السجل البدائي - الفصل 1958
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1958: أرقص من أجل طعامك
وقف إيوس، ونصل سيفه منخفض، بدا وكأنه ينتظر وصول “الرجس” إلى النطاق الذي يحميه. من نواحٍ عديدة، ستكون هذه هي المرة الأولى التي سيقاتل فيها بجسده الرئيسي، ولم يكن غريباً عليه أن يقاتل الوجود والشر المطلق، بالنظر إلى الحياة التي عاشها.
برزت ألسنة وجوه طفولية متعددة من الرجس وكأنها في حالة تركيز شديد، بينما كانت وجوه أخرى تراقب إيوس عن كثب وذراعه تمتد ببطء للإمساك بروان. يوجد هناك مظهر من المداعبة والعبث في جميع وجوه الأطفال، وكأن الرجس يريد ممارسة لعبة “الاستغماية” مع إيوس.
دون سابق إنذار، زأر الرجس، والذراع التي كانت تتقدم ببطء امتدت بسرعة خاطفة، حيث تضخمت الذراع الواحدة وانبثقت منها مليارات الأذرع الممتدة مثل اليرقات التي تنفجر من لحم ميت.
وُضع أمام إيوس مكعب أرجواني يحتوي على “مسار الخلود” بجانب روان وجميع البدائيين الجدد، وهذا المكعب هو هدف ذراع الرجس.
كان المشهد مرعباً ومذهلاً للعقل في آن واحد، لكن نظرة إيوس، الذي يراقب كل شيء، ظلت هادئة. ثم تحرك، وحاكت حركاته حركات الرجس بسلاسة تامة لدرجة أنه بدا وكأنه أصبح ظله.
ارتفع “المدمر” في قوس واحد متأنٍ، ومر النصل عبر ذراع الرجس دون مقاومة. كان جسد إيوس يتبع النصل، لذا حملته الحركة ليصبح خلف الرجس.
للحظة، ولأن القطع تم بسلاسة وسرعة فائقة، لم يبدُ أن شيئاً قد حدث، وكانت الذراع لا تزال تمتد نحو المكعب الأرجواني عندما انفصلت عن جسد الرجس. بدت مليارات الأذرع والوجوه الموجودة على اليد متفاجئة، ثم فارق ضوء الحياة أعينهم، وانحلت الذراع بأكملها إلى رماد ذهبي انجرف نحو الأعلى، متحولاً إلى الجذور التي ستنمو لتصبح واقعَات جديدة.
توقف الرجس. وللمرة الأولى منذ ولادته في مهد أخنوخ، ومض عدم اليقين في مليار عين.
التفت إيوس برأسه ليرمق الرجس، وتحدث بصوته الهادئ والرقيق تقريباً:
“لا أعرف كم تحمل من جوهر أخنوخ بداخلك، لكني أرى أنك تريد القطعة التي أحملها منه.”
نقر بمسطح النصل على الحجر الذي ظهر خلفه، ثم جلس عليه وكأنه عرش، وبالنسبة لإيوس، لم تكن هناك مادة في الوجود أحق بحمل ثقله من هذا الحجر.
ابتسم قائلاً: “يمكنك الحصول عليه.” كانت الابتسامة هي ابتسامة روان؛ شرسة وفخورة ومليئة بلمسة عميقة من الحزن والوقار على حد سواء، “بعد أن تستحق ذلك. الآن، أرقص من أجل طعامك.”
صرخ الرجس بكل أفواهه، ولكن يبدو أن شيئاً ما يمنعه من مهاجمة إيوس؛ وبدلاً من ذلك، ركز على المكعب الأرجواني واندفع نحوه. لمعت عينا إيوس. كما كان متوقعاً، الهدف الحقيقي لأخنوخ هو روان، وسيفعل أي شيء لمنعه من الوصول إلى مستوى البعد التاسع، حتى لو وضع ذلك الرجس في موقف ضعيف.
انطوى جسد الرجس مثل ثعبان عملاق واندفع نحو المكعب، وصنعت حركته واقعاً شاسعاً من اللحم المحترق والسماء النازفة، حيث أحاط هذا النطاق، الذي كان أكثر واقعية من واقعَات كثيرة ويمتد لمسافات لا تدركها العين، بكل من إيوس والمكعب الأرجواني.
نظر إيوس حوله بدهشة وحذر. من المذهل رؤية فساد أقرب إلى جوهر الموت يتم استخدامه بطريقة لا تزال تمنح الحياة والهدف لعقل مجنون. فكر في أن هذا المكان عبارة عن معدة صُنعت لهضم الحياة.
نظر إلى الأسفل باشمئزاز ليرى وجوهاً صارخة ضخمة أكبر من الواقعاا، وعيوناً مليئة بالجوع والجنون، مبعثرة في كل السماء والأرض.
ضغط اللحم الأبيض على الأفق، مرتفعاً في الهواء قبل أن يرتطم بالأرض ويندفع نحو إيوس مثل تسونامي مصنوع من اللحم الشاحب، والأذرع الممتدة ووجوه الأطفال الصارخة، وبدأ يهضم نفسه وهو يسعى للوصول إلى جائزته.
لم ينهض إيوس من عرشه الحجري؛ بدلاً من ذلك، ضغط على مقبض “المدمر” وهو يستدعي القوة الفياضة في قلبه.
أشياء كثيرة يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وإمتلك إيوس عشرة ملايين سنة لإتقان نموه وقوته، حيث قام ببطء بترسيخ أسسه وجمع كل ما اكتسبه على مر السنين.
كان “جوهره” و”أفيره” يتطوران تقريباً في كل قرن إلى أشكال أكثر قوة مع نمو جسده، وأُضيف “جوهر الأصل” لكل بدائي جديد وُلد بداخله إلى جوهره الخاص.
لم يضف “جوهر الأصل” فقط إلى قوة مخزونه من الطاقة؛ بل ساعد أيضاً في عملية تجدده، دافعاً هذه السمة لديه إلى مستويات مذهلة.
في هذه اللحظة، كان يصب فقط أفيره في المدمر، لكن كلمة “يصب” قد تكون غير دقيقة؛ ما سفعله هو تغذيته بقطرات صغيرة حتى يتأقلم نصله مع قوته، لكنه يزيد ببطئ من كمية الأفير التي يمنحها للمدمر.
رُفع “المدمر” ببطء بينما بدأ طنين بالكاد يُسمع يزداد صخباً مع صب المزيد من الأفير في النصل، وعندما رفع إيوس النصل بالكامل، زاد الطنين ليصبح صرخة تصم الآذان، ثم، دون أي بهرجة، هبط إيوس بالنصل محطماً أرض اللحم الفاسد.
حيثما لمسها، مُحي لحم الجنون حيث نبض مفهوم “الغياب” من المدمر مثل موجة من الضوء واصطدم بالرجس الذي حول نفسه إلى تسونامي من اللحم.
“بوم!!!”
اهتز ليمبو من صدام قوة الفساد والفناء الذي جلبه المدمر. وعلى عكس “نطاق الموت” الذي كان متيناً بما يكفي لتحمل معركة على مستوى البعد التاسع، لم يستطع ليمبو سوى نشر الموجة التصادمية لهذا الصدام، وهكذا، شعرت وحش الحتمية الجريحة الهاربة في البعيد بالموجة التصادمية للمعركة، وتوقفت، والصدمة تكسو عينيها.
لقد استشعرت قوة “واقع”، وكانت قوية بما يكفي للصمود في وجه رجس أخنوخ. ترددت للحظة قبل أن تلتفت وتبدأ في التوجه نحو المعركة. لو أن هناك أي من رعيتها خارج ليمبو يقاتل ضد الرجس، فإنهم سيحتاجون إلى مساعدتها.
كان الصدام بين الفناء والفساد ضارياً. في كل لحظة، صب إيوس ما يعادل كل الأقير في جسده للحفاظ على هذا الصدام، ومع ذلك ظل يجدد مخازن طاقته بنفس سرعة حرقها، مما يعني أنه تقنياً سيظل دائماً بقدرة طاقة تبلغ مائة بالمائة، رغم أنه ينبغي أن يستنزف كل قواه ألف مرة من التصادم مع الرجس.
كل لحظة مهمة بينما يقترب روان من أن يصبح “بدائياً”، وسوف يشتري له إيوس كل الوقت الذي يحتاجه. كان الرجس مدركاً لذلك، لذا تكيف.
انفلق اللحم، مولداً أهوالاً أصغر، واندلعت كائنات رجس بحجم واقعَات من كتلته الرئيسية وبدأت تحتشد نحو إيوس، محلقة فوق الصدام المستمر.
كان إيوس يجمع القوة داخل “المدمر”، وزأر وهو يطلق كل شيء، منشئا جداراً من الإشعاع دفع الجسد الرئيسي للرجس بعيداً ومنحه المساحة للقتال. وقف من عرشه، واستقبل الرجسات المحتشدة بنصله.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
السَّامِيّة"/>