السجل البدائي - الفصل 1645

الفصل 1645 : بوابة الوجود

لقد كان روان هو من اخترق جلد إيوسا، وبفضل قوة لحمه الأبعادي، أبقى الجرح مفتوحًا، وبالتالي استمر في النزيف في جميع أنحاء الواقع.

إعتقد روان سابقًا أن هذا الجوهر قادم من الليمبو. لكن بعد أن علم أن هذه القوة ملك للواقع، أدرك أن وقت استغلاله لها قد تقلص بشكل كبير.

لم يعد الواقع حيًا، ولذا لا يُمكن نهب أهميته إلى الأبد؛ ما فُقد لم يعد بالإمكان استعادته. لو استخدم روان مخزن جوهره كخط أساس، مُعوِّضًا عن مستواه وحجمه الأدنى في الأبعاد، ومُخصِّصًا الجوهر المفقود بنهب البدائيين، لما طال أمد استنزاف الواقع.

مع كمية الجوهر التي كان يضخها بكثافة متزايدة، حسب أنه إذا وصل إطلاق جوهر إيوسا إلى مائة بالمائة – في هذه المرحلة، كان إطلاق الجوهر حوالي أربعين بالمائة – ثم في مائتي ألف عام، لن يتبقى أي قطرة من الجوهر.

قد تبدو مئتا ألف عام وكأنها فترة طويلة، لكن جوهر إيوسا من المفترض أن يدوم إلى الأبد، دائمًا ولا نهاية له؛ مائتا ألف عام لم تكن شيئًا مقارنة بما يمكن أن تكون عليه.

أظهر هذا مقدار الجوهر الذي سرقه البدائيون من الواقع، وما أطلقه روان الآن هو الرواسب الموجودة في قاع البرميل – جوهر إيوسا الملوث الذي تلوث بموتها، آخر أعمالها من التحدي.

مئتا ألف عام كانتا بمثابة حبل مشنقة حول عنق روان. أظهرتا له إلى متى سيتمكن الواقع من دعمه وخططه قبل أن تنهار. أدرك روان أيضًا لماذا لم يبذل البدائيون جهدًا يُذكر لوقف الدوامة التي أحدثها في جميع أنحاء الواقع.

في البداية، عرف روان أنه مع ازدياد هذا الجوهر المتدفق على الواقع، سيتمكن البدائيون، الذين كانوا غارقين في سبات عميق بسبب ضعف الواقع، من ممارسة المزيد من قواهم خارج عروشهم. أخيرًا، سيتمكنون من السير على الواقع مجددًا.

مع أن هذه كانت الحقيقة، لم يُفاجأ روان باكتشافه سببًا خفيًا آخر لعدم إيقاف البدائيين تدفق الجوهر إلى الواقع. ذلك لأنهم يعلمون أن هذا الجوهر ليس جوهرًا بدائيًا؛ فهو ليس ملكًا لهم، وبالتالي، فإن استنفاده كان ببساطة إشارةً إلى أن الواقع أقرب إلى نهايته.

“سوف تستغرق المعركة بأكملها مائتي ألف سنة.”

وبالمصادفة، ومع تدهور جسده للعثور على أصل الفضاء، وجد نفسه يقترب من جوهر الواقع، وهذا يعني أنه يقترب من معرفة الحقيقة وراء الواقع.

لم يسبق لروان أن غرق في الفضاء بهذا العمق من قبل، وهذا هو السبب الذي جعله مفاجأً بوصول الجبار والمنشئ السماوي بشكل غير متوقع.

في البداية، كان هناك جيبٌ بمليار بُعدٍ تدهور فيه لحمه. ومع ذلك، مع مرور الوقت وانغماسه في الواقع، بدأ عدد الجيوب البُعدية بالتناقص. وبحلول الوقت الذي اقتحم فيه هذان الزائران غير المرغوب فيهما مجاله، لم يتبقَّ سوى مئة جيبٍ بُعدي.

للتعمق في الفضاء، اعتمد روان اعتمادًا كليًا على إرادة الفضاء من البعد الثالث، ولم يستعن بقوة أيٍّ من أبعاده الأخرى. هذا زاد من صعوبة المهمة، لكنه حافظ على نقائه وطهارته

الترجمة : كوكبة