السجل البدائي - الفصل 1844
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1844: النهاية (4)
كانت احتمالات فوزه ضئيلة. أصبح تيلموس بشريًا يقف أمام كائنات بقوة أقرب ما تكون إلى قوة البدائيين.
السبب الوحيد الذي جعله يستمر لفترة طويلة هو أنه، حتى كإنسان، إمتلك معرفة بدائي، وإستطاع إدراك أنه على الرغم من المفاهيم التي تضرب عقله الهش، إلا أنها لم تكن حقيقة من هو.
كان تحت ضغط هائل، لكن تيلموس سبق أن واجه تحديات مماثلة. منذ اللحظة التي التقى فيها بروان، لم يعد يعرف معنى الطبيعي أو إيجاد حدود؛ ظل يسعى جاهدًا دائمًا، وبالنسبة لشخص مثله، يتوق إلى الإيمان بأنه الأفضل في العالم، تلك تجربة مُذلة.
في مواجهة تحديات القضاة، إمتلك تيلموس طريقة لمواجهتهم. ينبغي له أن يركع، لكنه لم يفعل؛ ففي لحظة، انقسم عقله إلى سبعة أجزاء، وواجه جميع القضاة دفعةً واحدة.
بالنسبة لقاضي القدر، يمكنه القيام بأفعال ذات خيارات غير منطقية تمامًا يمكنها أن تكسر قبضته المثالية على القدر.
إن شفرات الحتمية التي تمزق لحمه سوف تتحول إلى عظامه، ولم يكن من المهم أن يكون تيلموس لا يزال بشريًا؛ فهو يستطيع أن يفهم مفهوم الحتمية، وسوف يشكله وفقًا لرغباته.
بالنسبة لحارس الفناء، تجاهل تيلموس جهوده؛ فقد تعلم منذ زمن طويل أن ينظر إلى الفناء كسلاح لا كضعف. بجسده الهش، بإمكانه أن يمتلك إرادةً لا حدود لها، وهذا وحده ينفي سلطة هذا القاضي.
كان وجود تيلموس، بالنسبة للجوليم العظيم، مهندس التسلسل الهرمي، بمثابة رجس بالنسبة لنظامه، وبغض النظر عما أعلنه الجوليم للنظام المستقر للأشياء، فقد احتقر تيلموس مثل هذه التسميات.
اعتبر مهندسي الواقع حمقى، غير مبالٍ بأن ذلك مبني على قوته. من ذا الذي أعلن أن السامين يجب أن تتفوق على البشر؟ هل هم أفضل منه، وأعظم منه؟ فليأتوا إليه ويقولوا ذلك في وجهه.
لو لم يلتقي تيلموس بكائن عميق مثل روان، الذي كسر كل القواعد، فإن هذا القاضي ربما اصبح سبب سقوطه، ولكن بعد كل ما رآه، فإن الأوامر من هذا النوع هي سلاسل هشة مثل أنسجة العنكبوت.
بالنسبة لطاغية الصلاة، تلك الكتلة المقززة من اللحم التي همست بالجنون في قلبه، فإن تيلموس أمن منذ زمن طويل بقوة ذراعيه على أذرع السامين منذ أن كان طفلاً، وتسائل لماذا قد يعتقد هذا القاضي أنه سينخدع بمثل هذه التكتيكات الخادعة.
كان أكثر من نصف القضاة قد ردوا بقوة، ولم يظهر تيلموس أي إشارة إلى أنه سوف يبطئ من سرعته.
اتجه عقله نحو القاضي الخامس، سجان الإمكانات. هذا السجان عديم الوجه، ذو ألف باب مغلق، أثار حكة في عقل تيلموس؛ أراد أن يلكمه في وجهه ليعيد ترتيبه في بُعد يناسب ذوقه.
قوبلت عرافة النهاية بالصمت. من بين جميع القضاة، فهذه القاضية الأقل تأثيرًا عليه، لأنه يعلم يقينًا أن زوجته لن تبكي أبدًا. ستضحك ملكته النارية في وجه الموت، وتُخفي شفرةً تحت تنورتها لتقطع حلقه.
على هذا القاضي أن يتعلم الكثير إذا ما اتخذ شكل زوجته وجعلها تبكي.
ومع ذلك، بغض النظر عن مدى كراهيته لهذه الاختبارات التي أمامه، فقد تحمل القاضي الأخير كامل ثقل كراهية تيلموس.
كان الملك السامي غولغوث جزءًا لا ينضب من ماضي تيلموس. ذاق طعم الهزيمة لأول مرة على يد ذلك الكائن، ورغم أن تيلموس يدرك أن ذلك لن يؤثر عليه، إلا أن عليه أن يعترف بأن جزءًا منه لا يزال يشعر بألم سيف الملك السامي وهو يمزق روحه.
انها كراهية تتجاوز الموت، والكلمات الباردة والساخرة التي قالها هذا القاضي أثرت على تيلموس بطريقة لا يمكن لأي شيء أن يفعلها على الإطلاق.
مع ذلك، أدرك الرد الذي يجب أن يُقدمه لهذا الكائن، وهو رد سهل. قدرته على كبح جماح جميع القضاة كانت وسيلته لإسكات الملك الصامت.
كان تيلموس مستعدًا لشن هجومه المضاد، ثم توقف. هناك خطب ما… لديه فرصة 80% للخسارة والموت الفوري في هذا الاختبار. لماذا بدا الأمر بهذه السهولة؟
سيزعم أي مراقب خارجي أن هذا الاختبار لم يكن سهلاً على الإطلاق. فقد وُضع تيلموس داخل جسد بشري، وأُجبر على الوقوف في وجه قضاة يتحكمون في قوى بدائية.
من في الوجود كله يمكن أن يعتبر ما هو على وشك القيام به سهلاً؟
سقط تيلموس على ركبتيه؛ فقد كلفه تردده فرصة. كان امتلاك كل هذه القوة داخل جسد فانٍ أمرًا محمودًا، ولكن عندما ينبغي عليه إطلاقها، كبحت جماحها، فاضطر إلى تحمل عواقب امتلاك كل هذه الإمكانات الكامنة بداخله، متحملًا ضغط الوجودات البدائية السبعة.
من ركبتيه، سقط على وجهه، وبدأ جسده يرتخي تحت الضغط. بدأ تيلموس يختنق بدمائه وعظامه المهشمة، لكن عينيه كانتا تلمعان.
تحت ظل الموت، رأى تيلموس الفخ الذي كاد أن يقع فيه، ولم يستطع إلا أن يضحك؛ ومع ذلك، في حالته الحالية، بدا ضحكه يشبه آخر غرغرة من رجل يحتضر.
كان في وعيه سبعة أصوات للقضاة، كل منهم يسحبه في اتجاهات مختلفة، وهم يهمسون له بالوعود والخلاص.
“صمت!”
من المفترض أن يكون الأمر مستحيلاً، لكن الزئير الذي خرج من صدر تيلموس أسكت الساحة.
لقد كاد أن يقع في فخ الطبيعة الخادعة لهذه الساحة، كل هذه الاختبارات، كل أصواتهم، كل هذا لصرف انتباهه عن شيء واحد … جوهر من هو، الصعود المتحدي، لم يتوسل أو يتفاوض مع العدو.
كل هذا… القضاة، والساحة، وهذه الطبقة من أصله، كلها ملك له، وسوف يستولي عليها!
بجسد مكسور لم يكن لديه سبب للبقاء على قيد الحياة، وقف تيلموس على قدميه.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.