السجل البدائي - الفصل 1574
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1574: إيوسا
كان كين يتوقع الانتظار طويلًا قبل أن يُستدعى للخدمة، فتركه جالسًا لا شيء فيه سوى وعيه وصوته الذي لا يلين. كره كين البقاء في هذا المكان، فالتسكع في ذكرياته هو عذاب لا يقل عن عذاب ما عاناه على يد بدائي الفوضى.
كان جالسًا على حبة رمل داخل الصحراء الكبرى، ولم يكن لديه ما يفعله سوى الوقت للتفكير في خيارات حياته، فلم يستطيع منع نفسه من العودة إلى ذكريات الأوقات التي بدا فيها كل شيء أكثر بساطة.
كان الغوص في الماضي البعيد، حتى بعقل قديم قوي، مُرهقًا للغاية، وكره كين كل لحظةٍ يقضيها غارقًا في الماضي البعيد، لكنه لم يستطع منع نفسه. كذبابةٍ تتبع جثةً متحللةً إلى القبر، لم يستطع أن يُحرر نفسه من ذكرياته.
‘كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ كيف أمكنني أن أكون أعمىً إلى هذا الحد لأسقط إلى هذه الدرجة؟’
لا ينبغي للمرء أن يتجاوز حدوده، وقد أجبره جشعه على التوق إلى شيءٍ لم يكن ليحصل عليه لو قُدِّم له على طبقٍ من فضة. كان من المدهش أن يستغرق كل هذا الوقت ليدرك هذه الحقيقة، رغم الفرص العديدة التي أتيحت له في الماضي والتي من المفترض أن تُعلِّمه هذا الدرس.
لقد تاق دائمًا إلى الحصول على لقب البدائي وجميع القوى المرتبطة به لأنه كان يعلم أن التحول إلى بدائي فقط هو ما يضمن الخلود الحقيقي.
ولكنه بدأ يقترب من نهاية حياته، وكين يشعر بذلك؛ فحتى لو لم يمت في المعركة، فإن نهاية وجوده كانت تقترب بسرعة.
أخبر كين شاماران ذات مرة أنه طاعن في السن، أكبر مما تتخيل، وكان روان موجودًا. مع ذلك، بحلول ذلك الوقت، لم يكن روان قد فهم المفهوم الحقيقي للموت، على عكس غيره من الخالدين الذين يشعرون بلمسته، ولم يكن يدرك تمامًا معنى أن يصف نفسه بأنه عجوز.
كان الواقع أقدم بكثير مما يستطيع معظم الموجودين استيعابه. لم يعرف معظم الخالدين سوى عصرين رئيسيين، العصر البدائي والعصر الأسمى، لكن كين قد عاش اثني عشر عصرًا رئيسيًا بالفعل!.[1]
قد لا يعلم معظم الناس هذه المعرفة، ولكن منذ نشأته وحتى يومنا هذا، عاش الواقع اثني عشر عصرًا رئيسيًا. لا يعرف الآن سوى عصرين رئيسيين، وعشرة منها أصبحت في الظلمة.
لقد كان من بين الأوائل الذين وجدوا عندما أكدت الحقيقة نفسها في السجل الكوني، وإذا كان هناك خالد يمكن أن يطلق عليه اسم القديم، فإن كين يستحق هذا اللقب.
مع أنه لم يكن خالدًا في بداية وجوده، إلا أن الكم الهائل من الجوهر الأبدي في الواقع ضمن له الخلود الفعلي. ولفترة طويلة، عاش هو وأبناء الواقع الأوائل في وئام في أرضٍ لم تكن فقيرة.
كانوا ينادون الواقع إيوسا، لأنها أمهم. لم تكن تتواصل بالكلام؛ ظن كين أنها لا تستطيع؛ ولاكن تلك كذبته، لأنه أدرك في المستقبل البعيد أن إيوسا قادرة على الكلام بوضوح يفوق النسيم العليل الذي يهز الغابة ليعبر عن فرحها. كانوا جميعًا ضعفاء جدًا عن تقدير صوتها، لكنها أحبتهم جميعًا على أي حال، متخلية عن غنى جوهرها لينعموا به جميعًا دون حدود.
وبعد فترة طويلة من استكشاف الواقع، أصبح البعض منهم فضوليًا بشأن ما يكمن وراء السماء، فسافروا عبر العدم ورأوا ليمبو.
من بين كل من رحلوا معه ذلك اليوم، اعتقد كين أنه الوحيد الذي نجا حتى اليوم. ربما يكون مخطئًا؛ فلم يُعر اهتمامًا كبيرًا للبحث عن أي بقايا من الماضي.
لن ينسى كين أبدًا أول مرة رأى فيها بدائيًا من خلال شقوق الواقع. كان هذا المنظر هو الذي حطم عقله وغرس في نفسه بذرة الجشع.
ما زال يتذكر نبرة الذعر الخافتة في صوت إيوسا، وهي تُخبرهم ألا يتجاوزوا الظلام بحثًا عن ما يكمن في الخارج. في حمايتها، لم يكن هناك موت ولا بؤس؛ إنها لا نهاية لها، حيث أغاني أمهم معهم حول نيرانهم الجماعية.
لقد كانوا حمقى، حيث اعتقد البعض أن إيوسا لابد وأن تخفي كنزًا عن أنظارهم، بينما أراد آخرون ببساطة رؤية المزيد.
لمنعهم من المغادرة، صنعت إيوسا العدم كمحاولة أخيرة لإيقاف رحلتهم. لكن ذلك لم يُثنِهم طويلًا لأنهم كانوا قادة، ومع مرور الوقت، تمكنوا من استجماع القوة التي مكّنتهم من الإبحار عبر العدم.
بالنظر إلى الماضي، أدرك كين كم كان من السهل على إيوسا قتلهم جميعًا لحماية بقية الواقع، لكنها لم تفعل. لم تُدخل الموت إلى عالمها؛ بل أبناؤُها الحمقاء هم من ارتكبوا ذلك الفعل.
اختار كين، مع ثمانية من إخوته وأخواته، السفر خارج العدم لتجاوز الحاجز الذي صنعته والدتهم لحماية أطفالها ورؤية… القوة.
كان هذا مفهومًا لم يفهموه من قبل. ما فائدة القوة وكل شيء متاح؟ ومع ذلك، فإن فضولهم سيطر عليهم، ونوكتيس، بكر الواقع، أرسل صوته إلى ذلك المكان وخاطب الظلام، فاستجابت أصواتٌ لا تُحصى، واعدةً… بكل شيء.
“لقد حان وقتك. ابحث عن الشعلة.”
لفترة من الوقت، شعر كين بالارتباك عندما اندمجت رؤى الماضي مع رؤى الحاضر، لكن الوجود الذي لا يمكن إنكاره للفوضى البدائية دفع أي ضباب كان في ذهنه، وسقط على ركبتيه، ووجهه يضغط على الأرض.
“عبدك يطيع أمرك، دع إرادتك ترشد طريقي.”
دار عقله وهو يتأمل، ‘هل حانت اللحظة بالفعل؟!’
الترجمة : كوكبة
———
[1] : راح أغير “عصر كبير” إلى “عصر رئيسي”
وأيضا للي ما فهم فكين ونوكتيس وبقية إخوتهم هم الي دخلوا البدائيين للواقع أصلا
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.