السجل البدائي - الفصل 1646
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1646: عظام إيوسا
كان إحساسه بذاته كبُعدٍ مُجهدًا إلى أقصى حد، وسيكون من السهل عليه التخلي عنه. هذا لن يضره، بل قد يُفيد بُعده، لكن هذا ليس ما يسعى إليه روان. إن القيام بذلك سيكون مجرد سعيٍ لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل، بينما هو يسعى إلى أصل الفضاء نفسه.
استجمع روان أفكاره وشق طريقه مخترقًا العوائق التي تعيق تقدمه بإرادةٍ مُستحيلة. كان يسمع سلسلةً خافتةً من أصوات طقطقةٍ سريعة، كما لو أن عامل منجم يحفر في الأرض، وهو تشبيهٌ قريبٌ جدًا مما يفعله الآن.
مع هديرٍ عالٍ لا يسمعه إلا هو، تقلصت الجيوب المائة بُعد إلى خمسين بُعدًا، واندفع بُعد روان إلى عمقٍ أعمق في الفضاء. شعر بأنه وصل إلى حاجز، فتوقف.
ارتجف روان. في الجيوب الخمسين التي تُكوّن جسده، كان هناك خمسون منه جالسًا على بحر من جوهر الموت. هذا الجوهر وقود لتدهور جسده، وسيطرته على الفضاء هي الأداة التي استخدمها لإعادة تشكيل بُعده بعد تدهوره.
بعد أن توغل في الفضاء أعمق مما يمكن لأيّ خالدٍ أن يدّعيه، بدأت إرادة الفضاء أخيرًا بالتفاعل. كان الأمر كما لو أن جميع حواسه تنبض كوتر غيتارٍ مُشَدَّد إلى أقصى حد.
مدّ روان يده ولمس الحاجز، لكن ألمًا لا يُوصف غمر كيانه. أبقى وعيه على اتصال بالحاجز لبعض الوقت قبل أن يتراجع.
ما شعر به لم يكن ألمًا حقيقيًا؛ بل تدفقًا سريعًا من البيانات ذات التعقيد والحجم الكبيرين لدرجة أن لحمه الأبعادي، الذي تم تقييده بشدة على المستوى ثلاثي الأبعاد، كان من الصعب عليه فهم كل ذلك، لذلك بدا وكأنه ألم.
توقف روان متأملاً وهو يقرر مساره. من خلال لمسه لهذا الحاجز، لم يكن جسده البُعدي قوياً بما يكفي لاستيعابه، خاصةً وهو لا يزال ممزقاً إلى خمسين قطعة.
وبالتوصل إلى هذا الاستنتاج، أدرك روان أن تجربته في تدهور جسده قد وصلت إلى الحد الأقصى، وبدأ في استدعاء جميع الجيوب الأبعادية المتناثرة لدمجها في جسد واحد.
لم يعتبر هذه التجربة فاشلة لأنها أوصلته إلى بوابة أصل الفضاء. ورغم أن الألم قصف وعيه، إلا أن روان استطاع استخلاص بعض الحقائق من ذلك الاتصال، وكان يعلم أنه على أعتاب أمرٍ مذهل.
ربما اكتسب روان أصل القدر، لكنه بالكاد استطاع استيعاب تعقيداته، وهو يستخدم قوته غريزيًا فقط. أما بالنسبة لأصل الفضاء، فقد عزم روان على فهمه بنفسه.
إذا كان من المفترض أن يكون هذا هو الأساس لجسده الأبعادي، فلن يكون أمام روان خيار سوى الخوض فيه منذ البداية، وتفكيكه، وجعله ملكًا له.
استغرق تحطيم نفسه عقودًا، لكن لملمة شتات نفسه لم يستغرق سوى ثلاث سنوات. وما ساعده في ذلك هو امتلاكه أقل من خمسين جيبًا متعدد الأبعاد للعمل عليها.
أخيرًا، أصبح جسد روان البُعدي كاملًا. تغير مظهره؛ كان يشبه طفلًا في العاشرة من عمره، بشعر أسود كالفراغ المحيط به، وعيناه كثقبين من ظلام الفراغ، ولم يكن فيه ما يوحي بأنه خالد من البعد السابع، بل بدا كطفل فانٍ، لكن أنفاسه كنفس الواقع نفسه.
وقف على بوابة الوجود، البداية الحقيقية للفضاء، واتسعت عيناه من الدهشة وشيء من الحزن.
كان أمامه عظام إيوسا.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.