السجل البدائي - الفصل 1731
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1731: البذرة
“إيوس، أيها الطفل البائس، أنت لا شيء!” صرخت بدائية الروح بينما تحول وجهها من وجه جميل بشكل مخيف إلى وحش غريب يشبه الخفاش البشري ذو الأنياب الطويلة جدًا بالنسبة لفمها.
أشرقت عيناها بإشعاع أصفر كان مليئًا بالجنون والغضب.
“أنتِ وميض. أنا أبدية ولن أهدأ حتى يُسحق كل ما تعرفينه وتحبينه.”
لقد ضرب هديرها الغاضب روان، الذي استعد لمواجهته، وهو متمسك بكراهيته.
“الخلود،” تأوه روان، رافعًا المطرقة مجددًا، وجسده الروحي يصرخ من هول الصدمة التي سببها بذل كل هذه القوة، “مدة طويلة جدًا لتكون طاغية. وحتى الصخر يتآكل تحت وطأة التنقيط المستمر. هذه الضربة الثانية من أجل مايف، تذكري اسمها.”
وسقطت الضربة الثانية بالمطرقة، ثم الثالثة.
“هذا من أجل أمي!” سقطت ضربة أخرى.
“من أجل أطفالي! اسمعي أسمارهم، زفرييل، مالكيل…” بدأ روان ينادي بأسماء نورانييه، وبينما كان يفعل ذلك، سقطت ضربة مطرقة على البدائي الصارخ واللعن.
مع كل ضربة، تسارعت عملية التفكك. كان رعبها العظيم يتبدد، لا في الموت، بل في الفراغ. أصبحت احتجاجاتها كلمات أقل، وأصبحت نغمات خامة نشاز للخلق وهو ينعكس. ذابت أطرافها في مفاهيمها المكونة، ثم إلى لا شيء على الإطلاق. انطفأت النار الباردة في عينيها، ليس كشمعة مطفأة، بل كمعادلة رياضية وصلت إلى نهايتها، معادلة صفرية.
كان روان عنيدًا. احتاجا كراهيته إلى مكانٍ للتنفيس، والبدائية قوية بما يكفي لاستقباله.
ولاكن لعا الكراهية شديدة أيضًا مثل الكراهية لنفسه، لأن كل جزء منه أدرك أنه في كل مرة يرفع فيها هذه المطرقة لتدمير البدائي، كان يقتل أيضًا جزءًا من قلبها.
في صراخها، كان يسمع أصوات أمه، وأدرك أنه لو سكت، سيكون كل شيء بلا معنى. وهكذا تابع روان، حتى وقلبه يُمزق.
لقد تدفق المزيد من جوهرها من ذلك المكان المخفي تحت هذه الطبقة، مما أبقاها على قيد الحياة لفترة أطول من الممكن، لكن روان لم يتوقف، طالما بقي أي جزء منها خلفه، فسوف يستمر في تحطيمهم.
هذا شيئ عجيب ومرعب في مذبح الإبادة. لو قتلت بدائية الروح في أي مكان سوى هنا على هذا المذبح، ولو لها بقايا منها بعيدة عن هذا المكان، ستكون تلك البقايا قد نجت.
لكن على هذا المذبح، أُجبر كل جزء من البدائية على العودة؛ مهما تكون المسافة. بمجرد أن تُؤسر الروح على هذا المذبح، ستجمع وتفكك. علم روان أن بدائية الروح لن ترضى أن يرى روان هذا المكان؛ فلن ينام أي بدائي بسهولة وهذا المذبح تحت سيطرته، ولكن كما هو الحال، لم يعد بالإمكان تغيير الماضي.
كانت طبقة الروح بأكملها تهتز حتى الدمار بينما استمرت ضربات مطرقة روان بدقة لا هوادة فيها.
أخيرًا، لم يبقَ إلا جوهرها – انطباعٌ باهتٌ غاضبٌ عنها على المذبح؛ كل شيءٍ آخر قد أُزيل. وقف روان فوقه، أنفاسه متقطعة، ومطرقته الآن ثقيلةٌ وقد تحقق هدفها.
نظر إلى آخر بريقٍ لما كان يومًا سامية، وحشًا، بدائية. ربما أعتبرت في يومٍ من الأيام أعظمَ ما في الوجود، بقوىً قلّما يتخيلها أحد، لكن الآن، آخر بقاياها ترقد على هذا المذبح، تنتظر الموت.
لم يكن في قلبه شفقة، بل صمتٌ عميقٌ يتردد صداه.
قال لها كلماته الأخيرة، ليس بصوت صراخ، بل بصوت هامس يحمل ثقل قدرته الطويلة على التحمل.
“لا تكوني وضيعة.”
لقد أنزل المطرقة للمرة الأخيرة.
لم يكن هناك وميض، ولا انفجار. فقط تنهيدة، كأنها كونٌ يتنفس لأول مرة بلا عبئ، ثم ساد الصمت. صمتٌ حقيقي. هدأت دوامة المذبح، واكتمل هدفها.
حيث كانت، لم يكن هناك سوى حجر المذبح الفارغ والمحايد. أسقط روان المطرقة. ارتطمت بالأرض، صوتًا رتيبًا صادمًا في أعقاب قتل الأبدي.
لم يشعر بأنه قاتلٌ للبدائيين. لم يشعر بالنصر. شعر ببساطة… بالهدوء. اختفى الضغط الصارخ الذي لا ينتهي في روحه. ظل وحيدًا في ظلمة البدائيين، ولكن لأول مرة، اصبح الظلام مظلمًا تمامًا. لم تكن هي.
لم يقتل بدائيًا، بل أفسح له المجال فحسب.
المكعب الأسود، الذي هو الطبقة الرابعة من الروح، تم تدميره إلى النصف، ولم يكمل روان تدميره الكامل لأن ذلك من شأنه أن ينبه كل الواقع إلى أن بدائية قد سقطت.
بدأ يسير نحو المكان الذي اكتشف فيه أكبر قدر من جوهر بدائية الروح يتدفق، وأكتافه منحنية، وظل جسد روان يرتجف بين الحين والآخر عندما أضيف إليه المزيد من الوزن.
كان هذا الثقل بمثابة وزن كل روح جديدة تولد داخل الواقع.
لم يكن بحاجةٍ لفعل هذا. بدائية الروح، طوال سنوات مغادرتها عالم النسيان، لم تُكلف نفسها عناءَ احتضان أرواح جميع من وُلدوا فيه. كان الموت قادرًا على التهام أرواحٍ لا تُحصى من هذا الواقع بسهولة، إذ لم يكن هناك من يرعاها بعد سقوطها.
كان لدى كل إنسان وكل سامي فراغٌ عميقٌ في أعماق روحه. أدرك الجميع أنه بعد هلاكهم، لن يجد العزاء في الآخرة إلا قلةٌ محظوظة، إن وُجد شيءٌ كهذا أصلًا.
من المفترض أن تكون حياتهم الآخرة في يد بدائية الروح، وقد تخلّت عن هذه المسؤولية. مع أن روان لم يستطع إظهار أنه بدائي الروح الجديد، على الأقل ليس بعد، إلا أنه قادر على تحمل ثقل جميع الأرواح في الواقع.
حتى لو أتيحت له فرصة إعلان سلامة أرواحهم للجميع، كان روان متعبًا للغاية في هذه اللحظة، فلم يكن قادرًا على لعب دور المنقذ. لقد تآكلت روحه، وكل ما أراده هو أن يجد ركنًا هادئًا ويلتف حول نفسه، لكنه لم يستطع؛ فقد بدأت المعركة للتو.
بينما تقدم روان، تغير محيطه، ووجد نفسه أمام بركة كهرمانية متوهجة صغيرة نسبيًا. وتطفو فوقها بذرة.
الترجمة : كوكبة
———
نهاية فصول أخيرا ونهاية المعركة ضد أقوى بدائية… اخخخخخخخخخ والله تعبت بشكل مرعب
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.