السجل البدائي - الفصل 1531

الفصل 1531: العاصفة الكبرى تنشأ (1)

منح روان لقب حامل العالم من لوحة العالم، مما منحه القدرة على الوصول إلى خارج الواقع وسرقة الأساس الذي يمكن استخدامه لتثبيت بُعد الخالد داخل الواقع.

بدون أن يكون حاملاً للعالم، فإن الخالد الذي يرغب في وضع بعده على الواقع يجب أن يفعل ذلك بقوة جوهره وأثيره فقط، وبغض النظر عن مدى قوته، فإن هذا النوع من الاستهلاك لم يكن مستدامًا على المدى الطويل.

لم يكن روان يعلم إن كان الخالدون الآخرون يعرفون حقيقة قوة حامل العالم الممنوحة لهم من التفرد. كانوا يعتقدون أن أساس بُعدهم ينبع من العدم، وأن القوة التي تُمسك بملكهم قوة غامضة لا يستطيع أي خالد إدراكها.

بعد رؤية الليمبو، أدرك روان أن هذا الأساس المزعوم كان بمثابة اتصال بمكان خارج الواقع لأن العدم والواقع هما نفس المكان، وجهان لعملة واحدة.

لا يمكن لأي خالد أن يضع بعده على الواقع لأن جزءًا أساسيًا من الواقع، جوهره، المعروف الآن بالجوهر البدائي، قد استولى عليه جميع البدائيين الذين يسكنون الواقع، وبالتالي لم يعد هناك أي مكان لبعد جديد.

كان هذا الأساس ببساطة هو الجوهر، وأي مكان خارج الواقع لا يزال يحتوي على هذا الجوهر، والذي هو أكثر من كافٍ لكل الأبعاد التي ظهرت منذ فجر العصر الأسمى لجمعها وصقلها لغرضها.

بالطبع، كان روان يعتقد أن البدائيين سمحوا لهذا الانتشار للأبعاد الجديدة داخل الواقع أن يحدث حتى يتمكنوا من اكتساب المزيد من الجوهر عندما يحين الوقت المناسب، ويعتمد جوهر خطته على هذا العامل.

ومع ذلك، فإن لوحة العالم أعطت هذه السلطة للخالدين، وبغض النظر عن مدى اتساع أساساتهم، بالمقارنة مع روان، الذي كان بُعدًا، كانوا نملًا.

كان روان، وهو يستدعي لقب حامل العالم، يعلم أن التغييرات ستهزّ الواقع بأكمله؛ وقد إعتمد على ذلك. ورغم أنه رأى المستقبل، إلا أنه يعيشه الأن. ومع ذلك، فقد كسب أكثر مما كان يتمنى.

*****

كان روان على دراية بكيفية عمل التفردات؛ فقد عاش مع واحد منهم لملايين السنين، وكانت قوة لوحة العالم، على الرغم من غرابتها، لا تزال مألوفة.

عند تفعيل لقب حامل العالم، شعر أن قوة السلطة الممنوحة له من خلال لوحة العالم بدأت ترتفع حول وعيه مثل العاصفة.

لقد راقبها روان لفترة من الوقت، وهو ينظر عميقًا إلى أسرارها، ولكن بعد أن وصل إلى نقطة معينة لم يعد بإمكانه رؤية المزيد، وبقدر ما أحب الخوض في أسرار هذه السلطة، كان الكثير يعتمد عليها لحدوث أي أخطاء ولذا تركها.

انتشرت هذه السلطة المجهولة منه، وعندما لمست أرض الأصل، تم صدها، وحتى بعد محاولتها عشرات المرات، لم تتمكن من ترسيخ جذورها في أرض أصل روان.

كانت السلطة عنيدة، فشعر روان بانطلاقة هائلة من الطاقة من العدم. عززت هذه الانطلاقة قوة السلطة حتى أصبحت أقوى بمئات المرات. ثم اندفعت نحو الأرض، محدثةً صوت طقطقة مدوية تردد صداها لسنوات ضوئية عديدة.

لم يكن روان على علم بأن داخل العدم، لوحة العالم، التي كانت تسير ببطء على طريق التعافي، بشكل أسرع مما توقعه روان، عانت من ضربة هائلة في هذا الوقت.

كانت أسس هذه التفرد أعظم مما توقعه روان، حيث لم تقم بتوجيه جميع الأبعاد التي حصدتها إلى نجم الهلاك وحده؛ بل تم إنفاق الكثير منها على تعزيز قدراتها حتى تمتلك القدرة على اختراق الواقع الخارجي بقوة كافسة لإرضاء جميع الخالدين الذين يتوقون إلى نعمها.

إن إنشاء العديد من الأساسات يتطلب من لوحة العالم أن تتطور أكثر بكثير مما ينبغي أن يفعله تفرد طبيعية، وهذا جعل روان يقلل من شأن القوة التي تسيطر عليها بعد الإصابة الرهيبة التي ألحقها بها.

بدلاً من مليون عام، ستتعافى لوحة العالم في أقل من عشرة آلاف عام. ومع ذلك، فقد منحت روان بالفعل لقبًا، ولم تستطع استعادته. لذلك عندما حاولت السلطة ربط أرض روان الأصلية بمكان خارج الواقع، لم تُقنعها القوة الممنوحة لخالد عادي، فاضطرت إلى الاستمداد من مصدرها.

تم إيقاف عملية تعافي لوحة العالم حيث تم سحب ما يعادل السلطة التي أنفقتها لإنشاء جميع الأبعاد الموجودة منها في لحظة واحدة!

لو كان للوحة العالم صوت، لصرخت غضبًا وألمًا. ما أُخذ منها قد حُفظ بعناية على مر العصور الصغرى، منذ فجر العصر الأسمى.

بسبب عدم قدرتها على القتال من أجل القوة التي تمتلكها بسبب حالته الحالية، كان لقب روان حرًا في سحب أكبر قدر ممكن من القوة من لوحة العالم حسب حاجته.

أدرك روان هذا التناقض بذكائه، فابتسم. يبدو أن لوحة العالم لا تزال تحتفظ ببعض الأساسات بداخلها.

“بماذا لا أتفاجأ، أنت تعرفين دائمًا كيفية لعب ورقتكِ بالقرب من الصندوق، ولكن هل هذا كل ما لديك لتقدمه؟’.

نظر روان إلى أسفل بخيبة أمل، وعلى الرغم من القدر الهائل من السلطة هنا، إلا أن أرض الأصل ظلت خالية من العيوب.

تنهد. لم يكن الأمر كما لو أنه لم يكن يتوقع شيئًا كهذا. كان يأمل فقط أن يتمكن من إبعاد أطفاله عن الصراع طويلًا، لكن يبدو أن هذا قد لا يكون الحال.

أعاد توجيه هذه السلطة، فأرسلها فوق مدينة شيول، ثم بعثرها على مليارات الكواكب. وباستخدام هذا كدليل، فإنها تتصل بالفضاء خارج الواقع.

شهق روان بانزعاج وهو يشعر بلمسة جوهرية بدأت تتدفق نحو هذه العوالم. كانت مشابهة للجوهر البدائي، لكنها مليئة بشوائب لا تُحصى.

لقد أطلق عليهم اسم الشوائب، ولكن بالنسبة لمعظم الذين لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى مثل هذا المصدر القوي للطاقة، فإن هذا يُشار إليه باسم الكنز، وشعر الأفير والجوهر لديه بالاشمئزاز منه.

لم يتردد روان في منع كل هذه العوالم من لمس هذه الطاقة؛ بل أبقى القناة مفتوحة. لم يكن يعلم إلى أين تقود هذه القناة، لكن من المرجح أنها تقود إلى عالم الليمبو.

على عكس الأبعاد الأخرى التي تفتقر إلى الطاقة لإنشاء أسسها على الواقع، لم يفتقر روان إلى الطاقة لذلك؛ السبب الوحيد الذي جعله يتصل بهذا المكان خارج الواقع هو إلقاء الطعم على السمكة الكبيرة داخل الواقع.

مع فتح الممر إلى خارج الواقع، ووجود قناة لطاقة هائلة، تحرك وعي روان، وأحدث عاصفة. لم يستخدم أيًا من جوهر الأثير الخاص به، بل سحب الطاقة التي اكتسبها من اتصاله بالليمبو.

لن يمر وقت طويل قبل أن يتغير الواقع بأكمله، لأن عاصفته لم تجلب الدمار فقط، بل جلبت القوة أيضًا.

حتى لو كانت هذه القوة ملوثة، فإنها ستكون أكثر من كافية لتغيير شكل الواقع!

الترجمة : كوكبة