السجل البدائي - الفصل 1596

الفصل 1596: التشكيل السماوي ألسيون

في هذا المكان، يوجد سبعة جيوش سماوية من المنشئين السماويين؛ ومع ذلك، بالنظر إلى تاريخ معارك السماويين، يعتبر هذا العدد بمثابة قمة جبل الجليد لما كان قادمًا.

كان لا بد من سبعة جيوش سماوية كأساس لإنشاء تشكيل ألسيون السماوي، المعروف بكونه أفضل تشكيل قاتل في الوجود. وإذا لزم الأمر، لتعزيز قوته المذهلة، يمكن إضافة مخلوقات سماوية أخرى.

ومع ذلك، فإن الشكل الأساسي لتشكيل ألسيون السماوي لازال كافياً لقتل عرش!

وبينما اندفعت أعداد لا حصر لها من الجيوش السماوية، التي يبلغ عددها مليارات، نحو العالم الأعلى أمامهم، كان ضوء أجسادهم يرسم هذه الزاوية من الواقع بظل من البياض الشديد.

بدأ السحرة بالفرار بعيدًا. لحسن الحظ، نظام الزراعة الذي امتلكوه، والذي منحهم القدرة على بناء أبراج السحرة فب مستوى رئيس السحرة، مكّن كل ساحر كبير من حمل العديد من الأشخاص معه في برجه.

مع ظهور العديد من السحرة الجدد مثل العشب، لم يحتاجوا إلا إلى عدد قليل منهم لتحديد الاتجاه، وبدأوا في الهروب من هذا المكان بالمليارات.

نظر ثاليريل، المنشئ السماوي، في اتجاه السحرة الهاربين،

“هل يجب علينا القضاء عليهم؟ لقد استخدمت يد خفية أحد أعضائها لتسهيل الفساد الذي اجتاح الواقع.”

أجاب فالاندريل، وهو منشئ سماوي آخر: “لا داعي لذلك. لا يمكنهم الهرب بعيدًا، وهناك خططٌ مُسبقة لاعتراضهم. في الوقت الحالي، من الأفضل استخدامهم كطُعم. ما يُقلقني أكثر هو مستوى الفساد في الأسفل”.

عبس فالاندريل وهو ينظر بعمق إلى العالم أمامه. لقد وُجد عالم السحرة الأسمى منذ زمن طويل لدرجة أن انعكاسه ظلّ في البعيد، يشبه شمسًا حارقة، لكن شكله الحقيقي أصبح سخريةً مُشوّهة من عالم.

ما طفا في الفراغ كان ندبة هندسية – متعدد سطوح متلألئ، دائم التغير، تمتد حوافه إلى أبعاد غير مرئية. أسفرت محاولات مسحه عن بيانات فاسدة، والنورانيين على رأس التشكيل الأقرب إلى العالم… اختفوا ببساطة من الوجود في الزمكان المألوف.

بخلاف السحرة الذين هلكوا فورًا بمجرد رؤيتهم لهذا العالم، حافظت طبيعتهم السماوية على قوة حياتهم لفترة بعد أن انطفأوا فجأة. حتى الأرواح المحفوظة في أيدي المنشئين السماويين اختفت أيضًا.

هذا بالتأكيد… مُشكلة. قال دوراكيل، المنشئ السماوي الثالث: “إذا لم نستطع استعادة الأنوار المفقودة من الموت، فلن يدوم تشكيل ألسيون السماوي طويلًا.”

هزّ المنشئ السماوي الرابع، زوكيل، كتفيه قائلًا: “ليس بالضرورة أن يدوم هذا. نحتاج إلى جسر إلى ذلك العالم الخفي. سبعة تشكيلات سماوية أخرى قادمة خلفنا. نصف قوتنا موجهة نحو هذه الحملة، ويجب أن ننتصر”.

ضحك دوراكيل، “أعلم، لكن من المؤسف أن نارييل ليس هنا. كان سيحب معركة كهذه.”

“لا يمكننا أن نفعل شيئًا حيال ذلك؛ لقد تعرضت فيالقه للخطر، وحتى نصل إلى جذر الفساد، لن يغادر هو وكل فيالقه المجاورة الربع الشرقي.”

إذن، من تعتقد أنه عدونا؟ أعتقد أنه الشيطان. أنت تعلم أنه لا أحد يفخر بقدرته على التأثير في التغييرات في النور سوى حاكم الظلام.

“هل يهم؟” هدر زوكيل، وصوته يهز المكان من حولهم، “بحلول نهاية هذا اليوم، سوف نحقق النصر وسوف يكون أعداؤنا مجرد رماد تحت أقدامنا.”

لقد استقر وعي المحكم على جميع المنشئين السماويين، وأسكت ثرثرتهم،

زوكيل مُحق. نحن رأس الحربة. أريد طقوسًا مُقدسة للسرعة والحماية والتحصين على كامل الحشد. لا شيء يُؤخذ منا دون ثمنٍ مُكافئ. تيوفيل، ابدأ الطقوس، وسأُكملها. أمامنا وقتٌ قصير قبل ظهور عالم الحياة والشيطان البدائي، فلنجعله مُجديًا.

كان صوت المحكم أعلى من الهمس بقليل، ومع ذلك كانت السلطة في داخله لا شك فيها، تكاد تكون على مستوى الإكراه.

بدأ الحشد السماوي بأكمله في التحرك كما لو كان لديهم عقل واحد، وشكلوا تشكيلًا مثمنًا يشبه السهم عريض الفم.

بدأت سلسلة من الترانيم ترتفع من الشق في الفضاء حيث بقي المنشئون السماويون، ويمكن تشبيه هذا الترانيم بأحلى لحن تم عزفه على الإطلاق.

كان السماويون أول من ابتكر الموسيقى، وطقوسهم ذات نوعية غريبة لا يمكن لأي شيء أن يضاهيها.

أحاط وهج أزرق نابض بالحياة بالجنود، الذين احتووا على أمبروزيا سماوية وأضواء ذات أبعاد أعلى. كان روان ليتعرف على هذا الضوء على أنه ضوء الإسطرلاب، ولكن بخلاف ضوءه، الذي تطور ليصبح شيئًا أكثر قوة، بدا هذا الضوء المنبعث من إسطرلابهم أكثر بدائية؛ ومع ذلك، لم ينتقص من قوته.

ملأ همهمة عالية المكان بينما كان المضيف السماوي يوجه نفسه نحو الندبة في الواقع. وبوميض ساطع، اختفى جيش النورانيين بأكمله، إلى جانب المنشئين السماويين والأركون.

*****

داخل الفضاء الذي خلقه باهاموت، كان الصدام النهائي بين الوحش البدائي وبدائي الفوضى على وشك الحدوث. بلغت قوتهما ذروتها عندما اجتاحت الفضاء طقطقة مدوية ووميض ساطع من الضوء، حاملين موجة صدمة هائلة جعلت الواقع المحيط يلمع كزجاج متشقق.

كانت حواس روان قد انتشرت إلى أقصى حد، وبالتالي بإمكانه رؤية اللحظة المحددة التي وصل فيها السماويون وغطوا السماء بأعدادهم الكبيرة.

“كلاهما هنا – جيشا النور والذاكرة. أحسنت يا بنيّ، الآن. سأغادر هذا المكان لأستعد للعواقب.”

عبس روان، “جيشا النور والذاكرة؟ لا أرى سوى السماويين…”

انحرف جسده فجأةً جانبًا حين اجتاحته موجةٌ هائلة من القوة. لم يكن هو المستهدف، بل كان ببساطة يعترض طريقها.

ورغم تفادي الضربة، إلا أن موجة الصدمة التي انطلقت منها اصطدمت بروان، فغاب ذهنه للحظةٍ خاطفة، وهو يُقذف بعيدًا كحشرةٍ عالقةٍ في إعصار.

كانت هذه الموجة تشبه شعاع الضوء المكثف لدرجة أنها تشبه عمودًا سماويًا مصنوعًا من البلاتين.

لم يهدر الجيش السماوي أعلاه أي لحظة في المداولة بمجرد دخولهم هذا الفضاء؛ فقد هاجموا على الفور، وجائت الدفعة الأولى من خلال الجمع بين القوة النارية للجيش السماوي بأكمله، وتوجيهها من خلال تشكيل ألسيون، وإطلاقها نحو بدائي الفوضى وباهاموت من خلال عدسة القوة التي يرتديها الأكون.

لو مازال روان في مستوى البعد السادس، لما أستطاع تفادي هذا الهجوم، وفقط من خلال التمسك بقدرع كان قادرًا على الاستجابة بسرعة كافية لتجنب الكارثة.

شقّ شعاع الطاقة هذا طريقه عبر الفضاء، متجهًا نحو هدفه بسرعة تفوق الوصف. ولأول مرة منذ بدء هذه المعركة، انفتح شق طويل يؤدي إلى خارج الواقع لفترة وجيزة قبل أن يُغلق نفسه مجددًا.

“ماذا بحق؟” شهق روان في صدمة ورهبة، “هل هذا هو تشكيل ألسيون السماوي؟”

حطم هذا الشعاع من النور والقوة إدراكه، مما أدى إلى شلل ذهنه لبضع لحظات، لكن روان استطاع بسهولة إعادة ضبط إدراكه. نظر نحو أهداف شعاع القوة وهز رأسه في دهشة.

كان باهاموت مُدمرًا للغاية بهذه الحركة. دُمرت ست من جثثه العشر، وأصيب اثنان بجروح بالغة، بينما نجت الجثتان الأخيرتان من أي ضرر. بدا الوحش البدائي مذهولًا وهو ينهار على الأرض بلا حراك.

في حالة بدائي الفوضى، كان شكله الفوضوي، الذي يشبه عاصفة من الدم والجنون، قد تشتت، واتخذ شكل رجل مرة أخرى، يحمل رمحين.

لقد حجب شعاع القوة من تشكيل ألسيون باستخدام زوج الرماح، وبدا أن بدائي الفوضى لم تصب بأذى، ولكن عندما استقام ونظر إلى السماء بعبوس، تحول الرمحان في يديه إلى اللون الأسود وتحطما إلى رماد، تبعهما ذراعيه.

لم يهتم بدائي الفوضى بجراحه، على الرغم من أنه أخذ هذه القوقعة إلى حدودها وما بعدها، وكان على وشك الدمار، فقد نادى بغضب.

“لقد خُتم هذا العالم بنواياي ومصيري، إذ تغيَّرت كل الأمكنة والأزمنة في الواقع الخارجي. كيف عرفتم أنني سأكون هنا؟ إلا إذا…”

نظر حوله، فرأى روان، وهو يتخلص من أثر اللقاء القريب مع تشكيل ألسيون. التقت عينا روان بعينيه، فابتسم روان.

“سأعيد إليك هديتك. أوه، وتأكدت من وجود شيء إضافي لك أيضًا.”

ضغط روان بيده اليسرى على جسد كين المجفف، فاختفى الجسد، ليظهر مجددًا فوق رأس بدائي الفوضى. رمش روان بانزعاج. كان يتمنى أن يدفع كاين إلى جسد بدائي الفوضى، لكن رغم إصاباته، ظلت دفاعات هذا البدائي منيعة تقريبًا.

ومع ذلك، لم يكن ذلك مهمًا عندما أطلق تشكيل ألسيون السماوي همهمة عالية، وأرسل الهجوم التالي، وأصبح كل شيء أدناه مغطى بإشعاع الدمار السماوي الخالص.

الترجمة : كوكبة