السجل البدائي - الفصل 1836
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1836: أسرار الوحوش البدائية (النهاية)
عندما كان روان داخل نجم الهلاك، رأى رؤية من الماضي مستمدة من ذاكرة عين الزمن، حيث أمسك ثلاثة من البدائيين بالوحش البدائي، تنين الشعلة، وكانوا يشويونه على سيخ فوق نار مفتوحة.
كان البدائيون الثلاثة: بدائي الشيطان، وبدائي النور، وبدائي الزمن، وبدت أشكالهم غريبة. اتخذ الثلاثة جميعًا شكل بشر، لكن بدائي الشيطان إمتلك وجها بألف عين، وبدائي النور له عين واحدة، وبدائي الزمن بست عيون.
لم يكن بإمكانه التأكد من أن هذا هو ما حدث بالضبط أو هل كل التفاصيل التي رآها صحيحة؛ كان لا يزال بشريًا في ذلك الوقت، ولم يكن من الممكن مقارنة بصره بما هو عليه الآن، لكن هذه لم تكن التفاصيل الحيوية التي أخذها من الرؤية الغريبة.
أثناء عملية تحميص هذا الوحش، أعلن بدائي الشيطان بضجة كبيرة،
“هنا يرقد أول وحش بدائي، تنين الشعلة. غطرستك منحتنا البصر.”
هناك العديد من الحقائق التي يمكن استخلاصها من هذه العبارات القصيرة، ولكن ما لفت انتباه روان أكثر في هذه المرحلة هو الاستجابات التي قدمها تنين الشعلة إلى البدائيين عندما تم تمرير رأسه عبر الثلاثة منهم.
قال التنين للشيطان البدائي: “أيها الشيطان، لقد قتلتَ إخوتي وسرقتَ عينيّ. من اليوم فصاعدًا، ألعنك، أن تُحدّق بعينيّ في هلاكك، وفي ذلك اليوم سأعود إلى قلبك، وأتلذّذ به إلى الأبد.”
لقد مات بدائي الشيطان داخل الواقع، ولم يعد تنين الشعلة، وهذا اقترح على روان أن الذكرى التي شهدها من بدائي الزمن لم تأت من هذا الواقع، ولكن من فترة أقدم بكثير مما توقعه في البداية.
لم يكن لدى روان، في هذا الوقت، أي فكرة عن وجود واقع آخر خارج واقعه؛ حتى أنه لم يكن على دراية بأن واقعه قد مات وأنها لها اسم، ولذلك اعتقد خطأً أن الرؤية التي رآها جائت من ماضي هذا الواقع.
وهذا يشير إلى أن التاريخ وراء البدائيين والوحوش يمتد إلى أبعد مما إعتقد في السابق، ومن الضروري بالنسبة له أن ينظر إلى هذه الرؤية بعيون جديدة.
قال التنين للنور البدائي جملة بسيطة: “النور، لقد خنتني”.
فأجاب بدائي النور: “لم يكن الأمر شخصيًا، أردتُ فقط معرفة ما يتطلبه قتل مخلوقات بمستوانا. إن اكتساب فهم كهذا… لا يُقدّر بثمن. من أجل الصالح العام، يجب أن يحدث. لن أضيعه.”
الآن فقط أدرك روان غرابة ردّ بدائي النور على تنين الشعلة. بدا الأمر كما لو أن البدائيين في هذه الذاكرة لم يبدأوا حكمهم المرعب على الوجود بأكمله، كما لو أن الوحوش البدائية هي أول كائنات البعد التاسع التي قتلوها.
إذا كان البدائيون قد بدأوا في ذبح الواقعات منذ خمسة وستين عصرًا كونيًا، فمن المحتمل أن روان نظر إلى الذكرى الأولى التي أدت إلى تغيير في اتجاه المستقبل.
إلى بدائي الزمن، بدا صوت التنين حزينًا تقريبًا: “الزمن… رغم كل ما تعلم أنه قادم، ما زلتَ تختار الوقوف في وجهي. أنت أسوأ من الخائن، ونهايتك لن تكون مُرضية لجوهرك. هل تعرف ما هو أسوأ من الأحمق؟ أحمق ساذج. أكرهك، لكنني ما زلت أشفق عليك.”
كان هذا المسمار الأخير الذي احتاجه روان لتأكيد تكهناته. لو أن هذه الرؤية قد حدثت قبل أن يبدأ البدائيون بقتل الواقعات، وأن تنين الشعلة، الذي اعتُبر أول الوحوش البدائية، قد تحدث عن خائن. كان روان يعلم أن البدائيين قتلوا تنين الشعلة سعيًا وراء المزيد من القوة… كل ذلك مرتبط بشخصية واحدة: أخنوخ.
من سيستفيد أكثر من إبادة الوحوش البدائية؟ بالتأكيد لم يكونوا البدائيين، ربما نالوا الدفعة التي هم بأمسّ الحاجة إليها في بداية رحلة غزوهم، ولكن كما حذّرهم تنين الشعلة، أصبح انتصارهم سمًا في عروقهم، ومنذ اللحظة التي بدأوا فيها بالقتل، لم تنقطع شهيتهم ولم ينتهِ جوعهم، بل ازداد جوعًا.
‘يا له من مصير مرعب… يا له من خائن أكثر رعباً.’
لم ينس روان للحظة واحدة أن جميع مؤامرات أخنوخ تُنفذ بينما لازال هذا الكيان يُعتبر ميتًا!
إرادة الأكبر، الوحوش البدائية، البدائيون، كل الواقعات، مهد أخنوخ، وأخيرًا أخنوخ… كلهم كانوا متصلين.
كل ما حدث هو لسبب. لكي يفهم روان الحقيقة، عليه أن يتعمق في حقائق الماضي، ولذلك عندما سأل إيوسا عن حقيقة الوحوش البدائية، لم يكن هذا السؤال وليد نزوة، بل نتيجة تفكير عميق تبع كل الأدلة التي ظل روان يجمعها ببطء من الماضي.
“أخبريني يا إيوسا، أسرار الوحوش البدائية، وكيف استطاعوا مقاومة قيود السجل الكوني. كيف استطاعت الوحوش التطور خارج حدود الواقع؟”
كان هذا ما اعتبره روان السؤال الأهم الذي عليه طرحه. ربما لم يكن لدى إيوسا فهم واضح للماضي من خلال رؤية ذكريات عين الزمن. ومع ذلك، لا بد أنها فهمت شيئًا من أسرارهم، إذ لم يكن معروفًا هل ذلك بالصدفة أم بالتخطيط. ومع ذلك، كانت بقايا الوحوش البدائية متناثرة في جميع أنحاء واقع إيوسا، وذلك هو الوقت الذي عرفت فيه الحقيقة.
أصبح الضوء المحيط بإيوسا خافتًا، كما بدت وكأنها تتراجع إلى نفسها، ضحكت بشكل ساخر تقريبًا بينما أجابت ببطء، “لا أعرف كيف دخلت بقايا الوحوش البدائية إلى واقعي، ربما، كنت أعرف ذلك ذات يوم ولكن هذه المعرفة ضاعت … ومع ذلك، لدي فكرة عن أصولهم، وأعتقد أن هذا يرتبط بك كثيرًا، روان”.
لم تنتظر منه أن يسألها أي سؤال، بل تحدثت بسرعة وكأنها حريصة على إخراج المعرفة التي ظلت تخفيها داخل نفسها لفترة طويلة،
“روان، أعتقد أن لديك بعض المفاهيم الخاطئة عن الوحوش البدائية. قد تراهم منقذين أو مقاومين لأنهم يبدون خارج الشبكة التي تُحكم الوجود، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. أنت تسألني عن سجّاني المنزل الذي تُخطط لاقتحامه!”
لم يعد صوت إيوسا لحنًا يُثير الحواس؛ بل تحول إلى صرير صفائح تكتونية تُنبئ عن دهورٍ مدفونة في قاع الوجود. “أنت محق. إنهم ليسوا في السجل الكوني؛ إنهم جهازه المناعي. حراس ما تراه سجنًا تعتقد أنه قيّد الوجود كله. كل واقع وُلد يعرف هذه الحقيقة، ونحن نعلم أنه باستثناء آخر وحش بدائي يحرس السجل الكوني، فإن البقية قد ماتوا، ودهشتك لا تقل عن دهشتي عندما اكتشفت بعض جثثهم داخل واقعي.”
الترجمة : كوكبة
——
أخنوخ حرفيا طلع لاعب بالكل لعب
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.