منظور الشرير - الفصل 108
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“مضى بعض الوقت .. فراي ..”
“بالفعل..”
صافحت يد سنو .. بمجرد تلاقي أيادينا شعرت بمسامير الجلد شديدة الصلابة التي حصل عليها بعد حمل السيف بجنون طيلة الأشهر المنصرمة ..
بطلي الذي كتبته بعناية أكثر من غيره كان يصبح أقوى .. لربما أسرع من أحداث الرواية حتى ..
لأكون صادقا .. لم أكن ممتنا لذلك .. لكنني كنت مضطرا لمواجهة الواقع ..
إجتمع طلاب النخبة بفضل ما حدث قبل قليل .. لم يكن الجميع حاضرا لكنني رأيت الكثير من الوجوه المألوفة ..
كان معظم الفصل B حاضرا .. لكن لم يأتي الكثير من الفصل A ..
أبرز الوجوه من عندهم كانت سنو و غوست ..
جدير بالذكر أن كلانا ستارلايت قريبتي كانت حاضرة هي الأخرى و قد كان الجو بيننا غريبا تماما بحيث انها كانت تجفل كلما تلاقت أعيننا ..
حاولت تجاهل الامر فحسب بما أنني كنت على دراية تامة بسبب تصرفاتها ..
لم أرى سيرس أو الأمير بالجوار ..سيلينا كانت غائبة هي الأخرى..
لم يحدث الكثير .. أغلب المحادثات كانت تخص الحدث القادم ..
إختبار الجزيرة ..
“الإختبار هذه المرة سيكون شاملا و لن يكون مجرد معارك فردية .. سنواجه السنوات العليا ..”
أشارت كلانا ستارلايت لبعض الحقائق ..
“ماذا عن تشكيل فريق ؟ تعلمون .. بين أفراد السنة الأولى .. بهذه الطريقة سنستطيع صد أكابرنا بشكل فعال ..”
كلانا كانت توجه حديثها بشكل خاص ناحية سانسا و سنو ..
كانت الأولى اميرة لها سيطرة غير معلنة على الفصل B. إضافة إلى علاقاتها القوية ، أما سنو .. فقد كان الاقوى بصفه و السنة الأولى بشكل عام .. بما أن إيغون كان غائبا فيمكن القول أنه كان يحمل التأثير الاكبر..
سنو كان حاسما هذه المرة عندما هز رأسه ..
“آسف … لكنني ضد هذه الفكرة ..”
لربما تهيأت كلانا لسماع أراء معارضة .. لكنها لم تتوقع أن يتم رفضها تماما منذ البداية .. لذلك لم تستطع سوى الحفر أكثر..
“لماذا ؟ السنوات العليا يملكون أفضلية كبيرة مقارنة بنا .. الن يتم إكتساحنا من طرف واحد في حال ما قاتلنا بشكل منفرد ؟”
كلماتها حملت بعض الواقعية ، لكن ليس بشكل كامل ..
“لقد أخطأتي بأمرين .. كلانا ستارلايت ”
أجابت سانسا هذه المرة بدلا من سنو ..
“إقتراحك واقعي لن أنكر ذلك .. لكنه عديم الفائدة عندما يأتي الامر إلى فصول النخبة .”
الأذكياء قد إستوعبوا كلماتها بالفعل ..
أومأ دانزو ..
“أنا موافق تماما .. قد يكون الامر منطقيا بالنسبة لبقية الطلاب العاديين الذين هم بحاجة إلى التكاثف من أجل الوقوف ضد من يكبرهم ، لكننا النخبة .. ”
ضرب دانزو قبضتيه ..
“أريد أن أجرب إلى أي مدى يمكنني الذهاب ضدهم .. من هم بالسنة الثانية و الثالثة .”
معظم الحاضرين كانو موافقين تماما ..
سنو هو الآخر لم يقل شيئا .. كان يخطط بالفعل للذهاب ضد نخبة السنوات العليا ..
وافقت سانسا على كل الكلام أعلاه ثم أضافت عليه ..
“هذا بالنسبة للخطأ الأول.. أما الثاني ، فهذا هو الفيكتورياد الذي يقدم الفرصة من أجل البروز وحيدا .. تكوين فريق كهذا لن يكون فعالا بما أننا سنتقاتل من أجل النقاط في النهاية ..”
بما أن من يوجه الضربة الأخيرة هو من يأخذ النقاط.. فيمكن توقع الخلاف الذي قد ينشب بيننا ..
بهذا .. تم إحباط فكرة تشكيل فريق منذ البداية و لم تستطع كلانا قول أي شيء ..
كملاحظة جانبية .. رأيت بعض اليأس على وجه آدريانا التي كانت مؤيدة للفكرة .. كانت مراقبة التغييرات المرئية على وجهها مسلية نوعا ما ..
بالنهاية .. إفترق الجميع و تم حسم موقف نخبة السنة الأولى..
“الكل يقاتل لنفسه .”
لم نتكبد عناء انتظار سماع رأي الأمير أو القلة الآخرين الذين لم يظهرو .. موقفهم كان واضحا منذ البداية انهم ضد الفكرة ..
بالتالي تراجعت ببطء رفقة دانزو ..
كشخص يعرف طباع شخصيات فصل النخبة .. كنت أعرف أن هذا الكلام لن يكون صحيحا بالضرورة لجميع الحاضرين ..
الوقت وحده يستطيع منحي الإجابة على تخميناتي العشوائية..
بعد الإبتعاد بمسافة كافية توقفت مكاني موجها رأسي نحو الأسفل ..
“حان الوقت لتظهر نفسك … غوست ”
دانزو كان في حيرة من أمره في البداية لكنه قفز إلى الخلف مذعورا عندما أشتد سواد ظلي و خرج غوست ببطء ..
“سحقا لك ! ما هذا ”
دانزو لم يكن يعرف أن غوست موجود بهذا القرب لذلك ردة فعله كانت حقيقية تماما ..
“لم أتوقع أن تتم ملاحظتي ..”
تكلم غوست بهدوءه المعتاد كالعادة متجاهلا دانزو الذي كان يصرخ عليه ..
“اه .. لم أشعر بك ، لكنني توقعت قدومك بهذه الطريقة ..”
صححت سوء الفهم على الفور ، لا نريد من أفضل مغتال بالمستقبل أن يشكك بقدراته ..
“غوست يابن السافلة الا تستطيع القدوم مثل الأشخاص الطبيعيين ؟!”
لا يبدو أن دانزو سيترك الامر يمر..
تلاقت أعين دانزو المشتعلة مع تلك الميتة الخاصة بغوست ..
كان مزيجا غريبا تماما ..
“لماذا قد أفعل ذلك ؟”
برزت العروق فوق جبهة دانزو بعد سماع الرد الهادئ ..
“لكي لا أتفاجأ عندما تظهر من مؤخرة ظل فراي !”
“لا أستطيع ترك الحمقى من أمثالك يلاحظونني عندما آتي .. والا لن يكون للأمر معنى ..”
لم أندهش من كلمات غوست العدائية بقدر ما أذهلني كيف قالها بدون تغيير بتعابير الوجه ..
“فالتأكل قبضتي إذا ”
كان دانزو على وشك اللكم لكنني طوقته من الخلف بالوقت المناسب ..
“فالتهدأ دانزو .. هو محق ”
كلماتي تم إساءة فهمها عندما صرخ دانزو بشكل أعلى ..
“مالذي تقوله أنت الآخر ايها المخنث ! ”
اه..
“فالتسمعني فحسب ! هو أتى بهذه الطريقة لأن ما يريد قوله هو شيء لا يريد للآخرين سماعه !”
أخيرا و بعد عناء .. هدأ دانزو قليلا بعد التفكير بالأمر..
تنهدت مدركا لحجم الضجة التي سببناها قبل قليل ..
“لربما ذهبت كل جهودك سدى .. غوست ”
هذا الأخير هز رأسه ..
“لا بأس .. لقد كنت أتوقع رد فعله لذلك نشرت ظلي مقدما و حجبت الصوت ”
بيني و بين غوست .. لم يعرف دانزو كيف يتجاوب بعد الآن..
كان الامر مسليا نوعا ما .. في البداية توقعت غوست ، ثم قام هذا الأخير بتوقع دانزو ..
بدت هذه العلاقة غريبة تماما..
بالعودة إلى الواقع ..
“إذا غوست .. احزر أن سبب قدومك لربما متعلق بما حدث داخل عائلة مونلايت أليس كذلك ؟”
أومأ القاتل الصامت .. لم يظهر ذلك لكنه كان ممتنا كيف سهلت سير الحديث ..
“تم محو إسمي إضافة إلى هذا المهرج من سجلات ما حدث .. أحزر أن ذلك كان من أجل حمايتنا من الإستهداف أو الإشتباه ..”
غوست قد بحث بالموضوع بجدية على ما يبدو ..
أستطيع تفهم سبب إخفائه رفقة دانزو .. بعد كل شيء قد يشتبه بأنهم متورطون مع الألتراس في حال بقاء آسمائهم فوق الطاولة .. خصوصا بعد تحريف الحقائق و قول أن بايلور قد فقد أثناء المعركة..
غوست واصل كلامه بهدوء و نظرة ذات معنى على وجهه ..
“لكن إسمك لا يزال موجودا .. فراي .. يمكن القول أن وضعك ليس جيدا البتة ..”
“مالذي تعنيه ؟ هل هم يظنونه المتسبب بذلك الهجوم ؟”
سأل دانزو غير متقبل للأمر..
ما حدث داخل البالاديسو كان عبارة عن فوضى عارمة ..
صودف أن المادام آي قد تحركت بنفس الوقت الذي كنت فيه مشغولا بقتال بايلور و عائلته ..
بتداخل هذا و ذاك وصلنا إلى هذه المعضلة ..
في الحقيقة ، لو لم يثبت أن بايلور خائن .. لربما كنت أتهمت رفقة عائلة ستارلايت بأكملها بالتواطؤ مع الألتراس و شن هجوم مشترك ..
لكن الحظ لم يكن ضدي تماما ..
“أهنالك أي أسماء يجب أن أتذكرها بشكل خاص ؟”
سألت بجدية و قد أجاب غوست على الفور ..
“هناك العديد .. لكن معظمهم من الطلاب العاديين و العاملين المتطرفين فقط .. الوحيد الذي يجب أن تنتبه له .. هو أحد الأساتذة ..”
عقد غوست ذراعيه بينما إستحضر إسمه ..
“كايزر مونلايت .. إنه في الفئة S و أحد المدرسين الجدد ..”
كايزر مونلايت.. حاولت تذكره من بين الحاضرين بالحدث سابقا ..
“إنه صاحب البدلة السوداء الذي شرح تفاصيل الاختبار.. من الصعب نسيانه هو و تلك النظارة الغبية التي يرتديها ..”
ذكرني دانزو بشكله لذلك إستذكرته على الفور ..
شخص في الفئة S قد يستهدفني إذا هاه ..
بدأت الآن أفهم كلمات المدير آيفار التي حثتني على المغادرة ..
جدير بالذكر أن هذا كان ما أكتشفه غوست فقط .. من يدري عدد الأشخاص الآخرين الذين يتربصون بي هنا ..
“لا أفهم كيف يفكر أولئك من هم بالأعلى .. فراي ستارلايت ما نوع اللعنة التي ولدت بها لتجلب هذا العدد المهول من الاعداء لنفسك ؟”
تذمر دانزو عندما حاول تخيل الموقف من ناحيتي .
“لا تعليق لدي ..”
كان هذا ما يعنيه العيش كفراي ستارلايت ..تحمل ضغط مجنون حتى النهاية ..
“سأحاول تحري البقية بأقرب وقت ممكن ..”
“سأساعد ..”
لربما شعر الإثنان بأنهما متورطان معي بما أنهما ساعداني سابقا ..
لربما فعلا ذلك بدون سبب ..
كنت أقدر ذلك .. لكن ..
“مهلا .. ”
إستوقفت كلاهما …
“أقدر ما قمت به حتى الآن.. غوست .. و أنت الآخر دانزو ، لكنني سأكون ممتنا لو إبتعدتما عن هذه القضية من الآن فصاعدا ..”
“مالذي تقوله الآن و أنت بهذا الوضع بحق ؟”
إجابة دانزو كانت متوقعة ، أما غوست فقد إلتزم الصمت ..
“بما أن أسماءكم لم تعد مطروحة الآن.. أتركوني أتعامل مع الامر بطريقتي ولا تتورطا معي أكثر من ذلك .. سأتعامل مع مشاكلي الخاصة بنفسي لذلك لا داعي للقيام بأي شيء ”
“مالذي ..”
“أوقف ما كنت تقوم به غوست .. لقد خاطرت بما فيه الكفاية بالذهاب لهذا الحد ضد من هم في الفئة S .. هذا المستوى ليس مناسبا لكم يا رفاق ..”
“إذا هل هو مناسب لك ؟ فراي ستارلايت ؟”
هذه المرة غوست هو من تقدم و سأل ..
لم يكونو في المستوى الذي يخولهم مواجهة من هو في الفئة S .. كانو مجرد طلاب سنة اولى بالمعبد ..
لكنني كنت مجرد طالب مثلهم ..
بدت حجتي واهنة تماما من هذه الناحية ..
إبتسمت بتكلف مستذكرا الحقائق ..
“فالتبحث عن ضوء آخر .. غوست ..انا لا أصلح لأكون الضوء الذي تقاتل بظله ..”
مشيت ببطء مبتعدا عنهم ..
“بعد كل شيء .. أنا غارق بالظلام اكثر منك بالفعل ..”
“هاي إنتظر !”
متجاهلا صرخات دانزو .. غادرت المكان تاركا إياهم خلفي ..
هذا كان للأفضل ..
لا يجب أن يختارني غوست .. بل يجب أن يختار سنو..
دانزو لا يجب أن يتورط معي أكثر من ذلك … و إلا الموت هو كل ما ينتظره ..
لا أريد تحطيم الرواية أكثر من ذلك .. لهذا يجب أن أواصل بمفردي ..
كما أن هذه العلاقات كانت مثل المخدر لي .. التخلص منها كان ضروريا قبل أن تتعمق أكثر..
“نعم .. هذا للأفضل ..”
بهذه الكلمات أقنعت نفسي بينما تجولت بين طلاب المعبد ..
كانت أفكاري كثيرة جدا .. القتال داخل الفيكتورياد و البقاء متيقضا لأي هجوم خارجي .. الأمر كان صعبا.
خصوصا داخل الجزيرة التي سيتم بث ما يحدث فوقها لكل أنحاء العالم .. لذلك يمكن توقع مراقبة شديدة على أرضها ..
بهذا لن أستطيع إستخدام باليريون على الأرجح..
حاولت التفكير بسيناريوهات متعددة .. لكنني توقفت عندما ظهرت تلك الفتاة أمامي ..
كانت تنظر إلي مباشرة .. شعر أرجواني و أعين صغيرة شبيهة بمن عاش بشرق آسيا قديما .. كانت طويلة للغاية بالنسبة لفتاة .. من وجهها لوحده إستنتجت أنها كانت أكبر مني بسنتين أو ثلاث .. و من زيها المدرسي كانت مثلي من النخبة ..
“فراي ستارلايت..”
“هذا أنا..”
أجبت باختصار مستعدا لأي شيء .. لربما كانت أحد المعترضين الذين تكلم عنهم غوست ..
لكنني كنت مخطئا ..
“أنا ميساندي من نخبة السنة الثالثة .. أتيت لإستدعائك ..”
“باسم من ؟”
“الأمير إيغون فاليريون ”
أجابت الفتاة أمامي على الفور ..
“يرغب الأمير برؤيتك الآن ..”
إسم غير متوقع قد ظهر ..
الأمير الافعى كان يرغب برؤيتي ..
لأكون صريحا لم أكن ارحب بفكرة لقائه ..
لربما شعر و كأنني أقوم بدعم سانسا أو شيء من هذا القبيل ؟.
آسف .. لكنني لست مهتما ..
“أعتذر .. أنا مشغول الآن..”
واصلت السير بلامبالاة متجاوزا ميساندي ..
هذه الأخيرة عبست قليلا قبل أن تتحدث دون الإلتفاف ناحيتي ..
“ال X الذي قتل كاي لوك .. أنا لا أقترح الأمور هنا .”
تجمدت مكاني ..
لا .. بل صعقت مكاني ..
“مالذي تفوهتي به الآن؟”
إستدرت ناحية الفتاة المدعوة ميساندي .. غير مصدق لما سمعت ..
“أنت ستأتي معي الآن.. فراي ستارلايت.. الرفض ليس خيارا ”
أعين ميساندي البنفسجية كانت تطلق وهجا قويا بالفعل .. لربما ستهاجم بأي لحظة ..
لكن هذا لا يهم ..
إيغون إكتشفني بالفعل .. أبكر بكثير مما ظننت ..
أن يرسل لي هذه السافلة لتقاتلني .. لا هذه ليست طريقته .. يعرف أنني أستطيع التعامل معها .
إيغون لم يكن بسيطا .. كنت متأكدا من أنه لم يرسلها للقتال ..
لا .. لربما سيحدث أمر غير متوقع لو واجهتها .. خصوصا و أننا بالقرب من طلاب المعبد ..
بمعرفة الطبيعة الحقيقية لإيغون .. أفضل قرار الآن هو ..
رفعت يدي مستسلما ..
“لا داعي لهذا التهجم الشديد .. سآتي معك ميساندي
.”
إقتربت منها ببطء ..
“قدي الطريق ..”
…
…
…
و بهذا ظهرت مشكلة لربما هي الاكبر بين سابقاتها ..
وجدت نفسي أصعد درجا قاد إلى مكان مألوف ..
كنا داخل إقامة النخبة فوق شرفة أطلت على الحديقة بالخارج ..
هنا تحدثت إلى الأمير في الماضي .. بينما شرب كلانا الشاي ..
هذه المرة .. لم يكن هنالك أي شاي فوق الطاولة ..
كان الجو كئيبا و ملبدا بالغيوم ما لم يتناسب مع هذا الوقت من السنة الذي كان ربيعا ..
واضعا كلتا يديه فوق الطاولة ، بابتسامته المعتادة .. كان جالسا هناك ..
“إيغون ..”
بمجرد بلوغنا وجهتنا إنحنت ميساندي ..
“لقد أحضرته .. أميري ..”
لوح إيغون بيده لها ..
“عمل جيد.. يمكنك المغادرة الآن.”
إنحنت ميساندي مرة أخرى قبل أن تغادر ..
لوهلة بدونا بمفردنا حقا .. لكنني كنت أعلم بأن هذا لم يكن صحيحا ..
بابتسامة ساخرة أخذت بنظرة ناحية ميساندي التي إختفت بالفعل ثم ناحية إيغون ..
“لم أكن أعلم بأنك تمتلك تابعين مخلصين بين الطلاب أيضا ..”
“هذا أمر طبيعي لمن هم بمكانتي الا تظن ذلك ؟”
تجاوب إيغون معي بشكل طبيعي ..
“معك حق ..”
“أترى ؟ نحن متفقان .. الآن إجلس ..فراي ستارلايت”
كان يشير إلى الكرسي أمامه ..
سحبته ببطء .. بينما جلست بحذر .
أمامي كان الأمير ، و فوق الطاولة تواجدت رقعة شطرنج مجهزة بكل القطع .. لكن لسبب ما كانت كلها بلون واحد ..
“هل أنت مهتم ؟”
سألني إيغون مراقبا التعبيرات التي صنعها وجهي ..
“أتعني الشطرنج ؟”
هز إيغون رأسه..
“لا .. ما أقوله لك هو هل أنت مهتم بأن تصبح لاعبا ؟”
“مالذي تتحدث عنه ؟”
لم أكن أفهم مالذي كان يحاول قوله ..
“لقد هربت منها يا فراي ..لقد هربت من لوح الشطرنج هذا. ”
حرك إيغون القطع بشكل عشوائي .. بامعان النظر .. كانت القطع كثيرة جدا .. و الرقعة كانت أكبر من تلك الخاصة بالشطرنج ..
“ما أقوله هو أنك لست بقطعة بعد الآن.. لا توجد قطعة تتحرك بمفردها بعد كل شيء .. لذلك أنا أسألك مالذي تكونه أنت ؟”
لاعب ..
فهمت الآن مالذي عناه إيغون..
عندما وصفني باللاعب .. هذا يعني شخصا يمكنه اللعب معه و يكون خصما له فوق طاولة اللعب..
بمعنى آخر .. الامير قد بدأ يتعرف علي على أنني عدو له ..
بضحكة جافة أنكرت كلامه ..
“أنا مجرد قطعة تسير على أهوائها أيها الامير .. يبدو أنك تقدرني كثيرا ..”
“لا وجود لشيء كهذا يا فراي .. و حتى إذا صح كلامك .. فالقطع التي تسير لوحدها يجب أن تدمر .”
“يالها من كلمات مخيفة تقولها ..”
“أختي سانسا ..”
توقف إيغون بينما عبث بقطعة شطرنج بدت مثل الملكة ..
“سمعت أنها قريبة منك ..”
“ليس بشكل خاص ..”
“إذا ما هو موقفك ؟”
كنت أعرف ما عناه إيغون .. لكنني واصلت الكلام من خلف القناع الذي وضعته منذ بدأ هذه المحادثة ..
“موقف ستارلايت واضح .. لم تأخذ العائلة أي طرف حتى الآن سواءا الأمير أو الاميرة..”
“اعلم أن ستارلايت حياديون .. ما أريد سماعه هو موقفك أنت … فراي ستارلايت.”
…
إستمر الصمت للحظة قبل أن أجيب ..
“لأكون صادقا .. لست مهتما .. ”
“إجابة مثيرة للإهتمام .. هذا يعني أنك لست مهتما بمن سيكون الإمبراطور القادم ..”
“بالضبط ..”
أكدت كلامي ..
“هذا لا يكفي ..”
“ماذا ؟”
فجأة شعرت بالقشعريرة تلدغ جسدي .. إحساس بالخطر ..
“لا يكفي على الإطلاق .. فراي ستارلايت .. مالذي يضمن لي أنك لست عائقا ؟”
عائق ..
“أخبرتك .. أنا لست مهتما ب ”
“لالا .. أنت مخطئ ..”
أوقفني إيغون… تعابير وجهه تغيرت تماما ..
إبتسامته لم تكن إبتسامة الامير الأنيق ..
لقد كانت شيئا ملتويا عكس شخصيته الحقيقية ..
“لقد كنت عائقا مرة .. و دمرت إحدى خططي بالفعل و يمكن أن تفعلها مرة أخرى مستقبلا … إحتمال حدوث ذلك وارد .. قطعة مجهولة لا أدري شيئا عن ما في جعتبها .. بفتت لا تجعلني أضحك ..”
إيغون فاليريون لا يستطيع السماح بشيء قد يقف ضد خططه بالوجود .
صحيح أنني قد أعربت عن عدم نيتي بالذهاب ضده قبل قليل .. لكن الأمير لا يثق بالكلمات و هي لا تعني له شيئا ..
مالم يملك شيئا يثبت بنسبة 100% أنني لن أعترضه أنا الذي فعلها من قبل فوجودي بحد ذاته يشكل مشكلة كبيرة له ..
ضحك الأمير بينما دفن وجهه بين ذراعيه ..
“فراي أوه .. عزيزي فراي .. مهما فكرت في الأمر ، أنت يجب أن تموت ..”
لم يتراجع الامير و قال تلك الكلمات مباشرة بوجهي ..
إبتسمت له أنا الآخر..
“قتلي صعب أليس كذلك ؟”
أومأ ايغون ..
“بالفعل ..”
إكتسب ايغون الكثير من القوة داخل المعبد بعد الإقتحام الأخير..
لكنه لا يزال يجهل ما أخفيه تحت أكمامي ..
خصوصا بعلمه أنني نجوت من ملحمة المونلايت..
في حال فشله بقتلي و ذهاب ستارلايت كلها ضده .. هو يخاطر بشكل كبير بوضعه الحالي ضد الأميرة بسباق العرش و بخططه بشكل عام ..
على الأقل الآن داخل المعبد .. لا أظن أنه سيقوم بقتلي ..
كما أنني لا أعتقد أنه يأخذني بجدية بالكامل .. والا لكنت ميتا الآن..
“انت مثير للإهتمام .. فراي .. لا أعلم فيما تفكر الآن لكنك لم تتأثر بتاتا حتى بذكري لموتك .. هاها فراي .. أنت حقا لا تخاف الموت أليس كذلك ؟”
الموت ؟
ضحكة بفتور مفكرا بالأمر ..
“الموت يبدو خيارا جيدا بالنسبة لي..”
سيكون أكثر راحة بكثير ..
“ثم كيف يمكنني مواجهة شخص مثلك إذا ؟ عائلتك ؟ لا تبدو و كأنها تعني الكثير لك ..كما أنها صعبة المنال ..”
لا يمكنه تهديدي بآدا .. هي بعيدة عن يده بما أنها لورد ستارلايت الان..
فكر إيغون للحظة قبل أن يبتسم بشكل واسع ..
“أتعلم لقد راقبتك كثيرا يا فراي .. منذ اللحظة التي شككت فيها بأنك ال X الذي أبحث عنه .. شخص مثلك .. أنت بسيط حقا.. بدون طموح و بدون أي نقاط ضعف تذكر .. لم أستطع سلبك و لو شيئا واحدا ..”
شعرت بالإشمئزاز و أنا أستمع إلى حديثه الملتوي … و تساءلت بجدية عن مالذي كان يحاول الوصول له بكل هذا ..
و قد جاءت الاجابة ..
“لكن أتعلم هناك شيء واحد أنت مهتم به بشدة .. رغم أنك أخفيت الأمر كثيرا .. لكن لغة جسدك لا تكذب ..”
“مالذي ؟”
“الفيكتورياد ”
بمجرد ذكر هذه الكلمة تغير تعبير وجهي الذي لم يتغير حتى بذكر الموت ..
“بفتت .. أنظر اليك يا فراي ستارلايت.. هذه هي أليست كذلك ؟ ”
“إيغون أنت..”
“ماذا عن هذا إذا ؟ رغم أنني أرى من الصعوبة أن تفوز به .. لكن ماذا لو سلبتك إياه ؟ الفيكتورياد الذي تتوق له بشدة حينها أتساءل ما تعبير الوجه الذي
*بووووم*
فجرت الطاولة إلى قطع بينما طارت رقعة الشطرنج بعيدا ..
بحركة واحدة إمتدت يدي اليسرى مثل أفعى جامحة ممسكتا بحلق إيغون بشدة مرعبة رافعا إياه للإعلى ..
بضحكة مرعبة لشخص يختنق موتا تمتم إيغون بكلماته بصعوبة ..
“لا تقتلوه ”
لا أدري متى أو كيف ..
لكني 4 شفرات مطلية بالأورا كانت مستقرة على رقبتي بينما كنت لا أزال أرفع الأمير عاليا ممسكا به من رقبته ..
كنت محاطا بأربع
فرسان مدرعين شديدي القوة … لكنني لم أهتم لهم ..
إهتمامي كان منصبا على شخص واحد..
الأمير..
هذا الأخير ضحك و هو ينظر إلي.. رقبته بدأت تتحول إلى الازرق بالفعل من شدة إمساكي به ..
كان يختنق .. لكنه واصل الضحك ..
بأعيننا تغلق على بعضنا البعض.. كنت أعاني لضبط نفسي ..
“أتساءل مالذي يجعلك … تبدي .. هوف .. هذا الوجه الآن.. فراي ..”
سأل إيغون بصعوبة محاولا العبث معي حتى بهذا الموقف ..
“لا شيء.. فقط أفكر من سيكون أسرع .. يدي عندما تفجر حلقك اللعين ذاك أو سيوف فرسانك و هي تقطع رأسي ..”
بسماع تهديدي إشتدت السيوف حول رقبتي .. وسقطت خيوط من الدم ..
كانت فوضى كاملة ..