السجل البدائي - الفصل 1564
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1564: الأيام باردة (النهاية)
تحطمت روحه، جالبةً معها موجاتٍ لا هوادة فيها من الألم المبرح. انبثق نورٌ سامي من قلب أندار والتفّ حول أثيريوس، حتى انفجرت الكرة الدوارة في أعلى العصا في إشعاعٍ امتزج بالنور المتدفق من روح أندار المحطمة.
أسرع من أي تعويذة يمكنه أن يستحضرها على الإطلاق، اندمجت هاتان الإشعاعان كواحد وانطلقا نحو الرجل، الذي لا يزال يسحب ببطء الخيط الذهبي من جسد ريفاه.
كان هذا النور هو كل ما عليه أندار ومن المفترض أن يكونه؛ إنه تتويج لمن من المفترض أن يصبح أعظم ساحر يخطو على الواقع على الإطلاق، والقوة التي أطلقها أعظم من أي شيء قديم يمكن أن يطلقه على الإطلاق.
هذا الرجل، هذا الكيان، اتجه ببطء نحو الضوء المنبعث نحوه، وتنهد.
انفصلت يدان متجمدتان خلف ظهره وانفجرتا، فتجمد الواقع. الضوء الذي من المفترض أن يلامسه في لحظة، تباطأ قليلاً على بُعد بوصة واحدة من جلده، لكنه لم يتوقف عن الحركة، مع أن عبور تلك البوصة بدا وكأنه رحلة مليون ميل.
ألقى الرجل نظرة خاطفة على أندار قبل أن ينظر بعيدًا وهو يتمتم لنفسه،
“عمل مذهل… الأشياء التي كان قادرًا على فعلها بالروح.”
لم يكن أندار يعلم ما إذا كان يشير إلى روحه أم إلى ما يستخرجه من ريفا؛ لم يكن يهتم كثيرًا في هذه المرحلة؛ كل ما يعرفه هو أن مقامرته قد نجحت؛ على الرغم من تجميد ضوئه النهائي، إلا أنه لا يمكن إيقافه، ومن المؤكد أنه سيعطل محاولات هذا الكائن من النجاح.
وببطئ ولكن بثبات، لمس الضوء جلد الرجل على الوجه بالقرب من أذنيه، وبدأت بقعة من الظلام تنمو حول المنطقة كما لو كانت تحترق بواسطة شعلة ملتهبة.
بدأ الجلد المحيط بتلك البقعة يغلي قبل أن يسود ويتحول إلى رماد. وسرعان ما تفتت نصف وجه الرجل، كاشفًا عن عظام سوداء تحته، ومع ذلك لم يكف عن سحب الخيوط الذهبية من جسد ريڤا، حتى عندما انفجرت إحدى عينيه من محجريها.
كان وعي أندار يتلاشى؛ فقد ما يقرب من ثمانين بالمائة من كل ما يمكنه تقديمه، لكن بدا وكأنه لم يُحدث ضررًا كافيًا. لكن أخيرًا، ارتجف الرجل، وتوقف عن سحب الخيوط، ثم تكلم،
“يا صغيري، كان لديكَ مستقبل عظيم. مستقبل كبير لدرجة أنني على استعدادٍ للاعتراف بأن إبتكارك يفوق كل ما إبتكرته. مع ذلك، أفعالُكَ ليست أفعالَ ساحر. عليكَ أن تعلمَ أن الكيانَ الذي تموتُ من أجله يعلمُ بوجودي ولم يفعلْ شيئًا لإيقافكَ. لماذا تموتُ من أجلِ شخصٍ يستطيعُ بسهولةٍ أن يُهدرَ حياتكَ؟”
لم يُجب أندار؛ لم يظن أن لديه الطاقة الكافية. لم يكن بوسعه سوى زيادة آخر ما تبقى من نوره، مما زاد من اشتعاله وتسبب في تعثر الرجل. أفلتت إحدى يديه الخيط الذهبي، ولم يبقَ له إلا ممسكًا بيد واحدة.
لم يكن أندار أحمقًا. كانت خطط روان السابقة بشأن عالم الساحر الأعلى مُبالغًا فيها، لكن لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة لولا إرادته.
لم يكن هذا التغيير الجذري في الخطط، حيث كان على جوهر بدائي بهذا الحجم أن يغمر الواقع، تغييرًا بسيطًا. باليعني أن روان أدرك أن الساحر الأعلى لم يكن كما توقعوا، مما استلزم هذا الإجراء الجذري.
لم يُخبر أندار بهذا التغيير، ولم يحاول إيقافه عندما توغل في أعماق العالم، حتى مع علمه أن أندار لا يستطيع مواجهة ما هو آتٍ. لم يكن روان ليفعل ذلك إلا لأنه لم يكن لديه خيار آخر.
كانت هذه حربًا، وأندار هو من اختار البقاء هنا. ولو استطاع، لضحك فرحًا.
إنه من النادر في هذا العصر أن يكون لموت شخص معنى، وما هي إمكانية أن يصل في حياته إلى موقف حيث يمكنه ضرب كيان بدائي ومشاهدته يتعثر؟
رغم أن والده ربما لم يكن مثاليًا، إلا أن أندار سيضحي بحياته من أجله ألف مرة.
مع صرخة من أعماق روحه، فجّر أندار كل شيء، وهذا الرجل…
لا، ليس رجلاً.
هذا المخلوق…
هذا الوحش البدائي… تعثر، واليد الأخيرة التي تمسك الخيط الذهبي أرخيت.
انفجرت صرخة غضب في البعيد، وارتجف الواقع؛ دوى صوتٌ مدويٌّ كأنّ الخليقة كلها قد تحطمت، وعادت آخر جمر من روح أندار إلى جسده. انهار أرضًا، على بُعد لحظة من الموت.
جاهد أندار ليفتح عينيه. كان ضعيفًا لدرجة أن إدراكه لم يستطع أن يفارق جسده. تطلع ببصره إلى جسد ريفا، فرأى أنها انهارت وتحولت إلى رماد، ولم يكن هناك أثر للخيط الذهبي.
ضحك ضحكة خفيفة من الارتياح، وبدأت الحياة تغادر جسده بسرعة. لولا بقايا إيثيريوس التي تدعمه، لكان قد انهار على وجهه.
ابتسم أندار عندما انطفأت قوة حياته.
“انظر إلي يا طفلي.”
كان ينبغي أن يكون ميتًا، لكن هذا الصوت سحبه بعيدًا عن الموت، وارتفع رأسه إلى الأعلى ليرى الوحش البدائي يسير نحوه؛ أصبح نصف وجهه والجزء العلوي من كتفه الأيمن وصدره محترقين، مما أظهر عضلات حمراء ملتوية تحته، ولكن النصف الآخر من وجهه الذي كان خاليًا من الضرر بدا هادئًا، لم يكن هناك أي علامة على الألم أو الغضب من أن أندار قد دمر خططه.
توقف الوحش البدائي على بعد أقدام قليلة من أندار، وأصبح بإمكانه أن يشم رائحة اللحم المحترق؛ بدت رائحته تشبه رائحة الياسمين تقريبًا، وهي فكرة غريبة، لكن أندار أعطى عقله المحتضر كل فائدة ليفعل ما يريد،
‘لا يا بني، لن تموت، ليس لوقت طويل. سحر الوحوش البدائية بدائي بطبيعته، ونحن نفهم الموت أكثر من أي أحد آخر. ستتحمل أندار كما أنت، وسترى نهاية كل شيء. هذه نعمتي ولعنتي.”
وضع الوحش البدائي يديه ببطء على وجه أندار كما لو كان على وشك مداعبته عندما تعثر إلى الأمام، ونظر إلى أسفل ليرى قبضة ذهبية تبرز من صدره،
“رائع، لا ينبغي أن تكون هنا؛ هذا مستحيل”، قال، ثم ارتجف مجددًا عندما انفجرت قبضة ذهبية أخرى بجانب الأولى. بقوة هائلة، انقسمت القبضة إلى جانب، وتمزق الوحش البدائي إلى نصفين بقوة هائلة لدرجة أن نصفي جسده ارتطما بجدران الكهف، وانفجرا من خلاله، طائرين في الأفق، تاركين وراءهما دمًا وقطعًا من اللحم.
وكان المسؤول عن هذا رجلاً عيناه وشعره الحمراوان يشتعلان بغضب شديد يمكن أن يحرق الخليقة بأكملها، وصوته يحطم الفضاء من حوله،
“لا تلمس ابني أيها اللعين!”
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.