السجل البدائي - الفصل 1567
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1567: الشكل الحقيقي للكيان البدائي
“لا تجرؤ على مناداتي بهذا الاسم!” صرخ الوحش البدائي بينما تحطمت الحقيقة عند صوته المليء بالغضب.
“أوقفني إذًا”، قال روان، وحطّم اسلاسل التي تقيد قوته، فانفجر حجمه. لم تعد إرادة الحقيقة مُضطرة لمحاكاة شكله الحقيقي أمام الواقع.
انطلق إشعاع من لحمه كان أكثر إشراقا من مليون كون محترق، وظهر لحمه الأبعادي، غير مقيد.
لم يستطع روان أن يتخذ هذا الشكل في الواقع؛ فبنية الوجود أضعف من أن تتحمل وزنه الحقيقي. فقط في هذا الفضاء الذي صنعه الوحش البدائي باهاموت، استطاع روان أن يُطلق العنان لقوته.
لقد كان هذا سببًا كبيرًا وراء قرار روان بالقتال في هذا المكان؛ ما لم يسافر إلى ليمبو، فلن يكون قادرًا على إطلاق العنان لقوة بهذا الحجم في أي مكان آخر في الواقع، على الأقل ليس في الوقت الحالي.
كان الواقع يتغير بسرعة، وربما سيكون قويا بما يكفي لإحتوائه في المستقبل، ولكن قبل أن يأتي ذلك الوقت، سيستخدم روان قدراته الحقيقية في هذه المعركة.
الأسلحة، التعويذات، الدروع، كل أساليبه المعتادة في القتال إما أن يتم وضعها جانباً أو دفعها إلى مستوى من شأنه أن يكسرها، وفي هذه المعركة، عرف روان أنه لا يملك سوى سلاحين عظيمين يمكنهما المشاركة في قتال من هذا المستوى، وهما سلالاته والقوة التي جائت من فئته، و السلاح الثاني هو المدمر والقوة التي جائت من ألقابه.
رأى أندار، من بعيد، هذا المخلوق وشكل والده الحقيقي. تحطمت روحه، وعرف أندار طوال حياته أنه لن ينسى ما رآه أبدًا.
أدرك أندار أن والده عزز إدراكه بمهارة، وهذا هو السبب الوحيد الذي جعله قادرًا على اكتساب الكثير عن البعد الأعلى، وكان ممتنًا للغاية لهذه الهدية.
مات بابتسامة على شفتيه قبل أن يتحول إلى لا شيء من إشعاع الأكوان التي أنشأها روان بتصفيق من يديه.
في اللحظة الوجيزة الفاصلة بين الموت والحياة، رأى أندار شكليهما الحقيقيين فجنّ. فقط يدا الموت المُطهّرتان ونعمة روان ضمنتا عدم تدميره بسبب فساد رؤيتهما لشكليهما الحقيقيين.
لم يكن الوحش البدائي وروان مصنوعين من لحم وعظام، بل يبدو أنهما منحوتان من مفاهيم حية، مثل مفارقة حية مصنوعة من الأقمشة الخام ذات الأبعاد العليا التي لم يكن لدى أندار اسم لها.
خشي ألا يدرك أبدًا شكلاها الحقيقيان، ورغم هذا الكشف، لم يكن يرى سوى ظلالهما. أدرك أندار أن كل ما هو عليه، بُعده، قواه، كلها ظلال زائلة أمام الحقيقة. كل خالد في الوجود كان يلعب بسيوف مصنوعة من الضباب، بينما هؤلاء السامين الحقيقيون وحدهم من يملكون قوة الوجود.
“نحن صغار جدًا، صغار جدًا!”
بينما بدا روان مصنوعًا من خطوط نظيفة وعجائب هندسية لا تزال مليئة بسحر لا يحصى على الرغم من مدى غرابتها بالنسبة لحواس أندار، كان الوحش البدائي عبارة عن ما لا نهاية له من الفكوموالأطراف والعينين الناظرة إلى واقع غير معروف.
حاول أن يتجاهل المعنى وراء جسد الوحش البدائي. كان أندار يعلم أن هذا هو الحد الذي لا يستطيع تجاوزه، وإن تجاوزه، فقد لا يتمكن حتى روان من إنقاذه.
لقد رحلت روحه، لكن أصل روحه الأرجواني ازدهر في أرض الأصل.
****
لقد كان أندار قادرًا على رؤية الكثير، لكن كل ما رأه هو مجرد جزء من إدراك روان.
في هيئة هذا الوحش، رأى روان مستقبله. بقدر ما ملأه ذلك من رهبة، كان هناك أيضًا تنافرٌ حادٌّ في ذهنه عندما علم أنه يمتلك العديد من الخصائص ذات الأبعاد العليا مثل هذا الوحش، لكن إدراكه لا يزال يواكب طبيعته.
بالنسبة لحواس روان، كان باهاموت عبارة عن كتلة متحركة من الأشكال الهندسية المتكررة، وكان من المستحيل على العقل الخالد أن يصف شكله.
انقسم كل طرف من أطرافه إلى نسخ أصغر منه، يتكرر بلا نهاية كمجموعة مالدبروت كونية. “جلده” عبارة عن شبكة من الزمكان المطوي، تتلألأ بزوايا غير إقليدية.
كان هذا الوحش العظيم يرقد على ذكريات لا تُحصى من الماضي والمستقبل المجهول. كانت اقدار ومصائر كائنات لا تُحصى بمثابة فراشه، ورأى روان أن هذا الكمّ الهائل من المعلومات هو محور جشع هذا المخلوق. سيبقى الوحش هناك إلى الأبد، ويحصد ببطء كل ما كان وما سيأتي – حاصدًا صامتًا.
كانت أول وحش بدائي رآها روان وابتلعها هي ديفوس، بمظهر امرأة بقرون ماعز. لم يكن هذا الوجه الكابوسي أمامه، لكنه أدرك أن هذا هو الشكل الأصلي للوحش البدائي.
هذه المخلوقات التي ينبغي أن توجد قبل فجر الخليقة لم تكن شيئًا يمكن للفانين أو الخالدين إدراكه، ولكن بما أن روان يصبح أكثر مثل هذا مع كل لحظة تمر، بدا هذا الشكل مناسبًا لحواسه.
مع ملايين الأكوان المشتعلة كضوء لمعركتهما، اندفع روان للأمام. ما زال محتفظًا بجسده البشري، لكن جسده كان قادرًا على الانكماش والتمدد بطريقة تتحدى الخيال، وتوهج جلده بالنور والظلام كما لو أن مليارات الأكوان المضيئة هي نسيج جلده.
تتحرك ذراعاه عبر الزمكان، ممتدتين عبر فضائات متعددة الأبعاد، وتتمددان كلما امتدتا عبر المسافة الفاصلة بينهما. قصده تمزيق هذا الوحش إلى نصفين، لكن باهاموت تحرك فجأة.
لم يتحرك جسد الوحش البدائي عبر الفضاء، بل انفتح، مخترقًا الأبعاد كما يخترق سكين طبقات الورق. ورغم متانة هذا الفضاء المجهول، إلا أنه لا يزال يصرخ ألمًا عند مرور هذا الوحش وهو ينزف المادة المظلمة.
أشرقت عينا روان على حركات هذا الوحش، وبدأ وعيه القوي يفك رموز حركاته. كانت مشاهدة مخلوق من البعد التاسع يخترق الزمكان تجربةً مُلهمة، واستطاع روان أن يتخيل آلاف الاستخدامات لهذه المعرفة.
ومع ذلك، لم يكن يتوقع سرعة باهاموت في التحرك. ففي لحظة، إستلقى على أبعاد ملتوية مصنوعة من الذكريات المحطمة، وفي اللحظة التالية، كان قريبًا جدًا لدرجة أن رائحته الكريهة ملأت حواس روان قبل أن تصطدم قرون مصنوعة من ثقوب سوداء عملاقة منهارة بحجم مليون بُعد مطوي معًا بصدر روان.
“بووم!”
أدى التأثير إلى تحطيم عشرات الآلاف من الأكوان المحترقة العائمة وإرسال موجة صدمة عبر المكان والزمان، مما أثر على الماضي وغير الحاضر، حيث حدث ألف تصادم في نفس الوقت عبر الماضي والحاضر.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.