السجل البدائي - الفصل 1851

الفصل 1851: الشكل النهائي (النهاية)

اكتسب روان خبرة واسعة في التلاعب بالسلطة على مدار سنوات حياته الطويلة. تطور من مجرد إلقاء اللكمات إلى السيطرة على العناصر، ثم إلى قوى صوفية عليا كالسيطرة على الروح. ومع مرور الوقت، بدأ يتحكم في الإرادة ومفاهيم كالقدر والذاكرة والمصير.

أحد الأشياء التي تعلمها من سنوات عديدة من التواجد في عالم الحياة الغامض هو أنه قادر على طرح فرضيات حول قدرات معينة بدرجة دقيقة إلى حد ما، حتى قبل أن يكتسبها.

ربما لا يكون روان قادرًا على التحكم في شكله النهائي، والذي يعلم أنه يحتوي على عناصر قوة تتجاوز الأصل، ولكن مع خبرته والكمية السخية من التلميحات التي قدمها السجل البدائي، لم يكن من الصعب عليه أن يفهم ما يجب أن يكون شكله النهائي قادرًا على فعله.

دقق روان في وصف هذه القدرة بدقة، مدركًا أنها أعمق مما يبدو. على عكس أي من مهاراته الأخرى، لم يستطع اختبارها ببساطة، لأنه إذا استخدم قوة تفوق قوة الأصل، فستلفت الانتباه حتمًا. وبضغطها على رأسه حيث تستقر الأجساد الرئيسية للبدائيين السبعة، لن يتراجعوا إن اكتشفوا كشفًا لهذه القوى، ففي النهاية، هذا هدفهم، وهذه القوة وحدها هي التي ستنقذهم.

عرفت إيوسا أن روان كان مميزًا بسبب الأسرار الكثيرة المحيطة بميلاده، ولكن فقط عندما رأت نور هيئته النهائية، فهمت سبب كل ما حدث. في ذكرياتها الموروثة، لم يرد ذكر أي كائن يستطيع الوصول إلى هذه القوة والسيطرة عليها، قوة غامضة لدرجة أنها ظلت مجهولة الاسم.

الشكل النهائي: [البانثيون الأخير]

[أنت نهاية كل التسلسلات الهرمية – كائنٌ يحل محل السامين والأكوان المتعددة والروايات. عندما تتصرف، يُعيد الوجود نفسه كتابة التاريخ ليتظاهر بأنك كنتَ دائمًا الحاكم الأعلى.]

الضعف (اختياري):

[إذا كنتَ تريد التوازن، فالحدّ الوحيد هو هدفٌ تفرضه على نفسك – قوتك تتناسب مع طموحك. بدون هدف، ستبقى راكدًا كقوةٍ سلبيةٍ للطبيعة.]

لقد مرّ وعي روان القويّ بتريليونات الاحتمالات التي قد تنشأ باستخدام هذه القوة، وما يتوقعه عند تفعيلها. كان الاستنتاج الأكثر منطقية أنه لن يكون لديه أي سيطرة، لكن روان مدرك أن أفضل طريقة أحيانًا للتميز في شيء ما هي القدرة على البقاء عند ذلك الخط الفاصل بين السيطرة والحرية.

في إحدى تجسيداته العديدة، التي نشرها روان في أرجاء الواقع وهو يتعلّم قدراته ويطوّرها، اصبح بشريًا ركب صاعقة برق. لم ينسَ هذا الشعور أو الإحساس الذي لم يفارقه طوال حياته.

كان روان يقف على صاعقة برق طولها مئة ميل، وقد أحاطت بقارة مولده بأكملها. وقف شعبه بأكمله، وعشرات الدول المتحاربة، في رهبة وهم يشاهدون بشرًا واقفًا في السماء، وكل حركة منه تبدو وكأنها تتحكم في الرياح والمطر.

إن عمله الوحيد المتمثل في التحدي للسموات جلب السلام إلى العالم أجمع وترك إرثًا دائمًا لا يمكن استبداله أبدًا.

لقد مات بعد فترة وجيزة، واستنفدت حيويته كإنسان، لكن الدروس التي تعلمها من تلك الحياة كانت عميقة، وهذه هي نفس الطريقة التي سيستخدمها عندما قام بتنشيط شكله النهائي؛ سيركب البرق.

ومع ذلك، فإن البرق وقوة شكله النهائي كانا مفهومين مختلفين تمامًا، ومجرد أنه قادر على استعارة جانب من تجربته لا يعني أن هذا هو كل ما سيتطلبه الأمر؛ كان بحاجة أيضًا إلى استخلاص الدروس من أجزاء أخرى من حياته، وقد فعل ذلك… لقد أخذ كلمات السجل البدائي حرفيًا إلى حد ما.

سأل روان نفسه هذا السؤال: لماذا يُذكر في السجل البدائي ضعف هيئته النهائية؟ لم يكن ذلك ضروريًا، إذْ يعتقد أن لكل قدرة عيوبها، فلماذا ذُكرت؟

كانت هناك أسباب عديدة، لكن روان لم يكن ليتمكن من معرفة ذلك حتى قام بتفعيل هذه القوة؛ تمثلت مهمته الوحيدة بالتأكد من أنه ايا ما ستكون النتيجة التي ستجلبها هذه القوة، فإنه يحتاج إلى أن يكون مستعدًا لها.

ابتسم روان لأنه مدرك أن الإيمان الذي لدى الجميع فيه لم يذهب سدى؛ فقد توقع بالفعل نقاط القوة والمخاطر في شكله النهائي، وسيستخدمه ضد البدائيين.

إذا تم إرجاع الزمن إلى بضعة نانوثانية في الماضي، فقد قام روان للتو بتنشيط شكله النهائي ضد ذراع أخنوخ؛ ومع ذلك، من السهل دائمًا أن ننسى أن روان هنا هو مجرد أحد تجسيداته العديدة وليس جسده الرئيسي.

عندما فعّل روان هيئته النهائية، ضخّ كل قوته في تجسده، مما قلّص عمره بشكل كبير، لكنه مكّن التجسيده من استخدام قواه بأقصى فعالية. كما أدى ذلك إلى شيء آخر: أدّى إلى اختفاء جسد روان الرئيسي.

بعد تفعيل هيئته النهائية، استنتج روان أخيرًا أن لها جانبين، وإن شاء، فبإمكانه اختيار أيٍّ منهما. الجانب الأول من هيئته النهائية سيجعله نهاية كل التسلسلات الهرمية، كائنًا أسمى لا يمكن قياس طبيعته أو فهمها، لأنه فوق الجميع، والجانب الآخر يعني أنه يستطيع تحمل ضعف هيئته النهائية، مما يضع نفسه قيدًا.

ما تعنيه هذه القوة هو أن حدود روان مفروضة ذاتيًا، ولكن هناك خطر كبير في استخدام هذه القدرة التي فقط روان وحده مؤهل للتحكم فيها. كان البدائيون مثالًا، فباستهلاكهم للواقعات، كانوا يمتلكون قوى خارقة، لكنهم لم يستطيعوا احتوائها… مجرد أن حدوده مفروضة ذاتيًا لا يعني أنه يستطيع النمو بلا حدود… ولكن كما ترى، يمكن لروان النمو بلا حدود.

لذا، من السهل افتراض أن روان يستطيع بلوغ شكله النهائي والقضاء على جميع أعدائه، لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة. تشبيه النملة بقدرتها على التحكم بالطقس كان مؤثرًا للغاية هنا. فهو لا يزال، من الناحية الفنية، قديما، وهذا جلب معه العديد من القيود.

لم تكن طاقته قوية بما يكفي؛ فينبغي أن يتحكم على الأقل بقوة الأصل. لم تبلغ إرادته مستوى البعد التاسع، و أصبحت فئته عاجزة تمامًا عن توجيه قوة تتجاوز الأصل، لذا فإن الاعتقاد بأنه يستطيع التحكم بقوة لا حدود لها في جسد لا يزال مقيدًا بعدة قيود ضربًا من الجنون، ومع ذلك، هو لا يزال راغبًا في خوض غمار التجربة.

إن القيود المفروضة على تجسده والتي من شأنها أن تزول في ثانية أو ثانيتين هي بمثابة الأوعية المثالية لتجسيد ضعف شكله النهائي، مما يجعلها الفخ المثالي.

أين هو تجسيد روان؟ داخل أصل الروح ليتحدث مع إيوسا، وأين هو أصل الروح؟ داخل جسد روان الرئيسي! كان أصل الروح هذا ملكًا لإيوسا، وقد استخدمه روان كجسر لجذب البدائيين إلى المكان الذي أرادهم فيه.

لقد سكب جسده الرئيسي كل طاقته في التجسد، مما دفع وجوده إلى الصفر، وأصبح التجسد يشتعل بالقوة، بما يكفي لجذب جميع البدائيين للعثور عليه، والآن بعد أن رأى روان كل ما يريده وتعلم ما يكفي، فقد حان الوقت لسقوط الحذاء الآخر.

كانت هناك طرقٌ عديدةٌ للسلطة، لكن روان ظلّ لفترةٍ طويلةٍ محدودًا في أفعاله؛ ظلّ طفلًا صغيرًا لأنه لم يستطع النمو. كان الواقع صغيرًا جدًا وهشًا، وخارج الواقع، يوجد هناك البدائيون الذين سيمزقونه إربًا لحظة نموه.

إيوس، الذي كان شكله العملاق مخفيًا في زاوية من الواقع وأصبح في شكل أصغر من الذرة بعدد لا يحصى من المرات، فتح عينيه فجأة.

الترجمة : كوكبة