السجل البدائي - الفصل 1558
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1558: الأيام الباردة (1)
كانت هذه القوة المحيطة به جبارة، فاصطدمت بحاجز إيثيريوس، مقلصة إياه حتى أصبح على بُعد أمتار قليلة من جسده. بإمكان عصاه أن تُوجِّه قوةً تُضاهي قوة قديم، ومع ذلك لازال الضغط الذي يعاني أندار منه هائلاً.
وهذا يعني أن طبيعة هذه المساحة كانت كثيفة للغاية بحيث يجب أن تتجاوز ما يمكن العثور عليه على سطح المجال البدائي، وكان يشتبه في أن مساحة متينة مثل هذه لا يمكن العثور عليها إلا في أعماق المجال البدائي.
أدرك أندار من خلال اتصاله بالعالم الخارجي أنه في قلب عالم الساحر الأعلى، ولم يُنقل إلى مجال بدائي؛ فكيف إذًا صنع إنديريوس هذه المساحة القوية؟ هل يعني هذا أن عالم الساحر الأعلى، إذا كُشف عنه بالكامل، يُمكن أن يُعادل مجالا بدائيًا؟
نظر أندار إلى الأعلى، فلاحظ أن السماء لم تكن سوى نار، لكن حاجزًا اجتازه للتوّ حجب كل تلك النيران. دخل لتوه إلى قلب الشمس العليا، وعلى عكس ما توقع، لم تكن ساخنة؛ بل هي أبرد من أعماق هاوية متجمدة.
كان هذا هو الوجه الحقيقي لعالم الساحر الأعلى، ليس وجهًا من نار، بل أبرد من جليد. لقد أخفى إنديريوس نفسه جيدًا. ادّعى أنه سيد النار، لكنه لم يمتلكها حقًا قط؛ بالهي مجرد واجهة.
لماذا يحتاج إلى امتلاك النار عندما تكون القوة في هذا المكان تتجاوز أي شيء يمكن لأي ساحر أن يفهمه؟
مع حجب برودة هذا المكان بواسطة هالة إيثيريوس، نظر أندار أخيرًا إلى الساحر الجريح أمامه، الذي هو في هيئة وحش ضخم له مظهر ماعز برأس أسد وذيل ثعبان – حارس العرش المشتعل.
‘ما هذا العرش المشتعل، هذا ينبغي أن يسمى عرش الجليد!’ لعن أندار في نفسه.
من خلال عينيّ مفترس الضوء الذي أرسله، رأى هذا الوحش واقفًا فوق الحاجز. ثم شاهده وهو يهزم مفترس الضوء في لحظة، مُمزقًا إياه بقوة هائلة أرسلت موجة صدمة هائلة حطمت شعاع الظلام الذي كان أندار يستخدمه للانتقال إلى النواة.
يجب أن تكون طريقة التدمير هذه قوة فريدة لهذا الوحش، الذي يجب أن يكون في مستوى البعد الثامن. كان أندار يقف أمام قديم.
بفضل قوة إيثيريوس، استطاع أندار امتصاص هذه القوة وتعزيزها، ثم إعادتها إلى الوحش على شكل نصل دائري. هذا النصل هو الذي مزّق الوحش نصفين، ولم يبق منه سوى خيوط لحمية قليلة.
عادة، لا ينبغي أن تكون مثل هذه الجروح شيئًا بالنسبة إلى خالد من الثامن، ولكن القوة الفريدة لأثيريوس، كنز بقوة قديم، حطمت روح وذاكرة ومصير الوحش، ودمه الذي يمكن أن يملأ محيطًا، انسكب على الأرض وتجمد في الجبال.
بفضل قوة القديم، كان من الممكن لهذا الوحش أن يحرق حيويته ويشفي نفسه من هذه الجروح المؤلمة، لكن قوة ذلك النصل دفعت هذا الوحش إلى الحاجز، والأن هذه المملكة المتجمدة وبيئتها تقتله.
كما اشتبه أندار أيضًا في أن موت هذا الوحش القادم كان بسبب شيء لا ينبغي له أن يراه داخل هذا العالم.
لم يكن يعلم من أين جائت هذه الفكرة، لكن شيئًا ما أخبره أنها مهمة.
لم يكن أندار يعرف الكثير عن هذا الوحش، الذي كان ساحرًا أيضًا ويموت هنا. قرأ عنه في خزنة السحرة، ولاكن المعلومات التي جمعها عنه ضئيلة. لم يكن حتى يعلم أن هذا الوحش قد وصل إلى مستوى القديم.
على عكس معظم السحرة الذين اتخذوا الشكل العام للبشر، وإن لم يكن هذا هو الحال تمامًا، كان هناك العديد من السحرة غير البشر. ومع ذلك، ظلت أشكالهم تميل عمومًا إلى أن تكون بشرية؛ إنها بنية فريدة لنظام قوة الساحر تجعله لا ينطبق إلا على الكائنات ذات السمات البشرية. كانت هناك صلة بين فن التأمل الذي يمارسونه والفضاء العقلي للبشر، وهذه الصلة لا يمكن العثور عليها في أشكال الحياة الفضائية الأخرى.
ومع ذلك، كانت هناك حالة واحدة لكائن خرج عن المألوف وأصبح أول فرد غير بشري على الإطلاق يصبح ساحرًا.
كان هذا المخلوق موجودًا هنا. لم يكن اسمه ولا عرقه معروفين. قيل إنه لمنع انتشار أسرار نظام قوة السحرة، شرع إنديريوس في قتل الوحش، لكنه أسره لاحقًا وجعله حارسًا لبواباته.
لم يعتقد أندار أن لقاء هذا الوحش هنا هو صدفة؛ كان هذا بمثابة اختبار ورسالة من الساحر الأعلى، ولم يكن من الصعب على أندار أن يميز المعنى الخفي.
سرق روان قطعتين من الشعلة الأولى من إنديريوس، وسعى لأخذ المزيد. كان جوهر خطتهم الاستيلاء على جميع القطع المتناثرة من الشعلة الأولى.
كاد أندار يسمع صوت الساحر الأعلى في رأسه، يأمره بإعادة النظر في أفعاله، لأنه لن يحذره مرة أخرى. تجمدت نظراته عندما اكتشف أن هذا ليس خيالًا، بل حقيقة. كان إنديريوس يتحدث في رأسه!
“انظر ماذا فعلتُ بهذا الوحش لسرقة تقنيةٍ عديمة الفائدة من خزائني. ماذا تظن أنني سأفعل بكم أكثر من ذلك، أنت الذي ساعدت دخيلًا على سرقة شعلتي؟ هذه فرصتك الأخيرة لتسليم نفسك لي. هذه رحمتي يا أندار، وإلا سأجعلك تتألم كل يوم…”
بدفعة من قوة الوعي الخالص، مدعومةً بقوة إيثيريوس، حطم أندار الصوت في رأسه. دفع عصاه نحو القلعة المتجمدة أمامه وهو يُنشد تعويذة انتقالية صغيرة. كان بإمكان هذه التعويذة أن تحمل أندار عبر مئات الأبعاد، لكنها في هذا المكان بالكاد كانت كافية لإيصاله إلى باب القلعة المتجمد.
لم يتحرك أندار، لكن الباب الضخم المتجمد الذي يبلغ ارتفاعه مئات الأقدام انفتح بصوت عالٍ.
كان هناك في الداخل ممر يبدو أنه يمتد لأميال، وفي نهاية الممر يوجد رجل يجلس على عرش مصنوع من الجليد؛ وحوله جثث سبعة سحرة.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.