السجل البدائي - الفصل 1557

الفصل 1557: الوصول إلى الجوهر

كان هناك درعٌ يحمي من حركات أي كائنٍ من لحمٍ وروحٍ مُتجذّرٍ في الشمس العليا. لذا، مهما بلغت قوتك، فبدون كسر هذا الدرع، سيكون من المستحيل على أي شخصٍ الوصول إلى قلب العالم والعثور على البرج الأعلى، ولم يكن هناك سوى طريقٍ واحدٍ للوصول إلى القلب.

كان خط الدفاع الأول للشمس العليا بسيطًا ولكنه عميق بشكل لا يصدق، وقد منع العديد من المتسللين من دخول العالم على مر العصور.

كان هذا الدرع مدعومًا بسلسلة من الكنوز من مستوى المصدر الأولي التي صنعها الساحر الأعلى، وقد صمد لدهور، لكن أندار درسه لفترة من الوقت وابتكر طريقة بسيطة لهزيمته.

لقد اكتسب مفترس الضوء الذي استدعاه مسبقًا، والذي تم جمعه من ظلام إرادته، الحياة، لكن حالة حياته باتت مختلفة تمامًا عن أي حياة تقليدية في معظم الواقع، فلم يكن بحاجة إلى روح ليعيش، وبالتالي يمكنه شق طريقه إلى قلب العالم وتجاوز قوة هذا الجناح بسهولة، لكن أندار لا يزال كائنًا من لحم وروح، وإذا اراد أن يدخل الشمس العليا، فسيتعين عليه مواجهة قوة العشرات من كنوز مستوى المصدر الأولي التي كان مصدر قوتها متصلًا ببرج الساحر الأعلى في قلب هذا العالم، مما يعني أنها لن تنفد من الطاقة أبدًا.

بفضل قوة أثيريوس، ربما يكون أندار قادرًا على شق طريقه عبر الحاجز، لكن هذا سيكلفه الكثير وسيمنح إنديريوس الوقت الكافي للتعامل معه في وقت فراغه، لذلك استخدم أسلوبًا ملتويًا للحصول على نتيجة أفضل.

أطلق صاعقة من الظلام طاردت خلف النفق المتقلص الذي صنعه مفترس الضوء وركب عليها.

منع الدرع كائنًا حيًا من التحرك عبر النجم بجهده؛ ولم يستطع منع أي شخص يُجرّ عبره. إنها ثغرة صغيرة، لكن لا يُمكن إلقاء اللوم فيها على إهمال الساحر الأعلى. لا يجب لهذا الدرع أن يكون بتلك القوة لو لم يسمح له باتباع نمط محدد للغاية.

بالطبع، لم يكن بإمكان أندار الاستفادة من هذه الثغرة إلا لأن لديه مفترس الضوء الذي يمزق ثقبًا عبر الحاجز، لذلك إذا كان إنديريوس يتوقع أن هذا الدرع سوف يؤخر أندار قليلاً، فقد كان مخطئًا.

كان النفق الذي يسافر أندار من خلاله يغلق بسرعة حوله، ولكن بالحكم على سرعته الحالية، والتي هي أسرع من الضوء عدة مرات، أدرك أندار أنه سيكون لفترة طويلة في قلب العالم قبل انهيار هذا النفق.

بينما كان أندار يجوب ما يشبه نفقًا لا نهاية له من النور والنار، شهد معجزات عديدة. في المقدمة، رأى لمحات من عوالم وسلطان مختلف، وفي مستواه الحالي، أدرك أن ما يراه هو الأبعاد الخفية المتعددة والمتنوعة للساحر الأعلى.

هذا يُخبر أندار أن أسس عالمٍ أسمى عميقةٌ للغاية. قد لا يعلم معظم السحرة أنهم ببساطة كانوا الأكثر عددًا في مملكة إنديريوس، وأن هذا العالم يحتوي على قوى تفوق إدراكهم بكثير.

بدون دعم روان، أدرك أندار أنه لا يحق له التفكير في قتال إنديريوس، حتى مع وجود أثيريوس في يده. ظن أنه شعر بوجود القدماء من بعض هذه العوالم، لكنه لم يكن متأكدًا.

كان يقترب من قلب هذا العالم عندما اندلع انفجار هائل من القوة تحته، وشعر بالاتصال مع مفترس الضوء يتلاشى.

انطلقت موجة صدمة هائلة من الأسفل، تحمل صرخات آكل النور الميت. ارتطمت بشعاع الظلام، ناقلةً أندار إلى قلبه ومحطمةً الشعاع إربًا إربًا.

قلب أندار العصا، ودفعها بقوة ضد موجة الصدمة المتصاعدة، فامتص أثيريوس كل تلك القوة. دندنت العصا، وبدفعة إرادة من أندار، استعادت القوة التي ابتلعتها. لكن ما خرج من العصا كان شفرة دائرية ضخمة شقت طريقها إلى الأسفل أسرع مما استطاع وعي أندار استيعابه، وانبعثت صرخة ألم من الأسفل.

بدون شعاع الظلام، لم يعد جسد أندار يمتلك أي قوة دافعة تحمله نحو المركز، لكن القوة الناتجة بقيت كافية على جسده لدفعه إلى الأمام، ورأى حاجزًا متموجًا يظهر أمامه فجأة – لقد كان في قلب النجم!

لف أندار أيثيريوس وغطى نفسه بأقوى درع يمكنه استحضاره؛ اصطدم جسده بالحاجز واختفى عن الأنظار.

****

سُمع صوت فرقعة مكتومة حول أندار، كما لو أنه شقّ طريقه عبر رحم متجمد. شعر بغثيان شديد قبل أن يتغير الواقع من حوله. ظهر في أرض جليدية، وفي البعيد، قلعة مبنية من الجليد والظلام، وبرق أسود ينبثق من السحب ليضرب القلعة من حين لآخر.

كان هناك شيءٌ ضخمٌ خلف ظل هذه القلعة المُغطّى بالضباب، وأراد أندار أن يُلقي نظرةً من خلاله ليرى ما هو. لكن تحذيرًا من روحه جعله يُغيّر أفكاره، ولم يتوقف عند هذا الحد. بل تعمق في ذكرياته بشراسة، وانتزع ذكرى رؤيته لأي شيءٍ خلف هذه القلعة.

تجسدت هذه القطعة من الذاكرة أمامه والتي اتخذت شكل شعلة بيضاء وسوداء، انحبس أنفاس أندار في حلقه عندما تجمدت الشعلة قبل أن تتحطم إلى قطع.

ولو أنه أصبح مهملاً بعض الشيء ولم يبحث عن هذه الذكرى، لكان قد أصيب بأذى كبير إذا ترسخ الفساد الذي شهده.

بالكاد استطاع أندار استيعاب هذا التحول المخيف قبل أن تسحبه قوة هائلة إلى الأرض. سقط على الأرض المتجمدة بقوة هائلة، لكن لم يظهر أي شق فيها، مع أنه لا بد أنه سقط مائة ميل على الأقل في جزء من الثانية.

“هذا المكان… أين هذا؟”

الترجمة : كوكبة