السجل البدائي - الفصل 1817
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1817: تطهير العيب
أدرك روان أن كلمات هذا الشيء ما هي إلا محاولة أخيرة يائسة لاستفزازه. لن يكون لنصره معنىً لشخصٍ كهذا، لكن روان لم يُبالِ؛ فقد تعلّم مواجهة الكوابيس والشرور بشتى أنواعها.
متقدما للأمام، صرخ الأمير الثالث،
“رواان…” كان الاسم لعنةً، ينبعث منها رذاذٌ أسود. “لقد… قطعتَ… قلبنا…”
هزّته رعشة عنيفة. شدّت جلد ظهره، وانشقّ بصوتٍ كتمزيق قماش. وخرجت من الجرح مخالب سوداء سميكة، زلقة بالمخاط.
كانت المجسات مغطاة بمصاصين شائكين ينبضون بحياة بغيضة، وبالطريقة التي يتحركون بها، بدا الأمر كما لو أنهم لم يكونوا جزءًا منه؛ بدلاً من ذلك، إنهم يستخدمونه.
كان الأمير الثالث مجرد دمية منهارة لشيء لا يمكن وصفه في الداخل.
“أتظن… هذا نصر؟ أن تدّعي أصل ذلك المهرج البائس؟” همهم وهو يدفع قدميه. ارتجفت ساقاه، وعظامه تطحن بصوتٍ مُقزز. “لقد… قتلتَ الشيء الوحيد… الذي يُبقي العدوى… مُحتواة!”
فجأة، اندفع الأمير الثالث نحو روان، بمساعدة مخالبه التي دفعته نحو الأرض.
انطلق أحد المجسات، الذي كان سميكًا مثل فخذ رجل، أسرع من المتوقع، لكنه لم يستهدف جسد روان؛ بل اتجه نحو الفضاء المحيط به، ساعيًا إلى إفساد الهواء الذي يتنفسه.
حيث مر المجس، اسودت الأرضية المصقولة وتشققت بسبب العفن الذي يمكن أن يلتهم آلاف السنين في ثانية واحدة.
لم يتراجع روان عن هذا الهجوم. تحرك بسرعة، وبدا شكله ضبابيًا، وعندما مرّ المجس بسرعة أمام رأسه، أمسك به.
في اللحظة التي لامست فيها يده السطح، بدأ المخاط الموجود على سطحه في الاشتعال، وبدأ المجس يصرخ – صرخة نفسية عالية النبرة بدت أشبه بإبرة في الدماغ.
كانت قبضة روان شديدة، فصبَّ الدمار على المجس. ذبل الطرف القويّ الأملس في قبضته، وتحول إلى جافّ وهشّ في لحظة. بضربةٍ وحشية، انتزعه من ظهر الأمير الثالث.
بدأ الدم الأسود القطراني، ذو رائحة الأوزون والتحلل، يتصاعد من الجذع، وكان الأمير الثالث يصرخ من الغضب والألم.
لم يتراجع دمية الشر بل استمر في التقدم للأمام، ويداه المكسورة والدموية تصل إلى وجه روان.
تمكن روان من تفادي القبضة بسلاسة ووجه لكمة إلى صدر الأمير الثالث.
كان التأثير مُقززًا. فهو هنا بجسده، وقوته شيئًا لا يُضاهيه أحد في الواقع.
تمزقت الأضلاع إلى الداخل. صرخ الشيء الموجود داخل صدفة الأمير الثالث بغضب. انطلق مجس آخر، ذو طرف شائك وعظمي، من كتف الأمير الثالث، مستهدفًا عين روان.
التقط روان اللسعة على بُعد بوصة واحدة من قرنيته. انغرست الشوكة في راحة يده، فغمرته موجة من السم النفسي، صور من اليأس والجنون واليأس المطلق.
ابتسم روان وسحق اللسعة بقبضته. تبخر السم، عاجزًا عن زعزعة إرادةٍ دمرت الهاوية العظيمة، وقررت القضاء عليها.
كان الأمير الثالث ينهار. تساقطت قطع من لحمه، وارتطمت بالأرض بصفعات مبللة، وتحولت إلى برك من مادة لزجة سوداء. انكشف ما بداخله في لمحات: كتلة مركزية نابضة من العيون والأسنان، ونواة من الكراهية المطلقة تلتهم مضيفها لتغذية هجومها.
“لن تقتلني!” صرخ الأمير الثالث، وفكه ينفصل من جانب، معلقًا بشريط من وتر. “أنا السرطان في عظام الليمبو!”
تقيأ سيلاً من الحمض الأسود. عقد روان ذراعيه، وتجمد أمامه درعٌ من إنشاء مضغوط. أصابه الحمض وتناثر، منتشرا في الأرض، لكنه لم يخترق الحاجز.
حينها أخرج روان المطرقة التي وضعها على الجانب.
استقرت المطرقة في يده – شيء وحشي لا يرحم. كانت أداةً لنهاية وحشية، وبعد أن ابتلعت صرخات موت ثلاثة من البدائيين، أصبحت سلاحًا فعالًا للتدمير لا مثيل له.
لم يكن روان يعرف من أي واقع تم حصاد هذه المطرقة، لكنه يعلم أنه يحقق عدالة إرادته.
الأمير الثالث، رعبٌ مُرْتَعِشٌ مُتَسَرِّبٌ من مخالبٍ ولحمٍ متعفن، انقضَّ للمرة الأخيرة.
واجهه روان بالمطرقة.
لم يُلوّح بضربةٍ نحو الجسد، بل استهدف القلب. نزلت المطرقة في قوسٍ ساحر، خلّفت ثقوبًا في الواقع، وضربت كتلة العيون والأسنان النابضة في صدر الأمير الثالث.
لم يكن هناك انفجار للضوء أو الصوت، فقط انفجار صامت بفعل الجاذبية.
انسحب شكل الأمير الثالث إلى الداخل، أفواهه الصارخة، ومخالبه المجلجلة، ولحمه المتعفن – كل ذلك انضغط بعنف في نقطة واحدة متناهية الصغر من الرفض المطلق. اتسعت عيناه السوداوان المليئتان بالكراهية في لحظة صدمة أخيرة، ثم انطفأتا إلى الأبد.
ظلت نقطة العدم معلقة في الهواء لدقيقة، ثم اختفت مع صوت يشبه صوت الكون وهو يتنهد بارتياح.
لم تكن هناك خطبٌ مُهيبة؛ لقد استأصل ببساطة سرطانًا نخر عظامه منذ ولادته. نظر روان حوله، فتناثرت على صدره قطرات دم سوداء وسوائل أخرى أقل وضوحًا. كانت الغرفة خرابًا، تحمل آثار التعفن والعنف.
قام روان بتأرجح المطرقة لإزالة أي بقع متبقية عليها، وبينما فعل ذلك، انفجرت موجة من قوة الإنشاء من تلك البادرة، وأصلحت كل ضرر داخل الغرفة، وتركت كل شيء في حالة جيدة.
انطلقت حواسه في أرجاء قصر الزمن، وبدأ يسحبه إلى جسده، وبينما يفعل ذلك، ذهب إدراكه نحو الطاولة، حيث تقع التفرد.
لقد تم التعامل مع الروح والفوضى والشيطان والزمن الآن، تاركين الذاكرة والنور والحياة.
كان روان يعلم أن المعركة ستكون ضارية، لكنه يدرك أنه لم يصل إلى هذه المرحلة إلا بتخطيط دقيق واستعداد مُحكم. كان واثقًا من نجاحه، لكن الشيء الو
دحيد الذي يخشاه هو النتيجة غير المتوقعة التي لم يتوقعها.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.