السجل البدائي - الفصل 1728
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1728: غرفة التفكيك
باتباع الدليل إلى الطبقة الرابعة من الروح، يمكن لروان أن يشعر بسحب خفيف على وعيه، يحثه على العودة، حيث أن الذهاب إلى أعماق الروح من شأنه أن يسبب له ضررًا كبيرًا.
أدرك روان أن هذا لم يكن حثًا من بدائية الروح، بل نابعًا من غرائزه. في أعماق روحه، يكمن خطرٌ قد يؤذيه، وإن اختار الحكمة، فسيعود ويحفظ نفسه، لكن لم يكن هناك سوى احتمال الموت، وليس موتًا فعليًا. لن يتراجع روان عن أمرٍ كهذا.
من بعيد، رأى الحاجز فوق المستوى الرابع، ولم يبطئ، بل وجّه لكمة أحدثت ثقبًا في الحاجز. مع أنه لم يُعجبه استخدام يديه كروح، إلا أن روان أدرك بساطة الأمر.
لقد تحول الواقع، وأصبح الوجود لاغيا، وعندما أعاد روان تأكيد إدراكه، رأى شكل المستوى الرابع من الروح.
كان فراغًا هندسيًا مثاليًا على شكل مكعب أسود. كثقب أسود، جذب روان، ورغم قدرته على مقاومة الجذب، إلا أنه لم يفعل، لأن هذا هو سبب وجوده هنا.
لم يقاوم جاذبية المكعب الأسود، بل زاده قوة. عندما اصطدم جسده بالمكعب الأسود، من المفترض أن يخترقه بسهولة، لكن بدائية الروح لا تزال تملك خدعة أخرى: درع قوي كان خفيًا حتى عن حواسه، ظهر حوله.
لم يكن هذا الدرع مجرد بناء مادي؛ بل هو إرادة البدائية، وكانت لا هوادة فيها في نيتها إيقافه.
انطلق ضوء متوهج من نقطة الاصطدام، واختفى نصف روح روان من القتال ضد إرادة البدائية، وعلى الرغم من أن ما قاتل ضده مجرد جزء من البدائية، إلا أنه لم يكن يقاتل ضد بدائية الروح لهذا الواقع فحسب، بل يقاتل ضد جزء البدائية الحقيقية التي استهلكت العديد من الواقعات الأخرى.
كانت إرادتها شيئًا سيُحطم روان قبل أن يُصادف شظية أخنوخ أو يُعمّد نفسه في عالم القتل والموت، لكنه واجه الشرّ المُطلق ولم يُحطم. فلماذا يتراجع الآن؟
“إفتح لي!”
لو سُمع زئير روان خارج أعماق الروح، لسمع عبر حقائق لا تُحصى. هكذا نمت إرادته، حتى أنه لم يدرك مدى قوته، ولن يدركها أبدًا. هكذا كان مجده ولعنته.
لقد أفسحت إرادة البدائية الطريق له.
حاولتُ تجنيبك الألم، ولكن إن كان هذا هو طريقك، فليكن. هيا يا إيوس، وحين تحصل عليه، ستتمنى الموت.
أمسك روان سطح المكعب، وثقبه. انبعث شعاع ضوء ساطع من الثقب، فأعماه للحظة وجيزة قبل أن يتكيف إدراكه معه.
لا يجب لأي ضوء، مهما هو ساطع، أن يُعميه، وكان الانجذاب الداخلي إليه، المُصرّ على عودته، يزداد كما لو أن جزءًا منه يُقاوم ما هو آتٍ. لم يُقاوم روان هذه الغرائز؛ بل اختار فقط أن يُقاومها وهو يدخل الفجوة، ويدخل الطبقة الرابعة من الروح تمامًا.
هبط روان على أرضية رخامية بيضاء ناعمة، نقية لدرجة أنها بدت وكأنها تشع نورًا في الظلام المحيط. لم يكن حوله سوى الظلام والأرض السحيقة تحت قدميه.
صوت قوي رن في الظلام،
“أنت في حجرة العدم… مذبح الاستسلام… نقطة سكون الروح، حيث يموت السمو. أهلاً بك يا إيوس.”
لم يكن هناك شيء حوله. فجأة، ظهر المزيد، مذبح وعرش.
كان المذبح عبارة عن لوح حجري بسيط، خشن النحت، يقف وحيدًا، وعلى حوافه بقع دماء. سار روان نحو المذبح ومدّ يده إليه، لكنه توقف، ثم التفت نحو العرش الذي اختفى في لحظات سيره نحو المذبح، تاركًا وراءه أشياءً معينة.
كانت تاجًا، وعباءةً، وصولجانًا، ونافورةً، وأخيرًا سندانًا. كلٌّ منها بدا عاديًا للعين، لكن في قلب روان، شعر بنبض قوة مجهولة.
عاد إلى المذبح، مدّ يده إليه مرة أخرى، كأنه يريد أن يلمس بقع الدم. أدرك سبب ذلك؛ فكلما اقتربت يده منه، شعر… بألم.
“كان ينبغي عليك أن تطلب مساعدة النساجة؛ لجنبك ذلك الألم، ولكنك بصقت على رحمتي.”
لم يبتعد روآن عن المذبح، على الرغم من أن الصوت الذي سمع للتو كان ينتمي إلى بدائية الروح، وفي إدراكه، كانت هنا معه، ترتدي جسد إلورا.
“أظن أنه عندما عرفت أنني كنت داخل أرضك الأصلية، لا بد أن جزءًا منك كان يعرف كيف سينتهي هذا الأمر، لأنك، أكثر من أي شخص آخر، تعرف القوة الحقيقية للروح، ولكن هناك شيء واحد لم تفهمه عنها والذي أخفيته عنك، والآن، سوف تتعلم ما معنى أن تعرف حياة بلا أمل.”
زفر روان ولمس بقعة الدم على المذبح، وأدرك لمن تنتمي… إلورا، إمبراطورية الحياة، ومايف، حارسة الخضرى، وأندار، العرش اللانهائي.
“كان بإمكاني أن احضر أطفالا أكثر، لكنني لم أفعل. بمعرفتي بك، أفهم أن التركيز على ما هو مهم لا يتطلب جهدًا كبيرًا. كثرة الدماء على المذبح قد تجعلط تضيع.”
همس روان في حيرة، “ما هذا … هذا المذبح؟”
هذا المذبح ليس له اسم. إنه النقطة المحورية لهذه الغرفة بأكملها، وله غرض واحد فقط… إنه يُهدم.
أشرقت عينا روان بنور رهيب عندما استدار نحو بدائية الروح، التي ابتسمت له،
“أنت لغزٌ يا إيوس، فبالنسبة لشخصٍ مثلك قادرٍ على إحداث دمارٍ هائلٍ ورؤية عبثية الوجود نفسه، ما زلت تحمل الأمل في قلبك. مهما حاولتِ إخفاءه… ما زلتُ أشعر به من هنا… إنه يحترق.”
اختفت الابتسامة عن وجهها، وانحنت برشاقة ومدّت يدها نحو الأرض. استعادت ذكرى؛ كانت لروان في طفولته عندما لازال روميون.
“عندما كنت مشغولا بقتلي، وتمزيق روحي، كنتُ أيضًا أُمزّق روحك وأبحث عن الأشياء التي تمنحك الأمل. لطالما ظننتُ أنها قوتك، أو إمكانياتك، لكنني كنتُ مخطئةً… بداخلك، كانت هناك هذه الفكرة…” ربّتت على رأسها وضحكت.
“هٰذِهِ الفِكْرَةُ الَّتي في رَأْسِكَ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ إِعَادَتَهُمْ، كُلَّ مَنْ فَقَدْتَهُمْ، إِنِ اسْتَطَعْتَ نَيْلَ أَصُولِ الأَرْوَاحِ. حَسَنًا، أُخْبِرُكَ أَنَّكَ عَلَى صَوَابٍ، لَكِنَّكَ بَعْدَ الأَوَانِ. تَرَى، هٰذِهِ الحُجْرَةُ هِيَ المَكَانُ الوَحِيدُ فِي الوُجُودِ حَيْثُ أَسْتَطِيعُ حَقًّا أَنْ أُحَطِّمَ الأَصْلَ الحَقِيقِيَّ لِرُوحٍ، وَلَنْ يَهِمَّ كَمْ تَصِلُ مِنَ القُوَّةِ فِي المُسْتَقْبَلِ، وَلَوْ بَلَغْتَ أَرْتِفَاعَاتِ المُنْشِئِ الأَوَّلِ… فَلَنْ تراهم مَرَّةً أُخْرَى.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.