السجل البدائي - الفصل 1508
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1508: المجالات البدائية (3)
من كل ما يمكن أن يفهمه روان عن بدائي الذاكرة، فقد فضل أن يبقي نفسه بعيدًا عن الأضواء، ولكن هل كان هذا هو الحال؟
مع فهمه الحالي للبدائيين، كان يعلم أن هذه الكيانات ليست حميدة، وإذا كان يفهم أي شيء عن الشر الخالص الموجود خارج الواقع، فلن يقلل أبدًا من شأن أي كائن بدائي واحد، فقد كانوا هنا للنهب، والهدوء لا يعني بالضرورة الخضوع.
ما مقدار ما كان يخفيه “بدائي الذاكرة”، وهل سيتمكن من مواجهة قوة غامضة كهذه؟ لم يكن لدى روان أي سلالة مرتبطة ببدائي الذاكرة، ولم يمتلك أيًا من تقنياته الفطرية، لكن هذا كان سهوًا سعى إلى تصحيحه قريبًا.
كان من الغريب بالنسبة لبدائي الذاكرة أن يحجب تأثيره عن الواقع، على عكس بدائي الشيطان الذي كان محظورًا بشكل أساسي من الواقع، ولكن إذا كان جزء صغير مما يعرفه عن الهاوية العظيمة صحيحًا، فيمكن لروان أن يبرر هذا الفعل.
على الرغم من الصراعات بين المجالات البدائية المهيمنة في الواقع، لا يزال بإمكانهم التعايش مع بعضهم البعض، وتقاسم الموارد وتعزيز أجنداتهم المختلفة دون التسبب في الكثير من الاضطراب في شؤون الآخر، ومع ذلك، كانت طبيعة الهاوية العظيمة هي التهام، وكان الفساد قد تجاوز الحد المطلق والسماح لمجال بدائي الشيطان بالبقاء دون رادع في العوالم العليا هو مثل وضع قطعة من اللحم الدموي أمام ذئب جائع وعدم توقع أن الحيوان لن يستهلكها.
كان بإمكان روان أن يقف وراء فكرة قمع الهاوية العظيمة، وهناك احتمال كبير جدًا لحدوث نتيجة غير معروفة إذا كانت بوابتها مفتوحة بالكامل.
عند النظر إلى الهالة الأخيرة من الهالات البدائية الثلاثة هنا والتي كانت الهالة الأرجوانية التي تنتمي إلى بدائي الزمن، اعتبر أن هذا كان أيضًا وضعًا خاصًا، وفقط مع التمييز الدقيق كان روان قادرًا على ملاحظة أن مصير بدائي الزمن كان تقريبًا نفس مصير الروح البدائية.
في جميع أنحاء العوالم العليا، كانت هناك هالة أرجوانية خافتة بالكاد تُرى، وكان من المفترض أن يكون هذا جسد بدائي الزمن الذي تشتت وقُيّد بسلاسل الإرادة. لقد شاهد هذا الفعل يُمارس في بدائي الزمن، ورآه أيضًا يبتعد، بالكاد يقف على قدميه قبل أن يحاول الاندماج مع مفهوم الشر القادم من خارج الواقع.
إذا كانت الروح البدائية مسجونة داخل بوابات النسيان، فإن بدائي الزمن مسجون في العوالم العليا من قبل كل خالد من أبعاد أعلى موجود، لأنه مع إنشاء خالدين جدد من أبعاد أعلى، ستولد سلاسل إرادة جديدة لربط بدائي الزمن بشكل أكبر.
كان بداخل مدمره مليارات من سلاسل الإرادة وكان قد رأى ما يمكنه فعله ضد بدائي الزمن عندما تم إطلاقه بالكامل.
لا عجب أن هذا البدائي لا يحب شيئًا أكثر من قتل كل خالد موجود، لأنهم جميعًا كانوا سجانيه، وعلى عكس بدائي الفوضى، كان لبدائي الزمن أجندة مختلفة يعتقد روان أنها انحرفت عن ما كان بقية البدائيين يهدفون إليه.
لقد عانى هذان الشقيقان تحت أيدي البدائيين الآخرين، لم يكن لديهما أي مجال أو عبيد، تم قمعهما واستغلالهما، لقد تم السخرية من مجدهما السابق، فهل سيكون من الممكن لروان أن يجرهما إلى قضيته؟
كان هذا تيارًا مثيرًا للاهتمام من الأفكار وينبغي النظر فيه بشكل أعمق.
لم تكن هناك أعداء أبديون، بل مصالح أبدية فقط، وكان روان يُدرك أهمية وضع العناصر المناسبة في أفضل المواقع. بفضل قوته الهائلة، لم يكن عادةً بحاجة للبحث عن حلفاء أو من يشاركونه نفس المصالح، لكن الأمور تتغير، وعليه أن يتغير تبعًا لذلك. لم يعد الأقوى أو الأكثر حكمة في هذه الصراعات، بل هو الطرف الأضعف في كثير من النواحي، وأي ميزة ضرورية.
لن تُجدي هذه الأفكار نفعًا دون مزيد من المعلومات، لذا طردها روان من ذهنه مؤقتًا قبل أن يُقرر المرحلة التالية من تحليله. كانت الخريطة التي تُمثله قد أظهرت له جميع المجالات البدائية، والآن يُمكنه التعمق أكثر.
كان مجال بدائي الذاكرة مخفيًا، لا وجود له في العوالم العليا ولا الدنيا، بل بدا وكأنه في مكان ما بينهما. يكاد المرء يظن أنه غير موجود، لكنه كان موجودًا، وهالته الصفراء تُثبت وجوده.
ظاهريًا، لم يتمكن روان من العثور على أي شيء على خريطته من شأنه أن يظهر مجال بدائي الذاكرة باستثناء الهالة الصفراء، لكن كان لديه بالفعل خطط جاهزة لتغيير كل هذا.
دون الحاجة إلى القيام بأية إيماءات أو التحدث بأي كلمات، ظهرت خلفه سبعة أذرع قوية مصنوعة من طاقات غامضة معقدة قوية لدرجة أن الغرفة المحيطة كانت تنبض بالقوة.
كانت هذه تعويذةٌ يعمل عليها منذ أشهرٍ في الوقت الفعلي، بينما هو داخل عامل الزمن المُتسارع لروحه البعدية، مرّ ما يقارب مليون عام، وكانت من أعقد عمليات صياغة التعاويذ التي قام بها على الإطلاق. لم تكن قد اكتملت بعد، لأنه أراد تثبيتها في جسده البعدي لتتألق قواها الحقيقية، لكن في الوقت الحالي، عليه القيام بذلك.
امتدت هذه الأذرع إلى الأمام مثل الثعابين وبدأت في إجراء حركات معقدة متعددة بأصابعها التسعة النشيطة فوق خريطة الواقع، كل حركة تترك ورائها مسارات من الضوء من شأنها أن تدفع الخالد من البعد السابع إلى الجنون، ولم يمض وقت طويل قبل أن تظهر أولى الروابط التي أجراها في مكانها.
ارتعش أحد الذراعين كما لو أنه أمسك بشيءٍ جوهري، وأمام روان، بدأت هالة بدائي الذاكرة الصفراء، التي كانت غير جوهرية، تتجمع بسرعة، وسرعان ما ظهرت نجمة صفراء داكنة سباعية الرؤوس. اهتزت الطاولة، وازداد هواء الغرفة ثقلاً مع غمرها حضورٌ كثيف.
سُمعت صريرٌ خافتٌ في أرجاء الغرفة، كما لو أنها تتمدد، وظلّ روان ساكنًا لأن هالة هذه النجمة جمّدته في مكانه لفترة قبل أن تستقرّ أخيرًا، وتمكّن من الحركة مجددًا. ما يفعله هنا كان خطيرًا للغاية، وهذا يذكره، كان يتلاعب بقوى بدائي، واحتمال أن يُصاب بحروقٍ كبيرةٌ جدًا.
“بدون المخاطرة لا يوجد مكاسب!”
ذكّر روان نفسه بهذه الكلمات وهو يستعد لما اكتشفه للتو، واتضح أنه أكثر أهمية مما توقع.
الترجمة : كوكبة
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.
السَّامِيّة"/> 
