السجل البدائي - الفصل 1742

الفصل 1742: عصر الفراغ.

لم تعد أرضه الأصلية بلا حدود في حواسه. استطاع روان الآن أن يرى حدودها المتوسعة، وكان منظرها مذهلاً.

بالطبع، لم يكن لأرض الأصل حدود من الناحية المكانية، وأي خالد داخلها، حتى لو أعطي له عمر لا نهائي، لن يرى نهايتها أبدًا، ولكن بالنسبة لروان، كان كل شيء يقع في مكانه، ويمكنه إدراك ما لا ينبغي وما لا يمكن رؤيته.

إن قدرته على اكتشاف حجم أرضه الأصلية لا تعني أن هذا العالم قد ضعف؛ بل على العكس، فقد دلت على قدرته المتزايدة في إتقان قوة الأصل.

في السابق، لم يكن قادرًا حتى على استشعار حدود أرض الأصل، ولم يكن يفهم الكثير من أسرارها. ومع ذلك، مع إنشاء الأرتشاي، حُلّ لغزٌ واحدٌ أخيرًا، وهو الشكل العام لمملكته.

كيف تُعرّف شكل الفيزياء نفسها، أو شكل العدد باي؟ ما لون الجاذبية أو النغمات التي تُشكّل الصمت؟

إن فهم شكل مملكته كان يتجاوز الهندسة الدنيوية، لأن مملكته كانت موجودة في حالة من الوظيفة المرعبة والرائعة الصرفة، والتي كانت ميراثه باعتباره إيوس.

وكان شكل مملكته اسمه إيوس.

في الماضي، عندما أراد روان استكشاف المعنى الحقيقي وراء اسم إيوسا، كان يتردد لأنه كان يخشى أن فهمه للاسم لن يكون كافياً، وكان بحاجة إلى اكتساب المعنى من مصدره.

أدرك الآن كيف كان سيُرتكب خطأً فادحًا لو سار على هذا النهج للوصول إلى المعنى الحقيقي لإيوسا. فرغم أنها لم تكن بقوة أساسها، إلا أن وعي روان آنذاك لم يكن مُهيأً لمعرفة بهذا الحجم.

إذا كان الخالد يعرف المعنى الحقيقي وراء اسمه، فإنه سيكون قادرًا على فهم أرض أصله بالكامل، والتي تقضي تلقائيًا على أي خالد لم يكن على مستوى البعد التاسع.

مثل اليراعات التي تحيط بشعلة مشتعلة، رقصت بقية اسمه الحقيقي حول إيوس، مكملةً إياها ومعززةً روعتها.

إسمه هو أرض الأصل، وأرض الأصل هو إسمه.

استغرق روان بعض الوقت لتقدير هذه التغييرات، ثم بدأ الجزء من العمل الذي احتفظ به للنهاية، وهو تحويل وإحياء جميع أطفاله.

إذا اتبع المسار لجميع الواقع، فإنه الآن في عصر التكوين، ولادة الواقع، ولكن روان لم يعتقد أنه يتبع بدقة عمر الواقع الطبيعي عندما يتعلق الأمر بطبيعة العصور.

أولاً، نشأته الحقيقية هي في الماضي عندما ولد، لذلك يمكن القول أنه قد شهد عصر التكوين، وحتى أكثر من ذلك بعد ذلك.

كان العصر التالي بعد التكوين هو عصر السقوط، الذي مثّل الانحدار الحتمي للواقع، ولكن ألم يمرّ هو الآخر بنفس العملية؟ لم يكد إيوس يُولد حتى ذبحته نيكراسا، بدائية الروح، ذبحًا فظًا.

ربما يكون الواقع المتوسط قد مر بعصر السقوط وفقد تماسك سكانه حيث سينشأ الصراع والفتنة بين أطفاله، مما أدى إلى ظهور عصر الواقع الثالث، عصر العلامة الدموية أو عصر الدم بمسمى آخر، لكن روان تخطى عصر السقوط مباشرة إلى عصر الدم، حيث خضع لتدمير شكله.

مع ذلك، لنفترض أن روان اختار الاستمرار على نهج العصور. ما سيأتي لاحقًا هو عصر الكفن الفضي، وهو العصر الذي يُفترض أن يُمثل بداية التقدم ويكشف أسرارًا بعد نهاية عصر الدمار، الذي جلب الدمار.

ربما بدأ عصر الكفن الفضي الخاص به عندما حصل على السجل البدائي، حاملاً معه بداية النمو والكشف البطيء عن الأسرار التي كانت تكتنف ماضيه.

استمرارًا لهذا المنطق المثير، واصل روان اتباع النمط نفسه. بعد عصر الكفن الفضي، سيأتي عصر العاصفة، حيث سينشأ عهد جديد مليء بالكارثة نتيجةً للابتكار الذي حدث خلال العصر السابق.

منحه السجل البدائي القوة والطريق إلى الحقيقة، لكنه جلب معه أيضًا عواصف. الأمير الثالث، الذي كان يستغل جهل روان لاستغلال السجل البدائي، خاض حربًا ضده لقمعه.

لقد كان عصره العاصفة مضطربًا حقًا، لكنه أصبح الدافع الذي يحتاجه لاتخاذ الخطوة المهمة التالية ليصبح بُعدًا جديدًا، والاقتراب خطوة من جذوره.

بدون الضغط الناتج عن طغيان الأمير الثالث، من الممكن أن يستغرق روان وقتًا أطول بكثير ليصبح بُعدًا، مما أدى بشكل طبيعي إلى العصر التالي الذي سيأتي بعد ذلك، وهو عصر الحكم السماوي، والذي من المفترض أن يمثل ميلاد السامين والأجناس الأخرى.

لقد حقق روان تقدمًا كبيرًا في هذا العصر، حيث أنشأ العديد من أشكال الحياة الجديدة وأنشأ النورانيين السماويين القويين والعمالقة الذهبيون على نجم الهلاك.

في السابق، كان روان يعرف فقط هذه العصور من كلمات إيوسا؛ ومع ذلك، تعرف على العصور الثلاثة التالية التي جائت بعد عصر الحكم السماوي من قطع المعرفة التي جمعها من روح بدائية الروح.

ثم جاء عصر فجر النار، الذي انبثقت خلاله حضارة عظيمة من سابقتها. وكان هذا صعوده إلى عالم الأصل وإعادة بناء مدينته شيول.

ثم تبع ذلك عصر النسيان، عصر مظلم اتسم بالدمار والمعرفة المفقودة. بالنسبة لروان، كان من المفترض أن يكون هذا العصر بمثابة تدميره شبه الكامل من قبل تعويذة الفم المذهب، ومعركته مع بدائية الروح التي أدت إلى إبادة الكثير مما بناه وأحبه.

وبمحض الصدفة، دخل عالم النسيان، حيث اكتسب وفقد أيضًا آخر ما تبقى من برائته، واكتشف أخيرًا جذوره الحقيقية واتخذ الشكل الذي كان مصيره.

كان العصر الأخير الذي استخلصه من روح البدائي هو عصر الفراغ عندما يظهر واقع جديد من العدم.

“إذن، أنا في عصر الفراغ. لا بد أنني أول واقع يمر بتسعة عصور واقعية في مثل هذا الوقت القصير.”

الترجمة : كوكبة

——

حبيت ربط الكاتب للعصور بحياة روان