السجل البدائي - الفصل 1491

الفصل 1491: فجر العصر الأسمى (6)

كان بإمكان إينيد إريك أن تتذكر اللحظة التي أصبح فيها أندار خالدا في البعد الرابع، وكيف بقيت في مكانها لمدة عام واحد للسماح لتأثير شيء مثل هذا أن يغرق في وعيها.

لقد أصبح أندار ساحرًا من البعد الرابع في عمر مائة ألف عام!

عرفت إينيد أنه ربما كان هناك سحرة آخرون في الماضي حققوا مثل هذا الإنجاز؛ لكن المشكلة أنها لم تجد أي ذكر لأي ساحر استطاع فعل ذلك. ألا يجعل هذا ابنها فريدًا في عالم السحرة؟ حتى لو وُضع على خلفية الواقع بأكمله، فأين سيكون مكان أندار؟

لقد شاهدته وهو يتألق في الرتب كساحر ثم أصبح ساحرًا كبيرا حتى قبل أن تتمكن من رمش عينيها، وتجاوزها استغرق عقودًا من الزمن، وعندما أصبح خالدًا من البعد الرابعة، كانت صدمة إينيد مساوية لطموحاتها فقط.

لقد كانت تدرك جيدًا موهبة ابنها العظيمة، وحتى كفاني، فإن موهبته ظلت عظيمة لدرجة أنه لا يمكن التعبير عنها بسهولة، وقد أرسلته بعيدًا إلى عالم صغير ليعيش حياة خالية من كل سياسات وقسوة عالم الساحر، ومع ذلك، أدركت أنه إذا كان أندار سيوقظ موهبته، فسوف يكون ساحرًا عظيمًا، لكن ما لم تتوقعه هو مدى عظمته.

في اللحظة التي دخل فيها أندار العالم الأعلى بالكامل، بدأت إينيد في تعزيز علاقتهما، كانت تعلم أن المسافة والوقت قد أضعفا حواف رابطتهما، ومع ذلك لازالت مصممة على أنها ستقترب من ابنها، وتنصحه في طريقه إلى الأمام بينما تحميه طالما هي قادرة على ذلك.

لقد تركت سرعة زراعة أندار المذهلة أي خطط لديها للحماية خلفها، وسرعان ما لم تعد قادرة حتى على رؤية ظلاله؛ كان من الجيد أنها لم تتأخر في تنمية رابطتهما لأنه عندما أصبح أندار خالدًا من البعد الرابع، فإن أول شخص جاء ليجده هو هي.

أعلنت إينيد على الفور ولائها له وبدأت في إجبار عائلة إريك على اتباع لواء ابنها، وكانت قادرة على جذب جزء كبير إلى جانبه، ولكن هناك العديد من بين عائلتها، بعضهم من السحرة من البعد الرابع الذين رفضوا اتباع قيادة أندار.

تقدمت نحو ابنها وأخبرته أنه لكي يشمل نفوذه العائلة بأكملها، عليه أن يكون سيد برج، وهو لقبٌ يمكن لأي ساحر قوي من البعد الرابع أن يحصل عليه. لم يكن هناك سيد برج في عائلة إريك، وإذا أصبح واحدًا، فحتى أسلافهم القدامى سيتبعونه.

لكن أندار قد رفض، قائلاً إنه يحتاج إلى الترقي للأمام ولا يريد أن يكون مقيدًا بحكم الأكوان في العوالم السفلية على الرغم من الفوائد التي يتمتع بها جميع سادة البرج مثل الوصول إلى الأثير البدائي لهذا الكون.

لقد كانت هذه الأخبار مدمرة بالنسبة لها، كان أندار صغيرًا جدًا بحيث لا يفهم الموارد الهائلة اللازمة لتسلق السلم البعدي، ومواهبه لن تأخذه بعيدًا، ومع ذلك، كانت حكيمة بما يكفي لعدم إثارة غضب ابنها بشأن هذه المسألة، فهو لا يزال صغيرًا وتوقعت أنه إذا لم يرَ الكثير من التقدم كما إستمتع به عادةً، فسوف يقبل عرضها ويقاتل من أجل فرصة أن يصبح سيد البرج، قبل ذلك سيكون من الجيد أن تستعد لطريقه.

كما دفع صعود أندار السريع إينيد إلى أخذ زراعتها على محمل الجد، كانت عبقرية عظيمة مع فن التأمل بدرجة القدر السماوي، وقد أبهرت مواهبها قلوب الكثيرين، وبدأت ببطء في كسر الحواجز على تقدمها، وارتفعت بسرعة من رئيسة السحرة ذات النجمة الواحدة إلى رئيسة السحرة ذات الثلاث نجوم، وبدأت إمكانية أن تصبح خالدة من البعد الرابع تظهر في قلبها مع ظهور طموحات جديدة.

بعد مئتي ألف عام، أصبح أندار خالدًا من البعد الخامس. إذا كان الخبر السابق أشبه بانفجار قنبلة في وسط صحراء شاسعة، فإن هذا الخبر أشبه بزلزال دمّر قارة بأكملها.

يعتبر عبور سُلّم الأبعاد إنجازًا نادرًا ما يتمكن من تحقيقه الخالدون من بين جموع غفيرة، ولم يكن سوى جزء ضئيل من الخالدين ليبلغ هذا المستوى، وعند هذه النقطة، يعد الوصول إلى حالة البعد الخامس تحديًا أكبر، لم يستطع سوى قلة من الخالدين من البعد الرابع إدراكه.

وهذا يتطلب فهمًا كبيرًا للفضاء والواقع حتى تتمكن إرادتك من السيطرة على الفضاء نفسه، ويصبح الواقع لعبتك.

كانت عائلة إريك قديمة، لكن الأعظم بين رتبتهم كان ساحرًا من البعد السادس والذي لقي حتفه منذ فترة طويلة في حرب منذ عصور عديدة، والآن لم يتبق سوى ثلاثة سحرة من البعد الرابع في هذه العائلة، وأصبح أندار ساحرًا من البعد الخامس في وقت قصير جدًا وأصبح الرئيس الفعلي للعائلة بلا شك.

لم يكن بحاجة إلى الإكراه أو القتال على اللقب، لقد وصل ببساطة إلى مستوى لن يصل إليه أغلب السحرة في حياتهم كلها، وقد حل هذه المشكلة.

إذا كان لدى إينيد أي طموح للوقوف بجانب أندار من قبل، فقد تم التخلص من هذه الطموحات؛ كانت تعلم أنها لم تعد تقف أمام مجرد ساحر؛ بالهذه أسطورة في طور الصنع، أسطورة لن تهز عالم السحرة فحسب، بل كل الواقع إلى جانبه.

منذ تلك اللحظة فصاعدًا، وجدت هدفها في الحياة، ستكون رسولة لابنها، أعظم ساحر عاش على الإطلاق، ولن يقنعها أحد في الوجود بأن هذا ليس هو الحال، حتى إنديريوس نفسه.

كان هدف كل ساحر يتمتع بموهبة كبيرة بما يكفي هو الوصول إلى البرج الأعلى في وسط العالم، وكانت إينيد تعتقد أنه إذا وجد هناك أي ساحر مناسب لهذه الفرصة، فهو أندار.

لقد كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لها عندما جاء اتصال من إنديريوس، الساحر الأعلى، بأنه لأول مرة في تاريخ الساحر، سيكون هناك منح لقب أعلى لأندار، العرش اللانهائي.

أعلنت هذا اللقب بسعادة كبيرة لابنها، دون أن تشعر بالقشعريرة التي أصابت عموده الفقري.

الترجمة : كوكبة