السجل البدائي - الفصل 1526

الفصل 1526: أستطيع أن أحمل الجميع

مع أن ذلك ليس واضحًا بسهولة، وخاصةً في العوالم العليا، إلا أن كل شيء كان يتبع قاعدةً ما، توازنًا يُوجِّه سير كل شيء. لقد رأى روان هذه القاعدة في كل مكان، وعاش وفقًا لها، بل وخالفها أيضًا دون مبالاة، والآن، بالنسبة له، إلى حدٍّ ما، أصبحت هذه القواعد هي ما قرر أن يفعله بها.

لا يستطيع الماء أن يستهلك الأكسجين الموجود في الهواء ليحترق كالنار، ولكنه يستطيع أن يوجد في عدة حالات مثل البخار والجليد، ويتبع قواعد فريدة تربطه بشكل معين، وبالتالي فإن بعض الأشياء في الحياة لا يمكنها أن تتغير عما كانت عليه وإلا فإنها ستتحول إلى شيء مختلف.

إذا أراد الماء أن يحرق فيجب أن يتحول إلى لهب.

كون، بُعد، واقع… كل هذه قوية وشاملة، لكن عمليات تفكيرها بطيئة؛ كان بإمكانها احتواء قدرات وسلالات، لكنها لم تكن قادرة على امتلاكها. هذا هو التوازن الذي يُوجِّه كل شيء، لكن روان كان… رجسا.

لقد سمع هذه الكلمة مرات عديدة من أعدائه وكان يكتشف دائمًا أعماقًا جديدة لقواه ويفهم لماذا هذه الكلمات مناسبة جدًا لموقفه الفريد.

كان روان بُعدًا حيًا، لكن كل الأبعاد لديها حياة خاصة بها، على الرغم من أن شكل حياتهم قد يكون غريبًا عما يعتبره معظم الخالدين حياة، وبالتالي باعتباره بُعدًا حيًا فإن وضعه لم يكن خاصًا، على الأقل هذا ما قد يبدو على السطح.

لكن مكانة روان كبُعد حيّ تعني أنه بُعدٌ يمتلك جميع سمات الحياة التي لا ينبغي أن يمتلكها. لم يكن لديه توازن، وهو يُحيط بكل شيء يتجاوز الشكل الذي أُعطي له.

تخيل عالماً لا يستطيع فقط أن يفكر بنفسه بل ويستطيع أيضاً أن يقوي نفسه إلى ارتفاع أعظم، وإذا استدعى الموقف ذلك يستطيع أيضاً أن يحمل السلاح للدفاع ضد الأعداء، مثل هذا العالم سيكون روان.

كان بإمكانه أن يكون نارًا وماءً، موتًا وحياة، إبتكارا ودمارًا… فلماذا نهتم بالحدود التي تعيق الواقع، عندما كان بإمكانه أن يصبح المبتكر والابتكار في نفس الوقت؟

لقد هز هذا الإدراك وعيه عندما اكتشف روان مصيره، وانفتح باب المستوى البعد السابع على مصراعيه.

على الرغم من مواهبه المستحيلة، كان روان يعلم أنه إذا كان قد جلس في مكان واحد ولم يخوض في المخاطر ويجد الفرص في كل مكان حوله، فإنه لم يكن ليتمكن أبدًا من صعود السلم الأبعادي بهذه السرعة.

لقد بنى الأساسات لبُعده الأعلى من خلال المغامرة في أماكن مختلفة كانت أبعد بكثير من بُعده الحالي مثل ليمبو والمجالات البدائية، إلى جانب الخالدين الكثر من الأبعاد العليا الذين قتلهم وصادفهم في حياته، كان روان يحتاج ببساطة إلى العثور على ما يربطه بالعوالم العليا ويمكنه بسهولة شق طريقه عبرها.

‘من المثير للاهتمام أنني وصلت إلى ذروة البعد السادس وتم فتح البعد السابع، إذا استمر هذا النمط فقبل انتهاء هذا العام سأكون من القدماء!”

كان من العار أن يكون مشغولاً بعض الشيء في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر أو السنوات القليلة القادمة قبل اتخاذ قرار آخر، وإلا مع الانتهاء من خططه في الواقع، لكان قد دفع على الفور نحو البعد السابع، ولكن مع الاستخدام الدقيق لوقته، كان روان سيتأكد من أنه تغلب على القدر عندما أتيحت له الفرصة الأولى.

كان الوصول إلى أبعاد أعلى أمرًا بالغ الأهمية لخططه للنجاح، وفضل أن يكون في مستوى القديم عندما تبدأ المعركة ضد البدائيين، وسيكوت أفضل لو أصبح في مستوى البدائي ولكن روان لا يمكن أن يكون جشعًا للغاية مع توقعاته.

على الأقل، شعر أن فهمه للمستويات ذات الأبعاد الأعلى حتى البعد الثامن كان قوياً ويمكنه الوصول إليه في الوقت المناسب، لكن مستوى البعد التاسع كان محاطًا بالضباب، والطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها اختراق هذا الضباب ستكون في المعركة.

لن يتخلى أي بدائي عن أسراره طواعيةً، وسوف يراهن روان ببساطة على قوة سلالاته الأصلية وقدراته العديدة لسد الفجوة بينه وبين البدائيين حتى تكون لديه فرصة للقتال.

****

لامست خيوط وعيه رؤوس جميع تجسيدات سلالته، وبدأ شعور عميق بالارتباط ينمو بينهم جميعًا. امتزج الدم بالحجر، وامتزج النار بالهواء… امتزج الموت بالضحك، وامتزجت الزهور بالألم، وامتزج الجنون بالملح، وامتزجت الأحلام بالعظام…

لقد حدثت تغييرات عميقة لا حصر لها من شأنها أن تضع كل ما أنجزه من قبل في مجال الخلق داخل وعيه، ولعدة لحظات وجيزة، أصيب روان بالجنون عندما تم نقل وعيه إلى حدود لم يرها إلا من بعيد.

“كثير جدًا… إنه كثير جدًا… لكنني لا أزال أريد المزيد!!!!”

سحقت شجاعة روان العقلية حواجز هذا الاندماج، مهما كانت صعوبة تحقيق ذلك، فلم يكن أحدٌ يرغب في ذلك أكثر منه، فقد كان هناك الكثير من الرهانات على انتصاره، ولذلك لم يتوقف عن المضي قدمًا. في هذه المرحلة من حياته، كان الجنون راحةً له، لكن روان لم يكن ليعتمد عليه أبدًا. سيحمل هذا العبئ حتى خط النهاية.

تنهد وعي روان عندما شعر أن إدراكه بدأ يخفت، وأغلق عينيه ليقبل هذه العملية، كان بإمكانه أن يشعر بالاطمئنان من السجل البدائي بأنه سيراقب سلالاته حتى عندما كان غير قادر على القيام بذلك.

مع هذه الموجة من العزاء، انزلق روان إلى ظلام عميق لم يكن سلميًا، بل كان مليئًا بصراخ الموتى ووعد بالفوضى والألم على نطاق هائل لم يُعرف مثله من قبل.

كان بإمكانه أن يسمع اسمه الحقيقي يُهمس في تلك اللحظة بين الصراخات، مثل ترنيمة حزينة أُعِدَّت لاستدعاء نهاية كل شيء، وشعر روان بالألم والرعب من الدمار الذي كان على وشك أن يأتي في قلوب الجميع، الأحياء والأموات… لقد قبلهم جميعًا، صرخاتهم من الخوف والألم، وأخبرهم أنه كان معهم، وأن أحزانهم وكراهيتهم يمكن أن تُلقى على ظهره، وأنه كان قويًا بما يكفي لحملهم جميعًا.

تم دمج سلالاته مع أرضه الأصلية دون صعوبة كبيرة، وعندما فتح روان عينيه، اختفت تجسيدات سلالته وكانت أرضه الأصلية تتحول أمام عينيه.

الترجمة : كوكبة