منظور الشرير - الفصل 105
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
-منظور فراي ستارلايت-
“شخص ملعون”
بدأت أقتنع أن هذه هي أفضل طريقة يمكن وصفي بها ..
كنت مثل الشرارة التي أينما ترامت تركت وراءها نارا متقدة ..
إنتهى لقائي الحامي مع المدير آيفار و قد كانت الدنيا ظلاما عندما خرجت من مبنى الإدارة..
رغم أنني قلت ظلاما ، إلا أن أضواء المعبد الذي كان مدينة صغيرة في حد ذاته قد أنارت كل زاوية مهما كانت بعيدة ..
لا يزال الطلاب يتجولون بنشاط على ما يبدو .. و كثيرا ما سمعت محادثاتهم العشوائية أثناء سيري بينهم ..
بعضهم كانو يلهون بالأرجاء فحسب رفقة أصدقائهم ..
البعض الآخر كانو يناقشون امورا مثيرة مثل الفيكتورياد القادم الذي قيل أنه سيختلف كثيرا عن ما سبقه ..
جدير بالذكر أنني صادفت الكثير من الأزواج الذين على ما يبدو كانو يستمتعون بمواعدتهم تحت أجواء رومنسية بامتياز ..
رغم درايتهم بالحرب القريبة ..
“هؤلاء الأطفال يعشيون شبابهم على أكمل وجه ..”
على عكسي أنا الذي دخلت المعبد معتبرا إياه مسألة حياة أو موت .. كان للآخرين مجرد مرحلة عابرة من حياتهم ..
بمرحلة ما .. أنا لم أعد أستطيع فهمهم .. ولا العيش بنفس الطريقة مثلهم ..
بتنهيدة مثقلة واصلت طريقي ..
“هذا صحيح .. نحن مختلفون تماما .. و هذا ما يجب أن تكون عليه الأمور..”
نحن من عوالم مختلفة تماما .. هذه حقيقة لا يجب أن تتزعزع ..
بعد تجديد عزيمتي … إبتعدت عن الشوارع الرئيسية متجها ناحية مساكن الطلاب ..
…
…
…
لحسن الحظ لم أضيع طريقي هذه المرة بما أن تجديد المباني لم يمس إقامة النخبة التي لم تتضرر من الهجوم الأخير..
بعد مروري من خلالي البوابة الحديدية ، مشيت ببطء متأملا المكان من حولي ..
كان هادئا تماما .. بالكاد ستسمع أي صوت هنا على عكس بقية مرافق المعبد ..
ما لفت إنتباهي كانت الحديقة العجيبة التي أحاطت باقامة النخبة ..
على ما يبدو لم يكن هنالك أي داعي للبناء هنا لذلك هم قامو بتجديد الحديقة كنوع من التغيير ..
رأيت الكثير من الازهار بألوان و أشكال مختلفة .. الأحمر و الأزرق .. الأصفر و الوردي ..
كنت متأكدا بأن كل واحدة منها حملت أسما خاصا بها ..
لكنني لا أفقه شيئا بهذه الأمور..
مع إقترابي من المبنى الشاهق الذي أطل علي منذ بعض الوقت الآن..
تحولت الازهار من حولي إلى اللون الأبيض النقي .. بتلاتها تطايرت في كل مكان بفضل الرياح تحت جناح الليل..
كان المشهد جميلا بما فيه الكفاية ليجعلني منبهرا به لبعض الوقت ..
عندما شعرت بأنني أخذت كفايتي من المنظر امامي قررت أن الوقت قد حان لتجاوز الامر بعد كل شيء هذه ماهي إلا ردة فعلي الأولى إزاء رؤية هذا المنظر ..
في المرة القادمة التي سأمر بها من هنا لن أبدي أي ردة فعل تذكر ..
أخذت خطوتي الاولى مبتعدا عن المكان .. لم أرغب بتضييع دقيقة واحدة إضافية هنا .. لكن ..
“لم أحسبك من محبي الورود .. فراي ”
قفزت جانبا متفاجئا بالصوت الذي نطق بإسمي ..
كان قريبا جدا .. بل بالأحرى كانت جالسة بالقرب تعبث ببعض تلك الورود البيضاء ..
شعرها الذهبي كان بارزا بشكل خاص من بين كل ذلك البياض حولها ..
“سانسا ؟ مالذي ..”
الأميرة ..
هل تبلدت حواسي بعد الغياب لشهر كامل ؟ أنا حرفيا لم أشعر بأي شيء و لم أكن لأنتبه لوجودها لو لم تنطق بكلمة ..
“مرحبا فراي .. تبدو و كأنك رأيت شبحا .. هل هذا هو الوجه الذي تصنعه بأول لقاء لنا بعد غياب طويل ؟”
برؤية إبتسامتها التي بدت حزينة لسبب ما و مزاجها المألوف .. لقد كانت سانسا حقا ..
“لا .. بالأحرى يجب أن أسألك منذ متى و أنت جالسة هناك ؟”
سألت لتأكيد شكوكي و أجابت سانسا بلامبالاة ..
“هل هذا مهم الآن ؟ أنا هنا من قبل أن تأتي بساعة ؟ ربما ساعتين لا أدري ..”
بسماع ردها زادت شكوكي .. لقد كانت بجانبي منذ البداية و فشلت بملاحظتها حتى النهاية ؟ ..
كنت سأتقبل الامر لو كان مغتالا مثل غوست .. لكن متلاعبة بالموجات من أمثال سانسا ؟
كان الامر غريبا ..
ربما بهتت حواسي .. و ربما ..
رميت افكاري جانبا و عدت إلى الواقع ..
“مضى وقت طويل بالفعل .. هل لربما قضيتي كل هذه المدة هنا بالمعبد ؟”
هزت سانسا رأسها ..
“ليس تماما .. لكن يمكن القول أنني أقضي معظم وقتي هنا و أحيانا أعود إلى … المنزل ..”
“أرى ..”
بدت سانسا مترددة عندما وصفت القصر الإمبراطوري بالمنزل ..
و قد تفهمت الامر نوعا ما .. والدها لا يأتي الى القصر الذي تقيم به أبدا .. والدتها ماتت منذ وقت طويل و علاقتها مع أخيها عدائية ما ترك الخدم فقط بمكان إقامتها ..
من الصعب مناداة مكان كهذا بالمنزل .. شعرت بالمثل تجاه عائلة ستارلايت عندما وصلت إلى هذا العالم أول مرة ..
“الن تدخلي إلى الداخل ؟ المكان جميل هنا لكن لا أظن أنني سأستطيع البقاء لساعات مثلك ..”
“لا بأس .. أجد راحتي بهذا المكان ..”
“بين هذه الورود المضيئة ؟”
حرفيا كانت تلك الورود البيضاء أشبه بالمصابيح التي أطلقت ضوءا خافتا ..
قطفت سانسا أحد الورود بجانبها و رفعتها تجاهي ..
“إسمها سيدة الزنبق الفضية”
“ماذا ؟”
“هذه الورود التي تصفها بالمضيئة .. هذا هو اسمها..”
“صحيح..”
لم أكن مهتما بالزهور لكن سانسا قد بدأت تتكلم دون توقف ..
“في الأصل ورود الزنبق هي مجرد أزهار عادية لكن البيئة الطبيعية للأرض قد تغيرت منذ زمن طويل و أصبحت مشبعة بالأورا ما جعل هذه الورود بالذات تمتص القوة الموجودة من حولها ..”
كانت تعبث ببتلات الورد بأصابعها النحيلة مواصلة محاضرة الورود الخاصة بها ..
“نتيجة لذلك أصبحت تلمع بهذه الطريقة مطلقة ضوءا فضيا فريدا ..”
فجأة أشارت سانسا نحوي ..
“تماما مثل شعرك الأبيض ذاك ..”
“أوه ..”
تحسست شعري بدون وعي .. أحيانا أنسى الامر..
“يبدو أن الكثير قد حدث من ناحيتك ..”
“بطريقة أو بأخرى ..”
تبادلت النظرات لبعض الوقت مع الأميرة..
يمكنني الشعور بوضوح بما كان يحدث هنا .. هذه الأميرة كانت تتوق لبدأ محادثة مع شخص ما..
فهمت كل تلميحاتها بالفعل ..
لكنني لم أرد الإنخراط بمحاضرة أخرى عن الزهور لذلك حاولت التسلل بعيدا .. نعم كان هذا هو أفضل قرار ممكن الآن..
“أخبرني فراي .. لربما ترغب بالقدوم إلى هنا و الجلوس قليلا ؟”
تجمدت للحظة ..
لم تكتفي بالتليمح .. بل قالت ذلك علانية ..
و لي انا من بين كل الناس .. فراي ..
لا ، لربما هي قامت بذلك الآن بالذات لأنني فراي ..
كنت سأهرب قبل لحظات لكن بما أن الامر قد بلغ هذا الحد فرفضها سيكون كثيرا نوعا ما خصوصا بالنظر إلى مكانتها ..
أيا يكن .. ربما من الأفضل الحديث معها و محاولة سحب بعض المعلومات منها … لا يوجد من هو أفضل منها من هذه الناحية ..
بتنهيدة مثقلة شققت طريقي داخل حقل الزهور ..
“بخير .. أنا قادم ”
إبتسمت سانسا تاركتا مكانا بجانبها ..
“أوه .. إحذر من أن تدهس الورود بطريقك ..”
إذا كنت قلقة من حدوث هذا فلما جلست هناك منذ البداية؟
“لا داعي للقلق ..”
بخطوات سريعة تفاديت كل الزهور من حولي و بلغت مكانها بسرعة بفضل أعين الصقر و خطوات الشبح اللذان جعلا شيئا كهذا بمنتهى السهولة ..
إبتسمت سانسا بمجرد جلوسي بجانبها ..
“من ظن أن فراي جالب المشاكل رقم 1 داخل الإمبراطورية سيراعي بعض الزهور و يتجنب تدميرها ”
“ربما يجب أن أعود الآن و أدهسها جميعا ..”
“لا تكن فظا .. كانت تلك مجرد مزحة ..”
“أجل أجل ..”
منذ جلوسي بجانب الأميرة حاولت إفراغ عقلي قدر المستطاع و التحدث بشكل طبيعي معها ..
حتى بقيامي بذلك .. كنت أسأل كثيرا عن ما حدث داخل المعبد و حاولت سحب المعلومات دون وعي مني ..
لحسن الحظ ، لم تنزعج الأميرة من ذلك ..
“سمعت أن الفيكتورياد سيكون مختلفا هذه المرة ..”
أومأت سانسا بالإيجاب ..
“هذا صحيح ..في العادة تقام تصفيات مؤهلة لتحديد أقوى 16 شخصا من كل فئة ثم ينهونها بمواجهات 1 ضد 1 وصولا إلى النهائي ..”
أجل .. هذا النظام المتعارف عليه .. و الذي صنعته بنفسي ..
يفترض أن يتواجه بالنهائي كل من سنو و غوست من الفئة A ثم يفوز سنو بالنهاية كما هو متوقع ..
“مالذي سيتغير هذه المرة بالضبط؟”
أخذت سانسا بضعة ثواني قبل أن تجيب على سؤالي ..
“لا أعرف التفاصيل الدقيقة .. لكن التصفيات التقليدية قد ألغيت بأكملها .. و بدلا من ذلك سيقام إختبار ضخم سيحدد من سيتأهل هذه المرة ..”
“إختبار ؟”
“أجل ..”
أومأت سانسا قبل أن تشير إلى نقطة مهمة ..
“كما أن السنوات ستتداخل فيما بينها ”
“ماذا ؟!”
تفاجأت بجدية هذه المرة ..
لكن على ما يبدو سانسا لم تكن تمزح ..
“الأمر سيقتصر على الإختبار فقط .. لكن و على عكس السنوات السابقة نحن سنواجه كبارنا هذه المرة ..”
لم أستطع إخفاء تعابير وجهي بعد سماعي لذلك ..
في العادة الفيكتورياد يقام لكل السنوات الدراسية بشكل منفرد .. ليكون الأمر عادلا ..
لكن هذه المرة .. و إذا كانت كلمات سانسا صحيحة ..
سأضطر لمواجهة من كانو بالسنوات الثانية و لربما من هم أعلى من ذلك ..
هذه كانت مشكلة حقيقية ..
أنا لا أستطيع إستعمال باليريون أثناء الفيكتورياد … حتى و لو علم الجميع بامتلاكي له فلن يسمحو بالستعمال سلاح من الفئة SS…
هذا حرفيا سيدمر معظم خططي التي بنيتها لوقت طويل ..
طيلة السنة المنصرمة كنت قد تخيلت نفسي أقاتل من هم بنفس عمري مئات بل الآف المرات ..
لكنني لم أخطط لمواجهة السنوات العليا ..
قاومت بشدة رغبتي التي لحت علي أن العن الآن هذا العالم و كل هذه التغييرات التي كانت تطرأ عليه ..
“تبدو مضطربا .. ”
و كيف لا أكون ؟ هذه مسألة حياة أو موت …
“برؤية الوجه المخيف الذي تصنعه الآن .. مالذي يعنيه لك الفيكتورياد.. فراي ؟”
بسماع سؤال سانسا إبتسمت بتكلف لتلتقي أعيننا ..
“كل شيء .. يعني لي كل شيء يا سانسا ..”
عبست سانسا بمجرد سماع إجابتي ..
لربما بدوت أشبه بالمهووس الآن.. و لم يكن من الصعب فهم كلماتي ..
“هذا يعني أنك تنوي الفوز ..”
“بالضبط ”
تفاجأت سانسا لثانية لكن سرعانما عاد وجهها لطبيعته
.
“حظا موفقا إذا..”
ضحكت بمجرد سماعي لردها ..
“الن تخبريني بأن الامر مستحيل بالنسبة لي؟”
“و لماذا قد أفعل شيئا كهذا ..”
لعبت سانسا بأصابعها بينما واصلت الحديث ..
“أخبرتك من قبل أنني أستطيع قراءة مشاعر الناس من وجوههم .. و يمكنني معرفة كم أنت جاد بما تقوله .. قول شيء فظ مثل أن الامر مستحيل لك سيكون اهانة لتصميمك ..”
“…”
بقيت صامتا للحظة بعد سماع الرد غير المتوقع ..
تذكرت بالقوة الآن حقيقة أن سانسا كانت شخصا يفترض أن يموت منذ وقت طويل لذلك أنا لا أعرف كيف اتعامل معها .. ولا أستطيع توقعها إطلاقا ..
لربما هذا هو السبب في الجو المحرج الآن..
حاولت قول شيء ما بدل البقاء صامتا لأن الامر كان غريبا..
“هل أبدو مخيفا لهذه الدرجة بشكلي الحالي ؟”
سلطت الضوء على كلماتها قبل قليل عندما قالت أن وجهي يبدو مخيفا و قد تفهمت سانسا ما كنت أحاول القيام به لذلك تجاوبت معي ..
“نوعا ما .. أنت تبدو أشبه بلورد مظلم لمملكة ساقطة ..”
“باله من وصف غريب .. إذا بين هذا و شكلي السابق أيهما يبدو أفضل ؟”
“هممم ”
فكرت سانسا في سؤالي بشكل جدي قبل أن تجيب ..
“لم يتغير الكثير . في الحقيقة شكلك السابق كان مخيفا هو الآخر.. لكنه كان .. كيف أصف الامر.. اخرق قليلا ؟”
“ماذا ؟”
“لكن الآن تبدو أكثر نضوجا .. أظن أن الحالي أفضل ..”
“لقد فكرتي بالأمر بشكل جدي أكثر من اللازم ..”
هل حقا كنت أبدو كشخص أخرق ؟
برؤية وجهي الفارغ حاولت سانسا تعديل إجابتها بطريقة ما ..
“اه إذا كنت تعني بسؤالك من ناحية أخرى فالحالي قد يمنحك بعض الشعبية بين الفتيات ..”
“حقا؟ ..”
“ربما ؟”
مرت دقيقة صمت بيننا و نحن ننظر الى بعضنا البعض قبل أن أتابع ..
“ماذا عنك ؟”
“انا ؟”
“أجل .. أيهما تفضلين ؟”
أنزلت سانسا راسها قبل أن تجاوب بكلمات بالكاد كانت مسموعة ..
“الحالي ..”
“أرى ..”
المحادثة كانت تأخذ منحى غريبا .. لكنني لم أمانع ، ساعد هذا بطريقة أو بأخرى بإيقاف قطار الأفكار السلبية الذي كان يزعجني منذ معرفتي بتفاصيل الفيكتورياد..
لذلك قررت الدفع أكثر قليلا ..
“سانسا هل لي أن أسألك شيئا ما ؟..”
“ماذا ؟”
“أنا و أنت .. ما نوع العلاقة بيننا ؟”
“…”
عم الصمت لبعض الوقت ..
كانت الأميرة تميل إلى التفكير في الأمور بشكل جدي أكثر من اللازم .. لذلك إجابتها كانت مفصلة ..
“كان فراي .. صديق ، على ما أظن .. رغم أنه كان يأتيني فقط عندما يحتاج إلى شيء ما .. لكنني كنت أقدر تلك الاوقات .. كان غبيا بما فيه الكفاية دون دوافع خفية ما جعلني أتمكن من محادثته بشكل طبيعي .. لذلك أجل يمكن القول أنه كان صديقا سيئا ”
خرجت ضحكة جافة من فمي كرد فعل على طريقة حديثها ..
“هيه..أنت تتكلمين و كأنني أنا و فراي أشخاص مختلفون ..”
“أجل .. علاقتي معك و على عكس فراي مبهمة نوعا ما ..”
“لكنني فراي كما تعلمين ..”
“ربما … لكنك مختلف تماما ..”
“هاه؟ ..”
هل كانت الأميرة فطنة أكثر من اللازم ؟ أم أنها فقط تتحدث بما تفكر به ؟ … لربما لا تعلم كم كانت محقة الآن…
“لكن …”
إستوقفت سانسا نفسها ما جعلني فضوليا حيال ما أرادت قوله ..
“لكن ماذا ؟”
إبتسمت سانسا هذه المرة ابتسامة حلوة حقيقية عكس كل إبتساماتها المصطنعة السابقة ..
“أظنني أفضل علاقتنا الحالية أكثر .”
…
إبتسامة سانسا و ردها المفاجئ جعلاني أتجمد لثانية لكنني سرعانما تجاوزت الأمر..
“هذا جيد .. على ما أظن..”
…
ما تلى ذلك كان صمتا طويلا غرق به كلانا بحبل أفكاره الخاص ما جعلنا ندرك أن هذه هي نهاية محادثتنا اللطيفة ..
“حان وقت المغادرة..”
“معك حق ..”
نهض كلانا بوقت واحد و سرنا جنبا الى جنب ناحية اقامة النخبة ..
كان المبنى لا يزال نفسه و كل شيء كما هو على عكس الخارج ..
عند بلوغنا الطابق الأول كانت غرفة سانسا هي الثانية في الصف ..
بمجرد بلوغنا مكانها الخاص… وقفنا هناك قليلا ..
“أراك لاحقا إذا.. ”
“أجل .. ”
أجبت باختصار قبل أن أضيف مازحا ..
“أتمنى أن لا أواجهك بالفيكتورياد.. حينها لربما ستعرفين أن شكلي ليس الشيء الوحيد المخيف بي..”
“أهكذا تكلم سيدة شابة مثلي ؟ يالك من فظ ..”
ضحكت سانسا قبل أن تعبس قليلا ..
“للأسف هذا لن يحدث فحتى ولو تأهلت من الإختبار القادم فلن أشارك ..”
“هوه و لماذا لن تفعلي ؟”
كانت المحادثة تسير بشكل سلس لذلك سألت دون تفكير لكن سانسا ترددت قليلا ..
قامت بشبك يديها بينما أنزلت رأسها قليلا..
“أممم … لازلت لا أستط
يع التحكم بقوتي بشكل صحيح ..”
برؤية كم كانت حساسة تجاه هذا الموضوع لم احفر أكثر.. كان هذا هو الحد الذي سمحت لي علاقتي معها بمعرفته ..
“أرى .. إذا طريقي أصبح اسهل قليلا الآن اليس كذلك ؟”
“أجل .. ”
..
“أراك غدا إذا..”
“نعم .. ليلة سعيدة ..”
“لك أيضا..”
بعد تبادل بعض الكلمات دخلت سانسا غرفتها بينما غادرت ناحية غرفتي ..
بالتفكير بكلماتها ..
أعين سانسا الذهبية لم تكن تتألق مثل العادة اليوم ..
هي بدت نوعا ما ..
“مظلمة”