجانبها كانت لا تزال بنفس الوجه .. لكنها بدت مثل شخص آخر تماما ..
لم تكن أعينها الوحيدة التي صبغت بالأسود .. بل حتى شعرها الاشقر ذاك قد أظهر بعض الخصل السوداء الآن..
جيسيكا لم تعرف ما تفعل لذلك هي أمسكت بالأميرة التي بدت مثل شخص حالم ..
“أميرة!”
بمجرد سماعها لتلك الصرخة .. بدا و كأن الأميرة قد إستعادت حواسها ..
إنحسر الظل ثانية مسقطا مخلوقات البايج المعلقة بالسماء .. سقطو جميعا بلا حول ولا قوة ..
أمسكت سانسا برأسها بتعبير جاف ..
“…”
بقيت صامتة ..
من ناحية أخرى .. ترددت جيسيكا بالكلام ..
“أميرة .. هل أنتي ..”
“أنا بخير..”
أجابت سانسا بسرعة ..
“لا بأس .. كل شيء بخير ..”
لم تقل جيسيكا شيئا .. ولا آدريانا المرعوبة من خلفهم ..
كلاهما قد فكر بنفس الشيء على الأرجح..
‘ماذا كانت تلك القوة بالضبط ؟ …’
الإجابة كانت مبهمة .. لكن تلك الاورا التي أحسو بها .. جلبت قشعريرة مست كيانهم ..
وسط جثث البايج .. هم لم يهنأو بدقيقة تفكير حتى.. عندما إهتزت الأرض بشكل أعنف بكثير من سابقه ..
“ماذا الآن ؟!”
لعنت جيسيكا ..
لم يأخذ الامر سوى ثانية واحدة ليظلم وجهها تماما ..
سمعت الفتيات الثلاث ذلك الصوت ..
صوت نحيب شديد .. مصحوب بزئير مرعب ..
آدريانا كان سيغمى عليها بالفعل بأي لحظة الآن..
حدق الجميع بذلك الكيان الهائل الذي كان يتجه نحوهم ..
بالتفكير في الأمر .. إستوعبت جيسيكا ما كان يحدث ..
مخلوقات البايج تلك لم تكن تهاجمهم .. بل كانت تهرب..
تهرب من متفرس أكثر رعبا..
” سيدة الثمان أرجل ..”
ذلك المخلوق العظيم .. بأطرافها تلك و شكلها المشابه للعنكبوت ..
كانت قريبة منهم بدرجة مرعبة ..
بعد إنشغالهم بقتال مخلوقات الكابوس بالسابق فشلو بملاحظتها ..
و الآن كانت بهذا القرب منهم ..
تجمدو جميعا بمكانهم محدقين بها ..
أما هي .. فقد فعلت المثل ..
بعشرات الأعين المرعبة .. حدقت بهم سيدة الثمان أرجل من بعيد ..
أعينها تلك ركزت على شخص واحد فقط ..
تبادلت النظرات معها .. مع الأميرة ..
تلك الأعين السوداء ..
سيدة الثمان أرجل قد توقفت ..
تجمد الجميع مكانهم بمشهد غير مفهوم ..
جيسيكا أحست و كأن قلبها سينفجر بأي لحظة الآن .. أما آدريانا فقد فقدت الوعي منذ بعض الوقت ..
سيدة الثمان أرجل قد بقيت واقفة مكانها تنظر إليهم ..
و بعد بضع دقائق .. حدث أمر عجيب ..
سيدة الثمان أرجل ، حركت ارجلها و تحركت أخيرا..
لكنها لم تتقدم ناحيتهم .. بل إستدارت مغادرة المكان ..
إنفتحت أعين جيسيكا على مصرعيها و هي ترى مخلوق الكابوس العظيم الذي تجاهلهم .. بل تفاداهم ..
لم تصدق ما رأته ..
بوجه مذهول أدارت رأسها ناحية الأميرة .. التي كانت تحدق بشدة بمخلوق الكابوس ..
مالذي حدث الآن ؟
لماذا لم تهاجم السيدة ؟
لم تكن تعرف الإجابة ..
لكن لسبب ما .. هي كانت متأكدة من أن السبب يقف بجانبها ..
سيدة الثمان أرجل لم تكن أعظم مفترس فوق هذه الجزيرة..
…
…
…
-اليوم 19 فوق للجزيرة –
الأيام كانت تمضي بمعدل سريع ..
النهاية بدأت تصبح مرئية شيئا فشيئا.. و أسماء المتأهلين قد بدأت تظهر للعيان ..
منخرطين بمعاركهم الخاصة .. كان اللاعبون يقاتلون بكل ما لديهم ..
-منظور سيرس مونلايت –
“…”
كم يوما قد مضى بالفعل منذ وطأت قدمي هذه الجزيرة ؟
مسحت شعري بحذر متأملتا لونه الأبيض ذاك ..
لون ورثته من والدتي ..
تساءلت أحيانا مالذي يراه الناس عندما ينظرون إلي بكل مرة ؟
أعينهم قد حكت الكثير ..
كثيرا ما سمعت البعض يتغنى بجمالي ..
و كثيرا ما رأيت تلك الخناجر بأعينهم .. أعين تحسدني ..
لكن على ماذا ؟
مالذي رأوه بي ؟
لربما لو حاولوا النظر إلى ما يوجد بالداخل بدل الخارج ..
لربما حينها كانو سيدركون كم كان فارغا ..
لربما كانو سيرون تلك الخيوط التي حركت هذا الجسد طيلة هذه السنوات ..
منذ تلك الحادثة .. شعرت و كأن عقلي على وشك الانفجار ..
فقدت السيطرة .. ثم إستخدمت قوة لم أدري من أين جاءت حتى ..
و كأنها أجابت على ندائي ..
على تلك الأحاسيس التي مزقتني بشدة ..
حياتي منذ البداية قد بنيت على كذبة .. كل شيء آمنت به منذ الليلة التي ماتت بها أختي الكبرى.. كان محض مسرحية كتبت بإتقان بواسطة محرك دمى ..
و الذي حطم تلك المسرحية لم يكن سواه ..
الشخص الذي كرهته .. لا على من أكذب الآن ؟
لم أتقبل حقيقة وفاة والدي الذي إحتقرته من كل أعماقي .. لذلك بحثت عن شخص آخر القي بتلك الكراهية عليه ..
و ذلك الشخص كان فراي ستارلايت.
لكن الاقدار شاءت أن يكون هو مخلصي من مسرحية الدمى هذه من بين كل الناس ..
على الأقل .. الآن إمتلأت تلك الفجوة بالداخل ..
إمتلأت بالكراهية .. لكن تجاه الشخص الصحيح ..
بايلور مونلايت .. محرك الدمى اللعين ..
لم يغادر عقلي قط ..
أحسست و كأنني سأجن على هذا المنوال ..
الوقت الوحيد الذي شعرت فيه ببعض الخلاص .. كان عندما واجهت مخلوقات الكابوس تلك ..
تلاعبت بالجليد بحرية تامة ..
أحسست و كأن نظرتي قد أصبحت اكثر كمالا الآن..
و أكثر قوة ..
حطمت كل ما إقترب مني بواسطة الرماح و السيوف ..
ثم تلك الكروم الجليدية الشائكة التي زحفت كالأفاعي ممزقة كل خصومي ..
مشيت ببطء مشكلة قطعة فنية من الثلج خلفي بكل مرة ..
قوتي كانت تتزايد ..
لكنها ليست كافية…
لا تكفي من أجل قتل ذلك الرجل ..
لذلك خطوة بخطوة ..
سأواصل إصلاح تلك الفجوة بداخلي ..
الفجوة التي تحطمت إلى مئات القطع ..
و عندما يحين الوقت .. سأمزقه ..
عانقت نفسي بواسطة أجنحة من الجليد النقي ..
لقد إنتهت مسرحية الدمى .. لكن العرض لم ينتهي بعد ..
ليس قبل أن تموت .. بايلور مونلايت..
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
-اليوم 20 من اختبار الجزيرة-
10 أيام إلى أن ينتهي الإختبار ..
لقد حددت موقع سانسا و كنت متوجها ناحيتها .. لكنني توقفت عندما لاحظت سيدة الثمان أرجل اللعينة تتجول بالقرب منها ..
بالتالي أجبرت على إنتظار مرور ذلك الشيء اللعين ..
جالسا فوق شجرة عملاقة راقبت السيدة الغبية و هي تتمشى بالأرجاء ..
“إلى متى ستظل هنا ؟”
كوني طفلة مطيعة و إلعبي بعيدا ..
حككت شعري بانزعاج ..
وضعي مزري ..
20 يوم وسط الخلاء قد ذكرتني بالقوة بأيام أراضي الكابوس الشرقية..
وكأنني عدت إلى جذوري ..
لكن بفضل ذلك كنت قذرا تماما ..
“أحتاج إلى حمام..”
لا أظن أن أي شخص سيستطيع الاقتراب مني برائحتي هذه..
لو شمها أحدهم لربما سيقوم بمقضاتي بتهمة قتل الأبرياء برائحة القذارة ..
ثم سأكون مجبرا على المثول أمام آيفار من أجل تبرير كيف قتلت طلاب المعبد برائحتي الكريهة ..
لينتهي الأمر بطردي من المعبد و إرسالي إلى منزل ستارلايت من أجل أخذ حمام مطول كنوع من العقاب ..
وسط أفكاري الداخلية .. صفعت رأسي بوجه مهموم ..
“هذا سيء ..”
فراي المجنون كان على وشك العودة الآن ..
البقاء بأراضي الكابوس ليس فكرة جيدة فذلك الزر برأسي قد يشتغل بالخطأ محولة إياي لشخص مجنون ..
قفزت من مكاني مندفعا ناحية تلك البحيرة ..
“الإستحمام أولا ..”
بلغت البحرية بسرعة ..
ملقيا بنظرة على تلك المياه الصافية كنت على وشك خلع درعي … لكنني توقفت عندما شعرت بوجود آخر..
بإلقاء نظرة فاحصة .. هو كان يجلس هناك ..
بشعره الأشقر و جسده العضلي ذاك ..
برزت عضلات الصدر العريضة إضافة إلى أكتافه و وشم التنين على ذراعه ..
“دايمن..”
حدقت به لبعض الوقت بينما فعل المثل ..
لم أعرف ما هو الخيار الصحيح للقيام به ..
هل أهاجمه ؟ أتجنبه ؟
لكنه قطع الصمت بنفسه ..
“مالذي تنظر إليه ؟ هل ستدخل أم أنك ستحدق بي مثل الأبله ؟ أم أنك من ذلك النوع المولع بالرجال ؟ اذا كانت الاخيرة فآسف لكنني محب للنساء لا المخنثين ..”
…
شعرت بالغباء لإطالتي التفكير أمام شخص كدايمن ..
“لم أتوقع أن ترحب بشخص قد يهاجمك بأي لحظة ..”
دايمن العاري قد واصل إسترخاءه دون مبالاة ..
“لا تكن أحمقا .. أنا أستحم الآن لذلك لن أقاتل .. كما أن جسدي هو سلاحي لذلك أستطيع التعامل مع أيا كان ما سيظهر أمامي..”
“لديك وجهة نظر ..”
خلعت درعي بالكامل مظهرا جسدي العاري ..
عضلات البطن السداسية ، الصدر و الأذرع ..
إمتلكت جميعها بالفعل .. لكن فرق الحجم كان شاسعا جدا بيني و بين دايمن ..
بدوت مثل شخص رياضي يعتني بجسده ، أما دايمن فقد كان أشبه ببطل كمال أجسام ..
إسترخيت بالجانب الآخر سامحا لجسدي بالراحة .. أما أعين دايمن فقد حدقت لبعض الوقت بوشم الافعى على يدي اليسرى ..
كان الامر طريفا بالفعل ..
شابان عاريان أحدهما بوشم تنين و الاخر افعى ..
بابتسامة أشرت إليه أن يبعد عينيه ..
“لا تحدق بي هكذا .. فأنا الآخر أفضل السيدات و ليس الغوريلا من أمثالك ..”
“اللعين ..”
إبتسم دايمن هو الآخر بعدما رددت له كلماته ..
بطريقة ما .. شاركت الحمام مع آخر شخص جاء ببالي ..
….
….