السجل البدائي - الفصل 1556
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1556: الغوص في الشمس العليا
صرخ كلاودي مرة أخرى قبل أن يبدأ في الانكماش، وتجمعت كتلته بأكملها على قمة عصا أندار، وبينما ارتفعت العصا، تم ضغط كلاودي باستمرار في الشرارة الموجودة أعلى العصا، ومع انفجار من القوة أرسل موجة صدمة في جميع أنحاء العالم الأعلى وإلى الواقع، ظهر أثيريوس على يمين أندار حيث اتخذ شكل عصا بطوله.
الآن دار على رأس العصا كرة عائمة متغيرة باستمرار تشبه مجرة مصغرة، تتناوب بين التألق المبهر والظلام الشامل.
كان هذا تمثيلًا لإرادة أندار، وهي الإرادة التي كان روان فخورًا بها للغاية، حيث أظهرت أن أندار، أكثر من أي من أطفاله، ورث مبادئ وجوده.
عندما دخلت هذه العصا الواقع لأول مرة، دوّى صوت خافت في أرجاء عالم السحرة، كأنه ترنيمة اسمها: “أثيريوس… أثيريوس…”. انتقل هذا الصوت إلى الواقع، حيث شهد الوجود بأسره ميلاد حاكم الأثير. إنجازٌ لم يحققه حتى روان.
بدأ الظلام يتجمع حول قدميه، ممتدًا نحو الشمس في الأسفل، ظاهرًا كأجنحة ظلية ضخمة. ظهرت أجنحة من نور خلفه، تمتد نحو النجوم. كان لوجود أثيريوس وحده وزنٌ كافٍ لسحب سلطة عالم السحرة من أندار، مانحًا إياه سلطةً يسيطر عليها.
لم يكن معروفًا ما سيُغيّره كشفُ أثيريوس في الواقع، لأنه بالفعل كنز بمستوى المصدر، ومع ذلك لم يكتمل بعد. وحده هذا العصر الجديد الذي بدأ يبزغ فجره قادرٌ على تحمّل ثقل سلاحٍ كهذا.
كان أندار يحمل هذه العصا، بالكاد يستطيع رفعها، ناهيك عن استخدامها لصنع تعاويذ دقيقة. صُنع أثيريوس لنهاية اللعبة. فهو سلاح صنعه أندار لوقت تحوله إلى قديم، ولم يكتمل بعد؛ لا يزال هناك الكثير مما يجب إنجازه، لدرجة أنه خشي ألا يكتمل أبدًا.
كان هناك مئات الملايين من التعاويذ والصناعات الدقيقة التي تحتاج إلى دمجها مع العصا، وحتى حينها، لن تكتمل بالكامل بدون سيطرة واحد قديم يدعمها، ولكن في هذه الحالة، لم يتطلب أندار كل تلك العناصر الدقيقة اللازمة للتعاويذ، لقد إحتاج فقط إلى القوة، وفي هذا العصر الجديد، أصبحت القوة من حقه أن يأخذها.
رفع أندار العصا بكلتا يديه وبدأ بالترنيم، مستخدمًا الأحرف الرونية المحفورة عليها كقائد لإرادته. ارتجف الواقع عندما انتشر حضور أثيريوس في جوهره، وتبعًا لمعنى اسمه، استجاب كل الأثير في الواقع لقوته.
وصلت أجنحته النورانية إلى أعماق الأبدية، وكثّفت الظلال تحته حتى غطّت نور الشمس العليا تحته. لم يعد بالإمكان حجب هذه الضجة، إذ بدأ السحرة، الذين ما زالوا يزدادون قوة، بالفرار من المملكة، متجهين نحو الفضاء.
لم يفهموا كل ما يحدث، لكن الصدام بين القوى التي تُعيد صياغة الواقع بإرادتها لم يكن في أي مكان أرادوا أن يكونوا فيه. لو أن هذا أندار وحده، لبقوا، لكن إنديريوس لا يُقهر دون عواقب، ونفوذه هائل ورهيب؛ لذا فإن الهرب هو الخيار الوحيد.
كان أعضاء كاسري الحدود يقودون انسحابهم، بالإضافة إلى العديد من السحرة، الذين وجدوا أنفسهم فجأة مع قدر كبير من القوة تتدفق عبر الواقع لدرجة أن صنع المعجزات لم يعوقه سوى المعرفة التي يحملونها.
سُرَّ جزءٌ من وعي أندار برؤية هذه الحركة الجماعية لسحرة العالم، لأن آخر ما أراده هو أن يقعوا في مرمى النيران. قبل سنوات، كان قد خطط لمثل هذا الأمر عندما علم أن روان يُخطط لهذا العالم.
شعر أندار برحمة والده، لكن في بعض الأحيان، كان من الصعب عليه تصوّر وجود الفانين. ومع ذلك، أدرك أن أفعاله قد تكون بلا جدوى، إذ قد يتجاوز نطاق هذه المعركة أبعادًا لا تُحصى. ومع ذلك، لن يسامح نفسه أبدًا إن لم يبذل جهدًا لحماية الضعفاء.
وبعد أن تمكن من ذلك، أصبح قادرًا على التركيز على معركته المقبلة دون أي تردد في قلبه، وتوافق نواياه مع موظفيه.
كان الأثير البدائي الذي يملأ الهواء قويًا لدرجة أن أندار لم يضطر إلى السحب من الأثير داخل جسده. ارتجف الأثيريوس وهو يستمد قوته من الواقع.
هبطت عاصفة هائلة من الأعلى، وامتصتها الكرة الدوارة فوق العصا. أشرقت قبل أن تخفت، إذ انطلقت موجة من الظلام من الكرة عبر العمود. وبينما هي تتجمع قرب طرف العصا، أشار أندار بطرف العصا نحو حيث شعر بحضور الساحر الأعظم، وأطلقها.
امتلأ الظلام تحته فجأةً بإرادةٍ مُرعبةٍ وقدرٍ هائلٍ من الأثير، حتى أنه اكتسب الحياة عندما تشكّل مفترس هائلٌ للضوء أسفل أندار. أكبر من نجم، بأجنحةٍ من ظلامٍ خالصٍ قادرٍ على تمزيق الواقع، صرخ مفترس الضوء وهو يندفع نحو الشمس العليا، تاركًا ورائه أثرًا من العدم بينما وجوده يأكل من خلال الواقع.
انطلقت ملايين المجسات من أجنحته واصطدمت بالشمس، مما أدى إلى إنشاء نفق حيث استنفدت المجسات كل قطرة من الضوء الذي لامسته.
مرت لحظة قبل أن يتبعها مفترس الضوء عبر النفق، متجهًا نحو أعماق العالم الأعلى.
لقد تحطمت إلى قطع مئة مسكن ساحر بناها سحرة من أبعاد أعلى داخل الشمس في طريقها، وأصبح مفترس الضوء أقوى وأسرع عندما دخل إلى أعماق الشمس.
لم يتحرك أندار من مكانه حين شنّ هجومه الأول. انطلق شعاع ظلام نقي من عصاه، متتبعًا الثقب الذي تركه مفترس الضوء. استحضر بيده اليسرى سلسلة من الظلام، وربطها بشعاع الظلام. ثم جُرّ إلى قلب العالم الأعلى.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.