السجل البدائي - الفصل 1572

الفصل 1573: الدم والشعلة

لحظات قبل استدعاء أصل القدر.

كان وعي روان داخل ريفا إنديريوس بالكاد جزءًا صغيرًا من قوة الوعي التي يتحكم بها؛ لم يكن من الممكن مساعدته.

قد تكون قشرة روان التي يستهلكها هذا الساحر قوية بما يكفي لكسر قيود سلالة دمها وإيصالها إلى مستوى القديم، ومنحها مواهب تفوق أحلامها الجامحة، لكن هذه القشرة صنعت عندما لا زال فانيا وأقل تطورًا.

إذا تم تشبيه الحالة الحالية لوعي روان بالآدامانتيت، فإن الوعي داخل القشرة الحجرية يعد أقل من نسيم لطيف بالمقارنة، لكنه لا يزال يأتي منه، وهذا ما يجعله ثمينًا بشكل لا يقارن.

لم يكن بإمكان روان أن يفعل الكثير بهذه القوة الضعيفة للوعي باستثناء مراقبة روح ريفا والتلاعب بها عندما حان الوقت لذلك، ولكن ما كان مهمًا بالنسبة له هو أن بإمكانه استخدام هذا الوعي كبوابة إلى وعيه الأساسي.

مثل محرك الدمى الذي يتحكم في دمية من بعيد، كان روان يتلاعب بكل حدث في عالم الساحر الأعلى من بعيد.

*****

كان جسد وروح روان الأبعادي في قصر الخمر، المركز المقترح للواقع، وشاهدا الأحداث تتكشف في عالم الساحر وفقًا لتصميمهما.

لم يمض وقت طويل قبل أن يعلم أن إنديريوس كان وحشًا بدائيًا، وغير خططه بشكل جذري لتناسب هذا الوضع الجديد.

راقب روان عن كثب كل ما يحدث، وينتظر الفرصة للهجوم.

بقدر ما استطاع تحديده، جمع إنديريوس أجزاء الشعلة الأولى الخمسة بالقرب منه. أحدها داخل جوفاه إنديريوس، رئيسة السحرة من الدرجة السابعة، والأجزاء الأربعة الأخيرة داخل العراف. تأكد مرارًا وتكرارًا من أنها جميعها من الشعلة الأولى بإرادة الحقيقة، حتى تأكد من أن كل شيء يسير وفقًا لإرادته.

أثمر صبره وتخطيطه الدقيق، إذ حانت اللحظة التي إنتظرها. لم يحتج روان حتى إلى التلاعب برفاه لتحقيق ذلك، فقد مهد الطريق بالفعل. أصدر السحرة المحيطون أمرًا باعتقال أندار، وحراس اللهب هم من سينفذون إرادتهم.

فقط موقف مثل هذا الذي يستدعي قوة القوى الأكثر غرابة في العالم من شأنه أن يتسبب في إرسال حراس اللهب.

ومن بينهم توجد جوفاه إنديريوس، حاملة قطعة من الشعلة الأولى. كان روان متأكدًا من أن هذه الفتاة المسكينة مجرد طُعم صنعه الوحش البدائي لجذب فريسته نحو الشبكة، لكنه لم يُبالِ. فلو ظل الوحش البدائي أنه آمن بفضل قوته التي لا تُقهر، فلن يبدد روان هذه الفكرة.

كانت هذه عملية دهس وهروب، مما يعني أن بإمكانه تحمل بعض المخاطر دون الاهتمام كثيرًا بالعواقب.

توقع أن يمنع إنديريوس جوفاه من الاقتراب من أندار بسبب تغيرات الواقع، لكن بما أن الوحش البدائي كان عالقًا في فك رموز الوسائل التي استخدمها روان لصب الجوهر البدائي في الواقع، فقد ترك هذا الأمر دون أي اعتراض. وهذا أيضًا شيئ في حسبان روان؛ لم يكن ليسمح لأي جزء من هذه الخطة بالفشل، وحرص على أن يكون لكل شيء نقطة ضعف لصد مخططاته.

كان روان واثقًا من أن أندار سيُسلمه هذه الشعلة. مع أن حراس اللهب هؤلاء أقوياء، إلا أن قوتهم مُستعارة، ولم يُهزّ آلافٌ منهم ابنه. بدأ روان فورًا خططه لانتزاع العرّافة من الوحش البدائي، مستخدمًا روح ريفا كوسيط.

كانت العملية مُرهِقة بعض الشيء، لكنها اعتُبرت ضروريةً نظرًا لجميع القوى التي استطاع روان التحكم بها؛ فقد إعتقد أنه لا يُضاهى في التلاعب بالأرواح، باستثناء بدائية الروح. لقد بحث في الواقع، ولم يجد من يُضاهي قدراته.

إذا وجدت هناك قوة واحدة خارج نطاق هذا الوحش البدائي، فستكون قوة الروح.

بهذه الطريقة فقط كان متأكدًا من أنه سيتمكن من الهروب من نظرة الوحش البدائي لفترة كافية لينجح، لأنه من قبل، لم يكن يهتم بالعواقب؛ باليحتاج فقط إلى سرقة الشعلة بأسرع ما يمكن.

بقي كل شيء يسير على ما يرام حتى لم يعد كذلك.

اكتملت عقد النقل الآني وترابطاتها. أُنجزت أخطر مراحل هذه العملية تحت أنظار إنديريوس، ومن المفترض أن يكون ما حدث لاحقًا هو الجزء الأسهل، إذ يفعّل عقد النقل الآني. ثم هاجمه السحرة من حوله وحطموا استقرار الفضاء المحيط بهم، جاعلين النقل الآني شبه مستحيل.

هذه انتكاسة كبيرة، ولكن أي شخص ينظر إلى روان لن يصدق ذلك لأنه تنفس الصعداء، لأنه توقع شيئًا أسوأ بكثير.

كانت عيناه تتوهج باللون القرمزي، والقوة المكانية التي تكثفت مع روح ريفا خضعت لتغييرات محددة.

على الرغم من أنه من المستحيل أن ينجح نقل النمل، فقد كان روان قادرًا على القيام بذلك، لكن ثمن هذا الإجراء هو أنه لم يتمكن من أخذ سوى نصف الشعلة الأولى.

انهارت روح ريفا، لكن ما تبقى من وعي روان تماسك، وكان متينًا جدًا بحيث لا يُدمر بسهولة. ومع ذلك، لم يعد بإمكانه بسهولة رؤية جوهر العالم الأعلى. لقد أصبحت دميته شيئًا مكسورًا.

نظر إليه روح روان البُعدية وأومأتد برأسه: “لقد وقعوا في الفخ. الآن، يمكن أن يبدأ الصيد الحقيقي.”

“نعم، لقد فعلوا ذلك.” عبس روان، “غريب، كنت أتوقع أكثر من هذا.”

أجاب روحه: “هذا يكفي. لم نتوقع وجود وحش بدائي. حتى الآن، ما زلتُ أجاهد لإحكام السيطرة عليه.” وأشار إلى الطاولة التي تحمل خريطة الواقع، وتنهد الروح البعدية: “خريطتي مُدمرة، مليئة بثقوب قد لا أملأها أبدًا.”

“لا تقلق،” ضحك جسد روان البعدي، “الأشياء العظيمة لها بدايات صغيرة، وسرعان ما ستكتمل خريطتك. سأكون سعيدًا برؤية هذا الكنز مكشوفًا بكامل بهائه.”

ابتسم الروح البعدية وأومأ برأسه، “حسنًا، دعنا الآن نجد جائزتنا.”

أومأ الجسد البعدي برأسه، “بالطبع، لقد مر وقت طويل جدًا، وثقل نظراته يشبه حبل المشنقة على رقبتي، ولم أعد أستطيع تحمله.”

بجانبه، ظهرت قطعة الشعلة الأولى المأخوذة من جسد جوفاه إنديريوس، فراقبها للحظة قبل أن يضعها جانبًا. أما القطعتان الأخريان المسروقتان من العراف فلم تظهرا هنا.

لقد إنتقلا إلى مكان آخر.

الترجمة : كوكبة