السجل البدائي - الفصل 1593

الفصل 1593: أنا واقف… غير منكسر (3)

لم يكن بإمكان بدائي الفوضى استخراج كل القوى التي هو قادر عليها، لكن يبدو أنه لم يكن بحاجة إلى ذلك عندما واجه باهاموت في مجال الوحش البدائي، حتى مع هذه العكاز.

لا عجب أن البدائيين هم من حكموا الوجود بأكمله؛ كانوا جميعًا موهوبين بشكل لا يصدق، وحتى لو وصل روان إلى مستوى البعد التاسع لقد إعتقد أنه في كثير من النواحي، قد لا يتمكن أبدًا من مضاهاة البدائيين.

من كل ما كان بإمكانه رؤيته وتعلمه من هذه المعركة، بدا دائمًا كما لو أن هناك شيء جديد لاكتشافه، والمزيد من التغييرات تحدث تحت السطح والتي لم تتمكن حواسه من لمسها.

كان الواقع يتحطم أمام هذين المقاتلين عندما هاجم باهاموت بشراسة لا مثيل لها، مستخدمًا مخالبه وأسنانه وذيوله. ومع ذلك، صدّ رمحا بدائي الفوضى جميع ضرباته التي هي كفيلة بتدمير الخليقة بسهولة.

من وقت لآخر، كان بدائي الفوضى يشن هجومًا مضادًا، فيخترق أحد أجساد باهاموت، وتنطلق موجات صدمة قوية من الجروح بقوة كبيرة، فتحطم الواقع وتسبب موجات صدمة هائلة.

زأر باهاموت بغضب وإحباط وهو يصعد بالمعركة إلى المستوى التالي. تراجعت أجساده العشرة خطوة إلى الوراء، واندفعت جميعها بصاعقة من أنقى برق رآه روان في حياته، وكانت سوداء اللون.

بإمكان هذت البرقح أن يمزق المجالات البدائية، وقد سافر بسرعة أكبر مما يستطيع بدائي الفوضى منعه، ثم اصطدم بكيانه، فتحطم إلى قطع.

للحظة، ظنّ روان أن بدائي الفوضى قد سقط. كانت قوة تلك الصاعقة هائلة لدرجة أن باهاموت ظل يجمع كل تلك القوة سرًا منذ بداية المعركة، ثم أطلقها فجأةً دون أي مؤشر.

ومع ذلك، لا يمكن تدمير بدائي الفوضى بسهولة؛ فقد تم تحريف وتشويه الطاقة الرهيبة لهذا البرق، وتحولت إلى دوامة من اللاشيئ قبل أن تتبدد في العدم.

ضحك بدائي الفوضى، وكان الصوت مثل تحطم الزجاج والصراخ المحتضر،

“برق؟ منظم. متوقع. مقيد بقواعد. الفوضى لا تعرف قاعدة! وتتسائلون لماذا خسرتم جميعًا أمام جبروتنا. باهاموت، أوقفو

هذا الصراع الأحمق واستريح، وأعدك بأن موتك لن يكون مؤلمًا كما سأجعله.”

صرخ بهاموت بغضبٍ من سخرية بدائي الفوضى عندما اتضح أنه قد رصد منذ زمنٍ طويل هذا التجمع الخفي للقوة، وكان أيضًا لهذه الصاعقة، تذكّر مرةً أخرى الخيانة التي أدت إلى سقوطه،

“كان من المفترض أن تكون لي؛ تلك القوة من حقي، إلدريثور، أيها اللص. لقد سرقت مصيري!”

يبدو أن ضحك بدائي الفوضى أصبح أقوى من امتصاص قوة البرق، ولم يعد يأخذ شكله السابق بل ذاب في عاصفة من الظلال الكسورية وانطلق نحو جميع أجساد باهاموت مثل موجة مدية من الجنون.

رأى روان بدائي الفوضى يشم رائحة الدم في الماء، فانطلق نحوها. لم يكن بإمكانه الاحتفاظ بكل هذه القوة المسروقة من باهاموت بدرعه الحالي، وكان سيهاجم دون تردد.

ارتجف الواقع عندما حاولت أجساد باهاموت الجديدة أن تولد من الفراغ، لكن بدا أنه قد بلغ حده؛ أي أجساد جديدة أخرى، سيُنفى من الواقع. ورغم قدرته على النمو، إلا أن بيئته حدّت من قدراته.

اشتبه روان في أن باهاموت قد وصل فقط إلى نقطة تجسيد عشرة أجساد لأنه بدأ في إعادة تشكيل الواقع باستخدام الجوهر البدائي، وبالتالي فإن هذا العالم المجهول للوحش البدائي كان قادرًا على إخراج المزيد من القوة دون طرده من الواقع.

كان كل شيء يتجه نحو مزايا بدائي الفوضى حيث لم يتمكن باهاموت من معادلته في المهارة، ومزاياه الوحيدة قد وصلت إلى الحد الأقصى، ولكن هذا لم يثني الوحش البدائي؛ بل فقط زاد من شراسته.

“إلدريثور، سأقتلك. لقد أخذتَ مصيري، ومع ذلك لم تكتفي. الآن تأتي لتاجي. قلتُ لك، مهما حدث لي، سأقتلكم جميعًا!”

لم يتفاخر الوحش البدائي بشيء فارغ؛ بل أطلق ببساطة كل ما لديه تجاه بدائي الفوضى.

رفعت جميع أجساد باهاموت أيديها، مُستدعيةً عاصفةً هائلةً لدرجة أن الواقع سيتحول إلى رمادٍ في أعقابها. هدير العاصفة، مُمزقةً الظلامَ المُقتربَ وجنونَ بدائي الفوضى، لكن لم يكن بالإمكان تدميرها. لم يكن بالإمكان تدمير الفوضى.

عبس روان. ستكون بدائي الفوضى أصعب بكثير مما توقع.

كان يحتاج هذين الاثنين لإضعاف بعضهما البعض، لكن يبدو أنه مع مرور الوقت، فإن التفوق الفطري لبدائي الفوضى سوف يتفوق حتى على القوة الصرفة للوحش البدائي الذي المقيد بمواهبه التي تعتمد على واقع أقوى لممارسة نفوذه.

لم يكن ليسمح بحدوث هذا. موت بدائي الفوضى هنا لا معنى له؛ هذا الجسد هنا هو فقط جسد كين، لكن باهاموت يعني له أكثر بكثير، لأنه إذا التهم وحشًا بدائيًا كاملًا، فسيعزز ذلك إرادة الأكبر ويدفع أوروبوروس الأصل خاصته إلى آفاق أعلى.

كان باهاموت أيضًا أكثر أهمية كطعم، ولكن إذا مات قبل أن يتم وضع الفخ بالكامل، فسوف يعزز قوى بدائي الفوضى مع تقليل قوته الخاصة.

“لقد حان الوقت”، قال لبدائية الروح.

“يا بني، هل أنت متأكد من هذا؟ يمكننا الانتظار مليون سنة أخرى قبل أن نخطو هذه الخطوة. سيكون هذا هو الوقت المناسب.”

“نعم، سيكون هذا هو التوقيت الأمثل، ليس لي فقط، بل للجميع. لا، هذه الفرصة ليست الأفضل، ولهذا السبب هي مهمة، لأنها أفضل مكان للعمل بالنسبة لي.”

“سأصدقك. لا تسقط هنا يا روان. إن سقطت، فجسدك ملكي، هذا وعدك لي.”

“طالما أنكِ تحترميز الاتفاق الذي توصلنا إليه، فإن جسدي سيكون ملككِ.”

“حسنًا، إذا استقرت الأمور وبقيت على قيد الحياة، فإن بدائي الفوضى سيكون العدو الذي يرونه جميعًا. أؤكد لك ذلك.”

“لا أحتاج إلى تأكيدات، فقط النتائج.”

الترجمة : كوكبة