السجل البدائي - الفصل 1729
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1729: هكذا نناضل
تجمد روان في مكانه، وبدا أن كل شيء يتباطأ. بدا وكأن الزمن قد انعدم، فما جال في ذهنه لم يكن حزنًا أو ألمًا؛ بل كان شيئًا أكثر قتامة… غضبًا، في أنقى صوره.
ضحكة بدائية الروح جاءت إليه ببطء، كما لو كان الصوت يخترق دبس السكر. تقدم روان خطوةً للأمام، مُطلقًا كل قوة إرادته.
كانت عيناه مثبتتين على بدائية الروح وهو يتجه نحوها. كان يريدها أن ترى كيف ستموت.
لأول مرة في حياته، توقف عن التراجع بصدق. حتى أثناء قتاله بدائية الروح داخل أرض الأصل، كان جزء من وعيه يراقب ويخطط في الخلفية. هكذا تعلم القتال، محافظًا على رباطة جأشه، حتى في خضم الأزمات، لكن روان تخلى عن كل ذلك أمام غضب لا يُوصف.
انفجرت إرادة الزمن من جسده، وصمتت بدائية الروح، ليس رغبةً منها في ذلك، بل لأنها لم تعد قادرة على الكلام. لو كان روان في حالة ذهنية سليمة، للاحظ كيف قاوم الزمن الروح ببراعة، لكنه لم يفعل.
من أعماق عينيه تومض ساعتين رمليتين عملاقتين مليئتين برمال الزمن التي تم حصادها من جسد وروح روان الأبعادية، إلى جانب أرضه الأصلية، منذ اللحظة التي غادر فيها نجمة دوم.
لم يسبق له أن لمس هذه القوة لكنه لم يتردد في الاستعانة بها الآن.
لقد تم تفعيل إرادة أصل الروح، أقوى مما عليه في أي وقت مضى، وأمام عينيه تم تجريد شخصية بدائية الروح، وتم إظهار تدفق جوهرها وجوهر وجودها له، لم يكن لديها أي ضعف، لكن غضب روان أجبر جوهرها على البدء في التدفق في اتجاه واحد، وبدأت في القتال ضده، لكنها بدت بطيئة للغاية.
بدا الأمر كما لو أن سكينه بالفعل على حلقها واستجابتها جائت متأخرة، ولم يكن ذلك فقط لأن إدراك روان قد وصل إلى الذروة، ولكن إرادة الوقت كانت تضمن عدم قدرتها على التحرك، ليس في الوقت المناسب للدفاع عن نفسها أو إنقاذ نفسها من الموت.
تم تفعيل إرادة الأكبر، وعززت جسده الروحي، مانحةً إياه صلابة جسده البعدي. لكن روان أحرق أصلهم، فاستقى منهم قوةً لم يسبق لها مثيل، فتعززت روحه حتى أصبحت مساويةً لروح جبار الذروة الكوني.
أعطته إرادة الأكبر أكثر من هذا. ركزته ديفوس، ووضح له باهاموت، وأوروبوروس طمأنه.
فعّل إرادة التدمير، فظهرت كرة من الفناء الخالص على راحتيه. صفعهما معًا، مستخدمًا إرادته الحقة ليصهرهما في شفرة واحدة.
على النصل، بدأت تظهر عدد لا يحصى من الأحرف الرونية، مجهرية في الطول؛ كانت كل هذه هي الإرادات الأصغر التي صادفها روان ولم يكلف نفسه عناء إضافتها إلى ترسانته الرئيسية.
إرادة الألم، النار، الصقيع، الكراهية، الظلام، النور…. أعدادهم لا يمكن إحصاؤها، وكانوا جميعًا على مستوى البعد الثامن!
لقد ظل يسير ببطء نحوها طوال هذا الوقت؛ لم يكن عليه أن يتعجل في الأمر المحتوم.
انطلقت موجات صدمة متعددة من جسد بدائية الروح وهي تقاوم إرادة روان. كان فمها يتحرك ببطء، وإرادتها تتكلم، ولكن لماذا يُكلف روان نفسه عناء الاستماع إلى بدائية على وشك الموت؟
“إيوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووسسسسسسس..”
كان النصل في يد روان سيفًا قصيرًا. عندما وصل إلى بدائية الروح، حطّت يده اليسرى على مؤخرة رأسها، ووضعت يده اليمنى النصل تحت ذقنها.
سمح لها روان برؤية الغضب بداخله للحظة وجيزة، ثم بدأ يدفع النصل إلى أعلى في جمجمتها.
اتسعت عيناها ببطء عندما اخترق طرف الشفرة قاع فمها، ومزق لسانها، واستمر في الصعود حتى ضرب الحنك الصلب، حيث لم يتباطأ بالكاد حيث استمر في رحلته إلى دماغها.
“تتثهيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم…”
اشتعل جسدها، حارقًا لدرجة أن أشد نجوم الواقع حرارةً سيبدو شرارةً عابرة عند مقارنته بها. كالشمع، بدأ جسدها يذوب، أطرافها أولًا، ثم جذعها ببطء. بدأت ذراعاه تحترقان، وامتدت تلك الشعلة في جسده، لكنه لم يعد يشعر بألم انحلال روحه، بينما قلبه ينزف.
كان روان مركّزًا تمامًا على تدمير بدائية الروح لدرجة أن الأمر استغرق بعض الوقت حتى يتمكن عقله من التوفيق بين كلماتها في وعيه،
“يمكنك استعادتهم…”
مثل بركان يوقف غضبه بعد أن قذف الحمم البركانية، مما تسبب في توقف كل هذا الدمار في الهواء في تحدٍ للجاذبية أو أي قوانين طبيعية، كبح روان غضبه، وهمس إلى رأس بدائية الروح نصف الذائب،
“ماذا قلتِ للتو؟”
الوجه المرعب، الذي تم طعنه بشفرة مع بالكاد أي جذع معلق به ابتسم له، “لم أمحهم جميعًا، ليس بعد، لا يزال هناك جزء صغير منهم متبقي بداخلي، وإذا اخترت قتلي، فإن ما تبقى منهم سوف يتلاشى… كن فتى جيدًا، اترك هذا المكان، وقد تتفاجأ بما قد يتبقى عندما تعود في… دعنا نقول بعد مليون عام من الآن، اتفقنا؟”
ارتجفت عينا روان، ودارت معركة عميقة في عقله أفقدته صوابه. هل ظل يكذب على نفسه طوال هذا الوقت؟ هل قتل وضحى بأرواح لا تُحصى لأنه إعتقد أنه في النهاية، إذا ما استعاد قوته، فلن يكون هناك ما لا يستطيع تغييره، ولا خسارة لا يمكن تعويضها، ولا جرح لا يمكن محوه.
هل بُني أساسه على أعماق ضحلة لدرجة أنه أصبح وحشًا لمجرد قدرته على إصلاح كل شيء في النهاية؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يشعر بهذا اليأس في نهاية هذا الحلم… هذا الأمل، بأن يكون جديرًا بقواه يومًا ما؟
كان الصوت الذي خرج من روان مثل صوت رجل ميت يتحدث، واتسعت ابتسامة بدائية الروح عندما سمعت ما يقوله،
“إذا فعلت هذا…” قال بصوت أجش، وكانا البدائية على وشك التحدث عندما سمع صوت رجولي حازم ولكنه لطيف من خلف روان،
“حينها، ما كانت تضحيتنا لتعني شيئًا يا أبانا. نُكرّمك بحياتنا من أجلك ومن أجل الحلم الذي حملته لنا جميعًا. أرواحٌ لا تُحصى في واقعٍ ميتٍ كهذا تمنّت أن تبقى حيث نحن، ولأولئك منّا الذين لا صوت لهم، هكذا نُناضل!”
ارتجف روان، موجة من الألم تركته ضعيفًا، “لا أريد أن أفقدكم جميعًا، ليس مرة أخرى.”
“يا بني الجميل،” سمع صوت أمه، وكذلك لمستها، “لقد حملتنا في قلبك.”
لمست يد أخرى ظهره بينما قالت مايف، “لذا، لن تخسرنا أبدًا”.
هدأت عينا روان المرتجفتان، وتجمدت هالته. ارتسمت على وجه بدائية الروح نظرة ارتباك، إذ لاحظت أن روان نظر إلى الخلف، لكن لم يكن هناك أحد خلفه.
ثم قال “يمكنك أن تموت الآن”
“إيوس…لا!”
ولم يعد هناك شيء سوى الألم والمسيرة المتواصلة نحو العدم.
الترجمة : كوكبة
——
حتى بدائية الروح ما تقدر تفوق قوة الصداقة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.