السجل البدائي - الفصل 1932

الفصل 1932: تذكر اسمي (2)

كان البدائي الرابع غير متوقع أيضًا مثل وصول سيرسي إلى مرتبة البدائي بهذه السرعة، وهذا البدائي الجديد، بدائي البداية المنتصرة، شخصًا عرف روان أنه يمتلك موهبة كبيرة، لكنه لم يتوقع أن يصل هذا الفرد إلى هذا المستوى قبل العديد من الآخرين الذين قدم لهم مساعدة أكبر

لقد جاء هذا البدائي من خلفية غير معروفة نسبيًا وولد في أعماق عدن محطمة، وقد تم صنعه هو وشعبه بواسطة تجسيد لروان عندما كان بالكاد كيانًا ثلاثي الأبعاد، وبالتالي فإن الموارد التي لديه في ذلك الوقت لم تكن بلا حدود، لكن هذا الفرد تمتع بمواهب عظيمة وكصلته بسلالة روان عميقة لأنه مرتبط أيضًا بتيلموس.

لم يكن لديه اسم لأنه بين قومه، لا بد من اكتساب الاسم، وعلى الرغم من كل ما حققه، إلا أنه ما زال يشعر بأنه لم يصل إلى نقطة يستحق فيها اسمه.

كان يُعرف باسم الطفل المبارك للعمالقة الذهبيين، أول مباركين الدم، الإمبراطور الذهبي، لكن روان عرفه على أنه تجسيد لتيلموس.

قبل أن يسحب البدائيون أنفاس تيلموس من أعماق الهاوية العظيمة ويعيدوه إلى الحياة ليصبح عرش بدائي الشيطان، إمتلك روان بالفعل خطة لإعادة هذا المحارب العظيم إلى الحياة.

لم يكن يفهم تعقيد البعد الأعلى في ذلك الوقت، لأنه كان كائناً ثلاثي الأبعاد، ولذلك بدأ تجربة عظيمة تضمنت العديد من الأجزاء المعقدة، وهدفه أن يصبح خالداً في بُعد أعلى.

كانت هذه التجارب هي التي أدت إلى ولادة انعكاساته وإبداعات جديدة لا حصر لها، ومن بين تلك الإبداعات ولد مبارك الدم، إمبراطوريه الأول، الذي تم إنشاؤه من سلالة ثعبان الأوربوروس والمقصود منه أن يكون التوازن لجوانبه النورانية.

ربما لم يفهم روان تعقيدات سلالات الدم البدائية في ذلك الوقت، لكنه أدرك أهمية التوازن، ولم يكن يريد أن تتغلب قوة جانبه السماوي على سلالاته الأخرى، وكما أظهر له المستقبل مرات عديدة منذ تلك اللحظة، كان محقًا في تنويع مهاراته والنمو إلى الحد الذي بالكاد يستطيع البدائيون فهمه.

أُجريت هذه التجربة داخل عالم أبدي تابع للكاسر ثينوس، وكان يُسمى نجم الهلاك. وفي هذا العالم، حدثت تغييرات كثيرة ستؤثر على مستقبل روان.

بالنظر إلى الوراء الآن، شعر روان بأنه محظوظ لأنه قام بهذه الخطوة واكتسب قوة انعكاسه، مما منحه ميزة أرعبت البدائيين وشتتت الكثير من خططهم ضده.

لم يكتشف روان إلا مؤخراً أن لدى البدائيين طرقاً لمراقبة سجله البدائي، حتى بينما يسيطر عليه تماماً، ولكن أثناء وجوده داخل نجم الهلاك، تم إحراز الكثير من تقدمه من خلال انعكاساته، ولم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى السجل البدائي.

كان على روان أن يتعلم وينمو بدون هذا المرشد القوي إلى جانبه، وعلى الرغم من أنه ارتكب الكثير من الأخطاء، حيث دفع أحد تجسيداته، بيريون الخالد، ثمنًا باهظًا لضمان انتصاره… إلا أن هذا المكان منح روان الفرصة للعثور على القوة التي لم يتم إضعافها بأجندة البدائيين، ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، كان البدائيون يحاولون اللحاق به، لكن ميزتهم الوحيدة هي مدى قوتهم ومعرفتهم به، لكنه محا تلك المزايا ببطئ.

رغم مرور كل تلك السنين، لن ينسى روان الوعد الذي قطعه لبيريون، ومهما مرّ الزمن، سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرته. بهذا وحده، ستبقى روح بيريون خالدة، ولن يعرف الهزيمة.

جمع روان بعضًا من روح وجوهر تيلموس، وفي صنع العمالقة الذهبيين، إمبراطورييه، وضع روان خيوط الروح والجوهر في سلالات دماء مباركين الدم دون توقع كبير للنتيجة.

لم يمضِ وقت طويل حتى وُلد فتى ذو شعر أبيض يتمتع بمواهب عظيمة، وهو أول من يحمل تسعة كنوز فطرية، وهي قوى السلالة الفريدة التي ابتكرها روان للعمالقة الذهبيين. رافقه هذا الفتى في حربه ضد قوى الصعود والكارثة داخل عالم نجم الهلاك المحطم، وفي النهاية، في معركته ضد عين الزمن، ضحى معظمهم بحياتهم لضمان انتصاره.

أخذهم روان جميعاً إلى عالمه ووعدهم بولادة جديدة، وخاصة الصبي الذي كان يعلم أنه لا يزال مديناً له بمعركة.

مر الوقت ببطء، وازداد روان قوة، وعندما اقترب من شكله النهائي، أدرك أنه يمتلك الآن القدرة على جعل أطفاله أقرب إلى إمكاناته، وهذا ما أدى إلى ولادة الإليثري، رؤية روان المثالية لأطفاله.

كانت إمكانيات روان هائلة، لكنه لم يرغب في السير وحيدًا في طريق العالم الأعلى. يستطيع تمامًا العيش بمفرده، لكن إن إمتلك القدرة على منح الآخرين فرصة بلوغ العظمة، فلن يتردد في استخدام هذه القوة، وكانت الإليثري هي الرؤية التي راودته طويلًا.

لقد تحرر الإليثريون من قيود السلالات البدائية وأصبحوا أحرارًا في ابتكار شيء خاص بهم تمامًا، وهم بمثابة تجمع لجميع أبنائه وأتباعه الذين جمعهم على مر السنين.

لكن بما أن أساس أبنائه ظل مرتبطًا بنظام القوة البدائي، فقد اضطر روان إلى تجريدهم من جوهرهم. جعلهم فانين، وكبت ذكرياتهم حتى يمتلكوا القوة الكافية للنظر في أصولهم. عندها فقط سيتمكنون من بلوغ كامل إمكاناتهم.

استغرق الأمر بعض الوقت، لكن أكثر أفراد الإليثري موهبة بدأوا في الوصول إلى حياتهم الماضية، والآن بعد أن أصبح لديهم ميزة السلالة المباشرة التي أنشأها روان، لم يكن ينبغي أن يفاجئه أن المولود البدائي الرابع جاء من بينهم، وكان هو الطفل الذي أقسم على هزيمة روان في قتال.

الترجمة : كوكبة