السجل البدائي - الفصل 1568

الفصل 1568: القدر، إنفتح!

لقد تحول هذا الفضاء بأكمله إلى فضاء من العدم البدائي حيث كان الواقع يكافح من أجل التوصل إلى اتفاق مع استحالة قوته، ولكن كيانين داخل هذا الاضطراب كان وجودهما يقاوم تلك الفوضى وقفا من الداخل بينما ضربت أبعاد لا حصر لها من الموت جلدهما وتحطمت إلى قطع.

تم إلقاء روان في المسافة، متجاوزًا مسافات ليس لها أي معنى منطقي، وخرجت أنين الألم من شفتيه.

كان هناك ثقبان كبيران في صدره، وقد سُحقت جميع عظام جذعه، وقوة خبيثة يصعب وصفها بدأت تحاول تمزيق عقله وروحه.

سيُفنى وجوده فورًا لو استسلم لهذه القوة ولو لشبر واحد. لا يهم إن كانت إصابة باهاموت خدشًا صغيرًا أو جرحًا غائرًا؛ فكل فعلٍ منه يحمل هذه القوة.

سقط على ركبة واحدة؛ كان لحمه الأبعادي الذي تحرر من قيود الطبيعية بنفس حجم الواقع؛ وهذا يعني أن جسده لا نهائيًا في الحجم، والإصابات التي عانى منها للتو من هذا الصدام تهدد بتحطيمه إلى قطع.

لقد مرت فكرة عابرة في ذهن روان،

‘آه، هذا مألوف. كم مرة وصلتُ إلى حافة الهاوية؟ لقد اختُبرت منذ ولادتي، ولم أجد نفسي ناقصًا!’

عندما رأى الوحش البدائي روان يكافح من أجل الوقوف، زأر؛ وصوته شيئ من الرعب الخالص،

“لا تناديني باهاموت. أنا زوراثوك، الفم اللانهائي، وأنا المهندس الرئيسي للفناء!”

تأوه روان وهو ينهض. بدأ عقله يقاوم القوى التي هددت بتشويه وجوده. من الضوء الشديد الذي يلمع في عيني باهاموت، اندهش الوحش البدائي من سهولة تغلّب روان على آثار هجومه.

لقد حملت الأسماء قوة، وفي الأبعاد العليا حيث قاتلا، كان الاسم الميت لهذا الوحش البدائي، وهو باهاموت، بمثابة قيد على قوته، ورفض روان الاعتراف بوجوده الجديد الذي من شأنه أن يمنحه بالتأكيد المزيد من القوة عليه.

“أنت بالتأكيد تجيد الكلام الجهوري يا باهاموت، ولكن”… ثم مد يده اليمنى، وكان عليها أحد قرون الوحش. في الاشتباك السابق، انتزعها من رأس باهاموت. “…إنكسر.”

نظر الوحش البدائي إلى قرنه المكسور الذي يحمله روان وزأر غاضبًا. كان هذا التدنيس لجسده واسمه يُنهشه من سباته، لأن معظم قواه ووعيه، في الحقيقة، لا يزالان مختومين. ومع ذلك، ما يحدث بدأ يدفع زوراثوك إلى حافة الهاوية، مما يعني أن المزيد منه يستيقظ.

ستكون هناك عواقب وخيمة إذا تم إيقاظ المزيد من وعيه، لكن زوراثوك اكتشف أنه قد لا يكون لديه وقت فراغ لعدم اتخاذ هذا الاختيار.

‘هذا خطأ’، هدر زوراثوك في نفسه، ‘لقد كذب عليّ البدائيون. هذا ليس شبلًا، بل كارثة مكتملة. لا ينبغي لهم أن يلوموني على حماية مملكتي’.

*****

لقد قاومت الجروح في جسد روان نداء الفناء تمامًا وبدأت في إغلاق نفسها، وسافرت نظرة روان إلى جسد باهاموت، حيث تدفقت النجوم المحتضرة والمصائر الصارخة من الجرح على رأسه،

“…وأنت تنزف. كثيرًا.”

“آه، أيها الرجس الصغير، لقد كبرت على أكل الظلال؛ ربما حان الوقت لأريك المعنى الحقيقي للقوة. وإلا فكيف ستفهم وضعك؟”

انقلب الواقع، وأصبح باهاموت أمام روان. ومع ذلك، ورغم ضخامة هذا الوحش البدائي، كان لا يزال نصف حجم روان، بالكاد يصل إلى صدره. بدا طوله وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية، مما جعل كتلته مساوية تقريبًا لكتلة روان.

بمخلب واحد، شفرة ذات أبعاد مطوية، هاجم، ليس في جهة واحدة ولكن في كل اتجاه في وقت واحد، ضربة موجودة عبر كل الخطوط الزمنية والمواقع المكانية الممكنة.

كان من المستحيل على روان تفادي هذه الضربة، لذا لم يُكلف نفسه عناء المحاولة. بدلًا من ذلك، استعان بمفهوم الدمار واستخدمه كما لو سلاحا، فصنع روان فضاءً بُعديًا من الدمار على شكل درع غطّى جسده. في لحظة، ارتدى درعًا أحمر ملتهبًا حطم وجوده الوجود ودمره من جذوره.

انقضّ عليه مخلب باهاموت، ممزقًا درعه الذي جعل الوجود مستحيلًا؛ أصابته الضربة لكنها لم تُصبه. لو كانت إرادة روان على اللاواقع أقوى من إرادة باهاموت، لما استطاعت هذه الضربة اختراقه، أما لو كانت أقل من باهاموت، لتمزيقه إربًا.

اصطدمت إرادتهما على الوجود، وسُمع صوت بكاء الواقع في قلب الاضطراب، إذ نشأ تناقضٌ خلال هذا التناقض. نبضت هذه المنطقة من الواقع واللاواقع مرارًا وتكرارًا، كقلبٍ فاسدٍ لإلهٍ ميت، بينما نمت المفارقة في هذا التناقض جنبًا إلى جنب مع إرادة كلا المقاتلين الراسخة. في النهاية، كان على الوجود نفسه أن يستسلم أمام قوة هذين الجبابرة، فتحطم إلى مشهدٍ من السببية المكسورة.

انفجر روان إلى الوراء، ينزف ضوءًا مكسورًا وأحلامًا مُحطمة، وجسده على وشك الدمار، لكن ضحكته اخترقت الزمكان وأبعادًا لا تُحصى. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها من إطلاق العنان لنفسه حقًا بعد تطوره إلى عالم الأصل، وهو قد بدأ للتو.

نبضت سلالاته، تتغذى على لحمه الأبعادي وتسكب الجوهر والأفير في أحجام مستحيلة في جميع أنحاء ذلك، وانفجرت القوة من كل جزء من جسده نتيجة لذلك.

لقد تمزق عقله القوي إلى نصفين، يتعامل مع كل قوته المستحيلة بينما يحارب في نفس الوقت قوة الفناء التي ملأت جسده.

كانت حالته الحالية باعتباره البعد السادس متوترة إلى أقصى الحدود وما بعدها، وروان، مدركًا أنه لم يعد قادرًا على التعامل مع ضغط هذه المعركة بقواه الحالية، قسم عقله مرة أخرى ودفعه نحو المركز،

“إذا لم ثكن البعد السادس كافيا، فأنا أدعو القدر، إنفتح أمامي!”

الترجمة : كوكبة