السجل البدائي - الفصل 1879
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل :1879 نور لومينا… (1)
قامت سيرسي على الفور بتجميد الكوكب بأكمله؛ كان الزمان والمكان تحت سيطرتها الكاملة هنا، ولم يحدث شيء إال أنها سمحت له
بالحدوث، ولم توافق أبًدا على هطول العظام من سمائها.
بدأت تستعد للمعركة. أي شيء قد يخالف إرادتها داخل عرش قوتها يعني الخطر، وفكرتها األولى هي االتصال بروان، لكنها
سرعان ما قضت على هذه الفكرة. لو أن العدو الذي دخل عالمها، ألي سبب، بدائًيا، وهو على األرجح كذلك، فإن استدعاء روان
على عجل دون فهم كامل لحجم التهديد سُيع ّرضه للخطر.
تف ّضل الموت على أن ُيتيح للعدو فرصة قتل سيدها باستخدامها عًما.
قا، فإن المهم بالنسبة لها هو ُط كانت سيرسي ُ
مهما حدث الحً
جمع معلومات قّيمة وإيجاد طريقة موثوقة إليصالها إلى روان.
لم يكن األمر صعًبا عليها، نظ ًرا الرتباطها به في روحها. ألقت سيرسي نظرة أخيرة على زوجها وأطفالها، ثم صعدت إلى السماء،
قا اللتقاط العظام المتساقطة.
تطلق صاعً
وترددت للحظة قبل أن ُ
لكن، كما لو أن العظام سراب، انزلقت من شبكتها، فهزت سيرسي رأسها .
ساخطة إذا لم ُيوقف الزمن هذه العظام، فلماذا ظنت أن ً
شبكتها قادرة على فعل الشيء نفسه؟
كان هذا بوضوح
نتيجة لقاعدٍة ذات ُبعٍد أعلى طّبق ً
ت هنا، وحتى كقديمة، لم تكن ُ
مؤهلة لفهمها أو حلها، لكنها لم تستسلم واختفت ً
عاجزًة لتظهر مجدًدا تحت العظام المتساقطة. قد ال تفهم سيرسي أسرار الُبعد األعلى، لكنها لم تكن .
إن االحتفاظ بإرادات وسالالت تريون داخل جسدها لفترة طويلة قد أدى إلى تحور جسدها وروحها، ليس فقط مما منحها القدرة على
الوصول إلى مستوى البعد التاسع في الوقت المناسب، ولكن أي ًضا سمة االحتفاظ بقوى ذات أبعاد أعلى داخلها.
ببساطة، بإمكانها أن تحمل قوى أبعد بكثير من قدراتها الحالية، وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من تسخير تلك القوى، إال أنها قادرة
على احتوائها.
لقد تفاعلت قوى روان وإرادته بشكل مختلف على األفراد المختلفين، وحتى لو استخدم نفس التقنية على شخص آخر، فإن فرصة
امتالكه لنفس القدرات مثل سيرسي ستكون ضئيلة للغاية.
بانتظار وصول العظام إلى موقعها، كانت سيرسي ج ّهز
ت حزم بيانات إلرسالها في الوقت ال ُمسبق. احتوت هذه الحزم على مالحظاتها ُ
تج ّهز نفسها الحتواء العظام المتساقطة داخلها.
وجميع الشروحات التفصيلية لما ستفعله، وإن أمكن، كل ما اختبرته وهي ُ
لم يكونوا كثيرين، بالكاد أكثر من ألف، ومن مالحظاتها، كانوا يشبهون قطًعا مكسورة من العظام المجففة من مخلوقات فانية مختلفة؛
لكن لم يتمكن أي عظم فاني من دخول عالمها وتجاهل قوانينها. لم يكن أي منهم ،
كامالً
أخذت سيرسي أنفا ًسا طويلة غير ضرورية، وسحبت العظام إلى جسدها، ولحظة شعرت وكأن هذه الموهبة الغريبة ستخذلها حيث
استمرت العظام في المرور عبر جسدها قبل أن تبدأ في التباطؤ.
لكن قبل أن يبدأ وعيها بفهم ما استوعبته للتو، ذابت جميع العظام، وشعرت بألم عميق وذكريا ٍت تركتها تلهث من الصدمة. لحسن
طوي فقد اختفى األلم سري ًعا، وكذلك الذكريات. اًل الحظ، لم يدم أ ٌّي منهما ؛
شعرت وكأن الذكريات ستبقى لو كانت قادرة على تحمل األلم فقط، لكن هذا ليس نوع األلم الذي من المفترض أن ينجو منه أي
شخص.
نظرت سيرسي حولها للحظة، ثم قررت االستيقاظ من نومها. لقد تجاوز األمر إدراكها، وكانت بحاجة للعثور على روان.
******
عندما استيقظ، لم يكن روان يعرف للحظة كم من الوقت نام داخل الكهف؛ كانت أفكاره ضبابية، وهو يختبر ما سيكون عليه الحال
كإنسان فان، وليس أي إنسان فان، بل إنسان يقترب من نهاية حياته.
كان يشعر بالحمى والهشاشة، وكأن نسمة خفيفة ستكون كافية إلخماد حياته، وداخل كل هذا المرض كان هناك شعور عميق
باالنتهاك، وكأن يًدا قذرة مليئة بجميع أنواع الفساد كانت تشق طريقها عبر أحشائه وأصابعها تحاول الحفر في دماغه من خالل
تجاويف عينيه.
عرف روان أن هذا السم في جسده من الصبي الذي حاول تشويه جسده لُيصبح شيًئا آخر. لم يكن يعلم كمية الدم التي سفكها قبل أن
يفقد وعيه، لكن من عدد األرواح التي حصدها، كان متأكًدا من أن الصبي قد ى
تغذ حتى شبع. ّ
ببطء، وعلى مدار أسابيع، عادت قدرات روان إلى ما كانت عليه. اكتشف أنه رغم عدم انكماشه، إذ أنه ال يزال طويل القامة
كالجبل، إال أن جسده قد تقلص، أشبه بعظام ملفوفة بطبقة رقيقة من الجلد؛ حتى شعره وأظافره تساقطت. أصبحت عيناه غائرتين في
محجريه لدرجة أنه يمكن وصفه بهيكل عظمي حي.
“لذا، فأنت في الحقيقة ما تأكله،” نادى صوت عجوز كسول من بعيد، “أو في حالتك، أصبحت ما يأكلك.”
اعتمد روان قبل أن يرفع نظره، “وأنت من الذين حضروا العيد، أليس كذلك؟” ثم هز كتفيه، “ال يهم، فأنا ما زلت هنا وإرادتي لم
تنكسر.”
استقرت نظراته على الصبي، الذي لم يعد صبًيا، بل أصبح شاًبا في الخامسة عشرة تقريًبا. عيناه الخضراوان الشاحبتان، كعيني
مستنقع فاتر، وشفتاه السوداوان على وج ٍه ناعم، وإن بدا كجثة، جعال النظر إلى هذا الشاب ُيثير شعو ًرا بالظلم يهاجم روح روان. لو
انه ال يزال قاد ًرا على التعبير عن اشمئزازه كبشري، لكان روان يتقيأ أحشائه عند رؤية الصبي.
تا
بما يكفي لالعتراف بي، أم كنت تعتقد أن محاولتك البائسة لتشويه النهاية بإرادتك ستستمر؟” سخر “آه، لقد استغرق األمر وقً
طويالً
الصبي عندما رأى النظرة في عيني روان؛ لم يكن من الممكن إخفاء األلفة واالشمئزاز في داخلهما عنه.
“أنت أخنوخ،” بصق روان، “وحقيقة أنني هنا معك وأمتلك قوة خاصة بي هي كل اإلجابة التي أرغب في تقديمها. إرادتي تبقى حتى
في عدنك.”
“العدن… يقول العدن…” ضحك الصبي، ثم صرخ، “أي عدن بحقك؟! هل رأيت نور لومينا أو سمعت صوت األبهيمها؟ لم
أحاول استعادتها.” تعرف العدن قط، وهذه الواجهة التي بقيت
أعمتكعن الحقيقة التي قضي ُت طويالً
طويالً
“ال أفهم كالمك يا أخنوخ.” رّد روان: “أنت تتحدث عن أمور ال أعرفها وال أهتم بها، وإذا أردت تغيير هذا، فأخبرني عن عدنك؟”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.