السجل البدائي - الفصل 1533
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1533: العاصفة الكبرى تنشأ (3)
عبس سِيد في تأمل، حتى عندما بدأت قواه العقلية الهائلة تكتسح أرض المعجزات. مهما كانت سرعة روميون، لم يكن ليتمكن من الفرار من المجال البدائي عندما أوقفته تلك التعويذة المجهولة.
لقد أظهر هذا الطفل مرارًا وتكرارًا أنه قادر على تحقيق المستحيل، ولكن حتى هذا النوع من المستحيلات يجب أن يكون له حدود، ما لم…
ارتفعت صرخات الألم والغضب من فرع الإلدار البعيد، بينما اجتاحت الاشتباكات أرجاءه، مخلفةً دمارًا لا يُحصى. كانت صرخات الألم والغضب حادةً لدرجة أن سِيد عبس، مما شتت انتباهه عن بحثه.
شعر سِيد بغضب، سنوات لا حصر لها من إيواء هذه الحشرات في مجال الحياة تركت حالتهم العقلية ضعيفة، معظمهم هنا لم يروا المعارك التي أنهت العصر البدائي، أو الدمار الذي أعقب ذلك، لم يكونوا معتادين على انتهاء الحياة بشكل مفاجئ وعشوائي بحيث يمكن لمثل هذا الحدث أن يجلب مثل هذه الصدمة والرعب.
لو لم يكن سِيد منشغلاً بالعثور على روان، لكان يتلذذ بهذه اللحظة. فمن الصعب عليه العيش بجانب هذا الضعف كل هذا الوقت.
كان يعلم أن أصواتًا بارزة عديدة تُصدر صوتًا كالبعوض. مع ذلك، لم يكن سِيد مُركزًا عليها، واندهش قليلًا من قدرتهم على تنظيم أنفسهم والتجمع في هذا المكان بهذه السرعة، مع علمه ببطئ حركتهم في أوقات الأزمات.
تشتتت أفكاره قليلاً عندما شعر بلسعة خفيفة في صدره، ونظر سِيد إلى أسفل ليرى أن شفرة مصنوعة من لهب فضي قد تم ضربها على صدره.
رمش سِيد. بالكاد اخترق النصل جلده، وكان الجرح أقل من بوصة واحدة. كان جزء منه يأمل أن تزداد قوة النصل ليخترق صدره بعمق أكبر، فيشعر بالألم. ما يشعر به الآن مجرد حكة خفيفة، وكانت مُشتتة للانتباه. كان سِيد يُفضل الألم على التهيج.
وبينما تتبع النصل بعينيه إلى يدي حامله، واجه نظرة غاضبة من أحد الإلدار، مولسيف، القديم ذو البنية الجسدية لطفل، ولو لم يكن مشتتًا للغاية لكان سعيدًا لأن هذه الحشرة إستطاع الارتفاع فوق غرائزه الأساسية ومهاجمته بقصد القتل، لكن الكلمات الصادرة من فم مولسيف أضافت فقط إلى الانزعاج الذي كان يشعر به من الحكة من النصل الذي كان لا يزال يحفر في صدره،
“أيها الوغد المجنون. هل لجنونك حدود؟ ماذا فعلت؟ ما الكارثة التي جلبتها على أرضنا؟ هل تعلم كم مات في—”
انزعج سِيد، فأمسك برأس مولسيف، وغطت يده رأس القديم بالكامل، ولم يبدُ من بين أصابع سِيد سوى عينيه، فبدأ سِيد يضغط ببطء. كان هذا الفعل شبه تلقائي؛ كان ذهنه لا يزال مُركزًا على روان، وكانت مولسيف في متناول يده.
بدأ الخوف يدب في تلك العيون التي كانت مليئةً بالغضب الشديد والحسد. لقد عانى مولسيف من مأساةٍ عظيمة؛ فقد كان هو وبقية الإلدار يركزون على العاصفة التي في الأعلى، وخاصةً على حماية أولئك الذين كانوا سيستسلمون لإغراء النظر في تلك العيون الخالدة، ولم يتوقعوا أن موجةً من الدمار ستأتي من خلفهم.
لم تكن لديهم فرصة للرد على الدمار، ولم يكن أمامهم سوى مشاهدة هذه الموجة وهي تجتاح الفرع بأكمله. كانت الخسائر في الأرواح لا تُقدر بثمن. اندفع مولسيف نحو ذاكرة بدائي الحياة، مُدركًا أن مصدر هذه الكارثة لا يمكن أن يأتي إلا من هذا المكان، وأن هذا المجنون هو من دبر كل ذلك.
عند وصوله إلى هنا، توقع أن يرى سببًا كافيًا لسِيد للسماح بهذا الدمار، لأنه من السهل عليه إيقافه، لكن ما رآه هز رجل غير مهتم بحياة شعبه، نظراته بعيدة، يتأمل في أمور لا معنى لها!
لم يدر مولسف من أين اكتسب جرأته للهجوم، فيجب عليه أن يستخدمها كوسيلة لدفع الإلدار إلى نفي هذا الوحش نهائيًا، لكن غضبًا كاد يتحدى المنطق ملأ جسده. استل مولسف سلاحه ومنحه كل ما يملك من قوة، وضرب.
لقد سحق الارتداد الذي واجهه من هذا الفعل جزءًا كبيرًا من مساحته العقلية، وبالكاد ترك خدشًا؛ لم يكن لدى جروحه الوقت للشفاء قبل أن يمسكه سِيد، والآن بدأ مولسيف يعرف الخوف والندم.
انتشرت حكايات كثيرة عن سِيد في عالم الإلدار، وإذا كان جزءٌ منها صحيحًا، فهو مخلوقٌ لا ينبغي التعامل معه إلا بحذرٍ شديد. لماذا وضع نفسه في موقفٍ يعتمد فيه بقاءه على نزوة وحش؟
لم يكن سِيد ينوي قتل هذه الآفة المزعجة، لأن شيئًا ما في روميون أدهشه بشدة. كان على وشك أن يخطر بباله، فاحتاج إلى قليل من الهدوء والسكينة ليدرك ما الذي تدفعه غرائزه إلى ملاحظته.
توجد هناك الكثير من القرائن الصغيرة التي يحتاج إلى تجميعها معًا، لكن القطع الإجمالية هنا معه؛ كان يحتاج فقط إلى تجميعها معًا في نمط منطقي.
كانت الشقوق والفرقعة الخافتة داخل قبضته بينما بدأت جمجمة مولسيف تُسحق ببطء بمثابة بلسم مهدئ لروحه، وبات سِيد على وشك لمس ذلك الشعور بالقلق الذي يشعر به من روميون.
من حقيقة أن عليه أن يحث نفسه عقليًا على الإشارة إليه باسم روميون وليس روان، إلى البدائي المجهول وراء هذا الطفل، إلى إرادته المجهولة، إلى…
كانت هناك قطع كثيرة هنا معه، وأصبح عقل سِيد في حالة من التشويش وهو يجمعها جميعًا بسرعة. كان وعيه بما يحيط به شبه معدوم، لكنه أدرم أن صرخات الغضب المحيطة به قد ازدادت، وهذا ما أسعده. فضّل سِيد الغضب على الخوف. وهذا لأن فريسة مليئة بالخوف تفوح منها رائحة كريهة، وقلب معركتها شبه معدوم.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.