السجل البدائي - الفصل 1935
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1935: تذكر اسمي (5)
تعد بدائية الكسوف اللانهائي وجودا خاصا، وجودا يمزج بين النور والظلام، وكان روان يعلم أنه على الرغم من أن بدائييه الجدد امتلكوا ميزات كبيرة على البدائيين القدامى بسبب قوة مفاهيمهم، إلا أن هذا يعني أيضا وجود تفاوت كبير في قواهم.
أي بدائي جديد يحمل ألقابا خاصة مثل ‘اللانهائي’، يكون عادة أقوى بكثير ممن لا يملكون هذا اللقب، ولكن العكس قد يحدث أيضا، ومن المثير للاهتمام مراقبة ومعالجة هذا الأمر.
ستاف هي بدائية خاصة، وحتى جسده الرئيسي اعتبرها كذلك، وكان روان يعلم أن هؤلاء البدائيين العشرة سيكونون على الأرجح كل ما لديه لإستخدامه قبل انتهاء المعركة، ولكن إذا حالفه الحظ، فقد يحصل على بدائي أو اثنين إضافيين، رغم أنه يأمل أن يكون صعوده على مسار الخلود كافيا لدفع بعض القدماء المميزين إلى صفوف البدائيين.
من المؤسف ألا يتمكن أي من القدماء من الصمود طويلا تحت ضوء الطبقة الثالثة من الفضاء، النسيج الكسوري، لكن آثار هذا المستوى ستبقى بشكل دائم على الطريق، وستقطع شوطا طويلا في تنوير أولئك الذين سيقومون بتنمية أرواحهم على هذا الطريق.
هذه الآثار التي ستُترك ورائه كانت معقدة لدرجة أن البدائيين أنفسهم سيجدون صعوبة في التعامل معها، ولكن هناك من هم محظوظون ومقدر لهم، وإذا استطاعوا تمييز جزء ضئيل من الأسرار المتروكة، خاصة المستوى الثالث من الفضاء، فمن الممكن دفعهم إلى ذروة البعد الثامن ويصبح احتمال الوصول إلى مرتبة بدائي في المتناول.
وحده روان، الذي يصعد إلى مستوى البدائيين، لا يزال هادئ البال بما يكفي ليسمح لأفكاره بالشرود، ولكن بالنسبة له، لم يكن الوصول إلى مستوى بدائي هو التحدي؛ بل تكمن المشكلة في الابتلاء الذي لم يكن تحت سيطرته.
لقد اكتشف أنه مع كل طبقة يدمجها في جسده، يتم سحب وعيه إلى الماضي، حيث يرى بداية الخليقة، ورغم أنه بإمكانه مغادرة هذه الذاكرة مبكرا إذا أراد، إلا أنه لم يستطع مقاومة السحب الأولي الذي جذبه إليها.
بما أن جسده الرئيسي لا يستطيع مشاركة رؤيته مباشرة عندما يكون داخل ذكريات الماضي هذه، فهذا يعني أن هناك فجوة في دفاعاته يمكن للعدو استغلالها، وبينما كان وعي روان يُجر حتما إلى الماضي، ظل جزء منه متوترا لأنه أصبح عاجزا، ولم يكن أمامه سوى ترك سلامته في أيدي البدائيين هنا على الطريق وفي يد جسده الرئيسي، لأنه يؤمن أنه لا يزال يفتقد جزءا واحدا من اللغز.
وُلد أصل الفضاء مع ولادة البدائيات الأولى، وعلى عكس روان في المستقبل الذي لديه طريق واضح للوصول إلى الطبقة الرابعة من الفضاء، أجبرت كل الواقعات على اكتشاف هذه الأسرار بأنفسها، ولكن على عكس الخالدين، للواقعات ميزات وامتيازات خاصة جعلت هذه العملية سهلة بشكل مثير للسخرية بالنسبة لها، وكأن الوجود نفسه يغذيها بهذه القوة بنشاط.
ثم رأى روان ذلك… الإجابات على سؤال واحد لم ينفك يزعجه دائما… كيف يمكن لجميع الواقعات أن تمتلك مثل هذا العدد العالي من الأصول المتشابهة؟
استطاع روان الآن رؤية لون الفضاء بوضوح شديد، ومع كل طبقة جديدة يزرعها في جسده، كان اللون الذي يراه يزداد عمقا ويصبح أغنى، ملمحا إلى أسرار الفضاء العظيمة. توجد هناك تريليونات من الواقعات هنا، وجميعها تسيطر على أصل الفضاء، ومع ذلك لم تتصادم هذه الأصول.
كان هذا خرقا واضحا للقواعد التي تحكم جميع قوى الأصل، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالخالدين والبدائيين. لماذا الواقعات مختلفة؟ كيف استطاعت مشاركة نفس قوة الأصل دون حدوث تصادم؟
ربما لأنه كان بحاجة إلى أن يكون على الأقل في المستوى الثالث من الأصل قبل أن يتمكن من رؤية هذا السر، أصبح لدى روان الإجابة الآن.
في البداية، لم يستطع فهم ما ينظر إليه، لكن وعيه نما بشكل شاسع، ولم يكن من الصعب عليه رؤية ما يحدث.
كل واقع يولد يميل بطبيعته نحو أصل الفضاء، لأن أساس أجسادهم مرتبط بالأساس بالفضاء. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هناك سوى أصل واحد للفضاء، ولا يمكن تغيير هذا القانون. البعد التاسع هو أعلى مرتبة في الوجود، وأي شخص يمتلك أصل الفضاء يمتلك كامل قوانين الفضاء التي تقيد الوجود، ولذلك، ينبغي أن يكون هناك واقع واحد ضخم في الوجود يمكن أن ينقسم لاحقا إلى العديد من الواقعات الأصغر… هذا هو التطور الطبيعي للوجود… هكذا كن المفترض دائما أن يكون.
ومع ذلك، هناك شيء ما… شخص ما كان يغير القوانين الطبيعية.
كان ملتصقا بكل واقع خط من الإشعاع يبدو مليئا بمصدر لا ينتهي من الإمكانات التي يمكن تحويلها إلى أي شيء، حتى إلى أصل، وللحظة، ذكره ذلك بطاقة الروح وقدرتها على إعادة صنع القوانين اللانهائية داخل الواقع. ومع ذلك، فإن مقارنة هذه القوة المرتبطة بكل واقع بطاقة الروح كانت تشبه مقارنة الغبار المتناثر بالألماس.
وعي روان، الذي يلمس الآن الطبقة الثالثة من الفضاء، استطاع تجسيد نفسه داخل الذكرى، وبرفعة من يده، قام بتجميدها، مما تسبب في توقف فوضى تريليونات الواقعات التي تدب فيها الحياة تماما.
بدأ الوقت يتدفق إلى الوراء ببطء مع رفعه ليده اليسرى. ومع ذلك، بما أن الوقت لم يكن موجودا حقا هنا، فقد بدا الأمر فقط وكأن الوقت يتدفق للخلف، لكن ما كان يحدث هو أن وعي روان يتحرك فقط عبر هذه الذكرى، من الحاضر إلى الماضي.
سببت هذه الحركة ضغطا هائلا على وعيه، ولكن عندما انخفض وقود براعته العقلية، شعر بقوة نقية وقوية تتدفق إلى عقله، وعلم أن هذا على الأرجح هو إيوس الذي يدعم جسده من الخارج.
قد يكون إيوس غير قادر على دخول هذه الذكرى، لكنه يراقب كل جزء من جسد وروح روان، وفي اللحظات التي يشعر فيها بنقص، كان يقوم بإصلاحه.
لم يكن لدى روان أي خوف من نفاذ القوة العقلية، لذا زاد من دفع عقله وهو يتوغل في أعماق الماضي. الآن بعد أن أصبح قادرا على رؤية خطوط الإشعاع الجديدة هذه التي تغذي الوجود بالقوة حيث لا ينبغي أن تكون، أراد التحقيق فيها من الجذور.
لم ينس ذلك الوميض الأبيض الذي مر بجانبه… هل يمكنه رؤية ذكرى المنشئ داخل هذا المكان؟
من التريليونات، استمر عدد الواقعات في التقلص كلما توغل في الماضي، واستطاع روان ملاحظة أن خطوط الإشعاع هذه، التي كانت مستعدة لصب كل هذه الإمكانات في الحقيقة، يمكن العثور عليها في جميع أنحاء الوجود… بدا الأمر وكأنه ينظر إلى الأساس الحقيقي للخليقة.
أي قوة يمكن أن تحمل بداخلها الكثير من الإمكانات لدرجة أنها تختار تشتيتها في كل الوجود بلا معنى؟
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.