السجل البدائي - الفصل 1939
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1939: صفقة عادلة
مع وصول حجم المسخ إلى حجم مجموعة شمسية، أصبحت كل ضربة دقيقة ومركزة، حيث استطاع التركيز بالكامل على ضرب أجساد البدائيين بكل ما يملك، ولكن بهذا المقياس، استطاع البدائيون أيضا الرد بضربات بنفس القوة، ولم تذهب كل سنوات تدريبهم واستعدادهم سدى، إذ لم يتراجعوا أمام الرعب المتزايد أمامهم، لكن جراحهم بدأت تتراكم. ومع ذلك، وبفضل تعاونهم الوثيق، تمكنوا من إيجاد وقت للشفاء بينما أبقى الآخرون المسخ مشغولا.
كانت ستاف، بدائية الكسوف اللانهائي، تجمع قوة مفهومها في أعماق جوهرها. وعندما حشدت طاقة كافية، فتحت فمها وزفرت صمتا عند درجة الصفر المطلق.
صوت المعركة المستمرة، الزئير، التمزق الرطب للحم، الصراخ الأكثر رطوبة من الأفواه المستحيلة؛ كل ذلك كف ببساطة عن الوجود في محيط مليار سنة ضوئية. ومع صغر حجم عدوهم، استطاعت ستاف تركيز طاقة أكبر في منطقة محدودة، مما عزز من قوة هجماتها.
أصيبت رؤوس المسخ المتبقية بالعمى لنقص الفوتونات التي تصرخ بها، فقد كان يتغذى على إشعاع المعركة. ورد بنمو أفواه داخل أفواهه، وصرخت تلك الأفواه بشكل عكسي.
عندما استنشقت ستاف لتسرق صوته لكي تكتمل بنية هجومها، لم تنجح؛ وبدلا من ذلك، وبصوت تمزق مقزز، استنشقت نفسها. انطوى نصف وجهها للداخل، ملتهما بهجومها الخاص، لكن إصابات كهذه يمكن أن تؤذي جوهرها هي شيئ اعتادت عليه منذ زمن طويل؛ فأي ابنة جديرة لتيلموس تعلمت القتال وراء حدود الألم.
وضعت ستاف يديها على وجهها، وانتزعت الفساد بأصابع مصنوعة من فراغ واستمرت في القتال، بلا شفاه، جميلة ورهيبة.
إيفا، بدائية الوحي، قربت كفيها من صدرها، وولدت عيون تجلٍ مشتعلة بين كفيها، ووجهتها نحو المسخ.
رأى المسخ ميتاته الحتمية في تلك العيون، بكل نسخة، وكل خط زمني، وكل تفصيل مؤلم. ارتد بقوة كافية لتحطيم عموده الفقري في جميع الأبعاد التسعة. ولنبضة قلب واحدة، تردد، متجمدا في مكانه بسبب الهجوم على حالته العقلية.
كلفت تلك النبضة تدمير جميع رؤوسه تقريبا وجزءا كبيرا من جسده، ولأنه كان مذهولا، لم يستطع شفاء نفسه بالسرعة الكافية لتعويض الضرر.
استغل بدائي البداية المنتصرة تردد المسخ للهجوم. كان لا يزال يتخذ شكل صبي لا يتجاوز العاشرة من عمره، لكن خبرته تحدثت من خلال أفعاله. سار إلى الأمام، صغيرا، بشريا، غير خائف، ووضع يده على جلد المخلوق الفركتلي. همس بكلمة عن هلاكه المحتوم، غارسا فيه مفهومه بأن كل معركة يخوضها ستؤدي دائما إلى نصره الحتمي:
“إهلك.”
توقف المسخ قبل أن ينفجر للداخل، وتقلص جسده إلى حجم كوكب، لكنه لم يستطع تبديد تأثير الهجمات من كل من بدائية الوحي وبدائي البداية المنتصرة، حيث بدا أن هذين المفهومين اكتشفا نقطة مشتركة، وبدئا عندها في تعزيز بعضهما البعض.
بدأ بقية البدائيين، ملاحظين أن هذا المسار الهجومي هو الأفضل لديهم، بصب القوة في هذا المفهوم المتنامي الذي كان يمزق المسخ إربا، وتزايدت الهمسات عن هزيمته الحتمية حتى أصبحت صرخة مدوية.
“سكرييييتش!!!”
صرخ المسخ بينما غارت الكلمة في كل ذرة، وكل فم، وكل عين، وبدأ المخلوق يختنق باسمه الخاص.
استغل البدائيون هذه الميزة.
تيلموس، حاملا رمح التحدي مع وضع مفهوم الضرر الخالص كمركز لجوهر الرمح، أرجحه بسرعة هائلة عبر جسد المسخ.
كل أرجحة محت قوة أساسية من الواقع المحلي بينما مزقت المسخ الصارخ إلى قطع. وبعد الضربة الثالثة، نسيَّت الجاذبية أي اتجاه هو الأسفل، وبدأت القوانين في الانهيار، هكذا كان غضب الأقوى بين البدائيين الجدد لدرجة أن البدائيين وقطع لحم المسخ بدأوا يسقطون جانبيا في اتجاهات ليس لها أسماء.
ميرا، بدائية البركة المتوهجة، وهي تشاهد المقياس المذهل لهذا الصراع، أطلقت صرخة طويلة وانفجرت مرة أخرى، هذه المرة داخل جسدها، لتصبح كرة من البلازما تتوسع بسرعة أكبر مما يستطيع المسخ ضغطه. أحرقت سطحه وصولا إلى الرياضيات الخام، وجنبا إلى جنب مع دمار تيلموس، بدأ كل الوجود من حولهم ينزف جنونا.
تقلص المسخ إلى حجم جبل تحت هذا الوابل الذي لا يرحم، ولكن كلما اقترب من الموت، أصبح أقوى وكأن نهايته هي وقوده، والآن احترق بحرارة أشد من أي نجم.
واحدة من أذرعه المتبقية، التي لم يتبق منها سوى بضعة ملايين، انطوت لتصبح يدا بأصابع مصنوعة من الطريق نفسه. لم يكن المسخ بلا عقل، وبينما ستعرض للتدمير، ظل يبحث أيضا عن ميزات، وقد تضرر مسار الخلود من المعركة. جمع كل ما يمكن أن يدخل في قبضته واستخدمه كسلاح ضد الخصم الأكثر إزعاجا هنا، تيلموس.
أمسك بتيلموس، الذي لم يستطع المراوغة بسبب مادة الطريق التي منعت إدراكه مؤقتا، وطواه على طول محور مكاني تاسع حتى أصبح زجاجة كلين من لحمه الصارخ.
تدفق دمه بلا نهاية في نفسه، وكان جوهره يتم تمزيقه إلى لا شيء في هذه الحالة. لو أنه يخوض هذه المعركة وحده، لتمكن المسخ من الاستمرار في تدمير جسده حتى لا يتبقى منه شيء. ومع ذلك، استطاع الآخرون الضغط على المسخ، وتحرر تيلموس الشاحب بالسير عبر جدار جذعه، وخرج مغطى بجثثه المستقبلية. وبأرجحة من رمحه، حول كل جثثه إلى رماد واندفع عائدا إلى المعركة.
اندفع رأس بحجم جبل نحو سيرسي، التي وقفت خلف تيلموس. واجهته بأن أصبحت قطرة ماء واحدة تحتوي على كل محيط في الواقع. عض الرأس وابتلع قوى مد وجزر تعادل واقعا كاملا. انتفخت وجنتاه، وتشققت، وانفجرت إلى حلقات من اللحم المحطم الذي غرق على الفور تحت وطأة وزنه، وانهار نصف جسده قبل أن تُقذف سيرسي من لحمه.
ثينوس، الذي يرتدي عقدا من العيون المتفجرة حول عنقه من المسخ، مد يده داخل جسده المحطم وسرق كل ما يمثل لسانه، وعندما وجده، انتزعه وارتداه كحزام. فقد المسخ القدرة على تذوق النصر.
ثم… تقلص إلى حجم بشري.
بهذا المقياس، لم يعد المسخ ضخما؛ بل أصبح كثيفا. كل خلية هي كون. كل مسام، ثقبا أسود. بدا وكأنه رجل مصنوع من ليل مطوي، باستثناء أن الليل كان له أسنان حيث ينبغي أن تكون العيون، وأفواه حيث ينبغي أن تنبض القلوب.
من تلك الأفواه في جسده خرجت كلمات رطبة ولزجة، أعطت البدائيين هنا شعورا بأنه يجب عليهم التراجع، وكأن فساد المسخ قد تبلور أخيرا.
“لقد أوصلتموني إلى هذه الحالة… الآن يجب أن أرد الجميل، وآكل مفاهيمكم. إنها صفقة عادلة.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.