السجل البدائي - الفصل 1717
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1717: العواقب(1)
كانت أرض الأصل مشوهة لدرجة أنها أصبحت شبه معدومة. لم تعد لا نهائية، بل بدت كرحمٍ بغيض لمخلوقٍ ضخمٍ مُزّق إربًا.
أطلق روان نفسًا عميقًا، مُرخيًا التوتر الذي ملأ جسده. وبينما كان يفعل ذلك، بدأت كل ردود الفعل السلبية الناتجة عن تجاوزه الحد الأقصى تطفو على السطح.
ربما بدت المعركة تحت سيطرته منذ البداية، لكن روان اصبح على حافة الهلاك منذ البداية.
ارتجف روان، وشعر بقرب الموت جعل ساقيه ترتعشان كالهلام، لكن بنيته الجسدية كانت كشجرة بلوط عمرها مليون عام، ولن يسقط أبدًا. ولو أنه سيموت، فسيكون ذلك على قدميه، لفتة صغيرة في المجمل، لكن روان كان لديه كبرياء غريب.
بدأت جروحٌ وطفراتٌ مروّعةٌ بالظهور في جميع أنحاء جسده، إذ لم يكن ثمن قتل بدائيّ زهيدًا. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا فائدةٌ عظيمةٌ لقتل بدائيّ، لكن عليه أولًا أن يتقبّل معمودية التحوّل.
تأوه روان من الألم وأغمض عينيه. عندما فتحهما، تغير شكله بشكل هائل. ظهرت حول كتفه زائدة نابضة بالحياة ومتلألئة، مغطاة بأفواه تصرخ، لا تزال تمضغ ذرات غبار الروح المتلاشية، كعباءة.
غطت جسده ندوب جديدة، ولم تتلاشى، وكانت على شكل مجرات يتم إخمادها.
كان قلبه الثلاثي ينبض ببطء بقوة النواة المضادة التي صنعها وأتقنها. سلاح قاتل للبدائيين، وكاد أن يبدو حيًا، لكنه الآن مشبع ولكنه لا يزال جائعًا إلى الأبد.
تدفقت حوله طاقات الدمار الفوضوية، تداعب جسده كعابدين يلمسون ساميا. لم ينتصر فحسب، بل استهلك جانبًا أساسيًا من الوجود عندما تقبّل موت بدائية الروح في جوهره.
نظر روان إلى يده، تلك التي تحمل معصم بدائية الروح المتفكك. بين مفاصله، يكاد يكون غير مرئي، خيط واحد متوهج خافت. كان بلون شفق منسي، صدى دعاء أخير لم يُستجاب. شظية واحدة لا تُختزل من الروح، حتى دوامته المُبطلة لم تستطع محوها تمامًا.
أحكم قبضته حوله. لم ينطفئ الضوء الخافت. نبض، نبضة قلب ضعيفة محصورة في ظلام كيانه القارس.
أمال روان، الخالق الخسوف، العملاق الشامل، قاتل البدائيين، ومفترس الأرواح، رأسه إلى الخلف نحو السماء النازفة؛ كانت أفكاره غير معروفة.
لم يكن يعلم عدد الأفراد الذين استطاعوا قتل كائن بدائي منذ بدء الوجود، لكنه راهن على أنه لا يمكن أن يكون كثيرًا. بدا أن شيئًا من طبيعته كحقيقة هو الرد الأمثل على هذه الكائنات، ولم يكن روان فخورًا جدًا بمعرفته أنه لا يستطيع قتل بدائية الروح إلا لأنها رفضت الفرار.
لم تستطع العودة إلى الواقع أو إلى المطهر، ولم يكن أمامها خيار سوى أن تسقط على يده أو بيد إخوتها. لقد كان استسلامها لموته على يد أسلافها دليلاً على برودهم، إذ سمحت لنفسها بأن تُقتل على يدهم بدلاً من أن تُخاطر بإنقاذ أقاربها.
تنهد روان نحو السماء، لكنها لم تُبالِ. لم يزأر نصرًا. لم يضحك. وقف ببساطة، نصبًا تذكاريًا للعنف والتدمير، وأصبح صمت الأرواح المنقرضة ثقلًا جديدًا في أرض الأصل.
كان لموت بدائية الروح عواقب، ولكن إن وجد هناك من يستطيع تحمّل تبعاتها، فهو هو. كان روان يستشعر وجود الأرواح الفانية داخل الواقع، ولاحظ أن أساس الأرواح لم يتزعزع.
عبس في تأمل، وشعر بثقل أصل الروح الذي تقبّله في قلبه، ووجده ضعيفًا بعض الشيء. لم يكن الأمر كما لو أن بدائية الروح لم تمت، بل أن هناك شيء أو شخص آخر يحمل جزءًا آخر من إشعاعها.
هل من الممكن أن تكون بدائية الروح قد تنبأت بموتها ورتبت أمورها قبل دخولها أرض الأصل؟ لم يكن روان متأكدًا. ما كان يعلمه هو أنه بعد مغادرته، سيطارد بقاياها، ولن يقف في طريقه شيء.
ارتعش الطرف المزروع على كتفه، وانفتح فمه ليهمس بشيء ما بلغة جعلت الهواء يتجمد.
انتهت المعركة. واختتمت الوليمة. واختُزِلت أنشودة النجوم حتى آخر نغمة صامتة. ولم يبقَ إلا الجوع.
أدرك روان أن هذا العضو لم يأتِ فقط من بقايا بدائية الروح، بل فسد أيضًا بفعل بوتقة أخنوخ. في النهاية، وبعد اكتسابه قوة أصل الدمار، بدأ روان يشعر بتأثير هذا الكائن عن كثب.
لقد حان الوقت للتعامل مع الأمر.
باستدعاء سجله البدائي، هدف روان إلى إنهاء اندماجه، وترقية فئته، وتسجيل جميع التغييرات التي طرأت عليه قبل الاستعداد لما سيأتي.
******
لازال “بدائي الحياة” جالسًا أمام النار حيث اجتمع أقاربه. بجانبه كان “سِيد”، جالسًا متربعًا وعيناه مغمضتان.
وبعد فترة من الوقت، فتح الرجل العجوز عينيه، وبدت ومضة من نفاد الصبر والغضب واضحة في تلك الكرات اللبنية قبل أن تختفي.
“لماذا ننتظر هنا في العوالم الدنيا؟ هل تثق بأنك ستكون آمنًا في عالم الفوضى؟”
لم يستجب بدائي الحياة لفترة طويلة، وعندما فعل ذلك، قلب سِيد عينيه ونظر بعيدًا.
قال البدائي، “لقد نسيت أنه على الرغم من أن العالم السفلي قد أُعطي للفوضى، إلا أن مجال شخص آخر يقع هنا أيضًا.”
اخترقت عيون سِيد عدد لا يحصى من الأكوان قبل أن تضيء، “هل تقصد… الروح؟”.
ابتسم بدائي الحياة، “نعم، الروح… أنت تتذكر الترتيبات التي أريتك إياها، لكنني لم أخبرك بتكهناتي، على الأقل ليس بالكامل.”
قبل هذا التجمع، جمع بدائي الحياة كل الأكوان داخل الواقع والتي لها ميزة غريبة: كانت تحتوي على عوالم سفلية مطعمة بها.
“أخبرني يا سِيد، ما الذي يذكرك به هؤلاء العوالم السفلية؟”
“لا شئ.”
“بالتأكيد يمكنك أن تفعل أفضل من ذلك.”
“لا،” عبس سِيد، “لا أعتقد أنني أستطيع، ليس قبل أن تعيد لي ابنتي.”
“ابنتك؟” ضحك بدائي الحياة، “إذا لم أكن مخطئًا، فسوف تكون هنا قريبًا.”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.