منظور الشرير - الفصل 109
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
شعرت بوخز الشفرة اللاذع على رقبتي الهشة ..
أولئك الفرسان كانو دقيقين حقا .. فمثل هذه السيوف تستطيع قطع الفولاذ بسهولة ناهيك عن رقبة إنسان .
لكن الأمير اللعين كان بين يدي ..
لا يبدو أن إيغون يستطيع إستفزازي بالكلمات بعد الآن فقد تضرر حلقه بشدة كافية ..
كان هنالك بعض المقاومة منه ، لكن محاولة التخلص من تلك اليد مستحيلة عليه .. فباليريون ينام بداخلها لذلك يمكن القول أنها اصلب يد يسرى بهذا العالم اللعين..
بأمر واحد مني يمكن لباليريون الخروج من يدي على الفور و محو رأس إيغون..
كان هذا الأخير ساكتا أجل ، لكن وجهه المبتسم حتى في هذا الموقف و كأنه يتحداني أن أفعلها كان يروي رواية أخرى ..
أردت إنهاءه بشدة .. لكن الموت هو كل ما ينتظرني في حال قيامي بذلك ..
فسيوف فرسان الطاولة المستديرة ستفتك بي باللحظة التي يموت بها الامير..
لقد إرتكبت خطآ فادحا هذه المرة ..
بوجه فارغ و أعين مظلمة أرادت الحفر بداخل ذلك الامير.. تركته ليسقط أرضا محاولا إلتقاط أنفاسه ..
“هيهي .. فراي يا فراي .. من ظن أنك تستطيع إبداء هذا النوع من ردود الأفعال .. ”
نهض الأمير ببطء مواصلا الكلام بطريقته المعتادة و كأن شيئا لم يكن و مشيرا للفرسان بعدم قتلي بالوقت نفسه ..
لم يكن يجب أن أفعل ما فعلته .. فقدت السيطرة للحظة و بذلك أكدت شكوك إيغون .. لقد منحته نقطة ضعفي على طبق من ذهب ..
شددت قبضتي بينما حاولت إخفاء مشاعري قدر الإمكان ..
“أواثق من ذلك .. إيغون ؟”
بإصرار من هذا الأخير تراجع فرسان الطاولة المستديرة بضعة خطوات بتردد .. لكنهم كانو لا يزالون جاهزين للضرب فور قيامي بأي حركة..
“واثق من ماذا ؟ هناك الكثير من القضايا التي تقبل هذا السؤال من ناحيتي ”
أجاب ايغون بطريقة مسلية .. بعبارة أخرى.. كنت مجرد واحد من عشرات بل مئات الأشياء التي تعامل معها الامير..
لربما لم أكن الأول ولا الثاني حتى بقائمة أولوياته ..
لكنني لم أهتم .. كنت أتفادى الإحتكاك بالأمير .. لكن الوضع الآن تحول إلى شيء آخر تماما بما أنه يريد الوقوف بطريقي أثناء الفيكتورياد.. لو حدث ذلك فسيشكل عقبة أكبر من سنو نفسه ..
“أواثق من جعلي .. عدوا لك ؟”
كرد على سؤالي إبتسم ايغون ..
“تسألني ما إذا كنت واثقا ؟ هل لربما تظنني مترددا ؟ شخص غير متأكد من أفعاله ؟ .. لا وجود لشيء كهذا لدي .. فكل ما أقوم به يتحول تدريجيا ليصبح هو الخطوة الاصح .. لا يوجد شيء آخر عدا ذلك ”
“ياله من غرور ”
“لك حرية التفكير بالأمر مثلما تريد ”
“لا تندم لاحقا إذا”
التقط إيغون مقعده بينما جلس بلا مبالاة ..
“لا تزال قطعة لا أفهمها يا فراي .. أن يكون شيء معنوي مثل حدث الفيكتورياد هو أغلى ما تملك .. رغم أنك لا تملكه حتى .. لا أفهم حتى مالذي تحاول إثباته
.. لكنني مهتم برؤية ردة فعلك عندما تخسره ..”
شددت قبضتي ببطء ..
“يمكنك محاولة إيقافي ”
*بفتتتت*
ضحك إيغون بمرح ..
“أتظن أنك ستنجو ؟ عندما أقوم باستهدافك بشكل مباشر ؟”
لم أرد البقاء أكثر من ذلك.. كنت أخشى أن أهاجمه من جديد .. لذلك استدرت مغادرا ببطء .. لكنني أجبت عليه بكلمة واحدة .. أنا لن أنجو فحسب ..
“سأفوز ”
بهذا متجاهلا فرسان الطاولة المستديرة الذين كانو يقمعونني بهالاتهم باستمرار طيلة الوقت … أنهيت لقائي المشؤوم مع الامير إيغون فاليريون..
الفيكتورياد … لقد إرتفع مستوى الصعوبة الآن ليصل أقصى حدوده ..
…
…
…
بدأ الوقت يمضي ..
إختبار الجزيرة كان مقدرا له أن يبدأ بعد أسبوع واحد فقط ..
الوقت كان ضيقا جدا .. لذلك حبست نفسي و لم أتكبد عناء حضور الفصول حتى ..
بعد كل شيء هي لن تفيدني إطلاقا ..
كنت بحاجة إلى تجهيز نفسي لما هو قادم .
الإستعداد لمناطحة أقوياء النخبة أمثال سنو و غوست
..إضافة الى دايمن فاليريون..
الفئة التي تنوي قتلي داخل المعبد …
ثم الأمير إيغون الذي إكتسب الكثير من النفوذ داخل المعبد مؤخرا ..
كنت بمفردي بشكل كامل .. و النجاح بمهمة مستحيلة كهذه يتطلب مني إستغلال كل شيء من حولي بلا رحمة..
ملقيا بنظرة على الحاسوب المفتوح فوق المكتب .. حفرت تلك الكلمات داخل عقلي ..
المهمة النهائية : الفوز بالفيكتورياد.
مكافأة : يحق للمستخدم طرح سؤال واحد و سيكون مهندس النظام مجبرا على الإجابة .
عقوبة الفشل : ختم النظام لسنة كاملة .
الفشل ليس خيارا ..
عقلي طيلة الأيام التي قضيتها منعزلا ، قام بمحاكاة كل ما يمكن أن يحدث ..
مرارا و تكرارا .. لدرجة الجنون .
وسط كل ذلك .. لاحظت تلك الكلمات التي لم تختفي حتى الآن..
فراي ستارلايت (روح مزدوجة)
لا تزال موجودة ..
ينبغي للذكريات التي حفرت داخل هذا الجسد أن تكون قد إختفت بالفعل ..
إذا ما خطب هذه الروح المزدوجة الآن ؟
الكثير من الغموض ..
أحسست و كأن رأسي على وشك أن ينفجر ..
عندما كان الأمر يصل إلى هذا الحد كنت أمسك بسيفي و أواصل التدريب ..
كان ذلك هو ملاذي الوحيد .
…
…
…
العد التنازلي بدأ ..
بينما إنهمك فراي بتدريبه الخاص .. كان الوقت يمر بسرعة كبيرة ..
تم تجهيز الخطط ، حملت السيوف و جهزت الرماح ..
الكل كان يجهز للفيكتورياد بطريقته الخاصة .
سنو الذي حمل سيفه بشدة كالعادة محطما كل دمى التدريب أمامه .. شخص مثله لم يكن يستطيع الخسارة أمام أي أحد كان .
داخل فصول الآبيس .. كان جسد دايمن فاليريون ينفجر بخطوط البرق بينما طبعت علامات قبضته على كل شيء من حوله .. وحش ينتظر أن يتم إطلاق سراحه أخيرا ..
غوست الذي جلس وحيدا وسط الظلام شاحذا خناجره .. فتاة بشعر أبيض تبحث عن معنى و طريق جديد لحياتها ..
مقاتلو النخبة .. كل منهم كان يحاول إثبات شيء ما .. سواء لأنفسهم ، أو للعالم أجمع .
و حتى أولئك من لم يكونو طلابا ..
داخل غرفة مغلقة بعيدة عن أنظار الجميع ..
جهزت جماعة معينة خطتها من أجل الفتك به .. فوق تلك الطاولة التي طعنت بمختلف الخناجر و السكاكين .. و لم يضئها سوى ضوء شمعة واحدة .. يمكنك رؤية صورته بوضوح .. صورة فراي هناك .
..
الامير إيغون كان يجلس بشرقته كالعادة بينما ركع أمامه إثنان من الطلاب الأكبر سنا ..
الأول كان فتا بشعر أسود مربوط و جسد مدرب جيدا ، الثانية كانت ميساندي الفتاة التي جلبت فراي سابقا ..
كلاهما أكد نفس الكلمات .
إيغون أومأ برضى ..
الفيكتورياد.
تلك الجماعات المجهولة أكدت على أهدافها بصوت واحد .
“فراي ستارلايت سيموت بإختبار الجزيرة القادم .”
من ناحية أخرى ، أكدت ميساندي و الطالب بجانبها للأمير .
“تم تجهيز كل شيء … أميري … السنة الثالثة ستتحرك بكاملها ضده أثناء الإختبار .. ضد فراي ستارلايت”
الكثير من السيوف على ما يبدو .. كانت موجهة نحو شخص واحد ..
و قد جاء اليوم الموعود أخيرا ..
…
…
…
-منظور فراي ستارلايت-
“إنه اليوم إذا ..”
نهضت من سريري ..
لم انم منذ بعض الوقت .. لذلك كنت جاهزا بالفعل ..
فوق المكتب .. تواجدت أحد هدايا أختي لي …
وفر المعبد تلك الدروع المزعومة التي كانت أشبه بملابس المغتالين ..
لم يكن درعا بل مجرد رداء غطى معظم الجسم ..
تم تجهيزه بتقنية معينة .. عندما يتلقى هذا الدرع ضررا مميتا ستتفعل آلية الحماية بداخله و يصد الضربة ، بالمقابل سيرسل موجة إرتدادية تتسبب باغماء المستخدم و بالتالي يتم اقصائه من الامتحان .
صحيح أن المعبد هو من يجهز الزي الموحد ، لكن أولئك من كانو من العوائل و النقابات الكبرى سمح لهم باستقبال دروعهم الخاصة من عوائلهم ..
و ها نحن ذا .. حملت ذلك الرداء الذي جهزته ادا ..
درع أسود نفاث ، ببعض الزخارف الانيقة عليه .. كان مريحا جدا و بدون أي وزن يذكر ..رسم شعار ستارلايت عليه بشكل أنيق .
سيوفر حرارة مناسبة للجسم بكل الظروف و يسهل الحركة بشكل كبير ..
كان هذا رفقة السيف الذي أرسلته هما أفضل ما يمكن لآدا توفيره بالوقت الحالي ..
كانت دقيقة جدا .. السيف الذي تم إرساله كان في الفئة B أقصى فئة مسموحة و بنفس طول و مواصفات باليريون الذي إعتدت إستخدامه .. كنت ممتنا لذلك .
حملت حاسوبي و خزنته كالعادة .
كان وشم باليريون يعمل كحلقة أبعاد بدوره .
يمكنني الغش و محاولة إخفاء بعض الأشياء بداخله ما يسهل الإختبار .. لكن المخاطرة كانت كبيرة لذلك لم أقم بذلك ..
فقط الحاسوب ما أحتاج اليه الآن.
بارتداء الدرع ، و القاء نظرة على نفسي أمام المرآة .. بدوت أشبه بمغتال ما من العصور الوسطى ..
ازداد السواد أسفل عيني من التفكير و السهر الكثير .. اما شعري الأبيض فقد كان لا يزال كما هو ..
حملت سيفي و غادرت ..
“حان وقت التحرك”
(شكل تقريبي لدرع فراي)
…
…
…
ساحة المعبد .
إصطف الجميع هناك ..
الكل كان يرتدي ملابس المعركة الآن و كأننا نحضر للحرب ..
كان زي المعبد ذو اللون الأبيض طاغيا بشكل خاص .
لكن هنا و هناك سترى بعض الأشكال المميزة لدروع بعض الافراد ذوي المكانات العليا .
كنت أحدهم لذلك جلبت بعض الأنظار الغير مرغوب بها ..
لكن لا أحد كان يجرؤ على إبقاء إتصال بالأعين معي .. ربما ذلك بسبب شكلي الذي يوحي و كأنني أمير ساقط لمملكة شريرة ..
بعيدا إلى الأمام.
تواجدت إثنان من البوابات الضخمة .
كانت تضيء بلون ازرق مهيب أطلق تقلبات قوية جدا من الاورا..
تلك كانت هي طريقنا نحو الجزيرة .
قبل ذلك ، تم منحنا الساعات الذكية التي تم الحديث عنها سابقا .
بمجرد وضعها فوق يدي أضاءت الساعة ..
على ما يبدو هي لن تعمل أبدا مالم تكن متصلة بجسدي .
عرضت الساعة مخططا ثلاثي الأبعاد لجزيرة عملاقة .
قسمت الجزيرة بخطوط عرض و طول .
من الجانب كانت خطوط العرض مسماة بالأرقام من 1 الى 10
و من الاعلى سميت خطوط الطول بالحروف من a الى j
بالتالي سيرمز للمناطق داخل الجزيرة بهذه الطريقة حسب المربع الذي تواجدت به مثلا a1 للمنطقة الاعلى أقصى اليسار و هكذا لبقية المناطق .
كانت سهلة الفهم تماما .
عدا ذلك عرضت الساعات بعض المعلومات الشخصية .. حالتي البدنية و عدد النقاط الذي كان يشير إلى 0 حاليا.
كما أن لائحة الترتيب كانت فارغة .
إصطفت السنوات من الأولى إلى الثالثة يمينا إستعدادا للدخول أولا.
فور قيامنا بذلك شعرت بالكثير من الاعين علي ..
لكنني تجاهلت الأمر . توقعت حدوث ذلك نوعا ما ..
من ناحية أخرى كانت بقية السنوات يسارا .
قبل الدخول ، رأيت فريق أساتذة المعبد إضافة إلى المدير يقفون بالمقدمة .
آيفار أخذ انتباه الجميع بكلمة واحدة.
“طلاب المعبد .. انتم الآن على وشك إختبار أول تحدي عملي حقيقي بحياتكم على الأرجح .. تذكر دوما أن هدفك هو البقاء على قيد الحياة قبل كل شيء .. صحيح أن هذه هي فرصتكم من أجل البروز و معرفة مدى قوتكم .. لكن لا تدعوها تكون نقطة النهاية”
“سيتحرك أساتذة المعبد بشكل منفصل و يراقبون من الخلف في حال حدوث شيء طارئ .. كما أننا نراقب الجزيرة بشكل كامل لذلك إحتمال حصول حوادث ضئيل .. لكن لا تدع ذلك يجعلك تخفض دفاعاتك .. فلا شيء مطلق بهذا العالم .”
جمعت الإمبراطورية معظم السحرة من أجل هذا الحدث .. تم إلقاء سحر قوي غطى الجزيرة بأكملها ، من خلاله سيتم بث جميع أحداث الإختبار للعالم بأكمله .
البث متأخر بيوم كامل لذلك يستطيع المختصون التعديل عليه على الدوام و عرض فقط أفضل الأحداث.
لذلك سكان الإمبراطورية كانو موعودين بالإثارة طيلة الشهر القادم .
و كنا نحن هم المادة التي سمحت بذلك .
“حظا موفقا للجميع ..إختبار الجزيرة يبدأ الآن.”
بتلك الكلمات سمح لنا بالإندفاع ناحية البوابة الضخمة .
بدأ الجميع يدخل الواحد تلوى الاخر.
إنخرطت مع طلاب السنة الأولى و دخلت ببطء .
فور قيامي بذلك ضربتني موجة الاورا الخاصة بالبوابة قبل أن أخطو فوق رمال رطبة بدل الارضية الصلبة قبل قليل .
التغيير المفاجئ للمناخ و البيئة المحيطة كان مربكا حقا فبمجرد دخول البوابة وجدت نفسي الآن أقف وسط الرمال و البحر بجانبي .
أما ما كان على يميني .. فكل ما رأيته كان تلك الأشجار العملاقة التي ذكرتني بأراضي الكابوس الشرقية..
غابة لا أرى نهاية لها و شاطئ من الرمال الذهبية .
لم أكن الوحيد المنبهر ، بل المئات من طلاب السنوات من الأولى إلى الثالثة .
كانت هنالك قاعدة جانبية منعت مهاجمة بعضنا البعض أول ساعة من الإمتحان لذلك لم يحدث أي قتال .
إستمر الذهول لبعض الوقت .. لكن سرعانما أعادنا صوت طنين حاد إلى الواقع .
أرسلت الساعات الذكية إشعار موحدا لجميع المتواجدين بدون إستثناء ما جعلني أتفقد ساعتي على الفور .
و ما كتب كان واضحا.
-فراي ستارلايت-
يرجى التوجه إلى المنطقة E6 ..
المهلة : ساعة واحدة
المكافأة : 5 نقاط للوصول ، نقاط إضافية في حال الوصول اولا .
بالقاء نظرة على الخريطة ..
كنت أقف حاليا فوق النقطة F9 ..
كانت المسافة بعيدة ..
جدير بالذكر أن الجميع تلقى نقطة مختلفة عن الآخر..
لكن في نفس الوقت ، هنالك الكثيرون الذين تلقو نفس النقطة E6 مثلي ..
بالتالي و بدون سابق انذار .
إهتزت الأرض عندما تدفقت الاورا و اندفع الجميع مقتحمين الجزيرة المشؤومة ..
زلزلت الأرض معلنة بشكل صريح ..
لقد بدأ إختبار الجزيرة ..
…
…
…