السجل البدائي - الفصل 1850
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1850: الشكل النهائي (4)
عبس روان، “تدمير مهد أخنوخ؟ لماذا يريدون أن يفعلوا ذلك؟”
“عليك أن تفهم يا روان، أن ليمبو لم يعد مكانًا لولادة واقعات جديدة. لقد أصبح مسمومًا جدًا بحيث لا يمكن لأي شيء يمكنه الإنشاء أن يُزرع فيه”. همست إيوسا: “آخر مكان يمكن أن تنشأ فيه الواقعات هو داخل المهد. أخشى أن أيًا كانت خطط البدائيين عندما شاركوا في صنعك يا روان، قد فشلت. لقد تبددت فرصة نجاتهم من جنونهم، والآن، في جنونهم، يسعون إلى تدمير كل شيء.”
“لكنني قتلت العديد من عقول البدائيين داخل الواقع، وما تبقى هو مجرد الذاكرة والنور والحياة.”
اتسعت عينا إيوسا وهي تفكر في دلالات تلك الكلمات، “إذن قد يؤدي هذا إلى نوع جديد من التعقيد، قد ينتهي إما بنعمة أو كارثة عظيمة. ماذا سيفعل هؤلاء البدائيون الثلاثة عندما يكون الآخرون تحت رحمتهم؟ تذكر، هم أنفسهم ألد أعدائهم.”
قبل أن يتمكن روان من الرد على كلامها، دوّى صوتٌ عالٍ كصوت بوق هوائي، مما جعل إيوسا تصرخ من الألم وتغطي أذنيها، بينما شحب روان وارتجف. كان يُدرك أن نور هيئته النهائية هو ما يحميه، لأن هذا الصوت يُهاجم جوهر الكائن.
لحسن الحظ، توقف الصوت في لحظات، وإلا لانضم روان إلى إيوسا على الأرض يصرخان. لم يدم الشعور بالراحة طويلًا إذ عاد الصوت مرة أخرى، وهذه المرة استمر لفترة أطول قبل أن يتوقف.
كان روان راكعًا، يضغط على رأسه بيديه كما لو أن تركه سيحطم جمجمته من الداخل. كان ضباب خافت يحمل قوة الإنشاء ينبعث من عيني إيوسا وأنفها وأذنيها… كان الصوت يقتلها من الداخل، ويحطم جوهر كيانها.
صر روان على أسنانه، وقرر التصرف؛ لم يعد بإمكانهما تحمل انفجار آخر من البدائيين، وإذا استمر هذا التيار، فسيكون الصوت الذي سيصدر بعد ذلك أطول بكثير، ومن المرجح ألا ينتهي أبدًا! حدس روان، مدعومًا بإرادة الحقيقة، كان يُخبره أن هذا الصوت ليس هجومًا؛ بل هو ببساطة الهالة الكاملة المُطلقة من البدائيين. إنه صوت دقات قلوبهم.
كان سماعه للصوت بفضل قوته؛ أي شخص آخر سيموت، ربما حتى الموت نفسه. لقد بلغ البدائيون من القوة ما جعل من المستحيل تقريبًا عليهم إيجاد ندٍّ لهم.
لقد كانت هذه رجسات مجيدة، أهوالاً حقيقية، لكن هذا لم يسلبها قوتها الساحقة التي ولدت من حياة لا نهاية لها من الشراهة والقتل.
لم يفهم روان كيفية استخدام قوة شكله النهائي، على الأقل ليس بالطريقة التي أرادها. كل ما بإمكانه فعله هو إصدار أوامر مبهمة، آملاً أن تسير القوة التي أطلقها وفقًا لإرادته.
لقد أصبح مثل النملة التي لديها القدرة على التحكم في الطقس، إذا فشل في توجيه إرادته بشكل صحيح عند السيطرة على الإعصار، فسوف ينفجر ويسحق.
“احمِنا…” همس في نفسه، واتسعت عيناه من الصدمة حين ردّ عليه صوتٌ خافت. همس نورُ هيئته النهائية في قلبه: “لا، هذا ليس هدفي.”
ثم عاد الصوت من جديد، وأطلقت إيوسا صرخة يأس أخيرة؛ كانت عيناها مثبتتين على روان، وفيهما رأى الكثير. يوجد هناك غضب وخوف، والمثير للدهشة أن الأمل ملأ أعماق نظرتها. بطريقة ما، حتى في تلك اللحظة التي كانا فيها على شفا الموت، ظلت إيوسا تؤمن به.
رغم الألم، أومأ روان برأسه وابتسم لها، غير مبالٍ بأن الدم كان يسيل من فمه، وأن ابتسامته بدت تشبه ابتسامة ذئب جائع. أطلقت إيوسا أنينًا خفيفًا وهي تنهار إلى العدم، تاركةً وراءها ذرات خافتة من ضوء النجوم.
ارتجف روان وهو وحيد. كان راكعًا، لكن لم يكن هذا ما ينبغي لرجل مثله أن يظهر به أمام أعدائه، فنهض ببطء. وكما خشي، لم يعد الصوت يتوقف؛ بل ازداد قوة، مع ازدياد نبضات قلوب المزيد من البدائيين.
بطريقة ما، ظل روان صامدًا وسط كل ذلك، تضربه موجات لا نهاية لها من الفناء، لا يمكن وصفها لأنها فاقت كل الكلمات. أدرك روان أن أفعاله السابقة هي التي أنقذته.
الحقيقة بسيطة: الصوت الذي يسمعه قادم من ثلاثة مصادر، وليس سبعة. لو أن هناك سبعة من البدائيين مستيقظين تمامًا، ففي مستواه الحالي، لكان صوت دقات قلوبهم مجتمعة كافيًا لقتله.
لكن كل ذلك لم يكن مهمًا؛ فهو لم يكن مستعدًا لمحاربة البدائيين من هذا المستوى، ويبدو أن سلاحه الأعظم لديه شخصية خاصة به، وهي شخصية قد لا تتوافق مع أهدافه الحالية.
في تلك اللحظة، أحس روان باختلاف في الصوت، وتحول طفيف في الانسجام، مما يدل على أن هذا الصوت لم يعد فوضويًا وطبيعيًا؛ الآن، أصبح تحت السيطرة.
كاد يترنح حين توقف الصوت، لا، لم يتوقف، بل أحاط به كقفص أو صدفة. كان يُراقب.
ابتسم روان؛ كان الأمر بمثابة راحة تقريبًا لأنه يستطيع الآن الوقوف وجهًا لوجه مع الوحوش التي ظلت في مركز كوابيسه لفترة طويلة.
رفع رأسه ببطء، ولاحظ الكائنات التي تراقبه، وفي تلك اللحظة رأى الشكل الحقيقي للبدائيين… تصدع عقل روان مثل الزجاج.
كان هذا التغيير عنيفًا لدرجة أن الصوت أصبح مسموعًا، أشبه بضربة سوط. انفجرت عيناه من محجريه، ومع حرصه على رؤية المزيد، أدرك روان أنه قد وسع نطاق الخطر إلى أقصى حد ممكن. إذا تجاوز هذا الحد، فقد لا يتمكن من التقاط القطع المكسورة المتبقية.
ابتسم وأرسل رسالة في قلبه، “إيوس، الأمر متروك لك الآن، قصتي هنا انتهت. أطالب بضعف شكلي النهائي.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.